ناار هدنه (الفصل الواحد والثلاثون)

في قلب العاصفة، حين يعلو صخب الأيام ويشتد وطأتها، نحتاج إلى من يبعث السلام في أرواحنا، من يزرع الهدوء في أعماقنا ويذكّرنا بأن الحياة ليست دائمًا قاسية، وأن هناك ضوءًا خلف كل سحابة مظلمة. نحتاج إلى من يسمعنا بقلبه، لا بعيناه أو أذنه فحسب، إلى من يمدنا بكلمة واحدة أو بضمة حنان، في لحظة نخشى أن نغرق فيها وحدنا.
نحتاج لمن يلتقط همس أحزاننا وسط ضجيج ضحكاتنا العالية، لمن يحطم جدار الوحدة الذي بنيناه حولنا، ليخبرنا بلا كلام، أن هناك من يهتم بنا حقًا، حتى وإن لم يفعل شيئًا بعد. الحب قد يكون مرة واحدة، يلمس الروح ثم يتركها، لكن الأمان… نحتاجه آلاف المرات، نحتاجه كما نحتاج النفس للتنفس.
هناك من يكون معك، لأنه يرفض أن يراك في أي مكان سوى جانبه، لأنه لا يريد أن يتركك لغيره.
وهناك من يكون معك، لأنه لم يجد غيرك، لأنه صادف قلبك في الطريق، فظل متمسكًا بما وجد.
وهناك من يكون معك حتى يأتي من هو أكثر قدرًا على البقاء، حتى يأتي من سيحمل لك دفءً أكبر وأمانًا أعمق.
في كل هؤلاء، وفي كل لحظة، ندرك أن الأمان ليس مجرد شعور، بل حضن متواصل، وكلمة صادقة، وابتسامة تهبك الحياة من جديد. وأنه مهما فرقنا الزمان والمكان، فالأمان الحقيقي يترك أثره في الروح، ويبقى مثل نهر هادئ، يروي قلوبنا مهما جف العالم من حولنا.
في فيلا سلطان الهواري…
الهاتف لم يتوقف عن الرنين… زفر سلطان بحنق عميق، وأمسك الهاتف من على الطاولة، أمعن النظر فيه لحظة، وعيناه مشحونتان بالغضب المتفجر، قبل أن يقفز من الفراش جالسًا، ووجهه يلمع بالغضب والاشتعال الداخلي:
إنت كده جبت آخرك يا ابن المرة المـ*!
نظر إلى ضي التي كانت نائمة بعمق، وجهها لا يزال شاحب قليلًا، أغمض عينيه بقهر يذيب القلب، ثم مال عليها وقبل جبينها برقة، وهمس بصوت خافت لكنه مليء بالحب والاعتذار: حقك عليا يا قلبي…
تنهد بحرقه، وسحب ذراعها من تحت جسدها بهدوء، ونهض بخطوات ثقيلة، أغلق باب الغرفة خلفه، وعبث بهاتفه بيده الأخرى، رافعه إلى أذنه، وغمغم بغضب مكتوم: العلـ* ابن المرة الشـ*… بعتلي صور لضي متفبركة!
صوت جلال خرج من الطرف الآخر، متحشرجًا من آثار النوم والدهشة: الله يخربيتك… أنا عملت إيه في حياتي… أصحى على صوتك ده وكلامك الزبالة ده!
رفع سلطان حاجبه بغضب شديد، وهدر : أنا غلطان إني بكلمك… اقفل!
رد جلال بحنق وتهكم: غور يا عم!
أغلق جلال الهاتف، وغمغم باستهزاء: الله يحرقك…
القي جلال الهاتف بحنق، نظر إلى زاد التي كانت نائمة على صدره بعمق، رفع وجهها برفق، وابتسم بابتسامة تختلط فيها الغضب بالحنان، قبل أن يلتهم شفتيها بقبلة عميقة، وسحب الغطاء ليغطيها، وهمس بصوت متقطع لكنه مليء بالمشاعر: كان يوم مهبب لما عرفتك يا هلس…
عند سلطان
عض شفته بغيظ مكتوم، وغمغم بين نفسه بصوت يختلط فيه الغضب بالقهر: ماشي… وربنا لجبهالك من فوق… وانكد عليك!
عبث بالهاتف ورفعه إلى أذنه لحظات، وغمغم بصوت متحشرج: باشا العالم…
رد فريد بصوت أجش من آثار النوم: إيه يا سلطان… أكيد مكنتش معاك فالحلم …ده حتى ميصحش يا جدع!
ضحك سلطان بنزق، وهمس بغضب مختلط بالحنين:
والله وحشني!
حرك فريد يده علي ظهر عهد العاري ورد فريد بحنق: يا عر*… انت مصحيني دلوقتي عشان تقول لي وحشني؟! متشوفش وحش…
دفن وجهه ف عنقها يتنفس رائحتها بهوس مباح وغمغم بصوت متحشرج مشحون بنيران عشقه : روح اصطبح يا سلطان… أنا الصبح مش بكون فاضي!
هدر سلطان بغضب يكاد يخرجه من صمته المكتوم:
يا باشا… ولا بالليل فاضي… أنا عايز أعرف بتشتغل إمتى!
مرر فريد اصبعه علي ذراع عهد بحركه دائريه مثيره.. ورد ببرود حاد منافي للحراره التي تلف جسده وصوته يقطع الصمت: لسه جاي من السفر من يومين يا عر*… وكمان مراتي لسه والده من كام شهر… واتروقت فيهم هتنق عليا… هسبلك!
غمغم سلطان بصوت خافت لكنه مشحون بالتهديد المكتوم: تصدق صعبت عليا… بس رنيت عشان جلال مش طايقني… والخو* ابن المرة بعتلي صور لضي متفبركة… وأنا بقلك هسافر… وأجيبه من تحت الأرض… وهجز رقبته… باتلم سكينة عندي… عشان يحس بألم… محدش حسه قبله!
فتح فريد عينيه بحنق، وهتف ببرود مستفز: خلصت!
أومأ سلطان، وصدره يعلو ويهبط بانفعال مكتوم، وهتف:
أيوه… خلصت!
رد فريد بنزق، وهو يسحب نفسه من بين أحضان عهد بهدوء.. وصوته يختلط بالغضب : خليك زي ما انت… أنا جيلك!
أومأ سلطان برأسه، وهمس: تنور يا باشا…
أغلق سلطان الهاتف، وبدأ يدور حول نفسه بغضب شديد، كلما تذكر تلك الصور شعر بأن ذئاب تتسابق داخله،
تلتهم قلبه بلا رحمة، وكل نبضة تحمل غضبا، شوقا، وحماية لا يعرف حدودها… كان الداخل كله مشحونًا برغبة في الانتقام،
وفي الوقت نفسه بحماية ضي من أي أذى، وكأن قلبه يرفض أن تسمح له الظروف بأي لحظة ضعف أو تهاون.
مر وقت قصير،
ودق الباب. نهض سلطان بخطوات متثاقلة، وفتح الباب ليطل فريد، ونزع نظارته عن وجهه وغمغم بصوت هادئ لكنه متجه نحو الصرامة: صباح الفل.
أومأ سلطان برأسه، ابتسامة خفيفة على شفتيه، وقال:
صباح الورد… اتفضل يا باشا.
دلف خلفه جلال، وغمغم بحنق واضح: صباح الزفت علي دماغك.
كتم سلطان ضحكته بصعوبة، وهتف بصوت عال: صباح الهنا!
قلب جلال عينيه بضيق، وهمس ساخرا: هلس!
سحب فريد جلال من مكانه وغمغم بعبث: تعال بس يا حليوه … خلينا نخلص، عايز اروح قبل ما عهد تصحى.
تحرك جلال معه على مضض، وهمس بتذمر: الساعة ستة يا صياد… أنا حاسس دماغي لسه نايمة في السرير.
غمز له فريد بعبث، وهمس: طيب هتلي دماغك من حضن بلوتك وركز معايا.
هز جلال رأسه بنزق، وهتف باستياء: مش راضي يجي يا فريد!
ضحك سلطان بصخب، وصرخ: جامدة أوي يا اختي!
نظر له جلال بحنق، وصاح: اتلم يا هلس… أبوك لابو اختك في الأرض!
نظر فريد إليه بنزق، وصرخ: طيب يلا… كلوا في بعض… أنا ماشي!
تمسك به سلطان وجلال، وهتف بصوت حازم لكنه مرح:
خلاص يا دنجوان… أنا فوقت اهو!
أومأ سلطان برأسه، وهمس مبتسمًا: وانا كمان.
رفع فريد حاجبه، وهو يتحرك إلى الداخل، وهتف بامتعاض ممزوج بالسخرية: تعالوا نقعد… الله يهدكم… أنا كل مصاحب حد ينكد عليا عيشتي… دانا تايب يارب!
تحرك جلال خلف فريد، وأغلق سلطان الباب خلفهما، وجلسوا معًا في هدوء مشحون بالمشاعر المختلفة: توتر، حماس،
هتف سلطان بنزق، ويده تضرب علي رأسه بغضب :
أنا عارف إني بتقل عليكم… بس من الأول لما قررت أبطل كنت عارف إنكم مش هتسبوني.
ربت فريد على ساقه، وهتف بمرح وحنان: لا يا حبيب أخوك… أنا بهزر! من اول جلال جابك لي وأنا فرحت بيك لما قررت تتوب… وكمان المصنع هيشتغل لمصلحة جيش بلدك… وده حاجة كويسة.
ابتسم سلطان بحنين عميق، وعيناه تلمعان بذكريات وحب: كل ده بسبب ضي… أنا من غيرها معرفش كانت حياتي عاملة إزاي.
ابتسم فريد بحب، وعيناه تتلألأ بعشق يملأ جسده كله:
ساعات الواحد يكون غرقان ويفكر إن دي النهاية… بس ربنا يبعتلك اللي ياخد بايدك… وينضفك… ويخليك بني آدم.
نظر لها جلال بحنق، وهمس بعبث: طيب… نتصل على أسامة منير ونعمل برنامج همسات عشاق الساعة ستة الصبح، ونسيب شغلنا!
ضحك فريد وسلطان بصخب، وهتف فريد:وانت زعلان ليه يا حليوه! الله يرحم… لفيت نص الكرة الأرضية عشان البلوة بتاعتك.
ضحك جلال بعبث وقال: البركة فيك… بهت علينا.
رد سلطان بتفكير، وعيناه تلمعان بالغضب: المهم… أنا عايز أسافرله ابن العـ**… وأدور عليه.
هز فريد رأسه بالنفي، وهمس: وتدور ليه… وهو هيجيلك لحد عندك.
نظر له سلطان وغمغم بتفكير: لحد عندي…
حك فريد بجانب فمه، وقال: كل حاجة جاهزة… وهنجيب رجالهم… وتمسكهم جماعة… انت وجلال هتسافرو… والموضوع هنا في الأرض الباردة… والباقي عليا… أنا هنا… اتفقنا؟
أومأ سلطان برأسه بحزم:وأنا مستعد.
غمز له فريد، وغمغم مبتسمًا: تعجبني.
التفت سلطان على صوت ضي وهي تنزل الدرج ببطء، حذرًا، تبحث عنه بعينيها الواسعتين. نهض سلطان واقترب منها، وهمس بحنان: حبيبي… براحه… قومتي من السرير ليه؟
حملها بين ذراعيه برفق، وتحرك بها إلى الأعلى مرة أخرى، وغمغم متأسفًا: معلش يا جدعان…
سحب فريد هاتفه وحدق به، وهمس: بسرعة يا حبيبي… أنجز!
رفع جلال حاجبه بدهشة، وهمس مستفز : مين ده؟
رفع فريد عينيه من هاتفه، وهمس مبتسمًا:يعني ايه ده مين؟! ما سلطان يا جلال؟! انت الصحين بدري… ممرمطك.
هز جلال رأسه، وتمتم متذمرًا: شوفته… هو بيكلمه… مش هو اللي كان بيجعر في ودني الصبح.
ابتسم فريد، وقال بنبرة محبة: طيب… وانت مراته عشان يتنحنج معاك… وبعدين الراجل الجدع اللي مع الدنيا كلها حاجة… ومع أهل بيته حاجة… ودي أكتر حاجة عجبتني في سلطان.
لو جلال شفته بحنق، وغمغم: من وقت ما حضن زاد في الفرح… وأنا مش طايقه… ولا بالع.
ضحك فريد بصخب، وهتف بصوت مرح: غيران يا عم… الحليوه العاشق !
فالأعلى،
دلف سلطان إلى الغرفة، ووضع ضي على السرير بحرص شديد، يديه تحيط بها برفق، وعيناه تراقبانها بقلق وحب. مسح على شعرها بحنان، وهمس بصوت خافت ممتلئ بالدفء: بتقومي من السرير ليه بس، وانتي تعبانة؟
هزت رأسها بالنفي، وهمسة بخفوت: أنا كويسة، حبيبي… بس قلقة عليك.
مرر يده على وجنتها، وهمس: اه يا قلبي… أمي دعتلي إن جناب الحلو يقلق عليا.
قبلته برقة على وجنته، وهمسة بابتسامة خافتة: وانا ربنا بيحبني أوي عشان عوضني بيك.
عض شفته بعبث، وهمس بمزيج من اللعب والشغف:
طيب… بنفع كده تولعي فيا، وانا مش هقدر حتي أرد عليكي دلوقتي… واشرب منك بدل ما هموت من العطش كده.
عضت شفته بخجل، ولكزته بخفة، وهمسة بصوت خافت:
اتلم.
رفع حاجبه بعبث، وغمغم: ادخله ينسيكي الهم.
ضحكت بغنج، وبصوت صاخب من السعادة، لكنه كتم فمها بسرعة بقبلة عميقة، التهم شفتيها برقة، وهمس في أذنها: الرجالة تحت يا بت.
عضت شفته بخجل، وهمسة: انت اللي بتضحكني… يلا روح لأصحابك…
أومأ برأسه، وغمزه بعبث، وهمس: حاضر… هتترحمي مني اليومين دول يا ضيو.
لكزته بخفة، وهمسة بصوت خافت: روح بقى.
أومأ برأسه مرة أخرى، وتحرك إلى الأسفل من جديد، تاركًا وراءه دفء اللحظة، وخيوط الشغف والحنان التي ملأت الغرفة.
……..
صباحا في شقة عمار البدري،
فتحت روجيدا عينيها على ضوء الشمس الذي غمر الغرفة، فشعرت بالألم يتدفق معها في كل خلية من جسدها…
استغرق قلبها لحظات لتسترجع ما حدث بالأمس… كل ما ارتبط بالحب والفقد. امتلأت عيناها بالدموع، تقطر على جانبي وجهها، وغمغمت بصوت مبحوح:
“Ibrahim… Ibrahim…
“إبراهيم… إبراهيم…”
لحظات، حتى علت شهقتها، وصوت نحيبها الحاد أيقظ كارمن من نومها. رفعت رأسها بنظرة قلقة ومدت يدها نحوها:
“Finally you woke up, dear. Thank God.”
“أخيرًا صحيتي يا عزيزتي. الحمد لله.”
انتفضت روجيدا بغضب شديد، وصرخت بصوت متحشرج:
“Stay away from me! Don’t touch me! I want Ibrahim!”
“ابتعدي عني! لا تلمسيني! أنا أريد إبراهيم!”
حاولت كارمن التمسك بها بهدوء:
“Rojda, calm down. You are sick and the doctor asked for rest.”
“روجيدا، اهدي. أنتي مريضة والطبيب قال عليكي بالراحة.”
نزعت روجيدا يد والدتها من قبضتها، وصاحت بنحيب:
“Leave me and stop acting! Do you care about my comfort? Why don’t you tell me the truth? You know that I love him and my heart was attached to him before I even saw him. Why did you leave me?”
“اتركيني وكفي تمثيل! هل يهمك راحتي؟ لماذا لم تخبريني بالحقيقة؟ أنتي تعلمين أنني أحبه وقلبي تعلق به قبل أن أراه. لماذا تركتني؟”
هزت كارمن رأسها بالنفي وهمسة بحزن:
“When I imagined that you loved him, I thought that you admired him like thousands of admirers.”
“لم اكن أتخيل أنك تحبينه بهذا الشكل، ظننت أنك مجرد معجبة به مثل آلاف المعجبين.”
نهضت روجيدا وهي تتمايل من شدة الألم، وصرخت بجنون:
“You are lying! I told you over and over again that I love him. If you tell me now differently, what should I do? I love my brother and I don’t want anyone else. I don’t see any other man but him. What should I do?”
“أنتِ تكذبين! لقد أخبرتك مرارًا وتكرارًا أنني أحبه. إذا قلتي لي الآن شيئًا مختلفًا، ماذا أفعل؟ أنا أحب أخي ولا أريد أحدًا غيره. لا أرى رجلاً آخر سواه. ماذا أفعل؟”
جحظت عينا كارمن وهي ترى الدماء تنساب من عنق روجيدا، اندفعت نحوها، وصرخت بذهول وخوف:
“Oh my God! You’re bleeding! Your wound has opened, you… oh crazy!”
“يا إلهي! أنتي تنزفين! لقد فتح جرحك… يا مجنونة!”
اندفع عمار وآيه إلى الغرفة على صوت صراخ كارمن، واصطدما بمشهد روجيدا وهي تترنح، غارقة في دمائها، كأن الألم نفسه يحاول اقتلاعها من جسدها.
اقترب عمار بسرعة، والتقطها بين ذراعيه بقوة، وصرخ بقلق:
“Aya, help me! Quickly, bring the first aid kit!”
“آيه، ساعديني! بسرعة، احضري علبة الإسعافات!”
ركضت آيه، ووجهها مشوب بالفزع، بينما تمسكت روجيدا بعمار، وغمغمت بدموع متقطعة:
“Ibrahim… I want Ibrahim…”
“إبراهيم… أريد إبراهيم…”
هز عمار رأسه، وهمس بحنان:
“Ok, relax, Rojda.”
“حسنًا، اهدي يا روجيدا.”
اقتربت كارمن ودموعها تنهمر على وجنتيها، ومدت يدها لتلمس روجيدا بلطف وهمسة:
“Dear, we should go to the hospital.”
“عزيزتي، يجب أن نذهب إلى المستشفى.”
سحبت روجيدا يدها بعنف، وصرخت:
“No! I just want Ibrahim!”
“لا! أنا أريد فقط إبراهيم!”
عادت آيه وهي تحمل علبة الإسعافات، وصرخت بفزع:
“Here, take it, Ammar!”
“ها هي، خذها يا عمار!”
بدأ عمار وآيه يضمدان جرح روجيدا بحذر شديد، كل حركة منهما تحمل خوفًا وحرصًا، وكل لمسة تبدو محاولة لوقف الألم الذي ينهش قلبها وجسدها معًا.
في الخارج،
دلف إبراهيم بخطوات ثقيلة، كأن الهم والوجع تكبلانه، وكل خطوة تثقل قلبه أكثر من الأخرى…
فجأة تجمد جسده بعنف عند سماعه صوت روجيدا وهي تتألم، للحظة انسلخ عقله عن الواقع، ونسى كل ما حدث، وركض نحو الغرفة وهتف:
“Rojda, my love! What’s wrong?”
“روجيدا، حبيبتي! ما الذي يحدث؟”
دخل الغرفة، وجحظت عينيه برعب وهو يرى روجيدا، ملابسها ملوثة بالدماء، وجرحها مفتوحًا، بينما يحاول عمار تضمده. شهقت روجيدا وحاولت النهوض، فاندفع إبراهيم نحوها، وصرخ بفزع:
“Don’t move! Wait!”
“لا تتحركي! انتظري!”
ضمها بين ذراعيه، وتمسكت به ودموعها تنهمر على وجنتيها، وصاحت:
“Ibrahim… you are my love!”
“إبراهيم… أنت حبيبي!”
مسح على شعرها بحنان، وقبلها على رأسها بنحيب حاد وهمس:
“I’m here, my love.”
“أنا هنا، حبيبي.”
تمسك عمار بأخيه، وصوته المبحوح المملوء بالألم خرج:
“Ibrahim… this is not right! Rojda is not just your beloved. Control yourself!”
“إبراهيم… هذا ليس صحيحًا! روجيدا ليست حبيبتك. امسك نفسك!”
أغلق إبراهيم عينيه بقهر، وغمغم:
“I can’t, Ammar… I don’t feel she’s my sister…”
“لا أستطيع، عمار… لا أشعر أنها أختي…”
حاولت كارمن سحب روجيدا من بين أحضان إبراهيم، وغمغمت بدموع متقطعة:
“Rojda…”
“روجيدا…”
هزت روجيدا رأسها بفزع هستيري، وتمسكت بقميص إبراهيم، وصاحت:
“No, no, no!”
“لا، لا، لا!”
تمسك بها إبراهيم، وصاح وعيناه تتوهجان شررًا من الغضب والحماية:
“Leave it! Don’t touch her!”
“اتركيها! لا تلمسيها!”
تراجعت كارمن، تنحب بحرقة، والإحساس بالذنب والألم يفتك بها، بينما الغرفة امتلأت بالتوتر والهلع، والقلوب تنبض بالخوف على روجيدا…
ربت عمار على ظهر أخيه، كأن كل شدة يده محاولة لامتصاص الغضب والفزع معًا، وهمس بصوت ممزوج بالقلق والمرارة: حبيبي… مينفعش كده، إحنا مش هنلعب في الحته دي ده اكبر غلط يا ابراهيم !!
تدخلت كارمن بصوت خافت، منهك بالدموع والندم:
عندك حق… هي مش أختك.
التفت الجميع إليها بدهشة، وعين عمار تحترق بالغضب، وقد ارتفعت حنجرته بالتحذير: انتي فاكرة اللعبة دي هتعدي كده؟ أنا بحذرك… الموضوع ده فيه موت، أنتي فاهمه كويس.
ارتجفت كارمن، ودموعها تسقط بغزارة، وهمسة بصوت متقطع من الألم: مش أختكم… لكن أنا اللي ربيتها… كانت أمها طلبت مني قبل ما تموت أن أخفي الحقيقة عن روجيدا… كنت مضطرة أوفي بوعدي.
شد إبراهيم روجيدا بقوة، وصوته مبحوح ومشحون بالصدمة: مش أختي… أنا كنت حاسس إنها مش أختي… مش قادرة أستوعب.
تمسكت روجيدا به، وكأنها تحاول أن تمسك العالم كله بين ذراعيه، وصرخ عمار بعنف مختلط بالوجع: يبقى روجيدا… بنت مين؟
بلعت كارمن لعابها بصعوبة، عينها تلمع بالحرقة والذنب، وهمسة بصوت منخفض ومكسور:أنا متجوزتش من بعض عثمان ولا حتي حبيت غيره .. روجيدا بنت صديقة لي… ماتت وهي بتولد، وأبو روجيدا مات في الحرب… صديقتي ماتت بسببي وهي بتحاول تنقذ حياتي… وعدتها قبل ما تموت أني هربي بنتها وما سبهاش…
ضحك عمار بتهكم مرير، وكأن صدق القصة تخرجه عن السيطرة: غريبة… وصدقتك؟
نظرت له كارمن، ودموعها تتساقط على وجنتيها، بعينين مليئتين بالندم، وغمغمت:عمار… أنا عارفة إني مكنتش الأم اللي تستحقوها… وكنت غلطانة… يمكن عقابي هو إني أعيش اللي باقي من عمري لوحدي… وأموت لوحدي.
ابتعدت لحظة، لكن عمار أومأ بجمود، صوته كأنه يحكم على نفسه قبل الآخرين: يمكن العقاب ده يكفر عن ذنبك…
تمسكت آيه بذراع عمار، وهمسة بصوت خافت كنسمة: حبيبي…
نظر لها عمار بعينين باردتين، لكن خلفهما شعور ثقيل بالمسؤولية، وقال بصوت كأنه يقنع نفسه: كده… أحسن لينا كلنا.
امتلأت الغرفة بصمت متوتر، كل قلب ينبض بالصدمة، كل نفس يختنق بين الغضب والحزن والخوف، والوجوه كلها تحاول فهم حقيقة روجيدا الجديدة، الحقيقة التي ستغير كل شيء إلى الأبد.
انزلقت دموع إبراهيم على وجنتيه ، ووجعه يثقل صدره، وهو يراقب كارمن وهي تجمع متعلقاتها بصمت وحزن…
وقف للحظة، كأن الزمن قد تجمد حوله، ونظرت إليه روجيدا بدهشة، وارتجفت شفتاها وهي تسأله بصوت مبحوح:
“What’s happening, Ibrahim?”
“ماذا يحدث، إبراهيم؟”
أغلق إبراهيم عينيه، وصوته خرج ممزوجًا بالوجع والحسم:
“What happens is good for everyone.”
“ما يحدث هو الأفضل للجميع.”
دهشت روجيدا، لكنه أومأ برأسه بثقة، كأن الكلمات التي سمعتها ستغير حياتها للأبد:
نظر له ابراهيم وغمغم بصوت متحشرج:
“You are not my sister, Rojda.”
“أنتِ لستِ أختي، روجيدا.”
فتحت روجيدا فمها بدهشة، وارتجف صوتها حين حاولت الكلام:
“What?”
“ماذا؟”
ضحك إبراهيم ضحكة ممزوجة بالشغف والغضب، وهمس بصوت أجش:
“You want me to prove it to you?”
“تريدين أن أثبت لكِ؟”
أومأت روجيدا برأسها بتردد، وارتجف قلبها:
“Of course, Ibrahim.”
“بالطبع، إبراهيم.”
اقترب إبراهيم ببطء، كأن كل لحظه تعكس صراع بين العقل والشغف، وضم شفتيها بقبلة عميقة، كأنه يستعيد كل لحظة فقدها وكل نبضة حب محرومة…
شهقت آيه بخجل واندفعت إلى الخارج،
نظرت كارمن إليهم، ودموعها تنهمر بغزارة، وغادرت بصمت ثقيل، تاركة المكان مملوءًا بالصدمة والحرارة المكبوتة…
رفع عمار حاجبه بخفة، وقبض على ياقة إبراهيم من الخلف، وصرخ بدهشة وغضب مخلوط بالمرح: يخربيتك… انت اتجننت!
شهقت روجيدا، بينما هز إبراهيم رأسه بالنفي، وغمغم بصوت مبحوح، كأن الكلمات تقطر صراحة وشغف:
هتجوزها يا عمار…
لكزه عمار بخفة، وهدر بنبرة صارمة لكنها مرحة:
لما تتجوزها يا حبيبي… اتلم!
أومأ إبراهيم برأسه، وقال بتردد وهدوء ممزوج بالعبث : حاضر… طيب… ممكن تسيبني… اعرض عليها الجواز وتشوف آيه… هربت ولا إيه؟
نظر له عمار، ورفع حاجبه بشك، وهمس بتنهيدة ممزوجة بالدهشة: انت بتوزعني يالا؟
هز إبراهيم رأسه بالنفي، وابتسم بعبث: لا والله… أنا هعرض عليها الجواز… مش ههرب معها.
دفعه عمار بخفة، وغمغم بصوت صارم: طيب… اتلم… ودوق بس… متحفش يا حبيبي!
غمزه إبراهيم، وهمس مبتسمًا: حاضر… متخفش… أخوك راجل والله.
أومأ عمار، وتحرك إلى الخارج، وهتف بنبرة مختلطة بين الحزم والمرح: لما نشوف!
جلس إبراهيم أمام روجيدا، وعيناه تتأملانها بدهشة وحيرة، وصوته خرج مبحوحًا، ممزوجًا بالشغف والدهشة الداخلية: ازاي… الشفايف دي… كانت هتكون اختي دي بتاعتي… واتخلقت عشاني؟
ابتسمت روجيدا بخجل وحب، وهمسة:
“What are you saying, Ibrahim?”
“ماذا تقول، إبراهيم؟”
اقترب إبراهيم أكثر، وهمس ببطء، صوته ممزوج بالحنين والشغف:
“I’ll tell you again… every word, every feeling… is only for you.”
“سأخبرك مرة أخرى… كل كلمة، كل شعور… هو لك وحدك.”
نظرت له روجيدا بصمت ، قلبها يخفق بعنف، وعيناها تلمعان بالشغف والخوف معًا، وهي تشعر أن هذا اللقاء سيترك أثره العميق على حياتها إلى الأبد.
ابتلع إبراهيم شفتي روجيدا بقبلة أعمق، نارية، يشتعل فيها كل بشغف مختبئ بقلبه، ولف ذراعه حول خصرها كما لو كان يريد أن يدمج جسده بجسدها إلى الأبد…
قبض على شعرها برقة تحاكي الحنان والعاطفة المختلطة بالغضب والغيرة، وامتزجت شفاهها بشفتيه بجنون، كأن العالم كله توقف للحظة، وكل شيء آخر أصبح هامشيًا أمام هذه اللحظة المشتعلة.
فصل شفتيها برفق، وسند جبينه على جبينها، وعيونه تتلألأ بالشغف المكبوت، وهمس بصوت يغلي بالحب والعاطفة:
“I would have died if you had turned out to be my sister and I was deprived of these lips and this beauty.”
“كنت هموت لو طلعت أختي واتحرمت من هذه الشفاه وهذا الجمال.”
أغمضت عينيها، وارتجف قلبها، وهمست بخفوت وحرارة:
“I love you madly.”
“أحبك بجنون.”
شعر إبراهيم يختلط بخيوط الشمس الخافتة التي تتسلل من النافذة، ومسح على رأسها برقة، وهمس بحزم مختلط بالشغف:
“Marry me, Rojda.”
“تتزوجيني، روجيدا.”
ارتعشت شفتاها بخجل، وارتجف صدرها، لكنها همست ببطء، مؤكدة كل نبضة حب داخلة قلبها:
“Yes, Ibrahim.”
“نعم، إبراهيم.”
ضمها إلى حضنه بقوة، وكأن كل نبضة في قلبه تتحد مع نبض قلبها، وهمس بصوت يغلي بالعاطفة والشغف:
“The sweetest thing I’ve heard is ‘Ibrahim’.”
“أحلى مره سمعت اسمي في حياتي منك .”
تغلغلت الدموع في عيني روجيدا، دموع الفرح والخوف معًا، شعرت بأن هذا اللقاء قد أعاد لها كل جزء مفقود من حياتها، وأن قلبها لم يعد ملكًا لها وحدها، بل صار متشابكًا إلى الأبد مع قلبه، مع شغفه، مع كل جزء منه.
…………….
في الحرم المكي..
حين وطئت أقدامهما أرض الحرم، بدا لتقى وكأنها خرجت من الدنيا كلها إلى حضرة أخرى لا تشبه شيئًا مما عرفت…
الهواء هناك يختلف؛ معبق برائحة الطهر، محمل بصداء التلبية والتكبيرات التي تتعالى من كل صوب، تذيب القلوب قبل أن تبلغ الآذان.
الأنوار البيضاء تتلألأ، والجموع تتحرك في انسجامٍ غريب، لا تسمع سوى همهمة الدعاء وارتعاش البكاء في صدور الناس، حتى الأرض تحت قدميها بدت كأنها تهتز برعشة الخضوع.
تقى، التي ظنت أن روحها ماتت منذ زمن، وقفت مشدوهة، تتطلع بعينين غارقتين في الدموع…
وحين ارتفع بصرها، ورأت الكعبة شامخة أمامها، ارتجف جسدها بأكمله، وانحنى قلبها حتى كاد يخر صريعًا بين ضلوعها.
شهقت شهقة عميقة، سقطت بعدها دموعها كالسيل، وتهاوت ركبتيها كأنها لم تعد تملك قوة للوقوف…
غطت وجهها بكفيها وهي تبكي بكاء يمزق كل قيود الصمت التي كبلتها طويلًا. همسة بين شهقاتها:
ياااه… دي الكعبة! يا راجح… أنا واقفة قدام بيت ربنا! يا رب… سامحني… سامحني يا رب!”
انحنى راجح بجوارها، أسندها بذراعه وهو يكاد يبكي معها، قلبه يشتعل من فرط التأثر….
نظر إلى الكعبة بعينين دامعتين، ثم التفت إليها وهمس بصوت مرتجف: قومي يا تقى… ده يومك. ده حضن ربنا للي اتظلموا، وللي اتكسروا. ده مكان يتلملم فيه الوجع.”
رفعت وجهها، والدموع تنحدر على وجنتيها بحرارة لم تشهد مثلها من قبل…
تقدمت متعثرة الخطوات، وهي لا تكاد تصدق أنها تمسح دموعها في هذا الموضع المقدس….
كل نظرة للكعبة كانت كطعنة تطهرها، وكل دمعة كانت كغسل للروح.
مدت يدها المرتجفة نحو الكعبة، وحين لامست جدارها الأسود، انفجرت في بكاء مرير لا يُخشبه أي بكاء…
التصقت بجدارها كطفلة ضائعة عادت إلى حضن أمها بعد تيه طويل، وظلت تهمس بكلمات متقطّعة:
سامحني… خدني في حضنك… اشفيني يا رب… أنا تعبت.”
راحت تبكي، بينما يديها تحتضنان الجدار بشوق مذعور، كأنها تخشى أن يبتعد عنها هذا الأمان ثانية.
أما راجح، فقد وقف بجوارها، عيناه لا تفارقها. شعر وكأنه يرى أمامه ولادة جديدة،
تقى تُغسل من أحزانها قطرة قطرة… أغمض عينيه لحظة، ودموعه انحدرت في صمت، ثم رفع رأسه إلى السماء وقال بصوت مكتوم: الحمد لله… رجع لي مراتي من حضن الوجع لحضن الكعبة.”
كان المكان كله يردد بكاءها، والجموع من حولهما لا تلتفت، كل مشغول بدمعه ودعائه…
لكنها هي، في تلك اللحظة، شعرت أن الكون كله توقف ليصغي لبكائها، وأن الله قريب… أقرب من نبضها المرتعش.
تشابكت يداها بيده، أصابعها الصغيرة ترتجف وهي تتشبث به، كأنها لو أفلتت قبضتها ستضيع من جديد..
التفت إلي راجح بعينين دامعتين، وضغط على يدها بقوة ليقول بلا كلمات: أنا جنبك… مش هسيبك.
انطلقا مع الجموع في الطواف، خطوات متعثرة في البداية، كأن الأرض تميد تحتها من فرط الرهبة…
كانت تقى تمسح دموعها بطرف ثوبها، لكن الدموع تأبى أن تجف… ومع كل دورة، كانت تشعر أنّ شيئًا في داخلها يتفتت: ذكرى، وجع، صرخة مكتومة، حتى بات صدرها أوسع مما كان.
الجموع من حولها تتحرك في انسجام مهيب، أصوات التلبية تملأ الأفق: لبيك اللهم لبيك… فاهتزت روحها من الداخل، ورددت بصوت متقطع بين بكاء ونحيب:
لبيك اللهم لبيك… سامحني يا رب… رد لي نفسي يا رب.”
لم يملك راجح نفسه، فدموعه سالت بصمت، وهو يراقبها تمشي بجواره كأنها تولد من جديد. اقترب منها وهمس:
حاسة؟”
أومأت برأسها، وجفناها لا يكفان عن الارتعاش:
حاسة إني بتغسل… كأني طول عمري كنت غريبة… والنهاردة رجعت بيتي.”
ابتسم راجح رغم دموعه، وعانق كلماتها بقلبه
ثم رد بصوت خافت: بيتك اللي عمره ما هيطردك… حضن ربنا واسع، أوسع من أي وجع.”
واصلت السير بجواره، ودموعها تتساقط على أرض الحرم الطاهر،
تختلط بدموع الملايين. وفي كل خطوة حول الكعبة، كانت روحها تتخفف أكثر، حتى شعرت أنها تترك خلفها الظلام الذي حاصرها، وتدخل في نور جديد.
وحين انتهت من الطواف، وقفت متشبثة بيد راجح، رفعت يديها إلى السماء، وصوتها يرتعش بالدعاء:
يا رب… زي ما جمعتني بالكعبة دي، اجمعني برحمتك… وخلصني من كل اللي كسرني… وخليني أبدأ من جديد.”
راحت تبكي بحرقة، بينما راجح يردد خلفها الدعاء، وقلبه يذوب من أثر المشهد. وشعر أنه يرى أمامه بعينيه لحظة الخلاص، وأن تقى خرجت من دائرة الوجع إلى ساحة أوسع… ساحة الله.
……
في شقة ياسر الهواري،
خرجت جنات من المرحاض، لتجد ياسر يتردد حول نفسه، كأن الغضب والحيرة يغليان في صدره، وعيناه تنبضان بالقلق والانفجار الداخلي…
نظرت له بصمت، وكأنها تحاول قراءة ما في قلبه، شعر بها واقترب من الطاولة، وأطفأ سيجارته في الرماد، ثم اقترب منها بحذر، أمسك يدها بسخاء وسحبها إلى جانبه، وجلسها أمامه.
جلسا معًا في هدوء نسبي، والأنوار الخافتة حولهما ترسم ظل الصمت المشحون بالمشاعر غير المعلنة، كل زاوية في الغرفة تحمل صدى القلب المثقل بالأسى والاعتذار.
نظر ياسر إلى جنات بعينين تلمعان بندم عميق، وصوته خرج مبحوحًا، ممتلئًا بالحرقة التي تكاد تكسر الكلمات قبل أن تخرج: جنات… أنا… كنت غفلان… مهمل… مش واخد بالك منك، ومش واخد بالك من مشاعرك… كنت ممكن أضيع أغلى حاجة عندي… إنتي.
ارتجفت يداه وهو يمرر أصابعه في شعرها، كأنه يحاول لمس كل شعرة لتعويض لحظة فقدان، فارتجفت جنات في حضنه، وهمسة بخفوت، صوتها متشابك بالخجل والصدق: عندك حق… بس أنا كمان كنت عايزك تقرب مني من غير ما أقرب أنا من نفسي… وأفهم أنا عايزه إيه، وانت محتاج إيه… كنت حاسة بيك بعيد… ومش فاهمة إن أنا أنا ببعدك.
اقترب أكثر، وضمها بحنان شديد، وكأن كل لحظة إهمال مضت تحاول أن تتعوض دفعة واحدة: كنت فاكر إنك معايا دايمًا، ومش محتاجة مني كلمة… مش محتاجة حضن… مش محتاجة اهتمام… وكنت مغفل… مش شايف قد إيه أنا كنت مهمل… وده كان هيخسرني كل حياتي وتتسرق مني.
ارتجفت جنات في حضنه، ودموعها انزلت ببطء على خده، لتروي ألم قلبها المكبوت وهمسة بصوت مختنق بالعاطفة:أنا كنت معتمدة على رصيد الحب اللي بينا، ومختش بالي إن الرصيد ده طول ما بنسحب منه من غير ما نحط عليه اهتمام واحترام لمشاعرنا… وكل واحد يحاول يكون لتاني حياة… الرصيد هيخلص شويا بشويا… أنا كنت محتاجة ليك… بس كنت محتاجة أفهم نفسي أكتر…
سادت لحظة صمت طويلة، مليئة بالنبضات الثقيلة، كأن الهواء حولهما يحمل كل الشوق والاعتذار والحنين الذي لم يجد منفذا إلا في هذا الحضن الأخير، في هذا اللمس الذي جمع بين الألم والحب في آن واحد.
قبض ياسر على يدها بين كفيه، وأحاطها بشدة كأنه يحاول أن يثبت لنفسه ولكل العالم أنها لن تهرب منه أبدًا. عيناه تلمعان بالصدق والحرقة، وصوته خرج مبحوحًا ومملوءًا بالعاطفة: عندك حق… وأنا دلوقتي بس عرفت… كل لحظة كنت مهمل فيها… كل كلمة ما قلتهاش… كل لمسة ما عملتهاش… كانت ممكن تخسرك… بس كنت هخسر معاك نفسي… ومش هغلط تاني… مهما حصل… هكون موجود… هسمعك… هحس بيك… ومش هغفل عنك تاني.
سندت جنات رأسها على صدره، وشعرت بالطمأنينة تتسلل إلى روحها، كأن حضنه يمتص كل خوفها وهمومها، وهمسة بخفوت، قلبها يرفرف بالخوف والحب في آن واحد: بحبك يا ياسر… وعمري ما هحب غيرك… ولا عيوني تشوف راجل في الدنيا غيرك… أنا حاسة بيك دلوقتي… ومش هسيبك أبدا.
ابتسم ياسر، وضمها بقوة، وهمس: وعد… مهما حصل… هكون جنبك… ومش هغفل عن مشاعرك تاني… إنتي حياتي كلها… وكل ثانية من غير اهتمامي بيكي ضاعت مني… هعوضها… وأنا مش هسالك عن العر* ده… عشان عارف ومتأكد إن معايا ست الستات، اللي عرضي وشرفي بين إيدها متصان.
نظر لها، ودموعه تلمع بعينيه، وهمس: بس أنا بغير أوي يا جنات … وحاسس قلبي هينفجر كل ما أفكر إنه كان بيضايقك وانا مش جمبك.
ربتت على صدره وهمست بصوت خافت وحنون:
هون على نفسك يا حبيبي… هو ميستهلش… أصلا نتكلم عنه… اهو غار لحاله… صدقني أنا شوفته صدفة فالسيدة زينب… وانا هزقته.
وضع يده على شفتيها، وهز رأسه بالنفي، صوته يمتلئ بالغضب والحماية:بس يا جنات… أنا ممكن دلوقتي أنزل أقلب الدنيا عليها… لحد ما ألقاه… وأدبحه… عشان ناري تبرد!
تمسكت به بقوة، وهتفت بعصبية مختلطة بالحب:لا طبعا… أنا مصدقت ترجعلي يا ياسر حبيبي بتاع زمان… تقوم تضيع نفسك عشان حيوان زي ده!
اقتربت منه بغنج يليق بها، وهمسة بصوت خافت:
اهدي… وانا هعملك كوباية ليمون تهدي دمك.
نظر لها، ورفع حاجبه، وغمغم بصوت متحشرج، مشحون برغبة وشوق: لا… اعملي عصير مانجا… وخلي فيه قطع… عشان بيعمل شغل عالي.
عضت شفتها بدلع، وهمسة: الأملاح هتعلي أوي كده… يا ياسو… كل شويا مانجا.
مرر يده على خصرها، وسحبها نحوه، وهمس أمام شفتيها:ماهو المانجا مع القشطة البلدي كده… الطعم بيبقى موزون أوي… وبيكيف موت.
ضحكت بغنج، كأنها تملك عالمه، وهبط على شفتيها بقبلة عميقة نارية، مال بها إلى الفراش، يلتهم شفتيها بعنف وشغف، ويسرع في خلع ملابسها، ليبدأ دورة جديدة من العشق الحلال، بشغف لا حدود له، مشحون بالحب والرغبة، وفي كل لحظة كان جسدهما يحكي لغة الشوق والحماية والحنان في آن واحد.
بدأت حرارة اللحظة تتصاعد بينهما، وكأن كل لمسة وكل قبلة كانت تذيب كل خوف وكل خجل تراكم داخلهم. جذب ياسر جنات إليه بقوة، وكل أنفاسهما تتشابك، وكل دقة قلب كانت تهمس: أنا هنا… ملكك… وكل ثانية ليكي”.
همس ياسر بصوت متقطع بين الشغف والحنان: جنات… عايزك تحسي بكل حاجة… كل لمسة… كل لحظة… كله ليكي…
ابتسمت جنات بخجل، لكنها لم تستطع مقاومة الشوق الذي يشتعل في صدرها، واقتربت منه أكثر، تمرر أصابعها على صدره، وهمسة: ياسر… حسيت كل ثانية بعيد عنك كانت ضايعة… دلوقتي… عايزه كل حاجة منك… كل لحظة…
ضحك ياسر بخفوت، صوته محشو بالرغبة: كله… كله ليكي… وأنا مش هسيبك… مش هسيبك أبداً.
مال بجسده عليها، وقبلها قبلة طويلة، نارية، تتخللها لمسات حانية، كل قبلة تروي اشتياق سنوات، وكل لمسة تحكي عن الحب الذي طال انتظاره
تناغم لا ينتهي، وكل حركة، كل لمسة، كل همسة، كانت تصعد بالعاطفة، تجعل كل ثانية بينهما لحظة خلود من الشغف والدفء، وتجعل كل شيء خارج حضنهما يختفي… العالم كله يختفي… ولا يبقى إلا ياسر وجنات، في حضن الحب، الرغبة، والدفء الذي طالما انتظراه.
……….
في منزل الهواري،
كانت حياة قد وضعت طبق الطعام من يدها، لكنها لم تلتفت إليه حين رن هاتفها برقم سامر…
ارتعشت شفتاها، وارتبكت أنفاسها، ونظرت حولها كأنها تبحث عن ملاذ، ثم نهضت بسرعة وأغلقت باب الغرفة خلفها، عادت إلى سريرها وجلست على الحافة، فتحت الهاتف وغمغمت: ألو؟
ابتسم سامر من الطرف الآخر، وصوته يحمل طيفاً من الحنين: إزيك يا عصفور؟
ابتسمت حياة بمرح لا يخلو من خجل، وكأن قلبها يرفرف في صدرها، وردت: محدش زيي.
ضحك بصخب، وكأن ضحكته تنقل دفء حضوره إلى غرفتها الصغيرة: أبصملك بالعشرة… محدش زيك بجد!
صمتت لحظة، ثم همسة بخفوت، وكأنها تخشى أن تسمع نفسها: وانت إزيك؟
رد بخفوت، وكلماته تحمل شوقاً وحنيناً: وحشتيني… وكان نفسي أسمع صوتك.
عضت شفتها بخجل، وارتجفت أصابعها، وهمسة: وإيه المناسبة بقا؟
صمت لبرهة، ثم قال، صوته يمزج الجدية بالمرح: لازم يكون فيه مناسبة.
أومأت برأسها بحسم، وهي تحاول السيطرة على دقات قلبها المتسارعة: طبعا.
ابتسم بعبث، وصوته يلمس قلبها: طيب، متزوقيش براحه يا عصفور… أمال لو مكنتيش عصفور كنت عملتي إيه؟
ابتسمت بخجل، لكنها ردت بحزم واضح:متستهونش… أنا عصفور بس جناحي مش مكسور، يعني ممكن أطير في أي وقت.
رفع حاجبه بإعجاب، ونبرة صوته مشحونة بالإعجاب:
يبقى لازم أحبسك في قفص… عشان ما تطيريشي وتصوصي لي وبس.
ضحكت بخفوت، وارتجف قلبها، وهمسة:قفص إزاي؟
ابتسم بخفوت، وصوته يقترب من حافة السرية: قفص الزوجية.
شهقت بخفة، وارتجف قلبها أكثر، وغمغمت: يعني إيه؟
نهض سامر، وتقدم نحو الشرفة، وكلماته تتسلل إلى قلبها كنسيم دافئ:بصي… أنا يمكن مكنش زي الشباب اللي بتشوفيهم اليومين دول… أنا مؤمن جدًا إن أقصر طريق للوصول هو الخط المستقيم… عشان كده كلمت بابا عنك، وهو ما عندوش اعتراض… هو عارفكم كويس، وكمان يعرف سلطان كويس أوي، وقالي عليه راجل جدع.
رمشت حياة بعينيها، محاولة استيعاب كل كلمة، وكأنها تسترق السعادة في صمت، وغمغمت: انت بتكلمني أنا؟
قطب حاجبه بدهشة، وغمغم: أمال بكلم أمي من الصبح؟ انت دماغك عايزة سوفت يا بت… شكلك مفهمتش حاجه.
هزت رأسها بالنفي، وغمغمت بصوت أخفض: لا… فهمت طبعا… بس حاسة أننا بنتسرع.
هز رأسه بهدوء، وهمس: لا… إحنا هنتخطب لحد ما تخلصي الجامعة، وأنا أخلص الماجستير… أفتكر دي مدة كفاية نعرف بعض أكتر… صح؟ وأهو الموضوع يبقى قدام الناس وشرعي… عشان سلطان… أنا مش مستغني عن دراعي التاني.
ابتسمت حياة بخجل، وهي تشعر بدفء الكلمات يغمر صدرها، وهمسة بخفة: خلاص… كام بابا؟
ابتسم سامر بحب، صوته مليء بالحنان: عنيه يا عصفور.
أغلقت حياة الهاتف، وضمته لصدرها، وابتسامتها لم تفارق وجهها، وكأن قلبها الطائر وجد أخيراً مكانه بين دفء حضن صوته.
……..
بعد أسبوع من رحلتهما الروحانية،
جلست تقى في سكينة داخل المسجد النبوي الشريف. الأجواء هناك تنبض بالطمأنينة؛ همسات الدعاء تتصاعد من كل ركن، والقلوب معلقة بالمحراب، والهواء مشبع برائحة السكينة وكأن المكان نفسه يصلي.
جلست تقى في هدوء، تتأمل جدار المسجد المهيب وعينيها غارقتان في دموع صامتة….
إلى جوارها جلس راجح، يربت على يدها بحنان لا ينضب. انحنى فجأة، وطبع قبلة طويلة على جبينها، وهمس:هروح أجيبلك مايه وأرجع يا وردتي، ما تقوميش من مكانك.”
أومأت بخجل وصمت، وعينيها تتبعه وهو يبتعد، ظهره العريض يشق طريقه وسط الزحام برفق، كأنه يخاف أن يزاحم أحدا في بيت النبي.
لم تلتفت تقى إلى السيدة العجوز التي جلست على بعد خطوات منها. كانت امرأة مسنة، بملامح يغشاها النور، وابتسامة هادئة، وعينان تلمعان بالطيبة…
ظلت تراقب المشهد كله؛ يد راجح الممسكة بيد زوجته، القبلة على جبينها، ثم نظرته الأخيرة قبل أن يبتعد. ابتسمت العجوز، ثم مالت بجسدها قليلًا نحو تقى وهمسة بصوت دافئ يقطر حنانًا: ابن حلال جوزك… باين عليه بيحبك أوي يا بنتي.”
ارتبكت تقى، ونظرت إليها بعينين دامعتين، ولم تدر ما تقول… ترددت لحظة، ثم ابتسمت ابتسامة مهزوزة وقالت بصوت خافت: راجح اه هو… أيوه، بيحبني… يمكن أكتر من نفسه.”
ربتت العجوز على يدها بحنو، وقالت وهي تهز رأسها:
إنتي عارفة أن ده رزق؟ فيه ستات كتير بيتمنوا واحد زي ده، اللي يمسح دمعها ويشيل وجعها… الحب مش كلمة، الحب فعل يا بنتي، وراجح ده أفعاله كلها حب.”
هنا شعرت تقى بأن قلبها انكسر من طراوة الكلام. دموعها انحدرت رغماً عنها، وتمتمت بصوت متقطع:أنا… أنا مش عارفه أستاهله ولا لأ. أنا مكسورة يا حاجة… حصلي حاجات كسرتني… وخايفة أضيعه مني.”
تنهدت العجوز بعمق، ثم اقتربت أكثر وهمسة في أذنها:
بصي يا بنتي… اللي حصلك ده ابتلاء، بس مش نهايتك. ربنا بيختبرنا عشان يرفعنا. وجوزك ده نعمة كبيرة، ماتضيعيش النعمة. لو سيبتيه يروح من بين إيديك، هتعيشي طول عمرك ندمانة.”
انفجرت تقى في بكاء مرير، وغطت وجهها بكفيها. مدت العجوز يدها، تمسح على كتفها بلطف كالأم، وتابعت بصوت حنون يقطر يقينا:إوعي تسيبي حزنك يسرق عمرك… اللي يحبك ويقف جنبك في عز وجعك… ده ما يتعوضش…. إمسكي فيه بإيدك وسنانك، وحافظي عليه زي ما هو محافظ عليكي… شوفي، ربنا جابك هنا عشان تسمعي الكلام ده… يمكن دي رسالته ليكي.”
ارتجفت تقى بقوة، كأن قلبها تلقى صاعقة من نور. نظرت في عيني العجوز، ورأت فيهما صدقا يهز الأعماق. عندها أدركت أن كلماتها لم تكن عابرة، بل رسالة إلهية تتسلل إلى روحها لتوقظها.
همسة تقى وهي تبكي بحرارة: يمكن… يمكن إنتي صح. يمكن دي رسالة من ربنا… عشان ألحق النعمة اللي بين إيديا قبل ما تضيع.”
ابتسمت العجوز وربتت على وجنتها، ثم قالت: ربنا جبر بخاطرك، ولسه هيجبرك أكتر. قومي يا بنتي، الحياة لسه قدامك، وجوزك ده أمانة كبيرة… ما تضيعيش الأمانة.”
عاد راجح في تلك اللحظة، يحمل زجاجة الماء في يده. اقترب مبتسما، وهو يمدها لها: ها يا وردتي… ارتحتي؟”
نظرت تقى إليه نظرة لم تنظر له بتلك النظره من قبل، نظرة مفعمة بالامتنان والحب، وكأنها للمرة الأولى تبصر النعمة التي وهبها الله لها. أخذت الماء من يده بيد مرتجفة، ثم همسة بخجل وصدق: ارتحت… قوي.
تامل وجهها بحب فاض بقلبه وجلس بجانبها بصمت ابلغ من الف كلمه
أغمضت تقي عيناها ولم تفارق كلمات تلك العجوز قلبها، بل علقت في روحها كرسالة مقدسة من السماء.
ووووووووووووووو
ساحره القلم ساره احمد 🖋️
اول نجمة و أول تعليق ♥️
حبيبتي ♥️
قبل ما اقرا البارت عارفه انه تحفه ❤️❤️❤️❤️
تسلمي يا قمر ♥️
تسلم الايادي أكيد بارت تحفة و جامد و ناااار 🔥🔥🔥
ايمو تسلمي يا قمر ♥️
💞💞💞😘😘😘
♥️♥️♥️
♥️♥️♥️♥️♥️
♥️♥️♥️♥️
جامد من قبل ما نقرأ 🔥❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️
تسلمي يا قمر ♥️
❤❤❤❤
حبيبتي ♥️
تسلم ايدك ياحبيبتى ❤️❤️
تسلمي يا قمر ♥️
تحفة يا حبي من قبل ما اقرا
تسلمي يا قمر ♥️
البارت تحفة من قبل ما اقرا
تسلمي يا قمر ♥️
❤️❤️❤️❤️
♥️♥️♥️
تسلم ايدك
تسلمي يا قمر ♥️
تحففة ❤❤
تسلمي ي قمر ♥️
❤️❤️🥰🥰
قبل مااقر اهوه وانا متأكده انه هيكون بارت جامد اوى
تسلمي يا قمر ♥️
تحفه ❤️❤️ من قبل ما اقرأ حتي ♥️
تسلمي يا روحي ♥️
❤️❤️❤️❤️❤️
😘 ياجماله جامده اوي تسلم ايدك يا قلبي
حبيبتي تسلمي ♥️
❤️ روعه روعه روعه
تسلمي يا قمر ♥️
البارت عظمه تسلم ايدك ي سوو❤️😘
تسلمي يا قمر ♥️
تسلم الايادي انا متاكده من قبل ما اقرا اكيد البارت تحفة❤️❤️❤️
حبيبتي تسلمي ♥️
❤️❤️ تحفه بجد تسلم ايدك يا قلبي
تسلمي يا قمر ♥️
الف الف الف الف مبروك يا سووووووووو 💗
عقبال ما تنشهرى على مستوى العالم 🤍🫶🏻
تسلمي يا قمر ♥️
الدنجوان والحليوة ده ايه البارت التحفة ده 😍🥰
بجد تسلم ايدك
تسلمي يا روحي ♥️
دنجوان قلبى كان منور البارت 🤭💋
تسلمي يا قمر ♥️
سلطان قليل الادب
معروف عن ابننا كدا ي روحي ♥️
الف مبروووك قلبي ❤️
الله يبارك فيك يا قمر ♥️
💙💙💙
تووووحفه تسلم ايدك يا قلبي يسلم قلمك المبدع يا سوسو ❤️❤️🥰🥰🥰🥰🖋️🖋️🖋️ تحفه قبل ما اقراه بجد انا مبسوطه قوي عشان البرد
تسلمي يا قمر ♥️
تحفه
من ذوقك يا قمر ♥️
فيىاي يا جلجل مالك ومال الواد
الحليوه تلاجه بعيد عنك 🙂♥️
تحفه ❤️❤️❤️
تسلمي يا قمر ♥️
فررررررريد حبيب هارتي يا ناس
زوجي ي روحي ♥️
تحفة بجددددد ♥♥♥♥♥♥♥♥♥
تسلمي يا قمر ♥️
البارت روعة روعة 🥰🥰
حبيبتي تسلمي ♥️
💕💕💕😘😘😘
♥️♥️♥️♥️
روعه
تسلمي يا قمر ♥️
🥰🥰🥰🥰🥰🥰
♥️♥️♥️♥️♥️♥️
والله كدا ما ينفع في يا جلال دا الجنرال برضو
الحليوة 🥰🥰
تسلم ايدك تحفه اكيد ❤️
تسلمي يا قمر ♥️
❤️❤️❤️ بس بلاش كلمه اسبلك دى لو سمحتى
تمام يا روحي ♥️
❤️❤️❤️
♥️♥️♥️
خدوني معاكو لاسامة منير هههههه
كلنا 😂😂🤭
تسلم ايديك
تسلمي يا قمر ♥️
البارت تحفة
تسلمي يا قمر ♥️
تحفه اوووووووى
حبيبتي من ذوقك ♥️
تحفه
تسلمي يا قمر ♥️
❤
♥️♥️♥️♥️
تسلم ايدك ياسارره
تسلمي ي روحي ♥️
تحفه بجد ♥️♥️🥹🥹
تسلمي يا قمر ♥️