ناار وهدنه (البارت الثامن وعشرون)

إنّ الأرواح حين تتعلّق ببعضها لا تعرف سبيلًا للفكاك، ولا تملك قدرة على النسيان. فالتعلّق بالروح أعمق بكثير من مجرّد التعود الذي يبهت مع تقادم الأيام ويذوب في زحمة العمر. إنّه شعور يتجاوز الحبّ المألوف، بل يتخطّاه حتى يصير ضربًا من الإدمان؛ فالحبّ حين يلامس روح إنسان آخر، يصبح رفيقًا أبديًّا لا يفارق صاحبه، ولا يخضع لزمن ولا يذوب مع الملل.
ليس هو حبّ الملامح التي يغيّرها العمر، ولا هو حبّ الألفة الذي ينهكه الاعتياد. إنّه حبّ الروح، وحبّ الروح لا يُرى في عيون أخرى، ولا يُعاش مع بديل، لأنّ الروح واحدة لا تنسخ ولا تُكرَّر.
ولذا تبقى قلوبنا مسافرة عبر فضاءات السماء، تبحث عن أرواحها الضائعة، وتبوح بالحنين في صمتٍ خفيّ. فحبّ العين مجرّد رؤية، أمّا حبّ القلب والروح… فهو البقاء الذي لا يزول. ❤️
وتحرك بها الي طاوله السفره ووضعها عليها برفق وقال : هجيب الاكل يا قلبي
اومات برأسها وتحرك الي المطبخ لكن فجاه انقطع التيار الكهربائي مع صوت طلقات نارية اخترقت الجدران و النوافذ صرخت ضي برعب اندفع سلطان نحوها كالسهم، سحبها بين ذراعيه بعنف محمل بالقلق،
وأطاح بطاولة الطعام التي كانت أمامهما بقوة، وجلس خلفها، وضمها إلى صدره كأنه يريد أن يحميها من عواصف الدنيا….
تشبثت به بكل ما أوتيت من قوة، وصاحت بدموع متقطعة: في إيه يا سلطان؟ ايه ضرب النار ده؟
احتضنها بكل شدة، وصوت هديره يملأ المكان: متخفيش… متخفيش يا عمري.
لحظات مرت كأنها دهر، وصمت الرصاص يغلف الأجواء. مال سلطان رأسه يمينا ويسارا، ونظر حوله، ثم لمح أقداما تقترب بخطوات حذرة نحو الفيلا….
حمل ضي بهدوء وسرعة، وركض بها نحو باب جانبي مخفي، سحب بروزا يزين الحائط فاندفع الباب السري يفتح أمامهما…
دفعها إلى الداخل، سحب سلاح كان معلقا على الحائط وشد الأجزاء بإحكام، وهمس بصوت خافت متوتر: أوعي تتحركي من هنا، مفهوم؟
هزت رأسها بالنفي، وهمسة بنحيب حاد: لا… مش هسيبك… لا… لا… لا.
اقترب منها برقة غير متوقعة، قبل جبهتها بحنان وقال: متخفيش، بس علشان خاطري… متتحركيش!!
حاولت تتمسك به، لكنه تحرك بسرعة، أغلق الباب خلفه بإحكام. وقفت ضي تطرق على الحائط، وغمغمت بنحيب مرير : سلطان، لا، أبوس إيدك، متسبنيش كده. خلي بالك… علشان خاطري يا سلطان… يا حبيبي سلطان.
سقطت على الأرض، أنهارت ببكاء حارق ، انكمشت في أحد أركان الغرفة، ودموعها تنساب بلا توقف على وجنتيها، ترسم خريطة ألم لا تنتهي.
في الخارج
بدأ سلطان يتوارى خلف أحد الأعمدة، عيناه لا تفارقان باب الفيلا، الذي انفتح على مصراعيه، ودخل منه عدد من الرجال بحذر، وهم يتسللون إلى الداخل كظلال قاتمة….
ظل الظلام يغطي أركان الفيلا، وامتزج بصمت الليل المثقل بالتوتر…
خرج سلطان من مخبئه كظل لا يرى، خطوة بخطوة، اقترب من مدخل الفيلا حيث الرجال يتسللون ببطء داخل المكان، لا يدرون أن مصيرهم قد كتب في لحظة.
بعيون حادة تلتقط أدق تحركاتهم، تهيأ سلطان كالصقر الجارح، تنفس بعمق، ثم اندفع كالعاصفة…
لم يكن هناك مجال للتردد، كل حركة محسوبة، كل ضربة قاتلة.
كان القتال كأنه رقصة مظلمة اقترب من الأول بخفة خاطفة، ووجه له لكمه بضربة موجعة وكتم أنفاسه قبل أن ينهال عليه بطعنات خاطفة بسلاح ابيض في عنقه . وسقط الرجل بلا صوت، ولا ترك آثار سوى ظل قاتم في الظلام.
لم يتوقف، اقترب من الثاني الذي حاول رد الفعل، لكن سلطان كان أسرع….
ضرباته كالصواعق تنهي المعركة في ثوان معدودة، اوقعه أرضا بقوة تهشم عظامه. لم يترك له فرصة للنهوض وقام بنحر عنقه
تفاجأ الرجال الآخرون بهجومه العنيف، حاولوا التجمع حوله ، لكنه كان كالنمر المفترس، يهاجم من كل اتجاه، سقطوا واحدًا تلو الآخر برشاقة ودم بارد. حركاته كانت كأنه قاتل محترف، لا يترك مجالًا للخطأ أو الرحمة.
في لحظة، وقف سلطان وسط الجثث المتناثرة، يتنفس بصعوبة، عيناه تلمعان ببرود قاتل… لا مجال للخطأ، لا وقت للرحمة…. كان فارسا مظلما في ليلة لا تعرف الرحمة.
عاد التيار الكهربائي فجاءه ودلف المكان جلال التهامي ومعه مجموعه من العناصر …
تأمل جلال الجثث الملقاة على الأرض بعين باردة، وقد ارتسمت على ملامحه لمحة إعجاب متوحش، ثم رفع حاجبه ساخرا وهمس بنبرة عابثة: إيه ده يا عمري؟! إنت مشيت حالك أهو!!”
رمقه سلطان بدهشة، وقد تلوت ابتسامة مرهقة على شفتيه وهتف بحدة: لا يا راجل! إنت جاي بعد خراب ملطة… يا أخي الأفلام العربي مكنتش بتظلمكم لما كانت بتجيبكم في آخر الفيلم!!”
قهقه جلال بعبث وهو يخطو نحوه بخيلاء، وتمتم بتهكم:
طيب اتنيل… وأحمد ربنا إننا جينا… هو إنت صغير؟!”
اقترب سلطان منه، وصوته يقطر بالحنق : أنا عارفك مش طايقني… بس أنا هشتكيك للباشا.”
لكزه جلال بغيظ، وصاح: حصلنا الرعب يا أخويا!”
ارتفع حاجب سلطان بخبث، وابتسم ابتسامة لاذعة وغمغم : طيب هشتكيك لأختي الدكتورة.”
ضحك جلال بعبث، ثم لوح بيده بازدراء: أبوك لأبو الدكتورة… مبتهددش!”
ثم أشار إلي رجاله وهدر بصوت غليظ: شيلوا اللي عايش من الأفندية… نتسلى عليهم الليلة دي.”
ضحكة سلطان بسخرية وهو يركض مبتعدًا، كأنه ينسل من بين أنياب المعركة،
ركض بخطوات متسارعة حيث تختبئ ضي…
ودفع الباب بعنف، فانفجر المشهد أمامه؛
كانت ضي تنتفض وهي تنتحب، ودموعها تحفر على وجنتيها أخاديد من ألم،
وما إن رأت ملامحه حتى شهقت بصوت مكتوم وهتفت بقلبها المرتجف: سلطان!”
اندفع إليها كما يندفع الغريق نحو شاطئ النجاة، واندفعت إليه وانغرست بين ذراعيه،
فشدها إليه بكل قوته، كأنما يريد أن يدمجها في كيانه حتى لا يترك للموت فرصة لخطفها…
و غمغم وهو يدفن وجهه في شعرها المرتجف: حقك عليا… كان لازم أحافظ عليكي يا ضي عيني.”
ارتجفت بين ذراعيه، ولفت ساعديها حول عنقه كمن تتشبث بالحياة ذاتها، ثم صاحت بدموع متحجرة في صوتها: كنت هموت عليك… أنا مقدرش أتصور الحياة من غيرك يا حبيبي.”
حينها حملها سلطان بين ذراعيه، كمن يحمل أثمن ما في الدنيا، وصعد بها الدرج بخطوات لاهثة، وهمس بحنان ممزوج بالذعر: ولا أنا يا روحي … ولا أنا يا بت.”
………
كان الصباح يتثاءب بكسل داخل شقة عمار البدري ،
حين دلف إبراهيم بخطوات مثقلة، يحمل على وجهه ملامح الإجهاد والحزن….
وضع مفاتيح الباب على الطاولة في حركة آلية، ثم مضى نحو الشرفة …
حيث كان علي جالسا، عيناه غارقتان في السهر وضيق شفاف يعلو محياه.
اقترب إبراهيم وربت على منكبه برفق، وغمغم بصوت حان :مالك يا علي؟”
رفع علي رأسه ببطء، وفي عينيه بقايا وجع خفي، ثم ربت على يده محاولًا أن يبتسم وقال : أحم… ولا حاجة، أنا بس عندي صداع وصاحي بدري.”
قطب إبراهيم حاجبيه بدهشة وقال وهو يحدق فيه: إنت زي ما تكون منمتش.”
هز علي رأسه نافيا، وغمغم: لا… نمت، بس صحيت بدري. إنت عملت إيه؟ صحبتك اللي في المستشفى فاقت؟”
تنهد إبراهيم، وهز رأسه بالنفي وهو يشيح بعينيه:
لا لسه… حالتها استقرت بس لسه مفقتش.”
أومأ علي ببطء، قبل أن يرمقه بنظرة فاحصة وقال بجدية: هو أنا ليه حاسس إنك مهتم بيها غير أي بنت تانية؟ يعني بقالق تلات أيام معاها في المستشفى… مش غريبة دي يا هيما؟”
أطرق إبراهيم قليلًا، ثم رفع بصره إلى السماء وأشار للشمس التي أغرقت المكان بنورها وقال: شايف الشمس دي؟”
قطب علي حاجبيه بدهشة وقال : طبعا، إزاي مشفهاش وهي ماليه الدنيا حواليا!”
ضحك إبراهيم بمرارة وقال: طيب… بتحبها؟”
قهقه علي ساخرا: يا بني إنت عايز تقول إيه؟”
أومأ إبراهيم برأسه، وصوته يقطر صدقا غريبا: أنا كل البنات كانوا بالنسبة لي زي الشمس… بحبها من بعيد، عشان حواليا في كل حتة… بس جات روجيدا… خلتني أقرب من غير وعي… نسيت إن اللي يقرب من الشمس زيادة عن اللزوم بيتحرق.”
ضحك علي، ثم هتف : يعني أفهم من كده إنك اتحرقت في حبها؟”
أومأ إبراهيم برأسه بحنق، وصاح بحرقة : اتفحمت فيها من أول نظرة… الحب ده غريب أوي يا أخي!”
ساد الصمت لحظة، ثم ابتسم علي ابتسامة شاردة، وانزلق عقله إلى صورة نوسة، بابتسامتها العفوية، وبراءتها الممزوجة بجنونها، وبعينيها اللتين يغرق فيهما كلما تذكرها….
تمتم بخفوت، كمن يخاطب نفسه أكثر مما يخاطب إبراهيم: عندك حق… الحب لا يعرف وقت، ولا سن، ولا حتى حدود.”
دلف عمار إلى الشرفة بخطوات مثقلة بآثار النوم، ما زالت ملامحه تحمل غشاوة السهر، ثم غمغم بنبرة مازحة تخفي عتابا رقيقا : صباح الخير… أخيرًا شرفت يا بيه!”
نهض إبراهيم من مقعده، واتجه نحو الداخل وهو يرد بفتور: صباح الخير… وتصبح على خير.”
لكن عمار لم يدعه يفلت بسهولة؛ قبض على ياقة قميصه من الخلف، وجذبه نحوه في حركة أخوية تحمل شيئًا من الغضب وشيئًا من الشوق: خد هنا! إنت بقالق تلات أيام بره البيت.”
التفت إليه إبراهيم بدهشة، وصوته يقطر دفاعا: يا عمار… ما أنا كلمتك وقلتلك على اللي حصل! أنا كنت في المستشفى مع روجيدا.”
ارتفع حاجب عمار بدهشة وهو يرمقه مطولًا، ثم غمغم كمن يختبر صدقه: روجيدا؟!!!… قولتلي !!!
طيب يا أخويا، خش نام بقى، شكلك مرهق.”
أومأ إبراهيم برأسه وابتسم ابتسامة شاحبة: حبيبي… تصبح على خير.”
ومضى بخطوات هادئة نحو الداخل، حتى توارى عن أنظارهم….
تابع عمار أثره حتى اختفى، ثم التفت إلى علي هامسًا بتحذير: أوعى تكون جبت سيرة لإبراهيم عن اللي حصل.”
هز علي رأسه سريعًا نافيا: لا… متخافش، زي ما قلت.”
تنفس عمار الصعداء،وجلس أمامه بجدية وحسم، قائلاً: ولا ضي… هما الاتنين مش لازم يعرفوا، حتى عشان يعرفوا يتعاملوا مع آية كويس.”
أومأ علي بتفهم، قبل أن يسأله بقلق: عندك حق… بس آية عاملة إيه دلوقتي؟”
أطرق عمار لحظة وتمتم: كويسة الحمد لله… بس أكيد حزينة على اللي حصل.”
مد علي يده وربت على كف شقيقه في حنو، ثم قال بنبرة صافية: اكتبوا كتابكم بقى… عشان تعرف تحتويها.”
رفع عمار حاجبه بدهشة، وصاح مستنكرًا: أعرف أحتويها؟!
غمزه علي بمرح وضحك: وأنا كمان معاك في ليلة واحدة… أنا جبت آخري والله.”
انفجر عمار ضاحكا وهتف: خلاص يا عم… امسك نفسك!”
ارتفعت ضحكتهما معًا، نقية وصافية، كأنها أول ضحكة حقيقية تجمع بينهما منذ شهور طويلة….
لحظة قصيرة لكنها حملت شبه راحة افتقداها كثيرًا، وخلفت في الأجواء أثرا دافئا يخفف ثقل ما مرا به.
………
في شقه راجح العتال…
كان الصباح يزحف ببطء على جدران الشقة ، فتح عينيه بثقل، مستيقظا على صوت الباب….
نهض بجسد يئن من وطأة الألم، وغمغم بصوت متحشرج لا يخلو من ضيق: أيوه… مين علي الصبح؟”
انفتح الباب، فإذا بوالده يقف عند العتبة، مهيبا رغم كبر سنه، تنحنح بحنو وقال : صباح الخير يا بني.”
أومأ راجح برأسه، ثم أفسح له الطريق وتمتم بصوت خافت: صباح الخير… تعالي يا أبا.”
دخل العتال، وأغلق راجح الباب خلفه، وعينيه تتجولان في أرجاء الشقة، ثم سأل بهدوء: مراتك نايمة؟”
جلس راجح على الأريكة كأنما أثقلته هموم الأرض، ثم هز رأسه في استسلام، وتمتم بحزن: أيوه… وهي بتعمل حاجة غير النوم؟ لا بتاكل، ولا بتشرب، ولا حتى بتتكلم… أنا مش عارف أعمل إيه يا با.”
ربت الأب على ساقه بحنو ، وصوته يفيض حكمة مجربة:
صبرك بالله يا راجح… اللي جرى لمراتك مش هين. جرحها مفتوح وبينزف… وانت اللي لازم تلم جرحها وتوقف نزيفه.”
رفع راجح رأسه بتيه موجوع، وقال بصوت متهدج: إزاي بس يا با؟… هي مش بتديني فرصة حتى أقرب منها… أداوي جرحها إزاي؟”
اقترب العتال وجلس جواره، وضع يده على منكبه بحنو، وقال بهدوء راسخ: الجرح لازم يتنضف الأول… قبل ما يقفل يا راجح.”
ارتسمت الدهشة على ملامح راجح، وردد وكأنه يكتشف المعنى لأول مرة: الجرح… لازم يتنضف الأول.”
أومأ الأب برأسه مؤكدًا، ثم قال: خدها وابعد شوية… روح بيها مكان جديد.”
شرد راجح لحظة، ثم همس: أخدها أي مكان… في بحر مثلاً؟”
هز العتال رأسه بالنفي، وصوته ينضح باليقين: لا… خدها مكان تطيب فيه روحها وجرحها… وتتولد فيه من جديد.”
اتسعت عينا راجح بدهشة، فابتسم الأب ابتسامة وادعة وقال: خدها تعمل عمرة… مفيش مكان في الدنيا أطيب من بيت ربنا… وجوار حبيبك النبي، يا ابني.”
أطرق راجح رأسه بخشوع، وتمتم بصوت خافت: عليه الصلاة والسلام… عندك حق يا با.”
نهض العتال، وربت على منكبه بحنان أبوي جارف: ربنا يهدي سركم… ويطيب بخاطركم يا ابني.”
فاض قلب راجح، ونهض واحتضن والده بقوة، ودفن وجعه بين ذراعيه كطفل يستجير بظل أبيه، وتمتم بصوت متحشرج ممزوج بالرجاء: يا رب يا با… يا رب… ادعيلي يا حبيبي.”
شد الأب على منكبه، وصوته مطمئن راسخ: بدعيلك يا راجح… وربنا هياخد بإيدك… أنا متأكد.”
نظر إليه راجح بعينين مبللتين بالحنان، وتمتم: أنا نازل المحل… وإنت روح هات التذاكر ومضيعش وقت.”
أومأ راجح برأسه، وأضاف في حزم: هنزل قبل ما تقي ما تصحى.”
تحرك العتال إلى الخارج بخطوات واثقة، فيما اتجه راجح إلى غرفته، يبدل ملابسه على عجل، كأنما تشبث قلبه فجأة بأمل جديد.
…….
في شقه ياسر الهواري
انفتح الباب على وقع خطواته وهو يحمل أكياسا كثيرة، وعينيه تلمعان بوميض لا يخلو من لهفة، وكأنه يخفي سرا صغيرا ينتظر اللحظة المناسبة ليكشفه…
ارتفع صوته منادياً : جنات! جنة! جودي!… إنتوا فين؟”
ظهرت جنات من الممر وهي تحتضن حاسوبها، وملامح الدهشة مرتسمة على وجهها:إيه ده؟ في إيه يا ياسر؟”
ترك الأكياس فوق طاولة الطعام بلا مقدمات، ثم التفت متسائلًا: مفيش حاجة… أمال فين البنات؟”
أشارت بيدها في هدوء: البنات عند حياة.”
أشار لها أن تقترب، وصوته ينخفض بنبرة مريبة: تعالي… جبتلك حاجة بتحبيها.”
وضعت الحاسوب على الطاولة وسألته بفضول: جبت إيه؟”
مد يده، وأخرج زجاجة عصير مانجو باردة، وابتسامة ماكرة تتراقص على شفتيه وهمس : مانجا… وإزازة واحدة… هنشرب منها سوا، زي زمان.”
ارتفع حاجبها، والذكريات تتسلل من بين نظراتها وهمسة :
ياااه يا ياسر… مش مصدقة.”
خطت نحوه بخفة، ولمست صدره بيدها، لكن كلمات عايدة التي علقت في رأسها جعلتها تتراجع فجأة، وشهقت وهي تلوح بيدها: لا مــ… مش هينفع.”
رمقها بدهشة وقال : ليه يا جنات؟ إنتي بتحبي المانجا أوي.”
ابتسمت بعينين تفضحان حبها له، وكأنها تتحدث عن قلبه لا عن العصير: أوي… بحبها أوي.”
اقترب منها، صوته الأجش يلامس أنفاسها وغمغم : أمال لا ليه؟”
عضت شفتها بخجل دافئ وردت : أصلي عاملة دايت… والمانجا من الممنوعات.”
ضحك، وجذبها إلى صدره وهمس وهو يمرر شفتيه علي عنقها : ممنوع إيه ورجيم إيه… ده جسمك مانجا على فراولة يا بت، ريجيم إيه وهبل إيه.”
حاولت أن تتملص من بين ذراعيه، وهمسة برقة قادرة على إذابة الحجر : أخص عليك… بدل ما تشجعني أحافظ على جسمي تقول هبل!… أنا زعلانة منك.”
نظر إليها من أعلى رأسها حتى قدميها، وعيناه تشتعلان بالشغف وغمغم بصوت أجش : بصراحة… إنتي فيكي حاجة متغيرة، بس مش قادر أعرف هي إيه… طريقة كلامك؟ ولا لبسك؟… ساعات أحسك باردة… بس بتخليني أولع في نفس الوقت… حاسس كإنك مش جنات اللي اتعودت عليها.”
ابتسمت بمكرٍ محبب وقالت : أنا مفيش أي حاجة متغيرة… يمكن لما انشغلت شوية في شغل، وحسيت إني عايشة… بعمل حاجة مش مجرد أنام وأصحى وآكل وأشرب… أو يمكن عشان أعصابي هديت شوية… وبقيت بفكر أكتر.”
أومأ برأسه واقترب أكثر، صوته ينخفض حتى كاد يلامس قلبها: مش مهم إيه اللي اتغير… المهم إني حاسس إني بتعرف عليكي وأحبك من أول وجديد.”
ضحكت بخفة وهمسة : يعني هنبدأ من الأول؟… هنعيد الجوازة دي من الأول؟… عايزة أخرج معاك… وأكلبش في دراعك.”
ضحك بمرح وقال: وأنا اللي كسبان.”
جلست على كرسي الطاولة، فتحت الحاسوب أمامها وغمغمت : لا يا شيخ!… وطيب وبناتنا اللي بقوا طولي هيقولوا ماما اتجننت!”
أخذ زجاجة المانجو وفتحها، اقترب منها ومدها نحوها وغمغم : يقولوا مش مشكلة… اشربي مانجا.”
همسة باسمه بدلال: ياااسر…”
اقترب منها وهمس : شفطة واحدة… عشاني.”
أومأت برأسها، ارتشفت من الزجاجة، وقبل أن تبتلعهم ، كان قد التهم شفتيها بعنف، وارتشف العصير من بينها في قبلة عميقة، وهمس بعدها وهو يبتسم: زي زمان برضه.”
ابتسمت بخجل وهمسة : وشقاوة زمان كمان.”
ترك الزجاجة على الطاولة، ثم حملها بين ذراعيه بخفة وقال : لا… يبقى كده نعيد أمجاد الماضي كله.”
مدت يدها نحو الزجاجة وهي تضحك، وتمسكت بها، وسار بها إلى غرفة النوم….
أغلق الباب خلفه، واتجه بها نحو الفراش، وضعها ياسر برفق على الفراش، وكأنه يخشى أن تفلت منه، والزجاجة ما زالت في يدها… وكأنها جزء من خطة لم تكتمل بعد.
جلس إلى جوارها، عيناه تتفحصان ملامحها وكأنهما يحاولان حفظها عن ظهر قلب…
مال قليلًا، ورفع الزجاجة إلى شفتيها، صوته يهبط إلى نغمة دافئة متماسكة: اشربي… دي مش مانجا، دي حاجة تانية النهارده.”
ارتجفت أصابعها وهي تمسك بالزجاجة، ارتشفت قليلًا… لكن قبل أن تبتلع، كان قد اقترب، التقط الرشفة من بين شفتيها في قبلة عميقة، يتسلل خلالها طعم المانجا إلى روحه لا إلى فمه فقط.
ابتعد لحظة، شفتيه تلمعان بعصيرها، وعيناه تقولان ما لم ينطق به وهمس : شوفتي؟… طعمها أحلى لما يبقى منك.”
ضحكت بخجل وهي تحاول إبعاد وجهها، لكنه أعاد الزجاجة، هذه المرة يميلها ببطء، يترك العصير ينساب على فمها قطرة قطرة، ثم يسرق كل قطرة بقبلاته، وكأن الشرب منها صار طقسًا لا يريد أن ينتهي.
لف ذراعه حولها، وسحبها الي ساقيه وأسندها إلى صدره، والمانجا بينهما تملأ الجو بعطرها، حتى صار لا يعرف أين ينتهي طعم العصير وأين يبدأ طعمها هي. همس قرب أذنها: الماضي هنرجعه… بس المرة دي، هنعيشه لحظه بلحظه… ونغرق فيه !!
أغمضت عينيها ،وابتسمت وعينيه تلمع بخبث محبب بينما دفء أنفاسه ينساب على وجهها، وشغفه يذيب كل مسافة، لتذوب معه كما ذابت المانجا في القلوب قبل الأجساد.
انزلقت الزجاجة من يده إلى الطاولة الجانبية، وكأنها فقدت قيمتها أمام نكهة أخرى أسرت حواسه…
مد يده، ومرر أصابعه على شفتيها برفق، وكأنه يرسم ملامحها للمرة الأولى وهمس : فاكرة أول مرة شربنا المانجا كده؟”
همسة وهي تبتسم في نصف خجل: تؤتؤ مش فاكره!!
بلع لعابه بتوتر وكور وجهها بين يديه وهمس: لا يا جنات اكيد فاكرة…
اقتربت الي أذنه وهمسه : فاكره …كنت أنت اللي مصر تشربني كده!!
اقترب أكثر، ولمس عنقها ومنكبها كما يلامس النسيم صفحة ماء وغمغم : النهارده أنا مش بشرب مانجا… أنا هشربك انتي.”
نظر لها وأطبق شفتيه على شفتيها في قبلة أعمق، تتسلل فيها أنفاسه، وتتشابك أنامله خلف رأسها، يقربها حتى لم يعد بينهما إلا امتزاج الطعم والروح…
شعرت بأن الأرض تحتها اختفت، وأن دفء صدره صار وطنا مؤقتا تلجأ إليه.
ترك شفتيها لحظة، فقط ليعود ويلتقط أنفاسها مجددًا، وهمس بين القبلة والأخرى: كل حاجة كانت ناقصة… رجعت دلوقتي.”
مرر أصابعه على خصرها ببطء، لا يستعجل اللحظة، بل بتذوقها كما يتذوق المانجا الناضجة حتي سحب ملابسها بهدوء ….
أغمضت عينيها وجدت نفسها تنسى كل شيء إلا صوته ولمسته.
رفع رأسه قليلًا، تناول الزجاجة مرة أخرى، رشف منها ثم مال نحوها، يترك العصير ينساب من فمه إلى فمها في قبلة دافئة، كأنهما يشتركان في نفس واحد طويل…
كان طعم المانجا هذه المرة أثقل، ممزوجا بحرارة أجسادهما، وكأنها تحولت إلى شراب من الشغف نفسه.
همس وهو يضمها أكثر ويفك حمالة الصدر وغمغم : هو ده طعم زمان… بس أحلى.”
نظرت له بنظره تحمل من الخجل بقدر ما تحمل من الدلال ولعقت شفتيها ببطء شديد..
تعلقت عنينه بشفتيها بشوق جائع وسكب القليل من الزجاجه علي نهديها ولعقهم ببطيء مستفز لانوثتها
وغمغم : تجنن وحشوني اوي البـ*** الجاحده دي..
مالت للخلف وهمسة بصوت خافت: انت وحشتني اوي!!
حوطها بذراعيه بقوة، وشفتيه تعرف طريقهما الي عنقها ونهديها كأن كل لحظة غابت عنه فيها تتجمع الآن في حضن واحد، طويل، دافئ، لا يشبه أي حضن آخر.
ارتفع أنفاسهما معًا، كأن الغرفة ضاقت عليهما ولم يعد فيها إلا صوت قلبيهما.
أسندها ياسر إلى الوسادة، همس وهو يقترب من أذنها، صوته مبحوح بنبرة دافئة: وحشتيني… مش بس جسمك … وحشتيني انتي.”
ارتعشت شفتاها بابتسامة خجولة، لكنها لم ترد، وكأن الرد صار في عينيها…
اقترب منها أكثر، يمرر أنفه على عنقها، يستنشق عطرها الممزوج بعبق المانجا، ثم يترك قبلة طويلة هناك، قبلة بطيئة كأنها وعد بالعودة لكل ما غاب.
مد يده إلى الزجاجة مرة أخرى، هذه المرة لم يسقها رشفة… بل ترك العصير ينساب على طرف بطنها الي الاسفل ، يتساقط منه القليل، فسارع يلتقطه بلسانه، يضحك بخفوت وهمس: ولا نقطة تروح مني.”
لعق أنوثتها وكأنها في رمقه الاخير.. وامتصها بجنون وهو يضغط على ساقيها …حتي عال انينها ،وارتفعت أنفاسها وتقوص ظهره ..وصرخت بمتعه حارقه ..
اقترب منها وارتفع جسده قليلًا فوقها، عيناه ثابتتان في عينيها، بينما يده الأخرى تلامس وجهها بحنو….
كان يقترب ويبتعد في نفس اللحظة، وكأنه يريد أن يطيل الانتظار حتى تشتعل اللحظة أكثر….
وحين أطبق شفتيه على شفتيها هذه المرة، لم يكن هناك أي حذر… كانت قبلة جائعة، ممتدة، يتنفسها كما يتنفس الهواء.
واخترقها بعنف واشتياق قاتل تمسكت به واستمر بالدفع داخلها وكأنه يريد زرع نفسه بداخلها بقوه….
أحاطها بذراعيه، وضمها إليه حتى شعرت بأن المسافة بين قلبيهما اختفت. همس وهو يدفن وجهه في عنقها يلتهم بشرتها بنهب وجسدها يهتز من عنف دفعه بداخلها : أنا مش عايز أسيب اللحظة دي… مش عايزها تخلص.”
مررت يدها على ظهره وشفتيها تمر علي عنقه وانفاسها تلفه بحراره حارقه وصوت آهاتها يصدم بأذنه كنغمه ليس لها مثيل وهمسة بأنفاس لاهثة: براحه يا ياسر براحه بتوجعني !!
عض شفته بقوه وغمغم بصوت خافت دافئ : وانتي وجعتيني اوي، وانتي بعيده وقريبه ف نفس الوقت…
اخيرا. قذف بداخلها وقبض على شعرها وضمها بحضنه وشدد عليها وهمس: حاسس كأن رجعت عريس.. اول مره يلمس عروسته يا جنتي!!
تنفست بصعوبه وضمته بقوه وهمسة: وانا كمان يا حبيبي …
وفي تلك اللحظة، كان الزمن خارج الغرفة قد توقف، والمانجا على الطاولة نسيت برودتها، لأن كل الدفء صار محصورا بينهما، يتصاعد، ويتوهج، حتى لم يعد يفصل بين الحب والشغف أي خط.
………..
داخل جدران المستشفى البيضاء التي تفوح منها رائحة المطهرات والقلق، فتحت روجيدا عينيها بتثاقل شديد، كأنها تنتزع نفسها من قاع ظلام طويل….
رمشت بعينين غائمتين، تحاول تذكر أين هي وما الذي حدث لها….
ارتعشت أصابعها المرتبكة، وامتدت بخوف تتحسس الضماد الملفوف حول عنقا …. وتسللت دمعة ساخنة على وجنتها وهمسة بصوت مبحوح، تكسوه الرجفة:
ـ Oh my God.
ــ يا إلهي.
في تلك اللحظة، اندفعت إحدى الممرضات إلى الداخل، وابتسامة ارتياح تعلو وجهها وهتفت: حمد الله على السلامة، أخيرًا فوقتي! إنتي بقالق أسبوع مش في الدنيا.”
اتسعت عينا روجيدا في دهشة، تمتمت بصوت متردد:
ـ What?
ــ ماذا؟
قهقهت الممرضة بخفة، وأردفت بمرح: لا يا قلبي، أنا تعليم مجاني. هبعتلك حد يرطن معاكي.”
ثم التفتت مسرعة نحو الخارج، وأشارت إلى امرأة تنتظر في الممر قائلة: الآنسة روجيدا فاقت يا هانم.”
قفز قلب كارمن من مكانه، وهتفت بفرح غامر يختلط بالدموع: بجد فاقت؟!”
أومأت الممرضة برأسها، فتقدمت كارمن بخطوات يسبقها لهفتها، حتى اندفعت إلى غرفة ابنتها والدموع تخط وجهها… وقفت عند السرير، وصاحت بصوت متهدج، تفيض فيه كل أمومتها:
ـ Dear, thank God you woke up. I was scared to death for you.
ــ عزيزتي، الحمد لله أنك استيقظت. كدت أموت رعبا عليكي.”
ارتعشت شفتا روجيدا، مدت يدها المرتجفة وربتت على كف والدتها بحنو، قبل أن تهمس بصوت مبحوح يتنفس الألم:
ـ I’m fine mom, don’t worry.
ــ أنا بخير يا أمي… لا تقلقي.”
شدت كارمن على يدها، ورفعتها إلى شفتيها وقبلتها بحرارة وهمسة بقلق غامر:
ـ What happened, Rojda?
ــ ماذا حدث، روجيدا؟
انغلقت عينا روجيدا ببطء، وانحنت حاجبها بألم يعتصر ملامحها، وهمسة بمرارة:
ـ That crazy Michael did this to me to get me away from Ibrahim.
ــ ذلك المجنون مايكل فعل بي هذا حتى يبعدني عن إبراهيم.”
انتفضت كارمن من مكانها، وصاحت بغضب متوتر:You should stay away from Ibrahim, my love. Your life is more important than anyone, my dear.
ـ يجب أن تبتعدي عن إبراهيم! حياتك أهم من أي شخص، يا حبيبتي.”
هزت روجيدا رأسها بعناد يختلط بالدموع، وغص صوتها وهمسة :
ـ No, mother, Ibrahim is more precious to me. You know very well that I have loved Ibrahim for years.
ــ لا يا أمي… إبراهيم أغلى بالنسبة لي. أنتي تعلمين جيدًا أنني أحب إبراهيم منذ سنوات.
طرق إبراهيم الباب بخفة، ثم دلف إلى الغرفة ووجهه يفيض بالفرح، هاتفا: مساء الفل… Good evening.”
ارتسمت ابتسامة واهنة على شفتي روجيدا، بينما حدقت كارمن فيه بعينين يملؤهما الحنق… همسة روجيدا بصوت مبحوح، تكسوه السعادة:
ـ Hi Ibrahim.
ــ أهلا إبراهيم.
اقترب منها بخطوات متسارعة، وجلس جوارها، وأمسك بكفها النحيل وقبلها بحرارة، مرددا بنبرة ممتلئة بالامتنان:
ـ “Thank God for your safety, beautiful.”
ــ حمد الله على السلامة يا جميلتي.
أومأت روجيدا برأسها برفق، وقالت بصوت متعب:
ـ “Thank you, Ibrahim.”
ــ شكرًا لك إبراهيم.
لكن صوت كارمن انطلق حادًا يقطع اللحظة:
ـ إبراهيم، مش ينفع كده! انت لازم تبعد عن روجيدا. مايكل مجنون، وحيقتلها بسببك!”
اتسعت عينا إبراهيم بدهشة، قبل أن يرد بصرامة وحنق:
ـ مايكل ده… لو جه على سكتي ولا قرب من روجيدا تاني، أنا اللي هاقتله… هو مايعرفش مين إبراهيم البدري.”
شهقت كارمن، وغمغمت بدهشة:
ـ إبراهيم البدري؟”
نظرت لها روجيدا، بحيره بين لغتين، وهمسة باستفهام مرتبك:
ـ “Why are you speaking Arabic? I
and anything.”
ــ لماذا تتحدثون العربية؟ أنا لا أفهم شيئًا.
شدت كارمن على يد ابنتها وقالت بحزم:
ـ “We have to go back to America immediately. The police will arrest Michael, and this will be dangerous for you, Rojda.”
ــ يجب أن نعود إلى أمريكا فورًا. الشرطة ستلقي القبض على مايكل، وهذا سيكون خطرا عليكي روجيدا.”
فتحت روجيدا فمها لترد، لكن إبراهيم سبقها بصوت ثابت يمزج بين الحماية والحب:
ـ “You’re coming with me, and neither Michael nor anyone else will be able to touch a hair of Rogida’s.”
ــ أنتن ستأتين معي، ولن يستطيع مايكل ولا غيره أن يمس شعرة من روجيدا.”
صرخت كارمن بانفعال: لا، احنا نسافر يا إبراهيم!”
لكن روجيدا تشبثت بكف إبراهيم وهمسة برجاء:
ـ “I agree, Ibrahim. I will come with you.”
ــ أنا موافقة يا إبراهيم، سأذهب معك.”
ارتسمت ابتسامة سعيدة على شفتيه، فيما دوى صوت كارمن بالرفض:
No, Rojda!”
ــ لا روجيدا
قاطعتها روجيدا بعناد ودموع تلمع في عينيها:
ـ “You can travel, mom. I will not leave Ibrahim.”
ــ يمكنك السفر يا أمي، أنا لن أترك إبراهيم.”
ارتجفت ملامح كارمن بالحنق، وهتفت وهي تنهض:
ـ “Okay, Rojda… but you will regret it.”
ــ حسنًا روجيدا، لكنك ستندمين.”
غادرت الغرفة بخطوات غاضبة، وظل إبراهيم يتبع أثرها بنظرات حائره ، ثم التفت إلى روجيدا وقال باندهاش:
ـ “Why are you doing this?”
ــ لماذا تفعلين هذا؟
ربتت روجيدا على يده، وهمسة بصوت حنون:
ـ “She just feels scared.”
ــ هي فقط تشعر بالخوف.
رفع إبراهيم كفها إلى شفتيه، وقبل باطنها برقة وهمس بحنان:
ـ “Don’t be afraid, I’m safe with Rouge.”
ــ لا تخافي… أنتي في أمان مع روجي.”
ارتعشت ابتسامة واهنة على وجهها، وأغمضت عينيها للحظة قبل أن تهمس بصدقٍ عميق:
ـ “I feel it, Ibrahim.”
ــ أشعر بذلك، يا إبراهيم.
اقترب منها أكثر، وطبع قبلة على جبينها، قبلة تفيض دفئا وعمقا، ثم همس في أذنها:
ـ “The sweetest thing I’ve heard is Ibrahim.”
ــ أحلى إبراهيم سمعتها .”
…….
في الحاره ..
مع حلول المساء، تهادت أضواء الحارة في هدوء حميمي، والناس يتسامرون عند الأبواب كعادتهم.
في منزل الهواري…
نهض علي متململًا، وهتف متأففا: كل ده يا عمار! هو سلطان جاي منين؟ الراجل مستني!
أومأ عمار برأسه في ثقة، مجيبا بهدوء: والله كلمته، قالي جاي في الطريق… اهدي بقى يا عم.
قهقهت عايدة بفرحة، وقالت وهي تمسح على ذراع علي كأم حنون: اصبر يا علي، الصبر حلو يا ضنايا.
ابتسم علي ابتسامة رقيقة، وغمره دفء كلماتها، وغمغم بحرقة مكتومة: والله انتي أحلى دودو شوفتها… عوضتيني عن أمي، والله.
ربتت عايدة على منكبه بحنان غامر، وهمسة كأنها تدعو له من قلبها: ربنا يسعدك يا حبيبي ويتمملك على خير.
خطت بطه إليهم بخفة، وعقدت ذراعيها أمام صدرها، وهتفت بنبرة مازحة يغلبها العتاب: بقى كده؟ وأنا يا ولا… راس فجلة!
انفجر علي بالضحك، وأمسك يدها وقبلها بحنو صادق:
مين الحيوان اللي يقدر يقول كده؟ دانتي بطوطة قلبنا كلنا.
ضحك الجمع، فيما مد عمار ذراعه وطوق عنق آية وهو هتف بمرح: وأنا أولهم يا بطوط!
رفعت بطه حاجبها في استنكار مازح، وصفعته بنظرة حادة وقالت : طيب نزل إيدك من على رقبة البِت يا ولا! عيب كده… عندنا بنات.
في تلك اللحظة، انفتح باب الشقه على اتساعه، ودلف سلطان بخطوات واثقة وهو يحاوط خصر ضي بيد لا تخلو من التملك، هاتفا بمرح مجلجل: مساء الفل والعنبر!
تعالت الضحكات من الجميع، وردوا بصوت واحد تغمره البهجة: مساء الفل!
هتف عمار وهو يشير إليهما بخبث ومرح: أهو سلطان جاي… حضنها أهو يا بطوط!
صفقت بطه كفا على الآخر بدهشة مفتعلة، وهتفت بحدة مازحة: ده محن مخطط بكهن! وأنا ضغطي عالي!
اشتعلت الضحكات كأنها عرس صغير، وتعالت الأصوات بالمرح….كأن المنزل قد استعاد روحه المفقودة بعد غياب طويل.
رفعت عايدة كفيها بدعاء ممزوج بفرح، وهتفت بصوت يغلبه الحنان: ليه يا أختي عيني عليكم باردة يا ولادي؟ افرحوا وحبوا بعض، وخافوا على بعض، وقدّروا بعض. كل واحد يحاول يحافظ على كرامة التاني على قد ما يقدر… ولازم تشيلوا خاطر بعض وما تهنوش على بعض مهما حصل.
اقترب سلطان بخطوات واثقة، وقبل رأسها في احترام، قائلاً بحماس: كلامك دهب يا قلب بيت الهواري.
ربتت عايدة على صدره بحنو، وهمست بصوت خافت يفيض بالدفء: دخلت يا ولا.
ضحك سلطان بعبث ودهشة، واقترب وهمس في أذنها:
عرفتي إزاي؟
ابتسمت بذكاء وقالت: عينيك بتضحك، ووشك منور… ومراتك وشها أصفر، وشكلها مرهق ومش قادرة تمشي.
رفع حاجبه بدهشة صادقة، وغمغم مازحا: كل ده في الدقيقة دي؟ دانتي تشتغلي في المخابرات يا دودو!»
قهقهت بمرح وقالت: لو المخابرات قلبها زي قلبي… كنت اشتغلت معاهم.
نظرت له جلديه وهمسة : علي مهلك يا سلطان… البت صغير ..اوع تأزيها يا ابني مش غير ما تحس !!
نظر الي ضي بعشق يفيض من عينيه وهمس : بحاول يا قلبي!!
في هذه الأثناء، ضمت آية ضي إلى صدرها بحنو صادق، وهتفت بلهفة: حبيبتي… وحشاني أوي. انتي كويسة؟
أومأت ضي برأسها بابتسامة باهتة: الحمد لله، كويسة أوي.
التفتت آية إلى عمار بدهشة عفوية، فرفع هو حاجبه بغيظ مكتوم، واقترب وغمغم في أذنها: معاها تور ..صاحبي… وأنا عارفه.
كتمت آية ضحكتها بصعوبة، وغمرها خجل رقيق، فاكتفت بهز رأسها بيأس ساخر.
قطع علي الجو بصوت يختلط فيه الجد بالمرح، هاتفا بنزق مصطنع: يا جماعة… يلا! الراجل مستني.
تحرك الجمع بصخب وضحكات متناثرة، وهتف سلطان وهو يشير إلى علي بمكر: يلا يا ابا… أنا عارف إيه اللي وقعك الوقعة دي.
قهقه عمار ورد بمرح: نفس اللي وقعك… وفي عيلة طول ركبتك! الحب يا جنرال.
ارتج المكان بالضحكات، فيما غمغمت ضي بنزق دلع: كده يا عمار؟ أنا مخصماك!
أحاطها سلطان بذراعيه بقوة، وقال في غيرة محببة:
عيلة… عيلة ملكش فيها. بموت فيها.
تعالت الضحكات مجددًا، وخرج الجميع إلى الشارع في مشهد يشبه زفة صغيرة… هناك، كان عاشور جالسا على كرسيه الخشبي، يترقبهم بضجر. نهض ما إن رآهم، وهتف بارتياح: أخيرا طلعتوا… يلا!
أومأ الجميع في صوت واحد، وردت عايدة بفرحة غامرة:
يلا يا أخويا.
وتحركوا معًا نحو منزل العم سعيد، تتقدمهم الضحكات والقلوب العامرة بالود.
…….
في بيت العم سعيد،
ارتفعت ضحكة حياة وهي تفتح الباب مرحبة، هاتفا بصوت مفعم بالحيوية: نورتونا… أهل العريس وصلوا يا نوسة!
انفجر الجمع بالضحك، وردت بطه بمشاكسة مألوفة:
ده على أساس أول مرة نتقابل يا بت!
قهقهت حياة وردت بمرح: اتفضلوا… اتفضلوا.
دخل الجميع إلى الصالة الرحبة، فاستقبلهم العم سعيد بحفاوة ووجهه تشرق عليه السعادة، وأشار لهم بالجلوس وهتف:نورتونا والله… لينا زمان ما اتجمعناش كده.
جلسوا متجاورين في دفء عائلي، فربت سلطان على ساق علي وقال مبتسما: واهو علي جمعنا يا عم سعيد.
ابتسم علي ابتسامه خفيف، وغمغم: أمال نوسة فين؟
تعالت ضحكات الحاضرين، فأشار سعيد لي حياه وهو يضحك : روحي يا حياة… نادي نوسة.
التفتت حياة نحو ضي وقالت بمودة: تعالي يا ضي معايا.
همّت ضي بالوقوف، لكن سلطان تمسك بكفها، وهتف بغيرة : رايحة فين؟
أشارت له ضي بيدها وقالت: مع حياة.
هز رأسه بعناد محب، وتمتم: لا… خليكي جنبي.
ثم نظر إلى حياة وأردف بمرح متصنع: روحي يا حياة… إنتي هتناديها من البر التاني… امشي يا بت!
انفجر الجميع ضحكًا، فيما انسلت حياة إلى الداخل.
حينها ربت عاشور على ساق سعيد بحنو وقال بصوت مفعم بالجدية: إحنا جايين النهارده نطلب إيد بنتنا نوسة لابننا علي… يا راجل يا طيب.
ابتسم سعيد ابتسامة واسعة، ورفع كفه إلى رأسه في احترام، قائلاً: على راسي من فوق… علي ابني زي نوسة بالظبط.
تدخل عمار بصوته الرخيم، مضيفا: طبعًا يا عم سعيد… إنت عارف الظروف اللي إحنا فيها… مش عارفين هتخلص إمتى، بس ياريت يتجوزوا… والظروف تخلص براحتها.
أومأ سلطان مؤيدا، وقال بحزم: مفيش مانع. يتجوزوا… الشقق فاضية… يختاروا الشقة اللي تعجبهم يعيشوا فيها لحد ما المشكلة تتحل… وترجعوا قصركم بالسلامة.
ثم جذب ضي إلى حضنه في خلسة هامسًا: معاد ضي السلطان.
احمر وجهها خجلا، وهمسة بتحذير: اتلم… إحنا وسط الناس.
ضحك سلطان بخبث، واقترب من أذنها هامسا بعبث:
خلاص… مش هينفع أقولك ادخله يجيب دم. هفكرلك في حاجة جديدة.
لكزته بخفة وهمسة باسمه بغيظ وخجل محبب: سلطان!
ارتفع صوت عاشور بمحبة حانية قائلاً: يبقى على خيرت الله… نقرا الفاتحة.
أومأ الجميع، وتعالت الأصوات بخشوع مطمئن، يقرؤون الفاتحة بقلوبٍ تفيض بالحب والرضا، حتى انتهوا، فإذا بعايدة وبطه تطلقان الزغاريد مدوية، ملأت جنبات البيت دفئا وبهجة.
في الداخل
تحركت نوسة بتوترة تتصبب عرقا، بينما حياة تنظر إليها بحنق مشاكس، هاتفة: شوفتي؟! شكلهم قروا الفاتحة يا بت… يلا! إيه الكسوف اللي نزل عليك فجأة ده؟
أشارت لها نوسة بارتباك وغمغمت بصوت متقطع: معرفش… يا بت، حاسة قلبي بيطب!
قهقهت حياة وقالت بمرحٍ خفيف: ده وإحنا بس في قراية الفاتحة! أمال في الفرح هتعملي إيه؟ وأنا اللي كنت فاكرِكي سبع رجالة في بعض.
ارتبكت نوسة، وابتلعت ريقها وهمسة بتهديد واهن:
اسكتي… بلا فرح بلا هم. ده لو جاي يقرب جمبي… هشقه!
رفعت حياة حاجبها بدهشة وقالت مستنكرة: تـ… إيه؟! إنتي اتجننتي يا نوسة؟ يلا ربنا يهديكي…
أومأت نوسة برأسها باستسلام وقالت برجاء خافت:
طيب… بس خليكي جمبي، ماشي؟
ابتسمت حياة وأجابت ببساطة: خاطر… يلا.
خرجتا سويا، فما إن ظهرت نوسة حتى دوت زغاريد بطه من جديد، وهتف سعيد بفرحة عارمة: تعالي يا نوسة… اقعدي جنب خطيبك.
ألقت نوسة التحية بصوت خافت خجول: مساء الخير.
ارتسمت البهجة على وجوه الجميع، ورد الجميع التحيه والضحكات تتناثر في الأرجاء….
مال عمار ناحية أذن علي وهمس بخبث مازح: لا موزة من غير العباية..
تجمدت نظرات علي، واشتعلت عيناه كالجمر وهو يثبت بصره على نوسة، كأنها ملكه وحده، ثم تمتم بصرامة مكتومة:عينك يا شقو… خليك في اللي ليك!
قهقه عمار بخفة، ولكزه في كتفه ،وقال ضاحكًا : حقك يا متر، حقك..
مالت عايدة عليها وضمتها وهتفت بحب: ألف مبروك يا قلبي.
ابتسمت نوسة في حياء، وردت وهي تربت على منكبها:
الله يبارك فيكي يا خالتي.
التقطتها بطه بين ذراعيها، وغمغمت بدموع متلألئة:
مبروك يا بنت الغالية.
فطبعت نوسة قبلة حانية على رأسها وهمسة:
الله يبارك فيكي يا غالية.
اقتربت ضي وآية، فبادرت ضي بابتسامة صافية:
مبروك يا نوسة… ربنا يتمم لكم على خير.
عانقتها نوسة بحرارة وردت بحب: الله يبارك فيكي… يا مرات أخويا.
أشارت ضي نحو آية وقالت مبتسمة: دي آية بنت عمي… وخطيبة عمار.
تبادلت نوسة وآية الأحضان، فهتفت الأخيرة بود: مبروك يا نوسة.
ابتسمت نوسة وربتت على كتفها برفق: الله يبارك فيكي يا حبيبتي.
في تلك اللحظة، نهض علي بخطوات واثقة، ثم سحب نوسة من يدها وسط ضحكات الجمع، وهتف بمرح : طب تعالي باركيلي أنا… قربت فتحتي النهاردة!
انفجر الجميع ضاحكين، فيما همست له نوسة بغيظ خجول: لم نفسك قدام الناس يا علي!
ابتسم بمكر، واقترب منها هامسًا: أنا هتجوزك… عشان تلميني في حضنك.
قرصته في يده بخفة، وهمسة وهي تغالب ابتسامتها:
إنت متربتش بربع جنيه!
ضحك علي في عبث صبياني، ورد ببساطة: عارف.
في اليوم التالي…
دق جرس الباب في شقة عمار. وخرجت آية من المطبخ تمسح يديها من أثر الطهو، لكن عمار أشار إليها سريعًا قائلاً بحزم لطيف:خليكي… أنا اللي هفتح.
توجه بخطوات واثقة وفتح الباب، فإذا بإبراهيم يقف أمامه، وإلى جواره روجيدا، وجهها شاحب من الإرهاق وعينيها يكسوهما ألم دفين. أشار لهما عمار مرحبا وهتف:
اتفضلوا… اتفضلي يا آنسة.
ترددت روجيدا قليلًا، ثم التفتت نحو إبراهيم بتوتر ظاهر، فمد يده يربت على يدها برفق، وهمس لها :
ــ Come on, Rajida, this is my older brother Ammar.
ـ تعالي يا روجيدا… هذا أخي الأكبر عمار.
أومأت بخجل، وقالت بصوت واهن:
ــ Thank you.
ــ شكرًا لك.
دلفت إلى الداخل بخطوات ثقيلة، متشبثة بذراع إبراهيم كمن يستمد منه الطمأنينة… اقتربت آية منهم بابتسامة دافئة وقالت:
ــ Hello. Come in, dear.
ـ أهلًا وسهلًا… تفضلي يا عزيزتي.
ابتسم إبراهيم مشيرًا إليها، ثم قدمها لروجيدا :
ــ This is Aya, my cousin, a lawyer. And Ammar’s fiancée.
ــ هذه هي آية… ابنة عمي، محامية، وخطيبة عمار.
نظرت لها روجيدا بود قبل أن ينفجر صوت غاضب من خلفهم يملأه الحنق : خطبت بنت الراجل اللي كان طمعان في أبوك؟
ووووووووووووووو
حبايب قلبي الحلوين متنسوش التفاعل ي سكاكر بالفوت والكومنتات علشن طبعا يهمني رايكوا
ساحره القلم ساره احمد 🖋️
اول واحده ♥
منوره ي بسبوس ♥️
حبيبتي اكيد تحفة من الاخر زي كل بارت تسلم ايدك ❤️❤️
تسلمي يا قمر ♥️
رائعة ❤️❤️❤️
حبيبتي تسلمي ♥️
كل بارت اروع من اللي قبله
تسلم ايديك تحفة
تسلمي يا قمر ♥️
❤️ روعه روعه روعه
تسلمي يا قمر ♥️
😘 ياجماله تسلم ايدك يا قلبي
تسلمي يا قمر ♥️
😘 ابداع ❤️❤️
تسلمي يا قمر ♥️
تحففففة جمييل جداااا😍❤️❤️❤️❤️
حبيبتي تسلمي ♥️
تسلم ايدك تحفة❤️
تسلمي يا قمر ♥️
🥰🥰🥰
♥️♥️♥️♥️
رائع يا حبى تسلم إيدك
تسلمي يا قمر ♥️
ايه الجمال ده بجد
حبيبتي تسلمي ♥️
مشاءالله مشاءالله البارت طويل جدا جمالو فوق الخيال ❤️❤️❤️👏🏻
حبيبتي تسلمي ويسلم ذوقك ♥️
اكيد عالعاده مبدعه ياسرسوره 🥰❤️
تسلمي يا قمر ♥️
تحفههههههتستحقي أفضل كاتبه بجد
تسلمي يا قمر ♥️
تحفة تسلم ايدك 🥰
تسلمي يا روحي ♥️
تحفهههه 🔥
حبيبتي تسلمي ♥️
تحفه يا قلبي
حبيبتي تسلمي ♥️
تحفة بجد
تسلمي يا قمر ♥️
واو واو فوق الواو روعة ياسارة سارة
تسلمي يا روحي ♥️
جلجل وحشتنا يا راجل
الحليوه ف القلب ♥️
طلع جلال 🥰🥰🥰🥰
الله بس الخناقة فيلم هندي شوية 😁😁
جلال كان جه ساعد شوية بدل ما جه في الاخر
يا رب لما راجح وتقي يرجعوا من العمرة ربنا يفتحها عليهم
موقف جنات وياسر أنا طول القراءة أنا عاملة كده 😍😍🥰🥰🫠🫠🫣🫣
كل الريآكشنات دي
ايه المانجا دي ايه الحلاوة دي ايه الطعامة دي ايه اللي بيحصل ده ايه اللي أنا شايفه ده
ما زلت مش مطمنة لروجيدا دي مش عارفة ليه
بس حلو ان اخوات ابراهيم عارفين هو فين كنت مفكراه منعزل
علي ونوسة اتخطبوا والريآكشن بتاعي 💃💃💃💃💃
يلا في انتظار الباقي يا سارة
متخلصهاش لوسمحتي لسه طولي شوية بلييييييز
جميلة 🫂🫂
تسلمي علي تحليلك القمر دا يقلبي ♥️
جاااامده حقيقي
تسلمي يقلبي بجد ♥️
روعة
تسلمي يحبيبت قلبي ♥️
جميله
تسلمي يقلبي ❤️
تسلم ايدكى يقلبى يقلبى احسن واحده كده كده✨💓
تسلمي يقلبي ♥️
خلصت الكلام فيكي يا ساره مبدعه دائما ❤️❤️
تسلمي يقلبي
البارت تحفه تسلم ايدك
تسلمي يقلبي ❤️
هموت واعرف ميين الراجل
هنعرف مع الاحداث يقلبي ❤️
تسلم ايدكى يقلبى يااحلى سكره فى الدنيا
تسلمي يقلبي ♥️
حبيبه قلبى دايما متألقه تسلم ايدكى يحبيبه قلبى💓💓💓💓💓💓💓
تسلمي يروحي ❤️
جامدان تحفه خطيررررر جدا ❤❤❤
تسلمي يقلبي ❤️
بجد إبداااااع
تسلمي يروحي ❤️
❤❤❤❤❤
❤️❤️❤️
قلبى الصغير لا يتحمل العظميتو ديه كلها 🥰🥰🥰😍😍🤍🤍🤍🤍🤍
قلبي تسلمي ♥️
البارت تحففه تسلم ايدك يحبيبتى 🫶🏻
تسلمي يروحي ❤️
توحفه ❤️❤️❤️❤️🔥
تسلمي يقلبي ♥️
البارت تحففه تسلم ايدك يحبيبتى 🫶🏻
تسلمي يقلبي ♥️
أحلي ساره في الدنيا تسلم ايدك يا حبيبتي
تسلمي يقلبي
تسلمى على البارت القمر ده😍😍
تسلمي يقلبي ❤️
تححححفة ♥♥♥♥♥
تسلمي يقلبي
هايلللللل😍❤️❤️
تسلمي يقلبي
جميل اوي
تسلمي يقلبي
عسل نوسة وعلى أوي فرحانة لياسر وجنات
قلبي
تحفه تحفه تحفه تحفه بجد
لاء الجمال عدى الكلام ومن زمان اووى
I can’ttttttttt🥺🩷
تسلمي يقلبي ❤️
تسلم ايدك ❤️❤️❤️❤️
تسلمي يقلبي
روعة تسلم ايدك
تسلمي يقمر
بقولك ايه يا سووووووو
متخليش الرواية تخلص بلييييز🥺💗
قلبي هقولها
جامد جدا
تسلمي يقلبي ♥️
والله انتي فنانه ♥️
حبيبت قلبي تسلمي ♥️