مدونة نار وهدنه

ناار هدنه (الفصل السادس والعشرون)

ناار هدنه (الفصل السادس والعشرون)

وإن سألوك عن الشوق…
فقل: هو قلبٌ أرهقه الانتظار حتى تشقق،
قلبٌ هشٌّ كزجاجٍ رقيق،
خدشته قسوة الفقد،
وخفق حتى تكسّر النبض في ضلوعه،
وحنّ حتى انسكبت روحه من فرط الحنين،
ثم ألقته الدنيا في مهبّ الريح،
فلم يجد في العراء سوى الصبر،
يربت على جراحه بيدٍ مرتعشة.

الشوق…؟
هو نارٌ باردة؛
تحرقك ببطء،
وتدفنك تحت رمادها دون أن تميت.
هو غصّة لا تذوب،
ولوعة لها لسانان؛
لسانٌ يلهج باسم الغائب،
وآخر يلعن المسافات التي تأبى أن تنحسر.

ومن أجاد احتواء الروح…
لا يرحل حقًا.
يبقى محفورًا في العُمق،
في موضعٍ لا تبلغه الأيدي،
لكن تلمسه القلوب كلما اضطربت.
هناك، حيث لا لقاء،
وحيث الإحساس حيٌّ كجرحٍ مفتوح،
ينبض كلما مرّت عليه نسمة تشبهه.

ذاك هو الشوق…
ذاك هو الحضور الذي لا يغيب،
الجرح الذي لا يندمل،
والهدنة التي لا توقّع أبدًا،
لأن النار باقية في الحشا…
والغياب، مهما طال، لا يطفئها.

في الحارة


انقطع الحديث فجأة، إذ اخترقت صرخات العجلات صمت المساء، سيارة سوداء ضخمة هاجمت الشارع بسرعة مروعة،

كأنها عاصفة غضب لا ترحم. صوت انزلاقها على الأسفلت كان كالزئير المدوي الذي أزعج كل شيء حوله.

ترجل ثروت البدري من السيارة، ملامحه مشوشة وممزقة كأن الريح القاسية قد صفعته بلا هوادة. تقدم بخطوات متثاقلة، وجهه يشوبه رعب عميق وقلق يتصاعد.

صاح بصوت مرتعش وهو يندفع إليهم: عمار! الحقني! آية… اتخطفت!

قفز عمار من مكانه بعنف، وصرخ بغضب متفجر: بتقول إيه؟ اتخطفت إزاي؟ ومين اللي خطفها؟

ابتلع ثروت لعابه، وكأن الكلمات تعجز عن الخروج من حلقه. همس متلعثماً: هقولك بس… بس عايز سلطان يكون معانا… أنا محتاج مساعدتكم. لازم نرجعها، مهما كان… دي بنت عمك.

اندفع عمار صوبه، قبض على ياقة سترته وهزه بعنف، صوته صار كالبركان الغاضب: دلوقتي فهمت! إنها بنت عمي؟ نسيت لما جيت وخدتها مني واتهمتني بخطفها؟ نسيت لما فسخت خطوبتنا عشان ما بقيتش أد المقام؟

تمسك ثروت بيد عمار، صوت ندمه يرتجف في الهواء: يا بني، الكلام ده مش وقته… الحق بنت عمك الأول، وبعدين، أنا مش ناوي أدخل في حياتكم تاني.

صرخ علي بغضب لا يهدأ: أنا بجد، عمري ما شوفت بجاحة زي دي… مش دول نفس الناس اللي قلت عليهم جربيع؟ جاي دلوقتي تطلب مساعدتهم وتتشحتف؟!

خفض ثروت رأسه في خزي، واقترب عز وياسر بحذر وحزن : اهدي يا شقو، الكلام ده ملوش لازمة دلوقتي، المهم نلحق بنت عمك الأول.»

التفت ثروت لهما بدهشة، ثم انفجر بصوت مختلط بين الفرح واليأس: أنا متشكر جداً… أنقذوها وأنا هطلع من حياتكم.

رد عز بحدة غير محتملة: على فكرة، إحنا لو هنلحقها، هنعملها عشان عمار وآية، مش عشانك أنت خالص.

همس ثروت بيأس: المهم نلحقها…

أومأ ياسر بحزم:اتصل على سلطان، عشان يرمي البوقين في حجرينه مرة واحدة ونخلص.

أخرج عز هاتفه، وبدأ يطلب رقم سلطان، والقلق يتغلغل في وجوههم، تنتظرهم لحظة الحسم…

في فيلا سلطان الهواري

خرج من الحمام حاملاً ضي بين ذراعيه، وكأنها كائن هش تصارع ألما يفوق تحملها…

شفاهها المتورمه بالعضة كانت تحاول صد الألم، ودموعها تختنق في جوفها بالم مكبوتة…

اقترب بها الي السرير بخطى تحمل كل رقة وحذر، وضعها برفق فوق الأغطية، لكنها قفزت بحركة طفيفة غير قادرة على الجلوس،

فتشبث بها سلطان، وضمها إلى صدره كأنه يودعها من الألم الذي يكاد يفنيها….

قبضته ازدادت قوة، وهمس في أذنها بصوت يخفي وراءه الندم والهيام: حقك عليا… هو صغير أوي، واتفشخ مني، غصب عني…

لكزته وهمسة بصوت خافت ملؤه الغضب والحنان: يا قليل الأدب، يا متوحش… أنا زعلانة منك أوي.

ضحك بخفه ، وعبث، كطفل يختبئ من الواقع. حملها من جديد بحنو، وضعها بين الوسائد وهمس: طيب نامي وبلاش تقعدي.

تمدد بجانبها، يمرر يده بحنان على خصلات شعرها الناعمة، كأنه يحاول استدعاء سكينة في زخم العواصف. همس بلهفة دفينة: كـ** اللي يجنن، سخن كده بيشفطني… أنا ماليش ذنب.

رفعت يدها إلى وجهها، وصرخت بخجل مخنوق: بس يا سلطان بقى…

مرر يده على جسدها المرتجف، ثم قرب وجهه من شفتيها، وهمس بصوت أجش ينبض بالإثارة: ضي انتي  نعمة، مش مصدق اللي حصل، بتعانف عليكي عشان يرشق في دماغي إنك دلوقتي مراتي… مش قادر…

مسحت بيدها على وجنته، وهمسة بحب :  إنت عنيف أوي، خد بالك مني… أنا مش ههرب منك.

شهقت حين تقلب بجسده عليها واعتلاها ، قبض على رسغيها بمزج بين السيطرة والهيام، ثبتها بجانب رأسها، فصرخت : لا لا يا سلطان! حرام عليك…

اقترب منها، تعالت أنفاسه وهمس متملك: إنتي مش هتهربي تاني… فاهمة؟

أومات برأسها، وهي تلهث: مش هقدر أهرب… أروح فين من حضنك؟

ارتفع بيدها ببطء، واحتضنت عنقه، وهمسة بأنفاس لاهثة: أنا بحبك أوي يا سلطان… أول مرة أحس بالإحساس ده.

بلل شفتيه واقترب أكثر، همس بعبثية غازلة: حاسه بايه يا ضي السلطان حلو معاكي.

أومات برأسها ببطء، وهمسة مترددة: ممم حلو اوي … بس لو تخف عنفك شوية كده.

غاص وجهه في عنقها، وامتصه بعنف جعلها تئن بين أحضانها، وهمس: مش قادر يا بت … عليا الحلال والحرام متلغبطين في قلبي… مش قادر.

تملصت منه بصعوبة، ونهضت ضاحكة بدلال وغنج، همسة: سلطان بقا…

نهض خلفها واقترب منها وأطبق على ذراعيها، شدها بقسوة ممزوجة بالحب حتى كادت تشعر أن عظامها ستتكسر، ثم  غمغم بصوت مبحوح، زاحف من قاع صدره: وحشتيني… حتى وانتي قدامي.”

لم تنتبه لكلماته، لأنها كانت تحترق من عينيه، ومن قربه، ومن طريقة نظرته إليها… كأنه يراها للمرة الأولى… والأخيرة.

مال عليها كمن يسقط، لا كمن يقبلها، التهم فمها بشراسة، بقبلة تشبه العراك، تشبه الجوع الذي تجاوز حده…دفع لسانه داخل فمها، نهشها، عبث بها، كانت تصده بجسدها وتستسلم بشفتيها، وكان هو لا يرحم…

قطع القبلة فجأة، ونزل بأنفاسه اللاهثة إلى عنقها،
شدها من شعرها للخلف، وأطبق فمه على عنقها بنهش جائع، قبل، عض، ترك أثره،

وهمس وهو يضغط على الجلد بأسنانه: كنت بموت كل يوم وإنتي بعيد… وكنت بحاول أهدى… بس شكلي مش هاعرف.”

صرخت بهمسه قصيرة، والتفتت عينيها للباب، كأنها تود الفرار من قبضته .. فشدها أكثر، رفعها بين ذراعيه،
ضرب الباب بقدمه أغلقه ، ورماها فوق الفراش وكأنها غنيمته.

وقف لحظة يراها، جسدها المرتجف، شعرها المنفلت، شفتيها المتورمتين…

ثم همس بصوت مخنوق: هخليكي تنسي كل حاجه… إلا إنك بتاعة سلطان الهواري…

وانقض عليها كإعصار… يده كانت قاسية، صوته كان خافتا، جسده كان نارا… وهي، كانت بين الاحتراق… والاحتواء.

كان جسده قد انهار فوقها، لا ثقلا، بل ارتياحا…
كأنه ركض عمرا بأكمله، ولم يجد حضن يطفئ ارتجافه سوى هذا الجلد،

هذه الأنثى التي ظل يقاومها بجنون، ثم انهزم لها بشوق
أعتى من المقاومة.

شهقت تحت وطأة اندفاعه، فتعمق أكثر، يتنقل بين شفتها العليا والسفلى، يلتهمها بتعطش، ثم يبتعد لحظة وجيزة، يتأملها بأنفاس ثقيلة، قبل أن يعود إليها كمن فطم عن شيء لا يعوض…

كانت القبلة عنيفة، شهية، جائعة. لا ترتوي… ولا تشبع.
وكان هو… يمارس التهام الشفاه كما يمارس الغرق.

دفن وجهه في عنقها، لا يقبله بل يلتهمه…
كانت قبلاته كعض متعمد، كأنه يترك بصمته على كل موضع يمر بها

انزلق الي نهديها ومتصه بنهم مجنون، يتذوقها كمن عثر على كنز ضائع في صحراء شوقه.

حتي تلوت بين يديه، وضعت كفيها على صدره محاولة التحرر وهمسة : براحه عشان خاطري…

لكنه لم يمنحها فرصة… أبعد شفتيه عن حلمتها، وهو يلهث وتركها تلهث،

اقترب منها ويده تزحف، تفتش داخل أنوثتها ، تحرق الطرقات بباطن كفه،

تجردها من سترها، ببطء لا يخلو من شراسة،
كأنه لا يريد أن يعريها فقط، بل يطفئ نارا فيه لا تهدأ.

ثم انزلق الي أنوثتها انقض عليها بشراهة، وكأن جلدها يناديه باسمه.

أطبق بشفتيه عليها  ، يقبل، يمتص ، ينهش، يكرر… وكل حركه منه كانت تنغرس فيها كوخز حارق، وكل عضة خفيفة كانت توقظ فيها نارًا لم تعرفها من قبل…

حتي ارتجف جسدها بعنف ، وهمسة، وهي تلتقط أنفاسها المتكسرة: متسبش فيا حتة أعرف أهرب بيها.”

ضغط عليها بيده القاسيتان… لكنهما مشتاقتان،
وصوته في أذنها كان كالدمعة حين تحبس طويلا ثم تفر بصمت : نفسي ألمسك كلك…نفسي ما تفلتيش مني تاني… فاهمة؟

لكنها كانت ما تزال تهتز من بقايا العاصفة، وهمسة بصوت يشبه الاعتراف: بس لسه جسمي بيوجعني من المرة اللي فاتت يا سلطان…”

رفع رأسه ببطء، نظر في عينيها… وفي نظرته ذلك التناقض الذي يقتل رجاء لا يقال، وتهديد لا يسمع.

قال بصوت خفيض: قولي لا ؟ لو قلبك قال  لأ، هوقف …
حتى وأنا باكل في روحي.”

سكتت…ثم أغلقت عينيها وقالت، بشهقة لم تعرف لها اسماً: قلبي؟ عمره ما عرف يقولك لأ.”

لم ينتظر… انقض عليها، بعنف الحب الذي لا يعرف التمهل، اخترقها دفعة واحدة، كأنه يغرز نفسه فيها،

شهقت، صرخت وارتجف جسدها كله، سالت دمعة بجانب راسها، فضمها إليه أكثر… وضغط صدره على صدرها،
كأنه يحاول أن يتسلل إلى قلبها من تحت الجلد.

بدأ يتحرك فيها ببطء، لكن كل دفعة منه كانت كأنها تعيد روحها ، تهزها، توجعها، وتحييها في اللحظة نفسها.
وهمس ف أذنها بانفاس لاهثه: قولتيلي بوجعك…
بس ده مش وجع يا ضي… ده شوق… شوق متخزن جوا جسمي سنين.”

انقطعت أنفاسها ، خرجت كلماتها مكسورة،
لكن دافئة، منهكة، صادقة: خف شوقك عليا شوية…
أنا بنهار بين إيديك.”

همس في عنقها، وهو يغوص أكثر: انهاري… بس جوا حضني. جوايا.”

ازداد الإيقاع… تلاحقت أنفاسها بسرعه ،تصاعدت شهقات
وكل ضربةٍ ودفعه من جسده كأنها تصرخ: أنتي لي.”
وكل تنهيدة منها كانت تعترف: أنا بتوه فيك.”

ضغط بيده علي أسفل ظهرها، وفمه لا يتوقف عن التقبيل، عضها، لحس دمعتها، ومسح خدها بشفتيه وهمس: مش هسيبك تمشي تاني…حتى لو مفضلكيش نفس.”

ثم دفع فيها دفعة أخيرة، حادة، ملتهبة، فصرخت باسمه،
وانهارت تحت قلبه…

انهار فوقها وضمها بحضنه وهو يلهث بعنف… كان جسدها لا يزال يرتجف تحت أثر ما مضى،

جلدها مبتل بعرق دافئ، وعينيها نصف مغمضتين كأنها تهرب من ضوء الرغبة…

لكن سلطان لم يهدأ… نهض من فوقها كمن لم يذق منها سوى قطرة، وتبقى فيه الصحارى مشتعلة. ولفها بالملاءه
حملها بين ذراعيه، دون أن ينبس بكلمة،

شهقت بتعب وارتباك، ويدها على صدره المرتجف: رايح بيا فين؟”

لم ينظر إليها، صوته كان أجش، مكتوما بالعطش: شويا كده سيبي نفسك …

دفع باب المرحاض بكتفه، ودخل بها وسط البخار الخفيف الذي ما زال عالقا في المرايا،

الضوء الخافت انسدل على أجسادهم كستر متآمر،
وكأن المكان ذاته ينحني لتلك اللحظة.

أوقفها أمام الحائط البارد، وجسده يسندها من الخلف،
ثم سحب الملاءة عنها ببطء، فانكشفت كأنها خلقت من لهب… وعيناه… عيناه كانت تلهث أكثر من فمه.

لمست المياه جلدها، فارتجفت. شهقت صغيرة خرجت منها، فضمها من الخلف، وشهق في عنقها: جسمك لسه عليه ريحتي… شايفه؟ لسه فيكي..حتى بعد ما خلصت… ما خرجتش منك خالص.”

لفت وجهها بصعوبة، كأنها تتحده ، وقالت وهي بتهرب منه: وجعني يا سلطان… انت مش بتشبع ؟!”

شدها من خاصرتها، ألصق ظهرها إلى صدره وغمغم : أنا؟
أنا كل مرة بخش فيكي بفتحك من تاني…
بس عمري ما هقفل الباب بعدي…
هسيبك مفتوحة بيا، لحد ما تتعلمي إن الهروب مالوش مطرح.”

ضغط على بطنها بكفيه، أنفاسه تحرق أذنها،
أدخل يده الأخرى بين فخذيها، وداعب أنوثتها ببطيء
فأنت رغماً عنها، اسندت رأسها إلى كتفه،
وصدرها يرتفع ويهبط كأنها تعيش من جديد.

ثم غاص فيها… واخترقها بوقوفها، وهي مستندة بيديها على الحائط،
وهو خلفها وجسده وراءها يدكها دكا، دفعة قاسية… أعقبتها أنفاس ممزقة وصرخت :  أوف… يا سلطان أووووف … لأ كده كتير…”

شد شعرها بلطف خادع، وجذب رأسها إليه،
نظر في عينيها من فوق كتفها، وهمس بنبرة ملتهبة: كتير؟ ده أنا لسه ما بدأتش… أنا كنت سايبك ترتاحي…
دلوقتي؟ أنا باخدك.”

كل دفعة منه كانت تزلزلها، والماء الساخن يسكب فوق ظهريهما، والمرحاض يضيق حتى صار كهفا لرغبة لا حدود لها.

صوت ارتطام جسده بجسدها كان وحشيا، وتنهيداتها وصرختها تشق الصمت… يديها ترتعشان، قدماها لا تحملانها، وهو… يزداد شراسة كلما سمعها تئن.

صرخت بالم: مش قادرة… مش قادرة أتنفس!
فشدها إلى صدره، لفها بين ذراعيه، ثم همس في أذنها:
مش قادره ؟ده أنا لسه هاخدك تحت الميه… وارضع من صدرك بكلي…وأحبك لآخر نفس… لحد ما تبطلي تهربي.”

رفعها فجأة، وسندها على الحائط المبلل، قدماها ارتفعتا حول خصره، وهو… لم يكتفى، بل ازداد جنونًا.

وفي النهاية… ارتجفت بين يديه، وهو يدفع فيها كالسهم…وأنفاسه تلفح رقبتها،

شهقت ضي شهقة من اللذة، والإنهاك، والانتماء.
التهم فمها كما يلتهم الجائع خبزه الأول بعد طول حرمان،
قبلة تحمل حنان،ورغبة تتعارك،

دفع لسانه بعمق داخل فمها، لا يطلب الدخول، بل يقتحمه…
تسلل كغزو داخلي، لسانه في فمها و رجولته الغارقه داخلها يفتش عن كل ارتجافة،

يلتهم ريقها، يطارد لسانها كأن بينهما حربا لا تنتهي.

اصطدما… لسانه ولسانها، رجولته بأنوثتها  شد وجذب، فرار ومطاردة، لم تكن علاقه بل اشتباك،

أصوات أنفاسهما العالية تشهد على المعركة،
وكلما حاولت الإفلات، شدها أكثر، غاص فيها، تعمق،
وسمع صوته المكتوم وهمس داخل فمها: خليكي هنا… لسه مخلصتش.”

وهي لم تقاوم…كانت تتأرجح بين الذوبان والصراخ، بين الرغبة والارتباك،

انهارت ضي بين أحضان سلطان، فاقدة الوعي، وجسده يشتعل بالم . مرر يده على شعرها بحنان، وغمغم بأنفاس لاهثة متقطعة: ضي يا قلبي… ضي…

سقط قلبه في هاوية الرعب، حملها برفق بين ذراعيه، وتحرك بها خارج المرحاض، عينيه لا تفارق وجهها الشاحب المليء بالإرهاق. وضعها على الفراش برقة،

وسحب الغطاء ليدفئها، ثم أمسح على جبينها بزجاجة مياه بيده المرتجفة، وهمس: ضي… فوقي يا حبيبي، فوق… ورب العز كنت خايف أقرب، عشان كده… عارف نفسي غبي، ومش هعرف أسيطر… ضي، فوقي… أبوس إيدك.

بدأت جفونها ترتجف برقة، وصدر منها أنين خافت، فتحت شفتيها ببطء، ثم عينيها، فضمها إليه برقة، ورفعها بين ذراعيه، ووضعها على ركبتيه، وهمس بخجل ممزوج بالحب : حقك عليا… أنا عارف نفسي حيوان معاكي، بس بموت فيكي والله.

ربتت على يده بضعف، وهمسة بصوت مرتجف: خلاص…

فجأة رن الهاتف كأنه يستغيث، التقطه سلطان من على الطاولة، وغمغم: في إيه يا عز؟

صمت لحظة، ثم رفع حاجبه بدهشة: إمتى ده حصل؟

هز رأسه بحنق، وصاح: طيب جاي، جاي يا عز… اقفل.

أغلق الهاتف، ونظر مرة أخرى إلى وجه ضي الغارق في نوم عميق، ملامحها منهكة، مسح على شعرها بحنان، قبل جبينها قبلة دافئة، رفعها بين ذراعيه ووضعها على السرير، سحب الغطاء عليها، ثم تحرك نحو المرحاض، لا يخفى عليه عبء القلق الذي يثقل صدره.

في حارة

في منزل الهواري

نظر ثروت إلى ساعة يده، والقلق يتملكه كأنه نار تحترق في صدره، ثم هتف بلهفة: اتأخر ليه يا عمار؟

توقف عمار عن دورانه المتكرر، وقال بصوت ثقيل: دلوقتي ييجي؟ أصبر متوترنيش .. أنا فيا اللي مكفيني يا ثروت.

دخل سلطان بخطى سريعة، وعيناه تتسعان بالفضول والقلق: في إيه يا عمار؟

اقترب منه عمار وثروت بلهفة متزايدة، وهتف: آية يا سلطان… آية اتخطفت! وأنا برج من دماغي هيطير!

مد ثروت يده المرتجفة، وصاح برعب يتخلله يأس: أبوس إيدك يا ابني، الحق بنتي!

ضيق سلطان عينيه بتفكير عميق، ثم سأل:وأنت شاكك في مين؟ حد كلمك؟

ابتلع ثروت لعابه بصعوبة، ونظر إليهم بزعر خافت، وهمس : أيوه… فيه.

وجه سلطان له نظرات حارقة، وسأل بحدة: طيب مين؟

جلس ثروت على أقرب كرسي، وغمغم بضعف: خلف كان الوسيط… بس في راجل تاني… هو اللي كان عايز الورق.

نظر إليهم مجدداً، وبلع لعابه بصعوبة، وهمس بهدوء قاتل: الورق اللي اختفى من يوم ما اتقتل عثمان أخويا.

اقترب عمار وسلطان أكثر، وصرخ عمار بغضب: يعني الورق ده ما يخصش خلف لوحده؟

هز ثروت رأسه، وارتعدت أوصاله، وقال بنبرة مثقلة بالرعب: الورق ده لصفقات مشبوهة بين ناس كبار في الدولة وبين مافيا المخدرات في أوروبا، وحتى في غش في تركيب الكيميائي للحديد والصلب… يتسبب في انهيار كل حاجة، من مباني لكباري… كل حاجة.

وأضاف: ولما عثمان، الله يرحمه، وقع على المستندات دي وهدد خلف، الدنيا اتقلبت.

قبض عمار على ذراع ثروت وسحبه بعنف، وهو يزأر بغضب: يعني خلف هو اللي قتل أبويا؟!

أومأ ثروت برأسه بحزن:أيوه.

سحبه سلطان بعنف، وصرخ بحنق:إزاي الأملاك كلها راحت لخلف؟!

ابتلع غصته بصعوبة، وهمس بصوت محمل بالأسى: أنا هقول كل حاجة…

فلاش باك – على الطريق الصحراوي
في سياره عثمان البدري …

هز رأسه بسعادة غامرة، وصوته يملؤه الحنين العميق: مفيش حد وحشني أدك يا ضي… كلها ربع ساعة وهبقى عندك.

أومأت برقة، ثم همسة بحنان خافت: بس حضرتك ما قولتش لعمار إنك راجع إمتى؟ كان جالك المطار يا بابي!!

أمعن النظر في الطريق أمامه، غيمت ملامحه بعبوس مفاجئ، وغمر صوته القلق وهو يجيب: عمار مشغول في الشغل يا حبيبتي، مش حابب أزعجه… معايا السواق والدنيا تمام.

لم تمض سوى لحظات قليلة حتى اقتربت سيارة سوداء تسير بمحاذاة سيارته…لم يعطها اهتمامًا سوى نظرة عابرة، ثم عاد يحادث ابنته بنبرة حانية لكن مفعمة بالجدية: المهم يا ضي، أنا عايزك تشدي حيلك… وبلاش لعب مع المجنون إبراهيم، إنتي في ثانوية عامة، وعايزك تدخلي كلية العلوم زي ما حلمنا.

ضحكت بحب عميق، وقالت: عيوني ليك يا عيون ضي… إنت تأمر وضي تنفذ!

لكن كلماتها لم تكتمل، إذ دوى صوت الرصاص فجأة، عنيف مفاجئ كالصاعقة، أصاب المكان بصدمة مرعبة.

صاح عثمان برجفة ورعب : اهرب بسرعة!

صاح السائق مرعوبًا، ضغط على البنزين بكل قوته، وانطلقت السيارة تشق طريقها بسرعة البرق.

انطلقت سيارة أخرى خلفهم، وفتحت وابلا من الرصاص على السيارة، حتى أصيب السائق برصاصة في رأسه، وأصيب عثمان في كتفه… انحرفت السيارة واصطدمت بالرمال الساخنة المتربة.

توقفت السيارة الأولى، وترجل منها رجال ضخام البنية، وجوههم قاسية كالحديد، تعلوها تجاعيد مريرة.

اقتربوا من السيارة، سحبوا عثمان المرتعش المترنح، وألقوه على ركبتيه أرضًا، ووضعوا فوهة مسدس على رأسه.

هدر أحدهم بغضب وقسوة: فين الورق يا عثمان؟

نظر عثمان إليهم بتهكم ساخر، وصاح متحديًا: روح قول للي مشغلينك إن هوديهم في ستين داهية.

ترجل رجل آخر، واقترب بخطوات ثقيلة، وهو يستنشق دخان سيجارته بهدوء مخيف، وهمس بتهديد موجه: مش لازم يروح، أنا هاجيلك يا عثمان مهما كان. إحنا أصحاب وشركاء.

هز عثمان رأسه بازدراء، وبصق الكلمات كأنها لعنات: إنت عمرك ما كنت صاحبي… وغلطت عمري لما وثقت فيك شركتك الحقيرة.

هز خلف رأسه ببرود قاتل، وهمس بحذر: بلاش غلط… وبعدين، أنا خايف عليك يا عثمان… الناس اللي رقابهم معلقة بالورق اللي معاك مش هيسكتوا…. هيمسحوك إنت وعيالك من على وش الأرض، لحد ما ياخدوا اللي عايزينه.

ضحك عثمان بتهكم بارد، وقال بثقة قاتلة: أنا عارف… طول ما الورق ده مختفي، ولادي في أمان. عشان كده، لا إنت ولا غيرك هتطولوا الورق.

رفع خلف مسدسه، شد أجزاءه ببطء، ووضعه على رأس عثمان، وصرخ بصوت يملؤه الغضب والتهديد: هقتلك وأهدفك مكانك، وعيالك وراك!

تحول برود عثمان إلى ذهول عميق، عندما ترجل ثروت من السيارة، وصوته صار جامدا حازما: لا يا خلف… إحنا متفقناش على الدم.

اتسعت عينا عثمان مزيجًا من الغضب والصدمة، وهتف: ثروت! إنت معاهم؟

اقترب ثروت منه، نظراته جليدية تخلو من الرحمة، وقال بحزم لا يحتمل النقاش: قول الورق فين يا عثمان… وخلص نفسك. الناس دي مش بتهزر.

بصق عثمان على وجهه بغضب، وصاح: أخص عليك! خسارة فيك!

مسح ثروت وجهه بحنق مكبوت، وهمس بصوت مكسور من الألم: أبوك السبب… حرمني من كل حاجة، حتى حنانه. وأنت خت كل حاجة.

صاح عثمان بتحدٍ مميت، وتهكم مرير: استهتارك هو السبب… ضيعت كل حاجة… لحد ما كنت هتعلن إفلاسك. مديت لك إيدي، وخليتك شريك في مصنعي من غير ما تدفع مليم، عشان خاطر أبوي الله يرحمه، وخطيبة ابني متحسش نفسها أقل من خطيبها، وفي الآخر تبيعني للأوساخ دول.

أشار ثروت إلى أحد الرجال، اقترب منه، وفتح له ملفًا بالون الأسود… فتحه ثروت، وهمس بصوت ممزوج بالسم: أيوه، بعتك، بس مش ببلاش. لا، أنا هبيعك بكتير أوي.

نظر عثمان إلى الملف بدهشة، وضيق عينيه بتعالي ساخر: إنت فاكر إني ممكن أمضي وأضيع حق عيالي؟ تبقى بتحلم.

ضحك خلف بتهكم مملوء بغدر كالح، وأخرج هاتفه، وضعه أمام عين عثمان كأنه يوبخه قائلاً: يبقى أنت اللي اختارت.

تجهم وجه عثمان، وجحظت عيناه وهو يرى ثلاث سيارات تصف أمام قصر البدري، يملؤها رجال يحملون السلاح، وعيونهم تشع غدرا وسوادا.

ابتلع عثمان لعابه بصعوبة، وهمس بصوت مبحوح: أنا همضي، بس عيالي ملهمش دعوة.

رفع ثروت القلم أمام وجهه بتحد صارم: امضي.

مسك عثمان القلم بيد مرتجفة، وغمغم بصوت متحشرج:
هتندم يا ثروت.

وقع عثمان على ورقة التنازل، وقلبه مثقل بالآلام والدموع التي تكاد تمزق روحه.

سحب ثروت الملف وهمس بصوت مسموم: أنا كده خت حقي.

هدر خلف بعنف، وشهر سلاحه في وجه عثمان: بس أنا لسه… الورق فين؟

هز عثمان رأسه بالنفي، وهمس بصوت متهدج: اقتلني… بس مش هتكلم… الورق هيلف حبل المشنقة حوالين رقبتك إنت واللي معاك، حتى لو أنا ميت.

سحق خلف فكيه بغضب جامح، وأطلق رصاصة استقرت في ساق عثمان….صرخ عثمان بالألم، وسقط على الأرض.

قبض ثروت على سلاح خلف، وهتف بصوت حاسم: لا… إحنا قولنا دم لا…

حاول خلف سحب السلاح من يد ثروت بعنف، وهدر بغضب: إنت مالكش فيه! اللي كنت عايزه حصل… سيبني أرجع الورق بطريقتي.

وقف ثروت أمامه، وصاح بغضب مكبوت: طريقتك بالدم… وأنا مش هسيبك تقتله..

دارا الاثنان في فلك من الغضب المشتعل، وجوههما تشتعل شررا، وأيديهم تتشابك بعنف في معركة انتزاع السلاح، كأنهما يتصارعان على مصير محتوم لا مهرب منه…

لم تمض إلا لحظة، إذ انطلقت رصاصة غادرة، اخترقت الصمت، واستقرت في قلب عثمان.

توقف الزمن عن دقاته، تجمدت الحركة، وحبس الهواء أنفاسه بينهما.

واغمض عثمان عينيه وسالت الدماء تتدفق، ليست مجرد دماء، بل صرخة صامتة، ألهبت رمال الصحراء التي شهدت على خيانة الأخ لأخيه،

ذاك الدم الذي لم يكن إلا تكرار لمشهد قابيل وهابيل، لكنه هذه المرة أشد ظلمة، وأقسى بطشا، أكثر ألما ومرارا…

عودة الفلاش باك…

صعق الجميع في الغرفة، كأن الزمن قد تجمد بين أنفاسهم،

وانزلقت دموع عمار وعلي، تحمل ثقل الألم والحسرة.

اندفع عمار بغضب جنوني، قبض على عنق ثروت بقوة تضج بالخيبة والغضب، وصاح بأعلى صوته: هو ده رد الجميل؟! خلاك شريك وانقذك من الفضيحة والإفلاس عشان تقتلوا في الآخر؟!

هز ثروت رأسه بخزي، ارتجف صوته بين كلماته:لا، ما قتلتهوش والله! انا كنت بدافع عنه… ماكنتش عايزه يتقتل، الرصاصة كانت غلط.

اقترب من علي، وقبض على ذراع ثروت وسحبه بعنف، وهدر بغضب مكبوت: هتقول كل الكلام ده قدام النيابة، انت فاهم؟!

هز ثروت رأسه بيأس غارق في الألم، وقال: انقذوا آيه، وانا مستعد لأي حاجة.

اقترب سلطان برفع حاجبه، وصاح بسخرية حادة: مين اللي هددك؟

بلع ثروت لعابه بصعوبة، وقال بصوت ملؤه الرهبة والحقيقة المرة: التنازل اللي مضى عليه عثمان الله يرحمه.. باسم خلف، وهو رفض يديني حقي لحد ما الورق ما يظهر…. بعد ما خلف اتقتل، في ورق تاني اختفى من فيلته ، والورق ده يخص واحد اسمه الشبح محدش يعرفه…. ولما طلبت بحقي، قلب علي الترابيزة بسبب الورق اللي اختفى، عشان أنا اللي كنت أعرف بيه، وهددني إنه هيقتلني ويقتل عيلتي لو الورق مظهرش… وأنا معرفش أصلاً الورق اختفى إزاي، ولا مين اللي قتل خلف… وبعدها آية نزلت المكتب ومرجعتش، أكيد خطفها.

ارتعش الجو برعب وكآبة، حتى جاء صوت آية المنهكة من التعب والألم، تتكسر الكلمات على شفتيها: لا يا بابا… محدش خطفني، بس ياريتني موت قبل اليوم ده.

جحظت عينا ثروت بذهول حاد ، كأن السماء انفتحت فوق رأسه وانهمرت عليه عواصف الصدمة، حين وجد آية أمامه، ودموعها المنهمرة تحفر على جدران قلبه الوجع والندم.

تراجع عمار وعلي وسلطان الي الخلف ، اقتربت آية من والدها، تغص بدموع الحارقة، وخرج من حلقها صوت مكسور محشو بالوجع: ليه… ليه يا بابا حرام عليك… عمي عثمان يا بابا تعمل كده في أحن قلب في الدنيا؟ ليه؟ ده عمره ما عمل معاك غير كل حاجة كويسة ليه؟

فتح ثروت فمه ليجيب، لكن كلماته خفتت وتعثرت، بينما انعقد لسانه داخل فمه، ودموعه تنهمر بغزارة، كأنها تحرق صدره.

هزت آية رأسها بقهر وغصة كسرها الألم، وهمسة بصوت مكسور: حرام عليك… لما إحنا بنغلط بتتبروا مننا، وأنا دلوقتي هتبرا منك. أنا من النهارده أبويا مات مع عمي… سامعني؟ أبويا مات… ماااااات.

أنهت آية كلماتها وسقطت أرضا فاقدة الوعي.

اندفع عمار وعلي نحوها، وتلقها عمار بين ذراعيه، وصرخ بصوت مكلوم: آآآآآيه!

مد ثروت يده المرتعش، وغمغم بين دموعه المتدفقة: آية… بنتي…

قبض علي على يد ثروت بقوة، وهدر بغضب: متلمسهاش! إنت سامع؟

ربت عمار بلطف على وجنتي آية، وغمغم

بصوت متحشرج موجوع: فوقي يا قلبي… حقك عليا. حطيتك في موقف فوق طاقتك… سامحيني يا آية.

مد سلطان كوب الماء إلى عمار، وقال بحزم مشجع: خد يا عمار… متخفش… هتفوق وهتبقى كويسة.

أخذ عمار الكوب، وحاول معها أن ترتشف قليلاً، وهمس بحنان: اشربي يا حبيبتي… اهدي يا قلبي.

رمشت آية بعينيها، ونظرت إليه ودموعها تنهمر على خديها، وهمسة بصوت خافت : عمار…

أومأ عمار برأسه قائلاً: أنتي في حضن… حبيبك أنا اسف يا حبيبتي…

ربت سلطان على منكب عمار وقال بصوت واثق: خدها شقتك… خليها ترتاح… وسيب الباقي عليا.

أومأ عمار برأسه، وحملها، ونهض بها وخرج من الشقة.

التفت سلطان إلى ثروت، وغمغم ببرود قاتل: كنت شاكك فيك من زمان… عامل زي التعلب… عنيك كلها مكر وخراب… هتيجي معانا وهتقول كل ده تاني.

أومأ ثروت برأسه بيأس، وقال بضعف : حاضر… حاضر.

سحبه علي من ياقة سترته، وهدر بغضب: تعالى.

خرجوا معا…. وضرب ياسر كف الآخر بذهول وقال بمرارة: خلاص… القيامة هتقوم… بالسلامة يا عم … يلا… لما الأخ يقتل أخوه.. فاضل ايه تاني ؟!

هز عز رأسه بالنفي وقال بثقة: أحيه دانا… لو حد لمس سلطان… أكله بسنان.. دي ناس متعرفش ربنا يا جدع.
………
في شقه عمار البدري..

خرج عمار من المطبخ حاملاً كوب العصير، وجلس بجانب آية التي تنحب بحرقة، وغمغم بصوت ملؤه الوجع: خلاص يا روحي، كفاية دموع… مش قادر أتحمل دموعك يا آيه ..

ألقت بنفسها في أحضانه، وغمغمت بين دموعها: قلبي وجعني أوي يا عمار… مش قادرة أصدق إن بابا يعمل كده.

مسح عمار على شعرها بحنان، وهمس: سلامة قلبك يا قلبي من كل شر.

نظر إليها بتردد، وقال: آية، أنا هاخد حقي من أبوكي غصب عني… مش هقدر أسيب حق أبويا ودمه.

هزت رأسها بالنفي، ودموعها تنهمر ببطء: أوعي يا عمار… أنا اللي مش هسيبك تسيب حق عمي عثمان… ده كان أحن عليا من بابا.

فركت يدها بحزن عميق وهمسة: بابا غلط… ولازم يدفع التمن ،ويكفر عن ذنبه…

ربت على وجنتها برفق، وقال: عمري ما هنسى وقفتك معايا يا حبيبتي.

أغمضت عينيها بقهر، وقالت: دي أقل حاجة أقدمها ليك يا حبيبي… من يوم ما اتفقنا أنا وأنت وسلطان… وأنا خايفة… مكنش قد المسؤولية وأبوظلكم كل حاجة.

سرد عمار في ذلك اليوم ….
فلاش باك

في شقة سلطان..

جلس عمار وهتف: طيب تعال، عايزك يا سلطان…

أومأ سلطان برأسه وهو يحمل ضي ويتجه إلى الداخل قائلا بابتسامة جانبية: جايلك يا شقو…

جلست آية بجوار عمار، وعيناها تحملان قلقا ثقيلا، قبل أن تنطق بصوت مرتجف: أنا خايفة يا عمار!!!

ربت على يدها برفق، وهمس بصوت واثق: متخفيش… هتكوني تحت عينينا طول الوقت. كام يوم وهترجعي تاني.

عاد سلطان من الداخل، وجذب كرسي السفرة ثم أدار ظهره وجلس عليه بالعكس، أشعل سيجارته، ونفث دخانها الكثيف ببطء قبل أن يقول بجدية حادة: بصي يا آية، إحنا هنخلي أبوكي يستنجد بينا، وساعتها هنعرف منه كل اللي إحنا شاكين فيه.

أومأت آية برأسها بتردد، وغمغمت بصوت خافت : أنا كمان شاكة… من وقت ما سمعته بيكلم اللي اسمه خلف ده.

أومأ عمار موافقا، وصوته يتخذ نبرة إصرار: في سر بين أبوكي وخلف، ولازم نعرفه.

زفر سلطان دخان سيجارته مرة أخرى، وعيناه تلمعان بدهاء: آية… أول فرصة أبوكي يجي يطلب إنك تروحي معاه، هتروحي… بس بعدها هنعمل حوار نوقع فيه بينه وبين خلف ويعضوا في بعض. هنوهم أبوكي إنك اتخطفتي.

أومأ عمار وأضاف: وساعتها أبوكي مش هيلاقي قدامه غيرنا نساعده… وساعتها نعرف نخليه ينطق إزاي.

أومأت آية برأسها بخفوت وتردد، فالتقط عمار نظرتها وأمسك يدها من جديد، قائلاً بنبرة حانية: حبيبتي، متخفيش… أنا زي ما قلتلك، عيني عليكي طول الوقت. في أي لحظة تحصل حاجة هتلاقيني قدامك.

ابتسمت بخفة وهمسة: أنا عارفة يا عمار.

ضمها بقوة، وقبل رأسها قبلة تحمل كل ما يختزنه قلبه من مشاعر، وهمس بصوت أجش متين: ولازم تعرفي إني بحبك يا قلبي… بحبك أوي.

عودة إلى الحاضر

مسح دموعها بطرف يده برقة صامتة، وقال بصوت ملؤه الامتنان والراحة: الحمد لله يا حبيبتي، عدت علي خير.

أومأت برأسها، وهمسة بصوت مثقل بالخوف والرهبة: مع إني كنت في بيت بابا، بس كنت مرعوبة… مصدقتش نفسي لما كلمتني وقلتلي إن التنفيذ بكرة.

أومأ هو برأسه بتعب عميق، وقال: وأنا كنت هموت من القلق عليكي يا حبيبتي… أول ما الورق وقع في إيدينا حصلت كارثة. عشان كده اتأخرت عليكي يومين.

قطبت حاجبيها بجدية، وسألته: يعني مين اللي قتل خلف؟

نظر لها بتأكيد، شهقت بفزع، وغمغمت: إنت يا عمار؟!

أومأ برأسه بثقة، وأضاف: أنا وسلطان وياسر… الكلب ده كان السبب في اغتصاب تقي بنت عم سلطان.

جحظت عينيها برعب، وهزت رأسها بالنفي وهمسة بصوت خافت: ينهار أسود…

ضمها بقوة، وهمس بمرارة وقهر: كان لازم يموت من زمان… أنا لو كنت عرفت إنه اللي قتل أبويا، كنت قطعته بأسناني.

ربتت على ظهره بحنان، والدموع تنساب من عينيها، وهمسة : حبيبي، هون على نفسك… ربنا هينتقم منهم.

أغمض عينيه بقهر، وغمغم بتوسل: يا رب…

………..
في شقة ياسر الهواري ..

دلف ياسر إلى الشقة، خطواته تئن بثقل الأيام، وضع متعلقاته على الطاولة بصوت خافت ملؤه التعب والرتابة، وهمس في أذن المكان: مساء الخير يا جنات.

رفعت رأسها عن شاشة اللاب توب، عيونها تلمع بين أضواء الجهاز الباهتة، وردت بصوت رقيق مستكن: مساء النور، أحضرت لك العشاء؟؟

هز ياسر رأسه برفق، كما تهز موجة البحر إغصان الشجر، وقال بنفور خفيف: تسلمي، لا، مليش نفس.

تحرك بخطوات متثاقلة نحو الغرفة، وقال: هدخل أغير.

أومأت هي برأسها، عادت إلى عملها الذي كان ملاذها الوحيد، وظلت غارقة في شاشة الكمبيوتر.

دخل ياسر الغرفة ثم توجه إلى المرحاض، أنهى حمامه بسرعة، وخرج متطلعا إلى الفراغ حوله، نظراته تبحث عنها في زوايا المكان الفارغ، وهمس بحيرة ودهشة: هي مجتش ليه؟!

ارتدى ملابسه وخرج باحثا عن صوتها، نادى بصوت كأنه يحاول استدعاء حضن دفء بعيد: جنات؟

جاء الرد من خلف شاشة الكمبيوتر بنبرة حازمة، لكنها خافتة: أيوه.

التفت إليها، والدهشة ترتسم على وجهه كلوحة كئيبة، وقال: بتعملي إيه ومجتيش ليه؟

نظرت له بتلك العيون التي تحمل ثقل الحكايات، وردت بلا تردد: عندي شغل.

قطب حاجبه، وجلس إلى جوارها وهمس، وكأن الكلمات تثقل كاهله: شغل إيه ده؟

رفعت منكبها بانسيابٍ يملؤه الغنج، وانزلقت حمالة قميصها بدلال طاغ، وهمسة بلسان يمزج الدلال بالعذوبة:
شغل ترجمة من البيت، دي حاجة أشغل بيها نفسي.

رأى تلك الحمالة تتمايل بين خجلها وثقتها، وهمس وهو يتابع بشغف مبهم: غريبة… إنتي محتاجة شغل؟

هزت رأسها بإنكار رقيق، وهمسة: لا طبعا، إنت مكفي وموفي، بس أنا بتسلى.

ابتسم، لكن الحيرة ظلت تعتلي جبهته، وهمس بنبرة تملؤها الحيرة والحنان: ماشي، بس أنا شايف ملهوش لازمة.

نهضت واقتربت منه، وغنجها ينساب كسيل عذب، وقالت بهدوء مغر: بس أنا شايفه إنه بيسليني، وإنت عمرك ما حرمتني من حاجة يا حبيبي.

رفع رأسه، نظراته التقت بعينيها، وهمس بمزيج من الحنان والقلق: طيب يا جنات، زي ما تحبي، بس ياريت الشغل ده ما يشغلكش عن البنات والبيت.

رفعت حاجبها بمكر محبب، وقالت بشقاوة: ولا عنك انت كمان؟!

نظر إلى قميصها، واندهاش يتسلل إلى صوته: جنات، أنا أول مرة أشوفك لابسة حاجة ناعمة كده برة أوضة النوم.

ضحكت بنعومة، وردت ببراءة متناهية مع الغنج: أصلي البريود عندي ومسخنة جسمي، مش متحملة هدوم.

رفع حاجبه بدهشة، وغمغم : لا يا شيخة، بعد كل ده وعندك الزفتة دي؟

أومأت برأسها بهدوء يشبه السحر، وعضت شفتها بخجل مصطنع.

بلع لعابه بصعوبة، وهمس بصوت مبحوح: مالك يا بت، فيكي إيه؟

هزت رأسها بالنفي، وهمسة بصوت مرتجف بتصنع: عندي مغص يا ياسر، وحاسة جسمي سخن.

نهض بغضب، وصاح بنزق، وهو يغلق باب الغرفة خلفه: أنا اللي هولع… أنا داخل أتخمد !!

كتمت جنات ضحكتها بصعوبة، وهمسة لنفسها: سامحني يارب على الكذبة دي… لازم يتربى ولسه يا ياسر.

…………
في شقة راجح العتال..

دلف راجح إلى الغرفة حاملاً صينية الطعام، ينثر عبء الأيام على كتفيه، وهمس بصوت مفعم بالحب المثقل بالألم: تقي قومي يا روحي.

نظرت إليه عيناها مشتعلتان بلهيب الغضب المكبوت، وغمغمت بمرارة: مش عايزه أطفح.

وضع الصينية على الطاولة بهدوء مثقل، وقال: ممم، مش عايزه تطفحي؟

جلس مقابلها، وعيناه تشعان بعشق يئن تحت وطأة الخيبة، وهمس: عارفة يا تقي، إنتي لو طفحتي، هتطفحي إيه؟

التقطت نظرة من طرف عينها، يملأها التحدي، وردت بنبرة مكسورة: إيه، إن شاء الله.

ابتسم بخبث قاتل، وقال بلهجة ماكرة: أشطا بالعسل.

قبضت على الوسادة وألقتها على وجهها، وهمسة: سيبني لوحدي يا راجح بالله عليك.

اقترب منها، سحب الوسادة عن وجهها بقوة تملؤها الحنان والخذلان، وقال بنبرة صارمة مختلطة بالحب: وحدك ده إيه؟ دانا مستني أكون معاكي من ساعة ما كنتي بضفاير يا تقي.

انزلقت دموع، حارقة، على جانب رأسها، وهمسة بصوت مكسور: ياما حلمنا، والأحلام اتحرقت يا راجح.

أمسك يدها، جذبها برقة تجتاحها، جلسها أمامه، ومسح دموعها برقة الأمل، وقال: لا يا تقي، الدنيا كلها عندي تتحرق، مش فارقة إلا إنتي.

وضعت يدها على قلبها، وغمغمت بنحيب مكتوم: حاسة روحي انقطعت عن جسمي يا راجح.

قبل يدها، وهمس والدموع تقطر من عينيه: أوصلها بروحي يا تقي… إديني فرصة أرمم جرحك، وألمك في حضني، يا عمري. مش عايز منك غير فرصة… فرصة بس.

هزت رأسها، والدموع تنهمر بغزارة، وقالت بصوت مكسور: أنا عايزة فرصة… أرجع أتنفس… أنا بتخنق، والله، وإنت بتضغط عليا.

ركع أمامها، أمسك يدها وقبلها، وتمتم بصوت مخنوق:
حقك عليا… لو ضغطت عليكي، مش هضغط عليكي. هسيبك براحتك.

سحبت يدها بسرعة، تراجعت إلى الفراش بتردد، وهمسة بقهر: ومتلمسنيش… أنا مش بطيق حد يلمسني.

بلع غصته بصعوبة، ونهض وهو ينظر لها بحزن عميق، وقال: حاضر يا تقي… مش هقرب منك تاني. بس كلي عشان خاطري… إنتي مدوقتيش الاكل من امبارح.

رفعت الغطاء على نفسها، وهمسة بدموع: لما أصحى، أنا عايزة أنام.

تنهد راجح بضيق مملوء باليأس، وهمس: براحتك يا حبيبتي…

ابتعد، أغلق الباب خلفه، ثم توجه إلى الأريكة القريبة، وسقط عليها بجسد مثقل بألم العالم كله، ودموعه تغسل جرح قلبه بصمت، وهمس: أعمل إيه بس… يا رب ساعدني وخد بإيدها…

……..
في فيلا سلطان الهواري،

انفتحت بوابة الصمت على وقع صفيره المتهادي، وكأن خطواته تغني لعودته… عبر البهو الفسيح بخطى واثقة وصعد الدرج .. حتى بلغ غرفة النوم، ودفع بابها برفق، لكن عينيه اصطدمتا بفراغ السرير… لا أثر لها.

انعطف نحو المرحاض، مد يده إلى المقبض فوجده مغلقا…. طرق الباب بخفة وهتف بصوت يحمل نفاد الصبر: ضي… افتحي..

جاءه صوتها من الداخل، خافتا لكنه دافئ: حبيبي… أنا خارجة أهو..

زفر بملل، واستدار إلى السرير، خلع قميصه ببطء، ثم تمدد فوق الفراش، يحاول أن يسرق لحظات من الراحة…

عيناه التقطتا فجأة قطعة من قماش الشيفون الشفيف، مطروحة على الأرض بإهمال، كأنها زهرة سقطت من يد أنثى. ابتسم بوميض جائع، بلل شفتيه وهمس: يلا يا ضي بقى… وحشتيني.

وقبل أن تكتمل ابتسامته، دوى هاتفه برنة رسالة. مد يده بكسل، فتحها… وفجأة تجمدت ملامحه، ارتسمت في عينيه دهشة ممزوجة بلهيب غاضب … انتفض من الفراش بجزع، ولفظ بحدة، وكأن الكلمة نصل يقطع الصمت: يا ابن العر*!!!
ووووووووووووووو.

باااارت من قلبي علشن خاطر عيون حبايب قلبي بس اي حد تاني لا واي حد ميش عجبوووو ميش عاوزه يتوكل علي الله

متنسوش ي سكاكر قلبي التفاعل لنجمه كومنت يفرح قلبي 💋

سااااحره القلم ساره احمد 🖋️

4 1247 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
1.1K تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
Nedaa
Nedaa
8 أيام

اكيد تحفه تسلم الايادي ❤️❤️

MANOSH
MANOSH
8 أيام
Reply to  Nedaa

تسلمى يقمر 💗

Eriny
Eriny
8 أيام

تحفه من قبل اما اقر بجد انا مبسوطه قوي 😍😍😍😍♥️♥️♥️♥️♥️ تسلم ايدك يا سوسو 🥰🥰

MANOSH
MANOSH
8 أيام
Reply to  Eriny

تسلمى ي ايرو

ندى
ندى
8 أيام

تحفه بجد

MANOSH
MANOSH
8 أيام
Reply to  ندى

تسلمى ي حبى

aseel basam
aseel basam
8 أيام

مبدعة تسلم ايديكي

MANOSH
MANOSH
8 أيام
Reply to  aseel basam

تسلمى يحبيبتى

نهاد بهجت
نهاد بهجت
8 أيام

متتخيليش فرحتى لما عرفت انكم هتنزلو البارت النهاردهههههع

MANOSH
MANOSH
8 أيام

كلو علشان حبايب قلب سوسو

Imen Kraoua
Imen Kraoua
8 أيام

أكيد تحفة يا قلبي من قبل ما أقرأ 🔥

MANOSH
MANOSH
8 أيام
Reply to  Imen Kraoua

تسلمى ي ليلو ❤️

Imen Kraoua
Imen Kraoua
8 أيام

تسلم ايدك يا رب 🩷 يلا ارجع بقى للبارت

MANOSH
MANOSH
8 أيام
Reply to  Imen Kraoua

تسلمى يقمر

Seham
Seham
8 أيام

رررروعه ياقلبى 💕💕😘

MANOSH
MANOSH
8 أيام
Reply to  Seham

❤️❤️❤️❤️❤️

ShimaaShimooo
ShimaaShimooo
8 أيام

حلو اوووي بجدد تسلم ايدك❤️❤️

ندي
ندي
8 أيام
Reply to  ShimaaShimooo

يسلم ذوقك يا قمر ♥️

Seham
Seham
8 أيام

من قبل مانقرا مبدعه ويارب دايما فى نجاح ونشوف المدون رقم واحد دايما يارب😘😘😘😘

ندي
ندي
8 أيام
Reply to  Seham

يارب يا روحي ويسلم ذوقك يا قلبي ♥️

Mero ❤️
Mero ❤️
8 أيام

تحفة تسلم ايدك ياسارة 🥰

ندي
ندي
8 أيام
Reply to  Mero ❤️

تسلمي يا قمر من ذوقك ♥️

mai
mai
8 أيام

جميله اوي كالعاده

ندي
ندي
8 أيام
Reply to  mai

من ذوقك يا قمر ♥️

Roma
Roma
8 أيام

تحفه

ندي
ندي
8 أيام
Reply to  Roma

حبيبتي تسلمي ♥️

رورو
رورو
8 أيام

تحفة بجد اي الحلاوة ديييي ❤❤❤❤❤

ندي
ندي
8 أيام
Reply to  رورو

حبيبتي تسلمي ♥️

Eriny
Eriny
8 أيام

ده ايه البارت تحفه ده تسلم ايدك يا قلبي بجد انا اتبسطت بالبارت قوي قوي 🥰🥰♥️🥰🥰♥️🥰

ندي
ندي
8 أيام
Reply to  Eriny

تسلمي يا روحي ♥️

Imen Kraoua
Imen Kraoua
8 أيام

المقدمة كل مرة بتاخد قلبي 🥰

ندي
ندي
8 أيام
Reply to  Imen Kraoua

من ذوقك يا قلبي ♥️

سما محمد
سما محمد
8 أيام

ايه الجمال ده تسلم ايدك ياقلبي ❤

ندي
ندي
8 أيام

حبيبتي تسلمي ♥️

May
May
8 أيام

البارت تحفة يا قلبى

ندي
ندي
8 أيام
Reply to  May

تسلمي من ذوقك يا قمر ♥️

May
May
8 أيام

تسلم ايديك

MANOSH
MANOSH
8 أيام
Reply to  May

تسلمى ي قلبى

سما محمد
سما محمد
8 أيام

تحفهه تحفهه ❤❤❤

MANOSH
MANOSH
8 أيام

انتى إلى قمر 💗

حسناء عاطف
حسناء عاطف
8 أيام

اكيد يجنننننننننننننن تسلم ايدك يا سارة

MANOSH
MANOSH
8 أيام

تسلمى يحبيبتى ♥️

حسناء عاطف
حسناء عاطف
8 أيام

تحفه من قبل ما اقرا

ندي
ندي
8 أيام

حبيبتي يسلم ذوقك يا قمر ♥️

جنة
جنة
8 أيام

حبيبتي اكيد تحفه من قبل امااقر تسلم ايدك

ندي
ندي
8 أيام
Reply to  جنة

يسلم ذوقك يا قمر ♥️

جنة
جنة
8 أيام

♥️♥️♥️♥️♥️

Shimaa esam
Shimaa esam
8 أيام

جميل اوووى

ندي
ندي
8 أيام
Reply to  Shimaa esam

حبيبتي تسلمي ♥️

ام عبد الرحمن
ام عبد الرحمن
8 أيام

هايل يا ساره مبدعه❤️❤️

ندي
ندي
8 أيام

من ذوقك يا قمر ♥️

دودو
دودو
8 أيام

تحفه❤️

ندي
ندي
8 أيام
Reply to  دودو

يسلم ذوقك يا قمر ♥️

Alaa Medra
Alaa Medra
8 أيام

تحفة تسلم ايدك يا قمر ♥️🥰

ندي
ندي
8 أيام
Reply to  Alaa Medra

حبيبتي من ذوقك ♥️

Mona
Mona
8 أيام

تحفاااه ❤️

ندي
ندي
8 أيام
Reply to  Mona

تسلمي يا قمر ♥️

Mona
Mona
8 أيام

، ❤️❤️❤️❤️❤️❤️

ندي
ندي
8 أيام
Reply to  Mona

♥️♥️♥️♥️

Emy🌸
Emy🌸
8 أيام

تسلمي يا سوسو تحفه كالعاده ❤️

ندي
ندي
8 أيام
Reply to  Emy🌸

حبيبتي تسلمي ♥️

سلمي محمد
سلمي محمد
8 أيام

تسلم ايدك يا قمر

ندي
ندي
8 أيام

تسلمي يا قمر ♥️

نهاد بهجت
نهاد بهجت
8 أيام

تحفه تحفه تحفه تحفه بجد
انا كنت هذاكر 🙂
بس لما لقيت البارت نزل رميت الكتاب وقرأته
البارت سد نفسي عن المذاكرة
بس فتح نفسي على بارت جديد 😉
وعلى الارتباط 👈🏻👉🏻😅

ندي
ندي
8 أيام

لا ذاكري ي روحي والجديد هتلقي ♥️

مريم
مريم
8 أيام

تسلم ايدك

ندي
ندي
8 أيام
Reply to  مريم

حبيبتي تسلمي ♥️

Fatma
Fatma
8 أيام

خطييييير

ندي
ندي
8 أيام
Reply to  Fatma

تسلمي يا قمر ♥️

Nour ELtaybe
Nour ELtaybe
8 أيام

تحفه تحفه بجد ❤️❤️❤️❤️❤️

ندي
ندي
8 أيام
Reply to  Nour ELtaybe

تسلمي يا روحي ♥️

Aya eldwany
Aya eldwany
8 أيام

تحفةةةةةةة 🥹♥️

ندي
ندي
8 أيام
Reply to  Aya eldwany

حبيبتي تسلمي ♥️

Sara
Sara
8 أيام

تحفه من قبل ما اقرا ❤️❤️❤️

ندي
ندي
8 أيام
Reply to  Sara

من ذوقك يا قلبي ♥️

Ahella
Ahella
8 أيام

💗 💗 💗 💗 💗 💗 💗 💗 💗 💗 💗 💗 💗 💗 💗 💗 💗 💗 💗 💗 💗 💗 💗

ندي
ندي
8 أيام
Reply to  Ahella

♥️♥️😘

نهاد بهجت
نهاد بهجت
8 أيام

الجماعة اللى قرأو البارت
فين التفاعل
احنا مش قادرين نستحمل وانتو السبب
واللى تقول انهم اللى بيتاخرو فى التنزيل
قطع لسانك 🔪🩸
ما انتي لو قرأتي وكتبتى كومنت يختى البارت هينزل ومش هيتاخرو ولا حاجة
.
.

.
.
.
.
كملى يا ساااااااارة
حلى المشكلة اللى انتي عملتيها بقا
روايتك طيرت رغبتى فى المذاكرة ومكتفتش بكدة
لاء وطيرت النوم من عيني كمان
اعمل ايه انا بقا

Zahraa
Zahraa
8 أيام

جنااااااات
عسل 🥰🥰🥰🥰🥰🥰
سلطان
مفتري بهدل الرقيقة بتاعته بس عسل برضه
بحب أنا الخطط اللي بتتكشف في الاخر دي 🥰🥰
يلا عقبال ما نشوف مين اللي متفق معاه سلطان من الحكومة 😉
وعز وعليا وحشوني يا جماعة هاتوا مشهد بقه 😁😁

تسلم الايادي يا سارة
مبدعة كالعادة ❤️

ندي
ندي
8 أيام
Reply to  Zahraa

يسلم ذوقك يا قمر ♥️

لهيب ال مراد
لهيب ال مراد
8 أيام

تحفة تسلم ايدك 🥰🥰

ندي
ندي
8 أيام

حبيبتي من ذوقك ♥️

سمسمه
سمسمه
8 أيام

تسلم ايدك يا ساحره

ندي
ندي
8 أيام
Reply to  سمسمه

تسلمي يا قمر ♥️

سمسمه
سمسمه
8 أيام

❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤

ندي
ندي
8 أيام
Reply to  سمسمه

♥️♥️

Emma
Emma
8 أيام

تسلم ايدك

ندي
ندي
8 أيام
Reply to  Emma

تسلمي يا قمر ♥️

...
...
8 أيام

تحفة

ندي
ندي
8 أيام
Reply to  ...

حبيبتي تسلمي ♥️

Reda
Reda
8 أيام

تسلم ايدك 🥰🥰🥰

ندي
ندي
8 أيام
Reply to  Reda

يسلم ذوقك يا قمر ♥️

Habiba Khaled
Habiba Khaled
8 أيام

🥰🥰🥰🥰🥰🥰

ندي
ندي
8 أيام
Reply to  Habiba Khaled

♥️♥️

Esraa
Esraa
8 أيام

ايه البارت الجااامد دة
حلوووووووو جدااااااااا سلطااان وجماله❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

ندي
ندي
8 أيام
Reply to  Esraa

حبيبتي تسلمي ♥️

نهاد بهجت
نهاد بهجت
8 أيام

احم احم
نداء موجه الى الكاتبة سارة وكل الادمن اللى معاها
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
هو انتم ليه كدة
حاسة اني برتاح لكم اوى
والناس بتتضايق منكم عشان التاخير بس انا بالعكس جدا 🙂
مع اني هبقى هموت واشوف البارت بصراحة 🩷
بس انتو فيكم كمية قبول غريبة 💗💗💗🫶🏻🫶🏻

ندي
ندي
8 أيام

يسلم ذوقك يا قمر

حبيبه
حبيبه
8 أيام

ي ورحي تسلمي ي حبيبي ويسلم زوقق انتي منورانا حقيقي ♥️

ندي
ندي
8 أيام
Reply to  حبيبه

تسلمي يا قمر ♥️

zozo
zozo
8 أيام

ي قلبي انتي تسلمي ويسلم زوقك وكلامك الجميل زيك انتي منورانا ي قمررريه حقيقي ♥️

ندي
ندي
8 أيام
Reply to  zozo

♥️♥️♥️♥️