علي قيد العشق (الفصل الاول)

إكتفيت بك….
حبا… وعشقا… وشوقا…
إكتفيت بك…..
ولم يعد بقلبي اتساع لاستيعاب إحساس آخر
فالحب لك..
والعشق لك…
والشوق لك…
كل المشاعر تشبعت بك… كل الأحاسيس سكنتها انت
انت الأمان… والسعادة والراحة. والوجود حتى ضحكتى
انت جميعهم انت
أريدك انت.. ثم انت…ثم انت
……………………………………..
توقف علي أطراف شفتيها بسبب أكثر صوت يعلمه كثير ويبغضه أكثر
- فريد باشا الصياد أنا مش مصدق عينيه والله !!
اغمض فريد عينه ف محاوله السيطره على العاصفه التي تهدد بالخروج منه حتي لا يحدث ما لا يحمد عقباه .. يشعر وكان الشياطين تتصارع بعقله الان
تقدم هذا الشخص الذي قلب عقل فريد رأسا على عقب بمجرد سماعه لصوته البغيض ومد يده وهتف باستنكار : ايه معقول مش هتسلم عليا بعد السنين دي كلها ؟
نهض فريد وسحب معه عهد وهو ينظر إليه بعينين يغلفهم السواد القاتم وشراسه قاتله تجاهل يده الممتد وبصق كلماته بنفور وغضب : انت عايز ايه ؟!
سحب رامز يده ومسح على شعره وقال بنمره ملتويه : ابدا ،، سمعت انك اتجوزت بصراحه مصدقتش ..
لكزه فريد بقوه ع كتفه وهدر : تصدق ولا لا دي حاجه ترجعلك ، وانا بحذرك اياك تطلع قدامي تاني
التوا فك رامز بابتسامه بارده وهو ينظر إلي موضع يد فريد ، ثم رمق عهد بنظره ماكره وتمتم : أنا شايف انك تسحب تحذيرك لاني ناوي اطلع قدامك كتير الفتره اللي جايه ..
زرعت نظرته الرعب بقلب عهد ، زحفت ببطئ إلي ظهر فريد فهو حصنها الامن وملاذها الوحيد ..
تتطاير اللهب من عينيه وبنظرات جحيميه قبض علي عنقه وهدر بعنف: لا أنا كده هسحب روحك مش تحذيري ، عينك لو اترفعت ف مراتي تاني مش هفكر مرتين قبل ما قتلك ..
انتفضت عهد برعب وهي تتمسك بفريد حتي يترك هذا الشخص غريب الأطوار ..
كان وجه رامز بارد كالجليد ويرسم ع شفتيه ابتسامه شيطانيه ، علي عكس فريد كان الكره يشع من وجهه مع ملامح قاسيه مفعمه بالحقد والنفور وعينين تنطق بالسواد القاتم والشر المطلق الذي غلف قلبه لسنوات حولته الي هذا الشيطان القاسي ..
انتبه عمر الي ما يحدث هرولا بسرعه وهو ينظر إلي رامز بدهشة: فريد اهدي وسيبه هيموت ف ايدك ..
لكن فريد كان بعيد جدا لا يسمع ولا يري أمامه الا سواد وكره وغدر هذا الحقير ..
اخيرا استطاع عمر جذب انتبه فريد عندما صدح صوته : سيبه يا فريد عهد هتموت من الرعب حرام عليك !
” عهد ” هذا الاسم المكون من ثلاث احرف ولكنه له تاثير السحر عليه بمجرد سماعه يتحول الي النقيد
دفعه بكل قوته ع الأرض وهو يشهر بيده : لو فيك ذرة عقل متخلنيش اشوفك تاني ..
سحبها من يدها خلفه وتحرك من المكان بعنف
نهض رامز وهو يمسح على ثيابه وغمغم بستنكار : اخوك ده عنيف اوي يا اخي !
قبض عمر ع ياقة قميصه وهدر بعنف: ابعد عن فريد يا رامز احسنـلك ..
نفض رامز قبضه عمر عنه وتمتم ببرود : تؤتؤ مستحيل ..
ثم انصرف وع وجهه نظره شيطانيه مجنونه
ربتت هويدا ع كتف عمر بحيره : مين ده يا عمر وايه مشكلته مع فريد ؟؟
نظر لها بشرود وتمتم : حوار قديم !
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
ف غرفه فريد ….
دلف فريد الغرفه وخلفه عهد كان وجهه جامد مخيف
كتمت اي سوال بجوفها خوفا من هيئته القاتمه .. دلف هو الي المرحاض دون كلام ثم الي كبينه الاستحمام وفتح الماء بسرعه كبيره ووقف بملابسه دون اهتمام .. غمرت الماء جسده المتشنج بغضب وهو مستسلم لها لعلها تخمد النار المشتعله بكيانه وقلبه نار لو خرجت لحرقة الاخضر واليابس .. برقة عينيه بشر دافين لماذا يعود الماضي واعدائه من جديد .. ولماذا الان عندما شعر بالسعاده والراحه لاول مره ثم شرد قليلا فيما حدث قبل وقت ليس بقصير ..
فلاش باك …
قول بقا يا فريد ريحين فين ؟!
غمز لها بعبث : مفاجئه ..
هتفت بفرحه وهي تتمسك بذراعه : عشان خاطري قولي والنبي والنبي !
قهقه بشده : خلاص يا حبيبتي خلاص رايحين البيت عشان تقابلي نونه ,
شهقة بفرحه : بجد يا فريد ؟
- وجد الجد كمان هتقابلي نونه النهارده ، وبكره هنيجي عشان نقابل بابا واخطبك ..
ألقت نفسها باحضانه وهي تهتف : بحبك اووي ..
ضمه بحب وتمتم : وانا بموت فيكي يا سحر اوعديني عمرك ما تبعدي عني ابدا .
اومات بخفه وهمسة: مستحيل ابعد عني
عوده##
فاق من شروده ع صوت طرق الباب حمحم وهو يحاول السيطره على أعصابه: احم ايوه ..
تمتمت عهد بتوتر : حبيبي انت كويس ؟؟
شقت وجهه ابتسامه حنونه وهو يسمع صوتها وشعر برتجفها قلقا عليه وغمغم : أنا تمام طالع حالا ..
اغلق الماء ثم بدأ بخلع ملابسه المبلله وسحب المنشفه ولفها حول خصره واخر بيده يمسح بها ع شعره ، وخرج وجد عهد تجلس ع الفراش وتهز قدمها بـ توتر ، وقد ابدالت ملابسها الي قميص نوم من الحرير بالون الاسود ، وقفت وزحفت إليه وهي تحاول النظر إلي احتقان عينيه همسة بقلق : حبيبي انت كويس ؟!
القا المنشفه التي بيده وهز رأسه وتمتم: اه تمام ..
- شكلك مش طبيعي ومين الراجل ده ؟!
مسك يديها ورفعهم الي فمه وقبلهم بالتوالي وهمس : ده شخص نكره خساره نضيع وقت ف الكلام عنه ، كل اللي عايزه منك تاخدي بالك من نفسك ، ولو اتعرض ليكي ف اي مكان تيجي تقوليلي ع طول اوعي تخبئ عليا يا عهد ..
ضمها بقوه وهو يتنفس رائحتها التي يعشقها حتي ملأ أركان قلبه بها ، تشعر به وأنه ليس علي ما يرام خرجت من حضنه وهمسة بصوت يقطر عشقا: خلاص يا قلبي متقلقش عمري ما هخبي عليك حاجه ..
مسح علي وجنتيها وغمغم: بعشقك يا عهد وكل اللي عايزك تفهميه كويس اوي انك عشق عمري ، حتي لو كنت فاكر نفسي اني حبيت قبل كده ، بس لما عشقتك فهمت أن أي حاجه قبلك كانت وهم ، انتي الحب والعشق وانتي الحياه يا عهدي ..
تضخم قلبها بعشق هذا الفريد العاشق لها حد النخاع، اقتربت منه وقبلت شفتيه القاسيتان بنعومه فائقه ،
اغمض عينيه وهو يستشعر ملمس شفتيها الناعمه، ودقات قلبه تطرق كالمطرقه بين ضلوعه ،زفر تنهيد حاره وقبض على عنقها من الخلف حتي يتمكن منها أكثر والتهم شفتيها بقبله ساحقه نفث بها عن النار التي تأكل قلبه ، زاد وزاد في التعمق ف قبلتها حد الثماله حتي شعرت عهد بتخدر شفتيها ، وشعر هو بطعم الدماء ف فمه ضربته ع صدره العاري حتي يفيق ويعطيها مجال للتنفس اخيرا حرر شفتيها همس بمشاعر مختلطه تتزاحم بداخله : عهد سامحيني !!
قبل أن تستوعب مقصده شهقة بفزع وهي تسمع صوت شق قميصها بعنف ، ثم دفعها الي الفراش وهو يعتليها بعنف ساحق ، كان مختلف تمام عن السابق وكأنه يريد إثبات شي لنفسه ، ربما يريد أن يطمن قلبه وروحه بوجودها معه ، أو أنه يريد أن يشعر بأنه رجل يستحق الحب ويستحق وجودها بين يديه الان ، حاولت عهد مجارته وان تتحمل عنفه معها فهو من البدايه عنيف معها لكن هذه المره عنفه أكثر ضراوه ، لمساته لها تحمل أكثر من معنا تشعر بتخبطه ، وخوفه الذي ينمو بداخله ويحاول محوه بأنها معه وستبقي له الي الابد ، تخبطت بين يديه وصرخت بالم يفتك بها حاولت افافته وإخراجه من هذه الدوامه ضربته بقبضتها وهي تصيح : فريد فوق أنت بتوجعني اووي ..
قبض ع يده وثبتها ع الفراش بجانب راسها بعنف وهبط ع شفتيها بعنف يكتم اي اعتراض ، انحدرت دموعها بقهر وهي تشعر بألم يعصف بها ، وأدركت أنه غير واعي ولا يشعر بها ولا يسمع صوتها وانينها وشهقاتها التي ملأت الغرفه ، لكنها لا تصل إليه ..
اخيرا انتهت جوله جديده يملؤها العشق والهوس لكن الخوف يحتل المرتبة الأولى فيها بطعم العنف والجموح ..
سند جبهته ع خاصتها وهمس: آسف ..
ولم يقوي ع البوح بحرف اخر لكن باحت عينيه بالكثير ترجمته ع هيئة عبارت حارقه انزلقت من عينيه الي عينيها وكأنهم شخص واحد والدمع انقسم بينهم ..
رغم الالم الذي يفتك بها من فرط عنفه الساحق إلا أنها شعرت بأن ألمه هو اقوي مسحت علي وجنته وقالت من بين شهقاتها : حـ حبيبي مااالك قـ قولي فيك ايه اانت مـ مـش طبيعي ؟
حاول إجلاء صوته وغمغم : هقولك كل حاجه بس مش دلوقتي ، بجد مش قادر اتكلم يا قلبي !
- اانا حاسه انك مووجوع بس مـ مش عاررفه اعمل ايه عشان اخفـ ـف عـ عنك ..
- احضنيني يا عهد احضنيني اوي ..
ضمته بكل قوتها الي صدرها دفن وجهه بين نهديها وتمتم: حضنك الحاجه الوحيده اللي بتخفف عني اي وجع نفسي ادخل جواكي يا روحي ..
مرمغ وجهه بها وغمغم: ضميني اكتر ياعهدي ضميني اووي ..
شدة عهد ذراعيها حول جسده وهي تحاول ضمه أكثر ..
مر وقت قصير حتي شعرت بانتظام أنفاسه وسكون حركته ، واخيرا سمحت لنفسها بالانهيار سقطت عبارتها بالم يعصف بها ، بعد مرور بعض الوقت حاولت النهوض بصعوبه من بين ذراعيه ، وزحفت حتي دلفت المرحاض بصعوبه ، اغمضة عينيها بالم ثم برقت برعب وهي تشعر بخط من الدماء يسيل ع ساقيها حدقت إلي ساقيها لحظات معدودة وتلونت أرضية المرحاض بدمها لم تتحمل أكثر واندلعت منها صرخه مفزعه ..
,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
في غرفه رامز
زرع الغرفه ذهابا وايأب وهو يتجرع من كأسه بمراره كاس وراء كاس حتي إنهار ع الأرض وهو يغمغم: ماشي يا فريد ورحمة سحر لـ هحرمك منها اللي فرحان اوي بيه ،، دي زي ما حرمتني من سحر حبيبتي هتروح مني فين ؟ أنا وأنت والزمن طويل !
اخذ يهذي بكلمات غير مفهومة حتي صدح صوت الهاتف سحب الهاتف من جيب سترته وحدق به ثم مسح ع وجهه يلتمس بعض التركيز مدمدما : الوو ..
- عملت ايه ؟؟
- اول خطوه تمام شوفته وكمان شافني ,,
- ورد فعله !!
- يعني ممكن نقول إنه فاق المتوقع !
- اختفي الفترة دي عايز الصياد يدور عليك ويلف حولين نفسه ،،
- تمام ..
اغلق الهاتف وتجرع كاسه جرعه واحده لعله يهدئ غليان دمه ..
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
ف المستشفى
وقف أمام غرفه العمليات يشعر بارتجاف جسده، وبروده أطرافه ، ثقل تنفسه واصبحت دقات قلبه تضرب بجانب صدره كطبول الحرب ، ضرب الحائط بلكمته عندما تذكر صرخة عهد المرعبه التي افزعته من ثباته ، اغمض عينه يحاول أن يمحي صورتها وهي تقف ترتجف برعب وساقها ملطخه بالدماء ، شد شعره وهو ينهار ع الأرض وتنحدر الدموع من عينه ، وهو لا يصدق ما فعله بها اين كان عقله ؟ كيف طاوعه قلبه ؟ هل مات إحساسه وشعوره بها حتي يؤذيها بهذه البشاعه ؟ صوت يعلو بداخله يناديها لا تتركيني يا عشقي فبرغم من انك صغيرتي ولكنك سرقتي هويتي فبكي وجودي وعدمي ..
بعد مرور وقت تأكل القلق والتوتر قلبه اخيرا خرجت الطبيبه من الغرفه نهض وزحف إليها بلهفه وغمغم : خير يا دكتوره ؟!
رمقته بحنق وقالت : انت جوزها ؟؟
هز رأسه فقط وكأنه لا يقوي ع الكلام اكتر ..
هتفت الدكتور بعصبيه : مراتك عندها نزيف حاد وتهتك شديد بسبب العنف ..
هزت راسها بدهشه : انت ازاي تعمل فيها كده يا بني ادم ؟!
برقت عينيه بالدموع وهمس بضياع : نزيف وتهتك ؟؟
اومات الدكتور بنفور واشمئزاز: احنا وقفنا النزيف.. بس التهتك هياخد وقت عشان يلم !!
اغمض عينيه وضغطه ع فكيه بغضب وهو يشعر لاول مره بمد حقارته وغمغم بصوت ميت : ممكن تخرج أمتي ؟
- النهارده هتفضل تحت الملاحظه الطبيه وممكن بكره ..
تحركت الدكتوره بعصبيه ثم رجعت وصاحت : ويكون ف علمك ممنوع تقرب منها ع الأقل اسبوعين !!
اوما برأسه بصمت رمقت الدكتوره صمته بذهول وانصرفت بعصبيه
لحظات وخرجت ممرضه غمغم فريد بضعف : لو سمحتي مدام عهد اللي كانت جوه ؟!
إشارة الممرضه : طلعوها الدور اللي الفوق اوضه ٣٠٧
هرول بتجاه المصعد وقف ينتظر لحظات لم يستطع الانتظار أكثر ، وهرولا بتجاه الدرج وصعد بسرعه اكل الممر بخطواته وهو يبحث ع غرفتها وقف أمام الباب يستجمع شجاعته ،ثم دلف بهدوء وجد جسدها الصغير يحتل الفراش الابيض وهي تغط ف ثبات عميق ، ولكن يبدو ع وجهه الإرهاق الشديد اقترب منها وجثي ع ركبتيه أمام وجهه مسك يدها التي بها إبرة المحلول المغذي المعلق لها قبل يدها عدة قبلات متفرقه انزلقت دموعه بقهر ع يدها وتمتم: اسف اسف اووي يا عهدي ,
حدق بها وكأنه ينتظر رد منها لكن دون جدوى شرد قليلا وهو يتذكر ذلك الحقير الذي اعاده الي نقطه الصفر بمجرد ظهوره أمامه كور قبضته واسود وجهه وغلفت النار عينيه فلو كان يكره ف الماضي مره الان اصبح يكره الف مره هدر بعنف: ورب الكعبه ما هسيبك المره دي يا بن *
نهض وقبل عهد ع جبهتها بأسف شديد وخرج من الغرفه وهاتف عمر وهتف بنبره جحيميه: عمر هات مراتك وتعال ع مستشفى* بسرعه ..
صمت لبرهه وغمغم : لما تيجي هتعرف !!
واغلق الهاتف دون انتظار الرد ..
بعد أقل من نصف ساعه دلف عمر هويدا الي المشفي بقلق بالغ وجدو فريد ينتظرهم ف الاستقبال أشار لهم تقدم عمر وهويدا إليه وهتف : فيه ايه يا فريد ؟!
غمغم فريد: عهد تعبت شويا وهي فوق ف اوضه ٣٠٧
خليكم معاها عما ارجع ,
قبض عمر ع ذراع فريد وهتف: انت رايح فين ؟!
- مشوار مهم خلي بالكم منها ..
ذهب فريد وصعد عمر وهويدا الي غرفه عهد
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
صباحا استيقظت عهد دارت بعينيها ف الغرفه وهي تتذكر ما حدث همست : فريد !
انتبهت هويدا إليها بلهفه وهتف: حبيبتي حمد لله على السلامه .. هو ايه اللي حصل ؟!
حاولت النهوض وساعدتها هويدا وغمغمت : فريد فين ؟؟
اشاره لها : راح مشوار وزمانه جاي ..
قطبت حاجبيها وقالت : مشوار ايه! وله كتير ؟!
هتفت هويدا وهي تعطي كوب العصير لها : مقلش فين ، بس قال مشوار مهم ،ومشي كان قبل الفجر كده ..
تناولت العصير وارتشفت منه القليل بحيره
انقضا نصف اليوم وما زال فريد غائب ، نهش القلق قلبها والأفكار السودا لا ترحم عقلها ، حاولت الاتصال كثير ولكن هاتفه مغلق دائما ..
اخيرا وجدته يدلف من باب الغرفه بوجه مثقل بالهموم ، حاولت النهوض إليه بلهفة غريق وجد اخير طوق نجاته ، تفاجأ بها فريد ولكنه اسرع إليها وتلاقها بين أحضانه بقوه ، شهقت بدموع تقطر من عينيها وهي تضربه ع كتفه بقبضتها الصغيرة: كنت فين كده يا فريد ؟ كنت هموت من القلق كنت هتجنن !!
رفعها الي حضنه بشوق وحنين عارم وهو يتنفس رائحتها بعمق حتي يهدي قلبه المتيم بعشقها ،ثم انزلها بهدوء حدق الي عينيها ومسح ع وجنتيها ،ثم زرعه قبله عميقه ع جبينها ، ومال بجزعه وحملها ع ذراعيه وسار بها الي الفراش وجلس عليه وهو يحملها ع ساقيه ، حدقت عهد إليه وهتفت : فريد كلمني أنا هموت من القلق عليك كنت فين ؟!
غمغم عمر بهدوء : طب احنا هنروح نشرب حاجه يلا يا قلبي
خرج عمر وهويدا واغلق الباب خلفهم ..
مسح ع حجابها وسحبه براحه وغمغم : عهدي
هزت راسها وهمسة : نعم !
بلع لعابه بصعوبه وهمس: أنا عارف اني كنت حيوان معاكي ليلة امبارح ، وبصراحه مش قادر ارفع عيني فيكي ..
تنهد بحرقه وأكمل : أنا فكرت كتير ، عهد انتي عندي اكبر من اني اعمل فيكي كده ، أنا مستهلكيش ،،
حدقت عهد بذهول وتمتمت: قصدك ايه ؟؟
اغمض عينه يجمع كلماته وانفاسه وقال: كل مره كنت اغلط باي شكل كنت افضل ادور ع مبرر لنفسي بس اللي حصل !!
وضعت يدها على فمه وقالت : اللي حصل امبارح مكنش طبيعتك أنا عارفه وحاسه بكده ..
مسك يدها وهتف : عهد انتي مستوعب اللي حصل ، ولا لسه ما وصلك ده !!
حدق بها والدموع تنهمر من عينيه وهمس : أنا اغتصبتك فارغة طاقه الغضب اللي جويا فيكي من غير ضمير ..
هزت راسها بالنفي وهي تشهق وتنحب بصوت عالي وهي تري بكاء فريد المربر : لالالا ااا
مسك يدها وهز رأسه: لا هو ده اللي حصل ،وانا مش هسامح نفسي طول عمري ، وللاسف مش قادر حتي اخد موقف مع نفسي ،وابعد عنك !!
تحجرت الدموع ف عينيها وهمسة: تبعد عني ازاي؟ مش انا عهدك ! وانت قلتلي اني بعد عمرك !!
مسح ع وجنتها برفق وهمس: أنا أصلي مش هقدر اتحمل ااذيكي كده مره تانيه !!
نهضت من ع ساقيه وصاحت : تقوم تبعد عني ؟!
نهض أيضا وهتف : يا حبيبتي انتي ليه مش قادره تفهميني أنا خايف عليكي ,
هزت راسها بجنون وهي لا تصدق ما يقول : خايف عليا تقوم تبعد عني ،ماشي ! وايه رايك اتجوز تاني ولا لا ؟! هتسيب راجل غيرك يلم…
قبض على عنقها بقوه وانطلق الشرر من عينيه وهدر بعنف : اخرسي ، انتي سامعه ؟!
صاح بغضب: اخرررسي !
نظرت له عهد بنتصار وهتفت : انت اللي عايز تسيبني ؟
- أنا قولت للاسف مش هقدر اسيبك ، انت بتاعتي ملكي ، حتي لو ف يوم بعدت غصب عني هتفضلي ع اسمي وبتاعتي ، ولسه متخلقش * اللي يقدر يلمس شعره منك ..
ضربته بقبضتها وهي تشعر بحاجتها الي الهواء وهتفت : أنا اصلا مش عايزه غيرك ، وعمري ما أقبل أن حد غيرك يلمسني يا غبي !!
ارخي قبضة يده عن عنقها واقترب منها وغمغم : عهد سامحيني بجد ، أنا هتجنن كل ما افتكر اللي عمـ.. !!
وضعت يدها تمنع باقي كلماته بغضب: انت ليه متخيل اني زعلانه منك ؟ قلتلك اني عارفه وحسيت انك مش ف وعيك ،،
قبض على يديها وقبلهم بالتوالي وقبل وجنتيها وشفتيها وجبينها وكل مكان طالته شفتيها وهو يغمغم: آسف يا روحي ، يا عمري ، مش هعمل كده تاني ، حقك علي قلبي وعيني يا نور عيني ،،
وضعت راسها علي صدره واردف: حبيبي كفايه اهدي بقا ، أنا بحبك ومش عايزه اشوفك كده !!
رمقها فريد بعشق بلغ عنان السماء: مش عارف اقولك ايه ؟ انتي كتير عليا اووي يا عهدي ..
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
ف شقه مايا
دلف الي الشقه وهي تدندن وتترنح بثماله شديده زحفت ببطئ والقت حقيبتها وسلسلة مفتاحها علي الطاوله وهي تترنح بعدم إيتزان ، حدقت حولها وهي تري مجموعه من الرجال شديد البنيه يقفون ف أرجاء الشقه غمغمت وهو تنظر إلي أرجاء الشقه : هو أنا غلطت ف الشقه ولا ايه ؟!
هتف هذا القابع ع كرسيه ف منتصف الغرفه بعد ما اضاء الضوء: لا يا مايا دي شقتك ..
حدقت به ورفعت أكتافها بتشوش : طب انت مين ؟ وايه دخلك هنا ؟
اشاره الي أحد رجاله وتمتم : لازم تفوقي الاول عشان نعرف نتفاهم ..
ترنحت بثقل شديد وتاوهت وهي تزحف الي اقرب اريكه والقت نفسها عليها وقالت : ومين قال اني عايزه افوق ؟ انا فل اوي كده ..
التوا فكه باستنكار وهي يتفحصها من راسها الي اقدمها تقدم هذا الرجل الذي اشاره له منذ قليل وقدم لها فنجان قهوه
هتف هذا المجهول : اشربي يا مايا عشان نتكلم !!
اعتدلت وتناولت الفنجان وارتشفته علي الاخير
رمقها باستعلا وهو يضع قدم ع الاخره وغمغم : هاا احسن ؟!
وضعت الفنجان ع الطاوله وهزت راسها: اه ، ممكن اعرف انت مين بقا ؟!
نهض ودار حولها وهو يضع يده خلف ظهره وقال بفحيح: ممكن تعتبريني صديق عاوز مصلحتك ..
ربت ع كتفها وفاح الشر من كلماته وانفاسه وقال : ارجعلك حقك !!
رفعت مايا عينيها وقالت : أنا مش فاهمه حق ، ايه ومن مين ؟!
نزل الي مستوي أذنها وهمس بفحيح: فريد الصياد
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
يتبع …
ساحره القلم ساره احمد