بين احضان قسوته (الفصل الثامن عشرون)

الهَوى والإنتبـاه والحُب
والرغبة من أولها لآخرها ..
تأخذني نحوڪ..
“لم يحبڪ قلبي وروحي فقط
بل أحبڪ جميع جوارحي “
ثم أنا لا أحبڪ فقط،
بل أحملڪ بقلبي وأنبض بڪ…
في شقه جبران الباشا ..
أُنهِكت أنفاسها وهي تغلق الباب خلفها بعنف وأغلقت بجميع الاقفال.. كأنها تحاول أن تغلق العالم معه، وتهرب منه، من نظراته، من صوته الذي كان يتردد في رأسها..
كأنه نبض قلبها…
خلعت حذائها بعشوائية، ورمت حقيبتها على الأريكة قبل أن تنهار بجسدها النحيل إلى الأرض، كأن كل ما فيها لم يعد قادرا على الاحتمال…
لم تمر دقائق حتى دوى جرس الباب، ودقات عنيفه كادت أن تقلع الباب من الحائط وهدر بصوته القلق : ونس… افتحي يا حبيبي، افتحي نتفاهم !!
لم تجب، وضمت ركبتيها لصدرها، ودفنت وجهها فيه، لكن صوته كان عنيد… مثله تماما وهتف : مش همشي غير لما تفتحي، ومش هسيبك وانتي زعلانة مني، افتحي يا ونس،!!
نهضت ودقات قلبها سبقت خطواتها، وفتحت الباب بعصبية، وصرخت فيه بعيون تغشاها الدموع بحراره :جيت ليه؟! مش كنت مبسوط وهي قاعدة قدامك في المكتب؟!
دلف واغلق الباب ومد يده وحاول لمس وجهها، فتراجعت بنحيب ، حشر أنفاسه في صدره، وتمتم بصوت خفيض:جيت علشانك… عشان قلبي اللي وقع لما مشيتي ، جيت علشان أقولك… أنا ملكك يا ونس..
ومفيش اي ست في الكون تملي عيني غيرك !!
قالها واقترب منها ، وكأن بينهما مسافة عمر،نظرت له ودموعها تنهمر ، وهي لا تريد أن تصدق كم هو قادر أن يذيبها في لحظة، بعد كل ما فعل وصاحت بغضب: ليه خرجتني؟! ليه؟! وأنا واقفة جنبك زي العبيطة، وهي داخلة تتمرقع وتغيظني وتتدلع بكل بجاحه ؟!
اقترب منها وتمسك بها وهتف بهدوء: يا حبيبي ده شغل هي كانت جايبه ورق مهم شغل مش اكتر ولا اقل..
مفيش اي حاجه من اللي في دماغك وحياتك يا ونس !!
اقترب منها أكتر، وغمغم بصوت متحشرج دافئ بعثه قشعريرة في جسدها :أنا كنت هتجنن ، لأنك اختفيتي من قدامي حتى لو لدقايق… متخيلاني قادر أعيش من غيرك؟ أنا بتخنق من الهوا اللي مش فيه ريحتك يا ونس .
حاولت دفعه وغمغمت بدموع حارقه وصوت مكسور :
لأ… أنت كنت قادر تطردها… بس سبتها، وسبتني أنا اللي أخرج، كأنها هي أهم!
نظرت له ودموعها تنهمر وصاحت : أنا اللي مراتك يا جبران… مش هي ولا اي وحده
أنا اللي كل ما عيني تشوفك قلبي بيدق ، هي ملهاش عندك حاجه… بس أنا ليا!
اقترب منها مره اخري وغمغم بحزن : ليكي كل حاجه ليكي قلبي وحياتي يا ونس…أنتي مش بس مراتي، أنتي عشقي، أنتي اللي غيرتي حياتي، أنتي اللي خليتي للبيت ده صوت… ولقلبي دقات…أنا اللي غلطت… بس لو تعرفي قد إيه غيرتك عليا بتسعدني، كنتي حضنتيني بدل ما تبعدي…
حاولت صده، لكنه كان أسرع، واحتواها بين ذراعيه بقوة، عنيفه بحنو لكزته بقوه في صدره وصاحت : سيبني يا جبران اوعي بقا!!
تمسك به وزرعها بين أحضانه وهتف : مش هسيبك… حتى لو قلبك نفسه طلب، مش هسيبك…
أنا وعدتك تبقي مراتي، وحبيبتي، وضلعي اللي ما يتكسرش،إزاي أعيش ونصي التاني مش معايا؟!
اقترب منها أكثر حتي التصق بها ورفع وجهها بين كفيه، ومسح دموعها بأصابعه، وعينيه تنظران إلى عينيها كأنهما يتوسلان المغفرة وهمس بصوت أجش: سامحيني…
أنا مش عارف أعيش لحظة وانتي زعلانه مني…
حتى وأنا في وسط الناس، قلبي واقف على بابك مستني تبصيلي، تطمنيني…إرجعي لحضني، رجعي لي ونس اللي بحبها بجنون!!
انهارت بين أحضانه، ودموعها سبقت كلماتها، وهو يقبل جبينها، و وجنتها، وهمس بجنون:بحبك بجنون، بضعف، بكبرياء وغيرتك عليا ولا حاجة جنب غيرتي عليكي بس دي أكتر حاجة خلتني أعرف قد إيه بتحبيني.
همسة بصوت مرتعش :أنا… كنت خايفه أضعف، بس ضعفت… ضعفت من أول ما دخلت.
رفعها بين أحضانه وجذبها إليه، وضمها وكأن بين ضلوعه وطن لا يليق إلا بها شدها بقوة لدرجة أن أنفاسها التصقت بأنفاسه، قلبه تخبط بقوة وكأنه يعتذر عنها،
وتحرك بها الي غرفه النوم..
وضعها برفق على الفراش وقبض على وجنتيها بين يديه وهمس: طب تعالي…تعالي، وخلي ضعفك ليا، أنا اللي هشيلك بيه،أنا اللي هعشقك فـ ضعفك، وهبوس دموعك لحد ما تنامي فـ حضني، مرتاحة…
رفعت رأسها إليه، وغمغمت بدموع :أنا بموت فيك، بس مش هستحمل واحدة غيري تبصلك، تفكر تكلمك…
أنا مريضة بيك يا جبران…
ضمها أكتر، ومال بها بلهفة ناريه، وهمس بجانب أذنها:
وانا دمي بيتحرق لو بس الهوا مسك …
بحبك وانتي زعلانة، وهحبك وانتي عنيدة، وهفضل أحبك لحد ما تملي البيت بولادك، ونعيش العمر وأنا جنبك يا ونس دنيتي ..
همسة بصوت مرتعش: بحبك…بحبك حتى وانت بتوجعني… بحبك!!
اعتلاها والتهم شفتيها بعنف ويده تعبث بفروت راسها وهمس بصوت أجش مشتعل: وأنا بموت فيكي… ومش هزعلك تاني، اوعدك يا فاليروز!!
انزلق الي عنقها وامتصه بشغف ويده تعبث بجسدها وينزع ملابسها وهي تنزع ملابسه بسرعه وسحبته لها وهمسة بجنون : بحبك يا جبران…بس خليك ليا، خليك بس ليا…
مرر يده علي فخذها وانزلق الي بطنها وامتص بشرتها بشفتيه وهمس : عمري ما هكون لحد غيرك يا كوين فاليروز…وأنا بتخلق ليكي كل يوم من جديد يا روحي ..
شهق خافته خرجت بفتنه حارقه تحرق جسده بعنف قبضت على الفراش وهي تتلو وتشهق وجسدها يرتجف بقوه زحف بلسانه علي جسدها المرتجف حتي وصل إلي عنقها وانغمسه به وامتصه بشغف وهمس: بعشقك يا قلبي لسه زعلانه !!
قبضت على ظهره باثاره وجنون وهزت راسها بالنفي وهمسة بصوت مثير ناعم: لالالا.. أنا مقدرش ازعل منك بس بغير عليك موت !!
مسح على وجنتها واخترقها بتملك مهوس جعل ظهرها يرتفع من الفراش.. وصرخت بالم..
كتم صرختها بشفتيه والتهم شفتيها بعنف واستمر بالدفع بداخلها بعنف لذيذ على أنغام دقات قلوبهم، تراقصت اجسادهم وكانهم جسد واحد، وانصهرت الأرواح بحراره عشقهم ..
كانت ليلة لا تنسى…ليلة ذابت فيها ونس بين يديه، وهو ذاب فيها حد الجنون مر وقت مسروق من الزمن وهو يقلبها بين أحضانه ويهمس لها بحنو بكل كلمات الغزل الوقح ..
حتي دفع بداخلها بقوه وعنفوان صرخت بمتعه مخلوطه بالم وشهقت عندما قفز حمم بركانية بداخلها ..
وضمها بحضنه ومسح دموعها برفق وارجع شعرها للخلف وهمس: انتي كويسه يا روحي؟!
هزت راسها وهمسة بأنفاس منقطعه: لالااا …
ضحك بمرح وقال: طيب كويس؟!
نظرت له بدهشة ضحك بعبث.. وضمها بحضنه وشدد عليها.. ومد يده وفتح اول درج وأخرج علبه قطيفه بلون النبيتي وفتحها أمامها وأخرج عقد الماظ يلمع بشده نظرت له بدهشة وقالت: ليه ده ؟!
أخرج العقد وأشار لها بأن ترفع شعرها وغمغم : كل سنه وانتي في حضني يا كوين فاليروز !!
رفعت شعرها ووضع العقد حول عنقها وامتصه بشغف نظرت إلي العقد بذهول وهتفت: ايه كل ده!! ليه يا جبران ؟!
قطب حاجبه بدهشه وغمغم: أنا أول مره في حياتي اشوف واحده تقول ليه علي هديه يجيبها جوزها.. عشان عيد ميلادك يا حبيبي!!
جحظت عينيها وشهقت والقت نفسها باحضانه وهمسة: بجد أنا أول مره حد يفتكر عيد ميلادي وكمان قبله باسبوع !!
مرر يده علي جسدها بنعومه وهمس: ده احلي يوم في الدنيا اتولدت فيه كوين فاليروز…
خرجت من أحضانه وتمسكت بوجهه وقبلته بلهفه علي كامل وجهه بعشق ولهفه وجنون وهمسة: بجد بموت فيك يا احلي حاجه حصلت لي في عمري
نظرت له بدهشة وقالت: بس انت عرفت ازاي يوم عيد ميلادي؟!
نظر الي جسدها العاري والظاهر أمامه بسخاء وعلت انفاسه واسودت عينيه بشهوه عارمه ومال عليها وهمس: مش وقتو عايزين نحتفل يا قلبي !!
شهقت خافتة فلتت منها قبل أن يكتم اعتراضها بشفتيه ويقبلها بشغف ويسحبها اليه في جوله جديده بشغف حارق وعشق مغلف بالجنون …
……………………….
في اليوم التالي عند سليم الباشا .
استفاق سليم على وقع أشعة الشمس التي تسللت من شقوق الخيمة الصغيرة، مد يده بتلقائية نحو الجانب الآخر من الفراش… فكان الفراغ رده الوحيد…
فتح عينيه بدهشه ، واعتدل جالسا بسرعة وتلفت في كل اتجاه وغمغم بنوم : دمع؟!
لكن قابله الصمت.. والصمت فقط ..نهض وخرج من الخيمة حافي القدمين، شعره مبعثر ، ويمسك قميصه بيده ويغلق زر البنطال بسرعه ، وهرول علي الرمال يبحث عنها…
كان يظن أنه أمام الخيمه تجلس علي البحر ولكن هوي قلبه برعب عندما لم يجدها ..وهرول وهو يمسك قميصه في يده وهتف وكأنما فقد جزءا من روحه : يا نهار أسود… راحت فين؟!
ظل يركض على الرمال الساخنة، ويناديها بهلع كأنها طفل ضائع منه في الزحام : دمع! دمع! يا بت! انتي فين يا قلبي؟!
كان قلبه يخبط في صدره كطبول حرب، وعقله يصور له أسوأ الاحتمالات: ضاعت في الصحراء ؟ولا حد خطفها من جمبي ؟ يانهار اسود تكون نزلت البحر وغرقت؟!
عند هذه الفكره شد شعره بعنف وصاح : دممممممع انت فين ؟!
ظل يركض ويدور حول نفسه وبينما يركض، سمع موسيقى هادئة تنبعث من بعيد، فاتجه نحوها بفضول وخوف…. لم يكد يقترب، حتى رأى جمع صغيرا من الناس، جالسين أمام منصة خشبية بدائية، حيث تعزف ألحان غربية هادئة. وسط هذا المشهد الغريب، وقعت عيناه عليها…
كانت دمع جالسة على الأرض، شعرها يتطاير في الهواء، و تبتسم في سعادة طفولية وهي تلوح برأسها على إيقاع اللحن، وكأنها لا تنتمي إلى الدنيا بكل صخبها…
اقترب منها بخطوات غاضبة، أنفاسه تتلاحق، وعيناه مشتعلة.صاحت بفرحه عندما وجدته أمامها وقالت :سليم! سليم تعالى بسرعة! دي الأغنية اللي انت بتحبها!!
قبض علي ذراعها بعنف وهدر بغضب: إنتي… إنتي اتجننتي؟!
نظرت له بدهشة بريئة، ومالت برأسها وقالت: ليه؟ هو في إيه؟
سحبها الي خارج الحفل بغضب وهدر: أنا صحيت ملقتكيش جنبي! دورت عليكي فكل حتة! قلبي كان هيقف! وإنتي قاعدة هنا بتسمعي أغاني؟! انتي ازاي تسبيني نايم وتطلعي كده من دماغك .. انتي مش عارفه أننا في صحراء وخطر تطلعي لوحدك؟؟
تمسكت به وهي تتعثر في فستانها وهتفت : سليم هتوقعني استنا …
توقف وتمسك بها وهتف: انتي هتجننيني يا دمع ..يا بت كنت هموت وانا بفكر حصلك ايه؟!
حاولت دفعه وهتفت : طب ما انت كنت نايم يا سليم وسمعت المزيكا، قولت أتمشى… حتى لبست شبشبك عشان ما أعملش دوشة!
قطب حاجبه بدهشه وغمغم: لبستي شبشبي؟!
اومات ببراءه ستصيبه بنوبه قلبيه وقالت : اه هو كان قصاد وشي… وخفت امشي حافيه ، وأنا مش ناقصة شوك في رجلي يا سليم !!
رمش بعينيه يحاول استيعاب كلماتها ودار حول نفسه بجنون واندفع نحوها وهتف : أنا هقتلك واخلص !!
صرخت برعب وهرولت بتجاه الحفل مره اخري وسليم خلفها ..تمسك به اثنان من الشباب المتواجدين يالحفل وهتف أحدهم : في ايه يا كابتن بتجري وراها كده ليه؟!
صاح سليم بدهشه ؛ اوع يا عم انت مالك !!
هتف الشاب الآخر : ماله ازاي يا مان!! يعني نشوفك بتجري ورا بنت ونسيبك انت فاكرني ايه ؟!
صاح بجنون وهو يدفعهم بعنف : اوع بقلك.. دي مراتي
نظر لها وهتف بحنق : ماشي يا بت صبحي تعالي هنا !!
تقدمة إليه بخوف وتركه الشباب وهتف : طيب براحه هي عملتلك ايه؟!
تمسك بها وقبض على أذنها وهتف : هتقومي من جمبي تاني من غير إذن يا دمع؟؟
هزت راسها بالنفي وغمغمت: اه اه لالاا خلاص والنبي!!
ضحك الشاب الاول بمرح وقال : كل ده عشان سبتك وانت نايم انت خضتني يا راجل !!
هتفت دمع ببراءة : قوله والنبي يا كابتن …
نظرت له بحنو وهمسة: سيب ودني وجعتني والنبي !!
ضحك الجميع من حولهما، فيما سليم يقف كأنه علي فواهة بركان والدخان يتصاعد من أذنيه .ترك أذنها ومسكت يده وسحبته وجلست دمع وجلس بجوارها.
وهمسة : اقعد… الناس بتبص علينا كأننا مهزئين!
جلس مجبرا، ونظر لها نظرة مليئة بالغضب المغلف بحب مجنون وغمغم : هحاسبك بعدين، علي قلبي اللي كان هيقف !!
نظرت له بفرحه وهي تشعر بخوف عليها ولهفته وهمسة: طب هعوضك… نسمع الأغنية سوا وأنا ماسكة إيدك ايه رايك ؟؟
نظر لها للحظة، ثم قال بغيظ ساخر:هو ده تعويض في نظرك !!
نظرت له بحنو بالغ وهمسة: طيب عايز ايه يا قلبي؟!
ضمها بقوه وغمغم في أذنها : حبس انفرادي أنا وانتي لحد ما نرجع من هنا !!
بلعت لعابها بصعوبه وهمسة: حبس انفرادي أنا وأنت؟!
غمز لها بعبث وهمس: تنكري أنه حبسك المفضل دلوقتي ؟؟
ابتسمت رغما عنها،ومالت برأسها علي منكبه ووضع ذراعه خلف ظهرها، وجلسا سويًا على الرمال بينما الموسيقى تستمر، والناس من حولهم يبتسمون في صمت…
………………………….
ف المصنع ..
بعد انتهاء ساعات العمل تسللت أمل إلى غرفة الملابس تبحث عن هاتفها الذي نسيته كعادتها.. في واحد من جيوب البالطو الأبيض….
الغرفة كانت شبه مظلمة، مجرد مصباح صغير على أحد الجوانب ترسم ظلالا متداخلة….
دلفت بخفة، وهي تتلفت حولها كأنها سارقه، بدأت تفتش في البالطو المعلق في باب الخزانه .. حتي شهقت برعب
علي صوت جهوري : إنتي بتعملي إيه هنا تاني؟
تجمدت مكانها، لم تكن تحتاج أن تلتفت لتعرف أن هذا الصوت المألوف يعود لوائل نظرت له وردت بتلعثم ورفعت يدها وكأنها تستسلم : نسيت موبايلي… والله مش دخلة أوقع حاجة المرة دي!
ابتسم بسخرية وقال : غريبه اوي انتي.. هو انتي بتكوني ناويه توقعي الحاجات من الاول ولا ايه؟!
هزت رأسه بالنفي بسرعه وهتفت: ولا والنعمه !!
رفع حاجبه وتمتم: يبقي مشفش وشك ده تاني جمب اي شغل أنا عامله فاهمه !!
اومات برأسها وقالت: مش هشوفه ابدا وشي ؟ يا أخي ده أنا كل ما بشوفه في المرايه بيجيلي هبوط!
ضحك رغما عنه، من ردودها العفوية بشكل غير متوقع، وتقدم بخطوتين داخل الغرفة وغمغم : طيب يا قنبلة السكر دوري يلا عشان تروحي مينفعش تفضلي لوحدك بعد البنات كلهم ما مشيو !!
هزت راسها بالايجاب بدأت تقلب في جيوب البالطو، لكن دون جدوى حتي هتف بنزق : وبعدين أنا عايز امشي !!
هزت راسها وهتفت ؛ مش عارفه راح فين؟!
أخرج هاتفه من جيبه وقال: قولي الرقم خلينا نخلص !!
أشار له واملت عليه الرقم ..وقام بالاتصال على رقمها حتي عال رنين الهاتف أسفل الخزانه..
انحنت حتي تجلب الهاتف.. وحين ارتفعت اصطدمت باحدي الشماعات سقطت الشماعه علي رأس وائل..
تركت جرح صغير بجبهته وضع يده علي جرحه وهتف: يخربيتك مفيش فايده !!
نظرت له ودموعها تتكون داخل عينبها وهتف : يا ليله سوده انت اتعورت يلهوي!!
اقتربت منه ومسكت يده وغمغمت بدموع: يا نهاري دم كمان!!
حاول سحب يده من يدها وقال : مفيش حاجه ده بسيطه !!
سحبته رغما عنه واجلسته علي أحد المقاعد وقالت : لا استني عندي لزقه طبيه في الشنطه !!
أخرجت حقيبتها واخرجت منها بعض المناديل ولازقه طبيه ..واقتربت منه وبدأت بمسح الدم برقه وهدوء..
نظر لها وهو يتفحص ملامحها الطفوليه عن قرب كم هي ملامح رائعه جدا وعفويه وناعمه فاق من شروده علي صوتها : خلاص انا اسفه والله وحقك عليا …
نهضت فسقط الهاتف مره اخرى انحنت بسرعة تلتقطه، في نفس اللحظة التي انحنى هو فيها ليساعدها،
فتقابلا فجأة… وجها لوجه، لا يفصل بينهما سوى أنفاس متلاحقة تجمدت للحظة وهو ينظر لها بدهشة ..
نهضت بسرعه وقالت :أنا… مش قصدي أقرب كده، بس هو موبايلي عنيد!
رفع حاجبه وابتسم باستغراب وقال : حتى الموبايل بيعمل مشاكل حواليكي؟ ده إنتي عالم لوحدك!
رفعت منكبيه وغمغمت: أنا بريئة والله! الدنيا هي اللي بتتحرش بيا وتنكشني !!
ضحك بصخب هذه المرة بصدق حقيقي، وبدون أي حواجز. ضحكته أربكتها.. هزت راسها وسحبت حقيبتها ونظرت له وتحركت بتجاه الباب لكنها توقفت علي صوته : ثانيه واحده
توقفت ونظرت له اقترب منها ومد يده بمنديل ومسح نقطة شوكولاته بجانب شفتيها نظر الي عينيها وقال :
واضح بتحبي الشكولاته اوي وبتاكلي بسرعه !!
محتاجة فريق طوارئ ينضفك بعد ما تأكلي ..
همسة بخفوت مرتبك وهي تتلفت حولها بخجل : يعني… شكلي وحش؟
هز رأسه بالنفي وقال: لا… شكلك طبيعي… زيادة عن اللزوم!
ثم استدار مغادرا وهو يضحك لنفسه، تارك أمل خلفه مرتبكة، مرتبكة جدا… لكن قلبها يدق بطريقة مختلفة.
…………………….
بعد مرور يومين في شقه جبران الباشا ..
وقفت ونس ترتب الورود في الفاظ وهي تبتسم بسعاده وهي تتذكر كلماته وأفعاله المجنونه معها …
لحظات وقطع تفكيرها طرق الباب وضعت الورود من يدها علي الطاوله وتحركت الي الباب وفتحت وتلجمت بصدمه وهتفت باستنكار : عايز ايه تاني؟ ارحمني بقا مش قلتلك متجيش !!
وقف على العتبة، ونظر لها بثقل شديد وغمغم بغل وحنق وعينه تقلب في تفاصيل الشقه بريبه : مش قلتلك انك بت حرام ..في واحده متربيه توقف ابوها علي الباب وتبجح فيه كده !!
هتفت بحده واشارة بيده : انت عمرك ما كنتي ابويا يمكن بت حرام بس مش بنتك اكيد! جاي ليه؟ مش اتفقنا إننا خلصنا خلاص؟!
ضحك ضحكة صغيرة باردة وقال:خلصنا إزاي؟ ده أنا لسه مابدأتش! افتحي يا ونس… ولا !!
ضغطت على فكيها بحنق وهتفت : مش لازم تدخل عايز ايه وخلصني !!
اشعل سيجاره ونفخ دخانها في وجهها وغمغم : عايز مبلغ يكفيني فتره.. ده لو كنتي مش عايزني اجيلك كل شويا !
نظرت له بحنق ممزوج بالغضب وقالت: هجيبلك اللي معايا، اخر حاجه من المرتب بس دي آخر مرة… فاهم؟ آخر مرة! انا صابره عليك لحد ما دمع ترجع من السفر وبس مش عايزه انكد عليها انت فاهم ؛
هز رأسه ونظرت له بحنق ..دخلت الغرفة بخطى سريعة، قلبها بيخبط في صدرها، من الغل، من القهر، من إنها مضطرة تكون تحت رحمته لحين عوده دمع وسليم من شهر العسل …
دفع الباب وجالت عينيه في أرجاء الشقه حتي وقعت عينيه على علبة قطيفة بالون النبيتي فوق الكرسي…
اقترب منها بهدوء قاتل، وتلفت حوله … لا صوت، لا حركة.فتح العلبة، لمعت عينه بجشع… عندما راي عقد ألماظ، يلمع كأنه يستفزه رفع حاجبه بدهشه ..
تمتم: بتلبسي الماظ يا بت الكلب ومستخسره فيا كام ملطوش.. ماشي يا ونس نقطة ضعفك، هي اللي هجيبك منها !!
بخفة وسرعه وضع العلبه خلف ظهره وعاد الي باب الشقه من جديد ..
لحظات وعادت ونس وهتفت : اخر فلوس عندي!!
ابتسم بخبث وغمغم: اه أنا عارف علي العموم هترتاحي مني فتره طويله…
إشارة بيدها وهتفت: يبقي احسن !
أشار له بخبث يتقافز من عينيه وانصرف نظرت في اثاره بدهشه وأغلقت الباب بعنف …
…………………………..
صباحا في قصر الباشا
كانت الشمس تلامس السماء بلطف، تبعث دفئا خفيفا، والهواء محمل برائحة الزهور من حديقة القصر ..
خرجت جيلان بخطوات بطيئة،وهي تحمل حقيبتها خرجت الي البوابه.. ووقفت تنظر حولها بدهشه.. وغمغمت: امال فين عم محمد هتاخر على المدرسه!!
فذت برعب علي صوته الساخر بعبث : صباح الحب يا چيچي!! عم محمد بيعتذر ..وحتي المدرسه بتعتذر مفيش النهارده !!
نظرت خلفها بدهشه وقالت: ادم انت بتعمل ايه هنا دلوقتي؟!
اقترب منها وغمغم وهو ينظر لها بعشق مغلف بالعبث : وحشتيني اوي يا قمر فقلت اخطفك النهارده اليوم كله لي ادم وبس !!
نظرت له بدهشة ممزوجه بالخوف وهمسة : لا مش هينفع أنا لازم اروح المدرسه ..
مسك يدها وسحبها اليه وقال: طيب لو هاخدك الملاهي؟!
عضت شفتها وهمسة: بجد!!
غمز لها واردف: بجد روحي غيري هدومك وتعالي بسرعه !!
هزت راسها وركضت الي داخل القصر مر.. وقت قصير وخرجل وهي ترتدي بنطال جينز فاتح.. وقميص أبيض بسيط، وشعرها مرفوع بعشوائية تفضح كسل محبب، لكنها كانت فاتنة… أكثر مما تخيل هو…
كان آدم منتظرها عند سيارته، مرتديا قميص ابيض مفتوح واسفله تيشيرت أسود وبنطال اسود ، ونظارته الشمسية تخفي عينيه… لكن ابتسامته، لا تخفي شيئا …
فتح باب السياره وغمز لها : لبستي كده ليه؟ هو انتي طالعة رحله.. كنتي لبستي فستان احلي !!
صعدت السياره وهتفت : كده حلو… إنت مالك؟
صعد السياره واقترب منها وهمس بطريقه أشعلت النار بوجنتيها : مال طبعا يا قلبي… ده أنا بشتهي نفسك وانتي لسه بتتنفسي!
دفعته بضعف وهمسة بارتباك : آدم… خف شوية، حد يشوفنا…
همس أمام شفتيها بصوت أجش مثير: نفسي كل الناس تشوف… تشوف إنك لي ، وإنك بتاعتي وبس…
عضت شفتها بخجل وهمسة وكأنها علي وشك البكاء : ادم !!
ضحك بمرح وضغط على دواسة البنزين بانطلاق سريع، ..
في مدينه الملاهي ..
بين الزحام والضحك، كانت جيلان تضحك بصوت عال
لأول مرة تشعر بمثل هذه السعاده ..
مد يده لها بغزل البنات، واشاره لها علي لعبه من الألعاب، وشدها من إيدها كأنها طفلة مشتاقة للحب…
قربها منه وحاوط خصرها وسط الزحام وهو يحاوطها من كل اتجاه وكأنها كنزه الثمين.. ويحاول ابعادها عن كل العيون وهمس في أذنها : تعرفي يا حبي ؟ نفسي أربطك في حضني ومطلعكش منه… نفسي أعيشك في ملاهي جوا قلبي، ما تعرفيش تخرجي منها ابدا
نظرت له بدهشة وضخكت بمرح وهتفت : انت مجنون يا أبيه !!
ضغط علي خصرها وهتف بحده : آه، مجنون بيكي. وغلطة عمري إني اتأخرت اوي بس كنت مستني تكبري شويا عشان متخفيش مني ..
اتحرك بيها وصعدوا لعبة العجلة الدوارة، وجلس ملاصق لها في مقعد واحد ، والرياح تداعب شعرها وهي تغمض عينيه بخوف وشعرها يغطي وجهها بخفه ..
اقترب منها وإزال شعرها بحنان للخلف وهمس في أذنها بحنو عاشق : أبوس إيديكي متغمضيش عينك يا حب … أنا والله بني آدم وضعيف كمان ط!!
همسة بصوت مرتعش: ادم متخوفنيش!
قبلها بعمق علي جبهتها وهمس : مش بخوفك بالعكس وإنتي جنبي، ببقى راجل بيعرف يحب، ويموت في كل نفس منك…
حاولت دفعه وهمسة بضياع بسحره الطاغي عليها :آدم… أنا خايفة…
اقترب منها وهمس بحراره ناريه : خايفة؟ أنا هخليكي تخافي من عشقي فيكي … أنا مش هسيبك تنامي غير وإنتي بتتمني الليل يعدي بسرعه علشان تصحي تاني في حضني…
حاوط عنقها بذراعه ، ونظر لها بنظرات ناريه وهمس بوقاحه : نفسي أبوسك في الهوا ده… قدام السما، والدنيا كلها تشهد علي عشقي فيكي!!
ضحكت بخفوت وتهربت بعينيها وغمغمت :يا وقح!!
نظر لها بحنو وتنفس رائحتها وهمس : آه وقح… وقح بيكي، ومش ناوي أتوب…
شهقة خافته صدرت منها ولكزته بقوه.. وضحك بصخب..
مر الوقت وانتهت اللعبه.. وقبض علي يدها وسحبها الي أحد الكافيهات.. وسحب الكرسي وجلست.. وجلس هو ملتفت لها وكأن جسده بأكمله منحاز لها، كأن كل شيء فيه ينصب فقط لما قد تقوله… أو قد تفعله…
نظرت له بدهشة وقالت: أنا قاعد كده ليه الناس بتبص علينا؟!
اقترب منها وهمس بلوعه : ميفرقش معايا حد يا قلبي!!
نظرت حولها بتوتر وغمغمت: ادم هتوقف قلبي بجد !
مسك يدها وقبلها وهمس : جيلان… المرة الجاية اللي هنخرج فيها، مش هرجعك قصر الباشا … هخطفك عالبيت اللي بجهزه لينا، ومستني تقوليلي؛ أيوه!
همسة بصوت مرتعش وعينيها تتهرب منه وهمسة:
يعني إيه مش هترجعني القصر يا آدم ؟
ابتسم بعبث واقترب منها وهمس قرب وجنتها : يعني هخطفك… وآكلك…
شهقت بفزع ووضعت يدها على صدره وهمسه: آدم!
نظر الي شفتيها ولمعت عينيه بنار العشق واقترب منها وهمس: أنا بصبر نفسي بالعافية… وكل ما تضحكي، ببقى عايز أدوب الضحكة دي ببوستين، تلاتة… أو عمر كامل في حضنك..
نهضت بحدة وقلبها يخفق بقوه ، وعيونها تلمع بشوق صارخ رغم خجلها وهمسة بغصه : انت قليل الادب وانا مش لعبه!!
قبض علي يدها بقوه حانيه وغمغم : ولا عمري شفتك كده انتي نعمة…نعمة بوسها لازم يكون فرض.
نعمة النوم جنبها يبقى عبادة.
نعمة عيوني تبص لها فتتغفر ذنوبي!
ارتجف جسدها بشده وهمسة : إنت هتجنني…
نهض واقترب منها وهمس بصوت رخيم : اجننك؟
ده أنا ناوي أسكن جوا دمك،وأدوب في عروقك،
وأخليكي تكرهي اليوم اللي كنا فيه بعاد…
اقترب أكثر، حتي لفحت أنفاسه بشرتها، ونظراته تجردها من كل حذر، كل حواجز، كل عقل.
عضت شفتها بخجل واخفت ابتسامتها وقالت :إنت وقح أوي يا آدم…
سحبها وخرج من الكافية وحاوط خصرها وقربها إليه وهمس: أنا وقح؟ده أنا لسه مقلتش إني ناوي أكتب في بطاقتك لقبك الجديد
اقترب من أذنها وهمس بعبث : مراتي!!
شهقت للمرة الثانية، لكنها هذه المرة لم تبتعد… بل بقيت كما هي، خاضعة لذلك الحريق الذي اشتعل بينهما…
كانت تعرف أنه لا يمزح، وأنه لا يقول شيئا بلا نية حارقة خلفه…أما هو فكان ينظر لها كمن وجد خلاصه…
وهمس بأذنها : تتجوزيني؟مش بكرة…تؤتؤ دلوقتي.
هتهربي من ادامي ؟ ولا هتخليني أخطفك بحق وحقيق؟
شهقت بفزع ودفعته بقوه وهرولت من جانبه وهو يضحك بمرح …
هرولت حتي توقفت أمام بيت الرعب ونظرت إليه..
لحق بها وحاوط عنقها وقال : عايزه تدخلي بيت الرعب يا چيچي ؟!
اومات بتردد وقالت : اه.. لا ..مش عارفه؟!
ضحك وسحبها اليه وقال: تعالي يا جبانه !!
مر وقت قصير ودلفوا الي بيت الرعب تمسكت به وهي تحاول التظاهر بالشجاعة، لكن بمجرد أن حاوطهم الظلام ..وتحرك أول كائن مرعب علي الجدار… صرخت بكل صوتها واتشبثت في دراعه بقوهوغمغمت برعشه : عااا آدم!! ده حقيقي ولا بيخضونا بس؟! أنا قلبي وقع!
ضحك بمرح وضمها بحضنه وحاوطها بذراعه وهتف: إنتي لسه شفتي حاجة! تعالى هنا…تعالى جوا حضني كده لحد ما يخلص العرض… أو عمري كله….
خبئت وجهها داخل صدره وأنفاسها الساخنة تحرق صدره.. وهي تصرخ وترتجف بسبب الاصوات المرعبه من حولهم…
أما هو… فكان في عالم اخر عض شفته بغيظ وهو يشعر بها بين أحضانه ..بريئه ،ضعيفه ،رقيقه ،وهشه للغايه خفق قلبه بشده وبلع لعابه بصعوبه عندما استوعب أنها تحتمي في صدره من خوفها واختارته أمانها وسط الظلام…
مرر يده علي ظهرها وهمسة بجانب شفتيها : تعالي… أنا هنا متخفيش!!
لف إيده حول خصرها أكتر، وقربها منه، وهمس :أنا هخلي كل رعب في الدنيا يبوس رجلك ويعتذر… بس اوعديني تفضلي لزقة فيا كده طول عمرك !!
هزت راسها وهمسة بصعوبه وهي تغمض عينيه: أنا… مرعوبة يا آدم ..
مرر شفتيه علي وجنتها وغمغم بتحشرج: وأنا كمان…
بس مش من الهبل اللي حولين خايف منك انتي يا عمر ادم ..
فتحت عينيها ونظرت له وهمسه: مني انا ؟!
هز رأسه وهمس أمام شفتيها بصوت أجش مشتعل:عشان كل ما تقربي…بنسى الدنيا…وكل ما تلمسيني…بنسى أنا مين….وكل ما تبصيلي كده…بفقد السيطرة!
وفي لحظة، وقبل ان تستوعب ما يقول …
قبض على وجنتيها ، وهبط على شفتيها بقبله ناعمه جحظت عينيها وتجمدت مكانها.. سريعا ما شعر بماس كهربائي يسري بجسده المشتعل والتهم شفتيها بقبلة ناريه تملاها اللهفه.. واللهفه ..واللهفه المجنونه..
تلاشت عتمة بيت الرعب.. وتلاشت الصرخات من حولهم ولم تعد تشعر الا بانفاسه الملتهبه التي تتنفسها.. وشفتيه التي تلتهم شفتيها بقبله عميقه ..
اخيرا فصل شفتيها بعد أن ادماهم ونظر لها بعشق فتحت عيونها ببطئ.. وانفاس متقطعه وعضتة شفتها..
ونظرت له ودموعها تلمع بعينيه بشكل خطف أنفاسه…
تسارعت أنفاسه وهمس قرب أذنها بصوته منخفض اجش:بصيلي كده تاني وهشربك مني غصب عنك زي ما شربت منك!!
ارتجفت ولم تجبه، لكنه شعر برجفها، بلع لعابه ببطء، وابتسم بانتصار ، ورفع وجهها بإصبعه بإصرار، نظراته كانت مغناطيس جذبها لعالمه بلا استئذانوهمس بخفوت ووقاحه : كنت مستني اللحظة دي من زمان…
ومش ناوي أعديها…
والتهم شفتيها بجوع وولج لسانه داخل فمها وكأنه يرتشف منها اكسير الحياه …
قبلة بطريقه خطف فيها أنفاسها، وسيطر على عقلها، نزع منها كل توازن.كانت شفتيها نارية…ليست ناعمة فقط ، بل شهية، جريئة، تائهة بين لهفة وامتلاك…
ضمها إليه حتى شعرت أن جسدها قد ذاب داخله، حتى باتت لا تميز أين هي من آدم…
كان يتنقل بين شفتيها كمن يبحث عن الحياة فيها، ينهشها بعشق لا يعرف الهدوء، بأنفاس تتسارع، بيد تحكم الإمساك بخصرها، وكأنها قد تحاول الهرب… وهو لا يسمح ..
همس داخل شفتيها : وحشتيني… من قبل ما تبقي ليا.
أنا…أنا كنت هموت لو بعدتي عني لحظة…
يديها كانت ترتجف على صدره، قلبها يدق بجنون، أما هو… فقد كان كالساحر المنتشي باكتمال تعويذته…
رفع وجهه عنها بعد لحظة نارية كادت تحرقهم معا و نظر لها بعينين تنهش ملامحها ، وجهه يفيض بالرغبة وهمس :أنا اللي بوستك …بس إنتي اللي كلتيني
حاولت دفعه وصاحت بصوت مكتوم: ادم انت مجنون؟ضحك وضمها بحضنه عنوه وهتف : آه… مجنونك.
وبدأت أستمتع بالجنون ده… أوي…
دفعته بقوه وركضت وهو خلفها حتي وصلت إلي السياره
وقفت بجانب السيارة واقترب هو وفتح الباب وهو ينظر إلي غضبها الذيذ بشغف..
نظرت له بحنق وصعدت السياره وأغلقت الباب بعصبية صامتة…
كانت أنفاسها سريعة، وهي تنظر إلى النافذة بشرود، تحاول التماسك، لكن ملامح وجهها فضحت كل ما تشعر به…
صعد آدم بهدوء، وجلس خلف المقود، وأغلق الباب بصوت مكتوم.
أدار المحرك، وانطلق ببطء، وهو ينظر لها كل لحظه وغمغم بهدوء : زعلانة؟!
التزمت الصمت ابتسم بجانب فمه وقال : أنا آسف… لو كنت وقح معاكي ، بس…إنتي مجنناني، وده بيخليني أفقد عقلي كل مرة أبصلك…
غمغمت بدموع وهي تنظر إلي الطريق: اللي حصل جوه مش مقبول يا آدم…أنا مش لعبة في إيدك!!
لف العربية فجأة وركنها على جانب الطريق ، ونظر لها وهدر بغضب مكبوت : لعبة؟! أنا شايفك كل حياتي…
وإنتي بتقولي لعبة؟!
أنا أول مرة أبوس حد كده… أول مرة أحس إني ممكن أتجنن لو بعدتي، وإنتي بتتعاملي كاني بوستك عشان بوسه والسلام؟!
نظرت له بدهشة متفاجئة من نبرته، من إحساسه المندفع باندفاع صادق وهمسة : آدم… إنت واخد كل حاجة بسرعة…وأنا لسه مش عارفه كـ..
قطعت جملتها عندما اندفع نحوها بسرعه وكأن المسافة بينهم ضيقة جدا وقبض علي وجنتيها وهمس وهو يمرر إصبعه علي شفتيها: أنا كل مرة بشوفك… بحس إني بشوف روحي.وكل مرة بتكلميني… بحس إني بسمع قلبي…
اقترب أكتر وهمس عند شفتيها:وكل مرة بتبعدي… بتعذب يا جيلان!!
وبلا أي تحذير…
هبط على شفتيها بقبله بهدوء قاتل لكن سرعان ما فقد السيطرة.وضمها ليه بعنف خفيف، كأنه يحاول أن يدخلها بداخل صدره ، شفتيها كانت نارية، وكل حركة فيها لهفة وجوع سنين..
تجمدت بصدمه اكبر وتلجمت من جرأته ومن جرأتها في رعشة قلبها اللي سلمت له في لحظه ..
اخيرا ابتعد عنها وشهقت ودموعها تنهمر على وجنتيها والدم ينفجر من وجنتيها وغمغمت بنحيب : ادم انت !!
ابتسم بعبث وهمس : مش عارف أمسك نفسي معاكي…
إنتي لعنة… وأنا عايزك بكل ما فيكي !!
تراجعت وحاولت فتح الباب وهي تشهق بضعف تمسك بها بقوه وحاوط خصرها والصقها بصدره وغمغم: اهدي يا روحي اهدي ومش هقرب منك تاني وهروحك والله !!
هزت راسها وهي تحاول تستجمع أنفاسها… كأنها مازالت تشعر بلسع قبلته على شفتيها وهمسة : انت قليل الادب لو قربت تاني مش هتشوف وشي تاني!!
سحبها علي الكرسي وربط لها حزام الامان وعاد الي كرسيه وضحك بصخب وغمغم : المصيبة؟
إني لسه ما بدأتش قلة الأدب اللي بجد…
استعدي لجنون بقا ..
انطلق بالسياره بسرعه حتي وصل أمام القصر وصف السياره بمجرد ما صف السياره فتحت جيلان الباب وترجلت بسرعه ..وكأنها تفر من وحش مفترس كاد يفترسها بعنف وجنون..
وادم يعض شفته بغيظ وغمغم: اهريي يا بت قلبي اهربي !!
أغلقت باب السياره ونظرت أمامها وجحظت عينيها برعب وهوي قلبها بخوف و و
…………………………..
ساحرة القلم ساره احمد