بين احضان قسوته (الفصل الخامس عشر )

أماآنلقلبك …
..
أن يختار من يبقى ولا يجفو ..!!
من يسكن نبضك دون وعدٍ زائف ..
ولا خوفُ ..!!
بلا
لا تلهث خلف من لا يبالي .!!
ولا تجعل الوهم دربك .!
القلب بيتٌ .!!
فلا تسكنه من يهوى هدمك .!!💔
“”دلف جبران إلي المصعد ، وهو يضمها لحضنه بقوه وبينما كان المصعد يغلق أبوابه عليهما ، اشتعلت العاصفة قبل أن تبدأ ،
اقترب جبران منها ولم يمنحها فرصة للتنفس، شدها إليه بعنف ممزوج بالجنون، وعينها تلتهمانها بنظرة لا ترحم وهمس بصوت أجش ملتهب: حسابك الليلة طويل.. طويل أوي يا ونس دنيتي!
لم تستوعب كلماته حتى وجدت نفسها محاصرة بينه وبين الجدار المعدني البارد، وحرارة جسده تكويها، وأنفاسه تحاصرها، ويده تسجن خصرها بلا مفر. تحرك المصعد ببطء، وكأن الزمن يتواط معه ليمنح جنونه وقتا إضافيا …
مسحت على صدره الصخري وهمسه: حبيبي انا ..
ضغط على خصرها بحميميه وهبط على شفتيها افترسها بجنون غير واعي.. ابتلع أنفاسها وحاصرها بانفاسه الملتهبه ..وهي تشعر أنها غرقت بين أحضانه وانتهي الأمر …
ما إن انفتح الباب حتي شهقت بخوف عندما حملها على كتفه وخرج بخطوات سريعة نحو الشقة ..وكأن كل ثانية تأخرت فيها كانت وقودا جديدا لنيران امتلاكه ..
دلف الشقه وأُغلق الباب خلفه.. ليصبحا وحدهما في عالم لا تسوده إلا عاصفة من العشق الغاضب ..
تحرك بها الي غرفه النوم وهي تتمسك بظهره العضلي ولا تستطيع النطق بحرف رهبة وعشقا..
ألقاها على الفراش، وافترسها بنظراته قبل يلامسها بيده.. نظرت له وجسدها كله ينتفض بين الخوف والعشق، بين الترقب واليقين بأنها ستسحق تحت سطوة عشقه وجنونه هذه الليلة…
إنقض عليها بجنون امتزج بالغضب، بحب قاتل يلتهم كل المسافات بينهم .. تشابكت أنفاسهم وغمغم بصوت أجش مشتعل: ليه بتعملي فيا كده يا ونس؟!
حاولت التحدث، لكن أنفاسها تعطلت تحت وطأة قربه، نظراته التي تجتاحها بجنون وهمسه بخفوت: كنت… كنت مع دمع، الفرح كان.
لم يمهلها إكمال حديثها وأطبق شفتيه على شفتيها في قبلة اجتاحت كيانها بالكامل، قبلة لم تكن سوى إعلان البداية لعاصفة مشاعر لن تهدأ بسهولة..
فصل شفتيه وهمس بصوت أجش، كصدى نيران مشتعلة: النهارده هتدفعي تمن كل دقيقة بعدت فيها عني، تمن كل لحظة خليت قلبي يولع نار وهو مستنيكي!!
لم تستطع التفوه بكلمة، كانت غارقة بين يديه، غارقة في جحيم العشق الذي صنعه جبران خصيصا لها، لعينيها، لجسدها، لروحها التي يعرف أنها لن تهدأ سوى بين يديه…
ارتفع قليلا وشق فستانها وسحبه بقوه والق به أرضا شهقت ونس وهمسة : جبري!!
مرر يده بين خصلات شعرها.. ويده الاخري تمسح على جسدها بنعومه.. تناقض عنفه وانغمس في عنقها ونهش بشرتها بجنون.. وهي تشعر بحريق يسري بجسدها جعلها تلتصق به بدون وعي وتضمه لها .. وكأنه لا تريد الخلاص من كم المشاعر الحارقه بينهم سحبها إليه ودار بها وسط الفراش.. واجلسها علي خصره ودفع بداخلها بقوه وعنف صرخت بالم وصاحت : لالاا اهدي عشان خاطري !!
سحبها من عنقها وامتصه شفتيها بعنف متوحش وغمغم : انسي هزرع ناري جواكي !!
اندمجت معه رغم الالم الحارق ..وهو لم يترك لها فرصة للهرب.. كان عاصفا في امتلاكه لها.. وكانه اخر شئ يفعله في حياته…
اخترقها بمزيجا من العقاب والوله القاتل.. كل لمسة كانت تحكي شوقا متوحشا، كل همسة تشتعل بجنون لا ينطفئ ..
قلبها بين يده واعتلها بعنف واخترقها بتملك وهوس وهي تحاول مجارته والتماسك أمامه.. وصرختها تعلو دون تردد أو وعي ..
نزع رجولته منها وهبط على أنوثتها ولعقها بلسانه بتأني موجع ..شهقت وعضت علي شفتها بعنف لحظات وصرخت بدون وعي عندما امتص بظرها بين شفتيه وسحبه بعنف.. جعل جسدها يرتجف وانفاسها تنقطع..
وانفاسه تحرق أنوثتها اخيرا ارتفع وقبض على خصرها ولفها بين يديه واخترقها بعنف جعلها تقفز بعنف.. وصرخت بالم وتمسكت بالفراش مسح على ظهرها ودفع بداخلها بعنف وغمغم بصوت متحشرج: عشان متتاخريش عليا تاني؟!
هزت راسها بالنفي وغمغمت بدموع: مش هتاخر يا جبري! مش هقدر اتاخر وحياتك!!
اسرع من الدفع بداخلها بعنف وهي تتلوي وتصرخ حتي وصلت قمة شهوتها.. ووصل هو أيضا وقفز بداخلها بقوه وعنفوان وارتجف جسدها بشده..
ثم ارتخي وهي تشعر بجسدها يأن بخفوت…
هبط فوقها وهمس: كنتي وحشاني اوي!
ابتسمت بوهن وربت علي راسها وقال: اوعي تنامي الليله لسه ف أولها
جحظت عينيها وهي تتنفس بصعوبه وهمسة بضعف: يعني ايه؟!
نهض وسحبها اجلسها علي الأرض ووقف أمامها وحشر رجولته الثائر بعنف داخل فمها وغمغم : هتعرفي يعني ايه حالا !!
تمسكت برجولته ولعقتها وامتصته بشهوه عارمه.. وهو يشعر بجسده يحترق ويزمجر بشده.. سحبها والق بها علي الفراش وانغمس بها بعنف.. وانسحبت تفاصيل الليل بين نبضاتهما اللاهثة، بين أنفاسها التي فقدت السيطرة، وصرخات ونس وزمجرات جبران القويه وبين كلماته التي اخترقت وعيها، فلم تملك سوى أن تستسلم لعاصفته بلا مقاومة..
………………..
في اليوم التالي في فندق الباشا
كانت دمع تقف أمام المرآة وعيناها متسعة ببريق لا تدري سببه هل هو الدهشة أم الرهبة؟ أم ربما هو مزيج من الاثنين معا؟ مرت أناملها المرتعشة فوق نسيج الفستان الأبيض الذي احتضنها برقة، كأنه مصمم خصيصا ليلائمها وحدها.
كان فستانا يفيض نعومة، بذيل طويل من الدانتيل، وتطريزات دقيقة تلمع تحت أضواء الغرفة الهادئة. شعرها انسدل بانسيابية فوق كتفيها، وتاج بسيط مرصع باللآلئ زادها بهاء
التفتت تبحث بعينيها عن ونس، التي وقفت تراقبها بصمت، لكن في عينيه كان هناك ما يكفي ليحكي ألف قصة وقصة اقتربت منها، وابتسامة حانية ارتسمت على شفتيها،
ابتسامة تحاول بها إخفاء خليط المشاعر بداخلها
وغمغمت بدموع: كنتي طول عمرك حتة نور، بس النهاردة
اختنق صوتها بدموع الفرح واكملت : النهاردة انتي قمر السما كلها يا دمع!!
غرقت عينيها بالدموع فورا لكنها لم تكن دموع حزن، بل كانت امتنان لكل لحظة قضاتها ونس في حياتها معها، لكل لمسة حنان منحتها إياها منذ طفولتها ..
اقتربت منه ووضعت راسها على منكبها وضمتها بحب خالص وهمسة : انتي يا ونس… إنتي اللي كنت في ضهري وسندي، النهاردة مش بس فرحي دا فرحك إنتي كمان يا حبيبتي !!
ابتعدت كل منها عن الاخري علي صوت طرق الباب وتحركت ونس وفتحت الباب على مصراعيه، ووقف عند العتبة سليم وهو يرتدي بدلة سوداء أنيقة، وأنفاسه متسارعة كأنه قطع مسافات طويلة ليصل إليها.
نظر لها سليم وعينيه لم تخطئا المشهد أمامه لكنها علقت بدمع، بوجهها الحالم، بفستانها الأبيض الذي بدا وكأنه صنع ليجسد صورتها في أحلامه ..
للحظة، نسي كيف يتنفس. نسي كل شيء سوى أنها أمامه، ساحرة، فاتنة بطريقة جعلت قلبه يرتجف داخل صدره.
اقترب منها وهمس دون أن يدرك وزفرا بدهشة وحب وابنهار : جمالك يجنن!!
شعرت بأنفاسها تتباطأ دهمها الخجل وهي تراه يحدق بها بذلك الشكل، وكأنها المعجزة الوحيدة التي خلقها الله على الأرض نظراته لها كانت قوية، متملكه تلتهمها دون رحمة، وكأنها أصبحت ملكا له منذ الأزل وليس منذ اشهر قليلة فقط ..
اقترب منها ببطء حتى كاد يسمع اضطراب أنفاسها، وهمس بصوت منخفض لكنه يحمل قوة زلزلت كيانها:
مش عارف أستوعب إنك حقيقية… وإنك بقيتي ليا يا دمع!!
ارتعشت شفتيها بخجل ولم تجد ردا مسك يده ورفعها وقبلها ومد يده برفق ومسح دمعة تسللت دون إذن على وجنتها وهمس : بلاش دموع، مش عاوز أشوف في عيونك غير الفرح يا قلبي!!
ابتسمت ونس وهي تراقبهم بفرحه حتي شعرت
أن هذه اللحظة ليست لها بل لهما فقط ابتسمت وربت على كتف دمع برفق وانسحبت بهدوء، وتركتها في حضرة رجل لم يكن مجرد عريس، بل كان قدرا مكتوب لها منذ البداية ..
اقترب منها وقبلها على جبهتها وتمتم: جاهزه!!
مد يده نحوها بابتسامه تشع فرحها وسعاده
نظرت له وقلبها ينبض بجنون ودون تتردد مدت يدها ببطء، لتضعها في يده القوية وهمسة : طول عمري جاهزة ليك يا سليم ؛
دوت الزغاريد في القاعة الواسعة وانبعثت أنغام الموسيقى المبهجة تملأ الأرجاء، ليبدأ الحاضرون بالتصفيق بحماس مع قرع الطبول. الجميع كان في انتظار اللحظة المنتظرة، اللحظة التي سيدخل فيها العروسان..
فتح الباب الكبير وظهر سليم يمسك بيد دمع بحنان، والفرحة تضيء ملامحهما كانت دمع متألقة بفستانها الأبيض الناعم، وعيناها تلمعان بدموع الفرح، بينما سليم بدا وكأنه لا يرى أحدا غيرها وينظر لها بنظرة تملؤها العشق ..
تبعتهما الزفة وتحاوطهم ونس وجيلان وأميرة بفرحه وسعاده ترافقهم أصوات الدفوف والزغاريد التي تتعالى مع خطوات العروسين ..
كان الحضور يصفقون بحماس، يتمايلون مع الإيقاع السريع بينما العروسان يتقدمان وسط الممر المفروش بالورود البيضاء…
حتي وصلا إلى منتصف القاعة وتبادلا نظرة حب صادقة، والتفت سليم لها مبتسم وهو يمد يده وهمس : جاهزة!! هزت رأسها بابتسامة خجولة فشدها إليه برفق وحاوط خصرها وقربها إليه وبدأت الرقصة ..
كانت الموسيقى الناعمة تنساب بهدوء، فيما تحركا معا بتناغم ساحر..
كان سليم يقودها بحرفية، وهي تتبعه بثقة، ويلفها بين ذراعيه كما لو كانت ملكة متوجة. كان الجميع يشاهدهم بانبهار، والابتسامات تعلو الوجوه، حتى أن بعض العيون لم تستطع إخفاء تأثرها بهذه اللحظة المليئة بالمشاعر.
لم يكن هناك أحد لم يشعر بالفرحة العارمة التي تغمر القاعة. الأصدقاء والأهل يصفقون بحماس، والبعض بدأ يشارك في الرقص حولهم ادمعت عينين نظلي التي تجلس وتنظر الي ابن قلبها والي فرحته الكبيرة بفرحه وسعاده…
وفي نهاية الرقصة احتضن سليم دمع برقة وهمس لها : كفايه كده يلا نطلع بقا!!
بلعت لعابها بتوتر وهمسة: سليم بس بقا ..
رفع يدها وقبلها وضمها ورفعها بين ذراعيه ودار بها وسط القاعه مما أشعل القاعة بتصفيق مدو وهتافات حماسية كانت ليلة لا تنسى، ليلة كتب فيها الحب فصلاً جديدا لسليم ودمع، وسط بهجة الجميع وسعادتهم العارمة..
على الجانب الآخر من القاعة..
كان عادل الكيلاني يتابع الأجواء بعين فاحصة حتى وقعت عيناه على أميرة. لفتت انتباهه بجاذبيتها الهادئة ووقارها المميز، فمال نحو جبران وسأله بخفوت : مين الست دي؟
ابتسم جبران بمكر وهو يتبع نظرات عادل، ثم قال: دي أميرة، حمات سليم ابني..
رفع عادل حاجبيه بدهشة وسأل باهتمام : دي حماتو ازاي؟ وجوزها لسه عايش!!
أشار جبران باشمئزاز نحو صبحي الذي كان يجلس بوجه عابس وزجاجة شرابه في يده وغمغم بسخريه سوداء: أهو متلقح!! بس إن جيت للحق هي خسارة فيه.. دي ست محترمة وهو ابن ستين كلب حيوان …
نظر عادل إلى أميرة مرة أخرى، عينيه تعكسان إعجابا ممزوجا بحسرة، وتمتم بصوت بالكاد مسموع: خسارة فعلا البلدي يوكل
ضحك جبران وأشار برأسه وهو ينظر إلي ونس بعشق وهمس : يوكل بس ده يتمص مص..
على الجانب الآخر من القاعة….
كان آدم يقف في ركن بعيد، وعينيه لا تفارق جيلان لم يراها منذ عيد ميلادها، تلك الليلة التي اعترف فيها بحبه ثم رحل. لكن الآن، ها هي أمامه، ترتدي الفستان الذي اشتره لها، وكم تبدو ساحرة أكثر مما تخيل ..
تحرك نحوها ببطء ..ووقف أمامها وهمس بصوت عميق: مش الفستان ده أحلى من الفستان القصير اللي كنتي لابساه يوم عيد ميلادك؟!
تجمدت جيلان للحظة، ورفعت عينيها لتلتقي بعينيه الحادة وهمسة بلهجة جافة تخفي خلفها وجعها: آه عيد ميلادي!! اللي أنت سبته ومشيت صح؟!
اغمض عينيه وتقلصت ملامحه بحنق من نفسه قبلها ونفذ الصبر من عينيه، وأمسك بمعصمها بقوة وهمس بحنق وغمغم بحده : جيلان بلاش الطريقه دي معايا!!
حاولت التملص منه ودفعه لكن قبضته كانت أقوى، وسحبها معه خارج القاعة، متجاهلا نظرات الفضول من بعض الحاضرين…
خرج بها إلى الشرفة الهادئة حيث النسيم البارد يعبث بخصلاتها استدارت نحوه بغضب وهتفت : انت عايز ايه؟! وسحبتني كده لـ..
قطع جملتها وكور وجهها بين يديه وضم وجهها برقه وقسوه في آن واحد وهمس: وحشتيني!!
حدق بها بشوق وكأنه يراها للمرة الأولى.ارتعشت شفتيها وحاولت الصمود أمام صوته المحمل بالعاطفه ونظراته التي اخترقت قلبها وهمسة بعتاب :إنت اللي مشيت… إنت اللي بعدت!!
اقترب منها أكثر ولفحت أنفاسه بشرتها وقال بحزم: أنا مقدرش ابعد اصلا … أنا كنت بحاول بس معرفتش… كل مرة أغمض عيني القيكي قدامي، كل مرة أتنفس كنتي جوا أنفاسي انتي ادماني يا جيلان!!
حرقت الدموع عينيها ورمشت بدهشه ولم تستطع الرد وضع يده على خصرها، وجذبها إليه بقوة، وكأنها الشيء الوحيد الذي يبقيه على قيد الحياة. وهمس بنبره محمله بعشق وجنون : أنا مش هكرر نفس الغلطة ياجيلان… مش ههرب تاني.. ولا منك ،ولا من مشاعري ،ولا من اي حد !!
نظرت له بحيره وتشتت وفتحت فمها لكنه سبقه ودنا منها وطبع قبلة عميقة على وجنتها وكأنه يختم على قلبها باسمه إلى الأبد ..
تململت بتوتر وحاولت أن تبتعد قليلا لكنه حاوطها بذراعيه كأنها ملكه وحده وهمس بخفوت وهو يلامس وجنتها بإبهامه: جيلان، أنا بحبك اوي … مش هقدر أعيش من غيرك حتى وأنتي بعيدة، كنتي أقرب لقلبي من أي حد !!
ابتلعت لعابها بصعوبة، وهمسة بحزن: طيب ليه؟ ليه سبتني لو كنت بتحبني كده ليه رميت الكلمه ومشيت وسبتني في الدوامه دي لوحدي!!
ارجع خصله من شعرها خلف أذنها بحنان ونظر لها بشوق يفتك بها وغمغم : عشان خوفت عليكي.. خوفت اضايقك ولا ازعلك من غير ما اقصد.. أنا ببقي غبي لما بتعصب يا حبي.. خوفت اتغابه وتضيعي مني.. ولا تخافي مني بس كمان ضعت من غيرك والله!!
تراجعت خطوه لكنه قبض علي خصرها وسحبها من جديد ورفض السماح لها بالهرب وهمس أمام شفتيها : لا يا اميرتي استني!!
وضعت يدها على صدره وهمسه: ادم سيبني حد يشوفنا!!
التهم ملامحها بعينيه وهمس أمام شفتيها بصوت أجش مثير: قوليها مره واحده واسيبك عشان خاطري يا جيلان مش عايز غير اسمعها عشاني يا جيلان!!
فتحت شفتيها وهمسة بتوهان هااا
نظر الي شفتيها المنفرجه بشكل مثير وهبط واقتنص شفتيها معا داخل فمه بقبله عميقه وامتصهم بعنف
جحظت عينيها وتوقفت أنفاسها وحاصرها بينه وبين الحائط ومرر لسانه علي شفتيها وهمس: شفايفك هوسي
تململت بخجل ودموعها تنهمر وهزت راسها بالنفي وغمغمت بدموع: عشان خاطري أنا مش قادره اتلم علي اعصابي سيبني ..
اغمض عينيه وسحب ذراعه ببطء ورفع يدها وقبل باطن يدها برقة وهمس : ماشي يا قلبي هسيبك لحد ما تيجي تقوليها لوحدك !!
سحبت يدها وتراجعت للخلف بسرعه وهرولت الي القاعه وهي تشعر أن قلبها يقفز بجانب صدرها ولا تستطيع تحريك أقدامها ..
كور قبضته ونظر في آثارها بعشق وغمغم : حته ملبن كانت في حضني زي الملبن يلهوي ايه ده
مرر لسانه ع شفتيه وهمس : اوووف ايه طعم شفايفه ده انا حاسس كاني اول مره ابوس شفايف كده
رفع رأسه للسماء وعض شفته بغيظ وغمغم: دانت ايامك اللي جايه عذاب
علي الجانب الآخر كانت القاعة..
كانت تضج بالحياة، أضواء الكريستال تتلألأ في السقف، والموسيقى تصدح بتناغم مع ضحكات الحاضرين. الجميع مستمتعون بالأجواء
ضحكت ونس مع امل .. حتي وقعت عينيها علي نظلي تسير وبجانبها فتاه جميله انيقه.. لم تراها من قبل.
ضاقت عينيها وذمة شفتيها بضيق وهي تراها تقف مع جبران وهو يتحدث معها بجديه ..لكنها شعرت بنار حارقه تضرب بعقلها ..
تمسكت بيد أمل وحاولت اخفاء مشاعرها بسرعة نظرت لها أمل بدهشه ونظرت الي ما تنظر إليه وهمسة : ونس مالك بتبصي عليهم ليه كده في ايه ؟!
بلعت ونس غصتها بصعوبه وهزت راسها بالنفي وغمغمت: لالالا مفيش يا امل ..
هزت امل راسها وظلت تراقب ونس وهي تشعر أنها تشتعل بصمت رفع حاجبه بدهشه وهمسة بمرح : إيه ده؟! هو واخد عقلك اوي كده؟!
نظرت لها ونس بعيون جحظه وغمغم بتوتر : أنا؟ هو مين ده!! ولا حد بس الجو حر شوية…
ضحكت أمل بخفه وقالت : حر اه ..عشان كده شامه ريحه الشياط من هنا!!
كتمت ونس غيظها وزفرت بنفاد صبر، وعادت تنظر ناحية جبران، مما جعل أمل تتابع نظراتها بفضول، ثم فهمت على الفور وهمسة : اخيرا قلبك دق يا صحبتي؟! بس مش ده حما دمع وكبير عليكي شويا!! اه مش باين عليه واحلي من اي شاب في الفرح ..بس برضو اكبر منك بكتير يا ونس !!
تنهدت بتوتر وقالت : يا امل بس انتي هتلبسيني مصيبه مفيش حاجه من الكلام ده !!
اومات بخبث واردفت: اه طبعا.. ده واضح اوي!
انتي بس هتكلي بعنيكي.. وهتولعي وهو بيتكلم مع البت دي.. ومركزه معاهم كانك بتذكريهم للامتحان!!
هزت ونس راسها وربعت ذراعيها أمام صدرها، محاولة كبح الغليان المتزايد في داخلها. نظرت لها أمل وهي لا تفوت فرصة لإشعال فتيل المرح .. واقتربت منها قليلًا وهمسة بنبرة ماكرة:طب إيه رأيك لو وقفتهم مزعلاكي نطيرها من جمبه؟!
نظرت لها ونس بريبة، وهزت رأسها بالايجاب مما دفع أمل للابتسام بمرح، ثم رفعت كأس العصير من على الطاولة، وسارت بخطوات واثقة نحو الفتاة التي كانت تقف بجانب جبران…
وبحركة محسوبة بدقة، جعلت نفسها تتعثر قليلًا، وكأنها فقدت توازنها فجأة، لينسكب محتويات الكأس على الفتاة مباشرة!
شهقت امل بحزن مصطنع وهتفت : ياااه ياخبر ! أنا آسفة جدًا! مكنتش أقصد يا حبيبتي! الكعب العالي ده مشكله!!
شهقت الفتاة وهي تنظر إلى فستانها الذي أصبح مبللًا تمامًا، وبدأت تحاول تنظيفه في ارتباك واضح ..
رفع جبران حاجبه بدهشة وحاول كتمان ضحكته وهو يري ونس تقف في الخلف، وترمش بعينيها ببراءة مصطنعة…
غمغم جبران بسخريه : الكعب اللي مشكله مش كده؟
تمسكت بها امل وهتفت : تعالي يا حبيبتي نروح الحمام تنضفي الفستان
تحركت معها حور وغمزت امل الي ونس بعبث
ابتسمت ونس بعبث وهمسه : هي الدنيا كده… كلها مفاجآت!!
اقتربت جيلان من ونس وغمغمت بحنق : انتي وقفه هنا وسيبه بابي البت دي تخطفه منك؟!
اومات ونس وقالت: أنا مقدرش اعمل حاجه الناس حولينا وهتحصل فضيحه !!
نظرت لها جيلان بدهشه وقالت: أنا هعمل ..
تحركت الي والدها ..واشاره له ونس وخرجت من القاعه تحرك جبران خلفها وهو يبتسم وكأن الأمر راق له جدا
توقفت جيلان أمامه وقالت : بابي ليه سيب ماما ونس لوحدها؟!
نظر لها بدهشة وقال: ماما ونس !!
اومات وقالت بصوت خافت: اه في مشكله؟!
هزت راسها بالنفي ورد : لا طبعا انا مبسوط عشان بتحبي ونس وهي كمان بتحبك..
ربت على وجنتها وتحرك الي الخارج اقترب آدم منها وسحبها وغمغم : تعالي اقولك كلمه في بؤك يا چيچي
شهقت وعضت علي شفتها وخرجت معه وهي تنظر حولها بخوف …
في الخارج …
اقترب منها وتمتم: ده لعب عيال ده يا فاليروز؟!
نظرت حولها بتوتر وغمغمت: أنا ولا انت ياروح فاليروز ؟!
دفعها داخل أحد المصاعد وضغط على الزر واغلق الباب عليهم ..
بمجرد أن أغلق الباب صاحت بغضب مكبوت ودموعها تنهمر على وجنتيها : مين دي؟! عروسه مش كده؟!
اه اختك عايزه تجوزك بقا وكده!! عايزه تفرح صح !!
مش كده ولا ايه؟! طيب مين دي؟!
وكانت وقفه معك ليه؟ وكنتوا بتقولوا ايه كل ده ؟!
نظر لها بدهشة ورفع حاجبه بتسليه نظرت له بدهشة وقالت: انت ساكت ليه؟! اه اكيد عجبتك الواقفه معها ؟!
هي حلوه اه.. بس مش اوي يعني!! ولا تكون شايفها حلوه ؟!
لم يستطع كبح ضحكته أكثر وانفجر ضاحكا بصخب نظرت له بغيظ.. ودموعها تنهمر ولكزته بقوه وحاولت الخروج من المصعد.. تمسك بها بقوه وحاوط خصرها وتوقف عن الضحك بصعوبه.. وهمس في أذنها بعبث: عارفه يا ونس دنيتي انا اسعد راجل دلوقتي في الأرض !!
مطت شفتيها بغيظ وصاحت : وانا أتعس ست في الأرض !!
قبلها بعمق بجانب عنقها بشغف وهمس: معقول أتعس ست وانتي في حضني يا فاليروز ؟؟
هزت راسها بالنفي وغمغمت بدموع: لا عشان اول مره احس بالقهره دي!! جوزي ومش قادره ادافع عن حقي فيه!! بصراحه حسيت اني قليله اوي!!
لفها بين أحضانه ورفع وجهها واردف بحده : هو أنا السبب ولا انتي؟! وخوفك علي كل اللي حوليكي الا احنا !!
بلعت غصتها بصعوبه وهزت راسها بالايجاب وهمسة: عندك حق! بس اعمل ايه؟!
هز رأسه وتمتم بحسم : أنا مش هقول! انتي عارفه ايه اللي لازم يتعمل !!
اومات ونس وقالت: يرجعوا من شهر العسل ونشوف هنقلهم ازاي !!
ضمها بقوه وغمغم: لما اشوف اخرتها معاكي يا قلبي؟!
فتح باب المصعد وسحبته من سترته وهمسة: تعالي اقلك
ابتسم بعبث وتحرك خلفها .. وهو ينظر لها بعبث وهي تسحبه لها بعبث اكبر ..اصطدم ظهرها بباب الجناح وهي تسحبه إليها بلهفه وعشق مغلف الغيره..
التهم عنقها وفتح باب الجناح ودلفت بظهرها وهو خلفها ويحاوط خصرها بحميميه ويلتهم عنقها ويمتص بشرتها بجنون ..
اغلق الباب بعنف نزعت سترته وهمسة أمام شفتيه وهي تقرب جسدها منه بنعومه وتحتك به : أنا اللي هنتقم الليله دي
عض شفته بعبث ودهشه ورفعها بين ذراعيه ولف ساقيها حول خصره وتحرك بها الي الغرفه ..وسقط بها علي الفراش لفت جسدها بنعومه واعتلته وجلست علي رجولته الثائر وتحركت بهدوء وهي تحتك به
وهمسة : انت بتاعي ملكي لي لوحدي ..
قبض علي عنقها وسحبها اليه وهمس بتملك : بتاعك اه! عشان أنا عايز اكون بتاعك.. وانتي بتاعتي! حتي لو انتي مش عايزه يا فاليروز !!
رفعت حاجبها بدهشة وهمسة: ولو أنا مش عايزه! عمرك ما هتحس الاحساس اللي انت حاسه دلوقتي في حضني!! بالعكس كنت هخليك تكره حضني موت
ضحك بعبث والتهم شفتيها بعنف ويده تفتح سحابة فستانها وهمس : اموت فيك يا شقي ..
ضحكت بطريقه أشعلت النار بجسده المتصلب وهمسة بغنج ودلع : هوريك الشقاوه الليله دي
نزعت قميصه وانزلقت الي عنقه وامصت بشرته بشده وهو يزمجر بعنف ويقبض علي شعرها انزلقت الي صدره ومرر شفتيه عليه وزرعت قبلتها الرطبه علي جسده
تنفس بعمق وعض شفته عندما وصلت إلي رجولته ونزعت حزامه ثم أخرجت رجولته المتصلب ونظرت له وغمزته بعبث ضحك بمرح وغمغم: يلا يا شقيه كملي
نظرت إلي رجولته بحجمه الضخم وعروقه البارزه بشده وامتصته بشهوه وهي تنظر له بنظره ناعسه مملوء بالشهوه والجنون زمجر بعنف وهدر: يابت هتتحملي نتيجه عمايلك ده
اومات برأسها وهي تلعق رجولته صاح بجنون وسحبها اليه واعتلها بعنف واخترقها بتملك عنيف صرخت بالم
: اااااااه
كتم صرختها بشفتيه والتهم شفتيها.. افترسهم بعنف مزقهم بين أسنانه ..وهو يدفع بداخلها بقوه وعنف.. صرخت وهي تلكزه بضعف ..وتعود وتضمه بجنون…
جعلها تتخبط بين يده وهو يلتهم شفتيها.. وهي تمتص شفتيها وكأنهم في سباق … والباقي للاقوي والاشرس
مر الوقت لم يكتفي ولن تكتفي هي حتي خرت قواها علي الاخير.. واستسلمت وهي تفقد الوعي بين أحضانه ..ضمها ودفن وجهه في عنقها وهمس : مش عايزك غير شقيه كده كل ليله يا ونس دنيتي ..
…………
بدأت الزفة تدوي في القاعة، أصوات الزغاريد امتزجت بدقات الطبول.. ضم يدها ولف ذراعها حول ذراعه وتحرك بها وسط الزفه بفرحه وسعاده..
تمسكت دمع بذراعه بتوتر، وقلبها يدق بجنون تحت فستانها الأبيض، عيناها تتنقلان بين وجوه الحضور، تبحث عن ونس ثم نظرت إلي عيني سليم، التي كانت مليئة بشيء أكبر من الحب… شيء يشبه الانتصار، والامتلاك، والارتياح الذي يأتي بعد معركة طويلة.
كانت تحبه، بل تعشقه، لكن هناك رهبة خفية تتسلل إلى قلبها… رهبة من القادم، من هذا الواقع الجديد الذي بدأت تخطو إليه…
واصل الي الجناح الخاص بهم وحملها بين ذراعيه ودلف واغلق الباب بقدمه ضمها إليه وهمس في أذنها بعبث: وأخيرا… هتبقي ليا يا ديمو
ارتجفت أنفاسها وازدادت ضربات قلبها وابتلعت لعابها بصعوبه.. وشهقت بفزع عندما القي بها علي الفراش وجلس بجانبها ..ومسح على شعرها بحنان وهمس: انتي كويسه يا قلبي؟!
أومأت برأسها ونظرت له بنظرات يملؤه التوتر ابتسم بجانب فمه وهمس بصوت دافئ: خايفة مني، ولا من الجواز؟
عضت شفتها واحمر وجهها واخفضت عينيها التهم ملامحها وهمس : لو خايفة مني، أحب أطمنك… معنديش نية ارحمك النهاردة.
تراجعت بخوف حتي نهضت من الفراش وغمغمت بدموع : بقولك ايه انت قليل الادب اه!! وانا مش عايزه قلة ادب؟!
نهض ونظر لها بتسليه وهتف : بس انا عايز ..
تمسكت بفستانها الضخم وهتفت بنزق : هو فيه ايه؟
انت عايز ايه ؟؟
ضحك بمرح واقترب منها وهمس بغمزه عابثه: عارفه يا ديمو أنا حلمت باليله دي من امتي؟ وكام مره ؟!
تراجعت حتي سقطت على الأريكة الواسعه وغمغمت بدموع: عارفك قليل الادب!!
جحظت عينيها وهو ينزع سترته ونهضت بسرعه وتحركت الي الشرفه وهتفت بنزق : انت اتجننت البس!!
قطب حاجبه بدهشه وغمغم: البس!!
حاولت فتح الشرفه وهتفت: اه البس !! ولا ارمي نفسي من البلكونه؟!
نزع قميصه واقترب منها وهتف: لا الجنان اشتغل وكده أنا اللي هرميكي؟!
قبض على خصرها بحميميه وسحبها واغلق الشرفه وتحرك بها ظلت تتخبط بين أحضانه وصاحت : اوع يا سليم !!
قبضت على يده بين فكيها حتي تركها وهتف بحنق : ايه يا بت انتي جعانه ؟!
تراجعت حتي سقطت علي الاريكه وصاحت بخوف : اه هعضك ابعد عني يا قليل الادب ؟!
اقترب منها ومسك يدها ودنا منها.. شهقت برعب عندما تمدد فوقها واعتلاها
قطع جملتها وهبط على شفتيها بقبله أشبه بطوفان من المشاعر حبسه بداخله لوقت طويل.. واخيرا حان الوقت
التهم شفتيها وابتلعهم معا بشفتيه.. لحظات ولانت قبضته على يدها ومرر يده على جسدها حتي وصل إلي سحاب الفستان وفتحها ببطء فتحت عيونها وهزت راسها بالنفي وغمغمت: سـ سليم !!
سحب فستانها بنعومه ومرر يده على جسدها بنعومه وهمس : روح سليم! اهدي خالص ومتخفيش! سبيلي نفسك وارخي جسمك ..
هزت راسها بتوتر وخجل واغمضت عينيها.. ووضعت يدها على وجهها …ضحك عليها بمرح واقترب منها وقبل يدها وانزلق الي عنقها والتهم بشرتها بشفتيه ..
ويده تعبث بجسدها وينزع باقي ملابسها بسرعه شهقت برعب.. لكنها شعرت كأنها مقيده لا تستطيع تحريك جسدها ..وكان جسدها يرفض الانصياع الي أوامر عقلها..
انغمس بها بشغف وجنون.. وتاهت الحروف وفقدت أعصابها تمام ..وأصبح يحرك جسدها بنعومه بين أحضانه كما يشاء.. وهي تتجاوب معه بخجل لحظات وعلت أنفاسهم واهات دمع بخفوت ممزوج بزمجرات سليم ملأ الغرفه…
التهم جسدها بشفتيه ببطء شديد حتي علت صرختها عندما اختراقها ببطء صرخت بالم وغمغم : لااا اااه سليم وجعتني!!
دفع بداخلها ببطء وارجع شعرها للخلف وهمس بفرحه وهو يشعر بدماء عذريتها يغرق رجولته : انا بعمل مجهود وضاغط علي اعصاب عشان اتعامل معاكي كده اهدي أنا بجد هنفجر !!
هزت راسها بالنفي ودموعها تنهمر ع جانب وجهها بالم وهمسة : كفايه اااه…
كتم صوتها بشفتيه وقبلها بعمق وهو يكمل امتلاكها
لحظات واندمجت معه وغرق سويا في ليله كانت حلم اخيرااا تحقق..
اخيرا بين أحضانه مر وقت ودفع بداخلها بقوه وقفز بداخلها وقبل راسها ومسح دموعها برفق وهمس: مبروك يا ديمو !!
فتحت فمها واغلقته مره اخري ضحك بعبث وهمس : ايه يا قلبي والله كنت هادي علي اد ما قدرت!!
همسة بضعف وصوت بالكاد مسموع : موجوعه اوي …
ارتفع عنها ببطء شديد ونظر لها بعشق وغمغم وهو يقبل راسها وقال : حقك عليا يا ديمو ..بجد جسمك نار وانا جبت اخري! بس برضو حاولت امسك نفسي صح؟!
مطت شفتيها بنزق وغمغمت بدموع: لا انت وجعتني..
ضحك بمرح وحملها بين ذراعيه وقال : والله طيب تعالي اصلح غلطتي!!
نهض ودلف بها الي المرحاض واغلق الباب خلفه …
…………….
في اليوم التالي مساء في منزل صبحي
نهضت ونس من فراشها ..وجسدها يأن من الالم بكم المجهود الذي بذلته بالأمس.. تحركت الي الخارج حتي تحضر فنجان من القهوة .. لعله يخفف هذا الثقل الشديد في راسها..
ولكنها تجمدت مكانها علي صوت خشن مغموس بالخبث والسخرية: أخيرا شوفتك نايمه في البيت؟!
هاا شبعتي انتي والباشا ولا لسه ؟!
توقف قلبها لحظه وعاد يضرب بجانب صدرها بفزع ونظرت له بغضب وبدلها بنظره وقحه مستفزه ..
حاولت ونس تمالك نفسها وربعت ذراعيها حول صدرها وغمغمت بثبات: ايه الكلام الفارغ ده باشا مين ده؟!
صدح صوت ضحكته بسخريه قاتمه ومال للامام وغمغم : احب اسمع منك جبتي رجله ازاي؟ وقعتي فيكي وخلتيه هيتجنن عليكي كده ازاي؟ والله مطلعتيش ساهله !!
كان عندك حق ترفضي كل المصالح اللي كنت بجيبها لك !!
صاحت بغضب وعصبيه: انت بتقول ايه؟ سيبني في حالي بقا!! مصالح ايه؟ وارف ايه؟ نفسي مره تفوت فرصه من غير ما تحاول تبيع من لحمي!!
ضحك بمرح وقال : لا يابت صبحي اسيبك دلوقتي بعد ما بقي ليكي قيمه!! دلوقتي انتي مع الباشا ليكي حبه حلوين بياخدك وبيجيبك براحته… واكيد طبعا بيعمل كل اللي في نفسه يعني خلاص بقيتي بتاعته رسمي؟
وبعدين انتي كمان بتبيعي لحمك.. وانا اللي خلفتك خساره فيها ينوبني من لحمك جانب !!
جحظت عيناها، وهي تشعر بالغثيان من كلماته القذرة وصاحت : انت مستحيل تكون ابويا؟!
ابتسم بخبث وغمغم بقذاره : لا ابوكي يا ست امك.. أنا كنت بقول كده الاول انك مستحيل تكوني بنتي ..
بس لما ترافقي الباشا الكبير مره واحده تبقي بنتي تالت ومتلت !!
نظرت له بحتقار وغمغمت بتقزز : ارفقه!! هو ده اللي جاي في بالك.. ولا تفكيرك مينفعش يفكر بشكل محترم ابدا !!
هز رأسه بابتسامه لزجه وقال : اه وانا عايزك تستغلي
أنه لسه مازهقش منك وتلمي اللي تقدري عليه !!
ولو انتي عرفتي تلعبيها صح وعرفتي تشديه أكتر متخلهوش يزهق منك ابدا !!
صرخت بغضب وهي تشعر بجسدها يحترق من الغضب :
انا مراته وجبران جوزي.. قلتلك الف مره أنا مستحيل اعمل حاجه حرام.. أنا عمري ما شوفت ولا هشوف حد زيك انت معمول من ايه نفسي اعرف ؟!
ارتبك للحظة، لم يكن يتوقع أن يكون جبران قد تزوجها بالفعل، لكنه سريعا ما استعاد ابتسامته القذرة، وكأن الأمر لا يعنيه
غمغم صبحي بلا مبالاة وهو ينفث الدخان: جوزك؟ يعني قدرتي تقنعيه انك شريفة وأصيلة وراح كتب عليكي لا مش سهله طالعه لبوكي ؟
برزت عروق رقبتها بجنون وهي تشعر برغبة في اقتلاع لسانه من حلقه وصاحت بصوت عاصف مهتز من قوه الانفعال : ايوه جبران جوزي… جوزي أنا مراته، على سنة الله ورسوله! عشان راجل.. راجل بجد وعرفني علي حقيقتي.. مش واطي زيك!! راجل يعرف يحترم الست اللي معه راجل مش رخيص، مش نجس، مش زباله !!
نهض صبحي ونظر لها بغضب بدالته بنظرات حارقه ووقفت أمامهم بكل قوتها ولم تهتز غمغم صبحي بصوت منخفض ملئ بالتهديد :طلعلك صوت اهو.. وعلي مين؟ علي ابوكي؟ بس انا لو عايز أخربلك حياتك في ثانية، هعملها!!
ضحكت ونس بسخريه مميته وصاحت : أبويا؟ بجد؟ من إمتى وإنت شايفني بنتك اصلا ؟ من إمتى غير لما تحب تاخد مني حاجة؟ طول عمرك بتكرهني، وطول عمرك بتستنى الفرصة علشان تبيعني!
لوح بيده بازدراء وهتف بخبث : وانت طلعتي اشطر مني وعملتي اللي معرفش اعمله بس انا لي حق ولازم اخد ولا ايه رايك ناخد راي دمع وسليم انتي دلوقتي مرات أبوه واكيد رأيه مهم !!
هزت راسها بالنفي وغمغمت بدموع: انت عايز ايه؟ هات من الاخر؟! وطلع دمع وسليم من الموضوع !!
غمغم بابتزاز : يعني كله بتمنه يا مدام وسكوتي له تمن ولا..
لم يكمل جملته وتركها معلقه بحقاره .. نظرت له وشعرت بغثيان يقلب معدتها من قذارته وسحبت حقيبتها واخرجت منها عدة أوراق ورمتهم في وجهه وهتفت بصوت ميت : خدي منك لله بس الوضع ده مش هيستمر كتير أنا مش هتحمل الزباله دي تاني !!
ضحك بقذاره والتقط المال وغمغم : براحتك يا حرم الباشا هسكت علي اد فلوسك وبس ..
لم ترد، لم تكن تملك اصلا طاقة للجدال مع شخص مثله استدارت بسرعة، وتوجهت إلى غرفتها، لتلتقط بعض أغراضها، لكنها حين نظرت إلى باب الغرفة المجاورة، وجدت مي تنام ف فراشها شعرت بغصة في قلبها وتحركت داخل الغرفه وهزت راسها بالنفي فهي لا يمكنها أن تتركها هنا وحدها.
أغلقت الباب وتحركت الي الفراش ومررت يدها علي رأس الصغيره وهمسة: مي… اصحي يا حبيبتي، تعالي معايا.
نهضت مي وفركت عينيها بنعاس وهمسة: إيه يا ابله؟ رايحة فين؟
مسكت يدها وهتفت بحسم : مش هينفع تفضلي هنا… قومي، تعالي معايا.
نظرت لها مي بعدم فهم وقالت : وماما يا ابله
تحركت ونس إلي الخزانه وسحبت بعض ملابس مي وقالت : هكلمها متقلقيش يلا بس !!
جمعت ملابسها بسرعه وسحبت الصغيره من يدها وخرجت الي الصاله ثم باب الشقه دون أن تنظر له أو تعره اي اهتمام …
………………….
في مكتب جبران الباشا …
كان جبران يجلس خلف مكتبه الضخم، أنامله تنقر ببطء على سطح الخشب الصلب، وعيناه معلقتان بالشاشة أمامه بتركيز عالي ..
دق الباب وفتح ودلف علاء بخطوات متوترة، وملامحه مشدودة، وصوته يقطر بالقلق وغمغم : جبران باشا … وصلنا تلفون من مكتب حازم صفوان بيقول ورق الصفقة الجديدة وصل لحازم صفوان!
توقفت أنامل جبران عن النقر، وتجمد في مكانه للحظة، وكأن عقله يرفض استيعاب الكلمات.رفع رأسه ببطء، ونظر الي علاء، نظراته كانت أشبه بعاصفة توشك أن تنفجر.وهدر بصوت هادئ لكن مرعب : انت بتقول إيه؟!
بلع لعابه بصعوبه وقال بتردد : الورق اللي كان المفروض هنقدم بيه في الصفقه اتسرب… وحازم صفوان بقى عنده نسخة منه!
خيم الصمت للحظة… حتي نهض جبران من مقعده دفعة واحدة، جعل الكرسي يدور للخلف بعنف، وضرب المكتب بقبضته بقوة جعل الأوراق تهتز عليه وهدر بغضب كاسح : يعني ايه؟! انت جاي تقول إن حد اتجرأ ومد ايده علي حاجه تخص جبران الباشا عادي كده انت اتجننت ؟!
علاء لم يتكلم فورًا، نظر حوله للحظات كأنه يراجع الحسابات في ذهنه، ورفع عينيه لجبران وقال بصوت ثابت:إحنا لازم نعرف ده حالًا، وإلا الصفقة هتضيع من إيدينا! مين مسئول عن الورق ده؟!
غمغم جبران ببطء وحده تخترق العظم : ونس!!
تجمد علاء ، وحدق في ملامح جبران التي توحشت فجأة… والجو في الغرفة أصبح ثقيلا، مشحون بالكهرباء، وكأنه علي وشك الانفجار وووو
…………………
ساحرة القلم ساره احمد