اصفاد العشق والهوس(الفصل الرابع و الثلاثون)

الفصل الرابع والثلاثون…
في قانون العشق يقولون…
أنا لم أتغير وعادتي لم تتغير
ما زلت أشرب قهوتي دون سكر
وما زلت أذكرك مع كل نبضة
ما زلت أَعشق المطر وحتي وان ذهب الشتاء
ومازلت اِعشق السفر
أنا لم أتغير ما زلت أذكرك
وأنفض الغبار عن سنين مضت معك
فيعاود نبض قلبي بك
أنا لم أتغير
أؤمن أننا أبناء الأيام الجميلة
نلامس السحب البيضاء بأَيادينا
فيبتسم القدر حتى لو كنت وحيد
فانا لن أتغير…
ف فيلا جلال التهامي ..
دلف الي غرفته.. الإرهاق والغضب مرسومان على ملامحه… منذ أيام وهو يشعر أن زاد بعيدة ، مشغولة عنه بوتين،
وكأنه لم يعد له الاولوية في حياتها…. لم يشتكي ولم يغضب علنا …
لكنه الآن ضاق به زرعا.. هو جلال ومكانه الأول في حياة زاد …لا يقبل أن يكون بعد أي أحد ..حتى لو كانت وتين!!
التي يعدها مثل شقيقته !!
قطب حاجبه بغضب عندما وجدها تنام بعمق ولم تنتظره الليله أيضا.. كما اعتادت منذ اسبوعين وأكثر!!
اقترب من الفراش ونزع سترته.. ونظر لها للحظة فقط.. للحظة واحده شعر برغبة في تركها تستريح..
لكن لا… لا يمكن هو يشتعل وهي نائمة بسلام؟؟
اقترب منها وهمسة بحنق : هو أنا ليه حاسس اني متجوز بس مع وقف التنفيذ!!
حدق بها وارجع شعرها للخلف ..ثم غمغم بنبرة تحمل كل اللوم ، كل العتاب، وكل غيرته التي لا تنام : زاد زااااد انتي يابت اصحي!!
تململت بكسل ودارت بجسدها أعطته ظهرها وغمغمت بنوم : حاضر!! بس شويا ..
عض شفته بغيظ وغمغم: قومي يا زاد !
قومي قبل ما أصحيكي بطريقة مش هتعجبك!!
فتحت عينيها بثقل ودارت له وغمغمت بنوم : ايه يا روحي فيه ايه ؟!
زفر بحنق وغمغم: روحك ايه بقا؟! ماانا راحت عليا بقا!! من وقت ما رجعنا وصحبتك خدتك مني !
أنا بفكر نهاجر ايه رايك ؟!
ضحكت بصخب واعتدلت بجزعها وقالت : انت اتجننت يا جلال هجرت ايه دي ؟!
حدق الي نهديها الظاهران بسخاء من تلك الكنزه وغمغم : اصل انتي مكبره دماغك مني ..وانا زعلان !!
نظرت له ومدت يدها رفعت وجهه لوجهها وحدقت ف عينيه وهمسة : وانا مقدرش علي زعلك يا حبيبي..
بس انت عارف وتين كانت هتموت.. ولو أنا مبقتش جمبها ف الوقت ده مين يكون بس ؟!
بدء ف فك ازرار قميصه وتمتم : واهي بدأت تبقي احسن الحمد لله … أنا بقا محتاج مراتي اوي اوي يعني!! هتوقفي جمبي ولا ايه؟!
هزت راسها بالنفي وغمغمت: لا !!
قطب حاجبه بغضب .. وهم بالنهوض ..وهدر بنبرة أكثر حدة ..وعيناه تشتعلان بالغيرة المكبوتة: ماشي يا زاد!! أنا خلاص مبقاش ليا مكان عندك ..
تمسكت به وهتفت: استنا يا جلال.. أنت بتتلكك ولا ايه ؟!
نظر أمامه والتزم الصمت.. وزفر بحنق…
رفعت حاجبها بخبث واقتربت منه وحاوطت عنقه وهمسه: أنا كنت لسه هكمل يا حبيبي اديني بس عشر دقايق ماشي !!
هز رأسه وتمتم: لما اشوف يا دكتوره؟!
لكزته بخفه وقالت: أنا هدخل الحمام واول ما انادي عليك تجي اشطا ..
اوما برأسه وقال: اشطا ..
نهضت زاد وتحركت الي المرحاض.. وغمزته بعبث وأغلقت الباب نظر الي الباب وغمغم بوعيد حارق : هطلع عليكي الاسبوعين اللي فاتوا يا زاد !!
مر وقت قصير .. نهض جلال ودق الباب وهتف : إنتي بتعملي إيه كل ده ؟!
هتفت من الداخل بمرح ناعم : اصبر… وخليك جاهز!!
مضي وقت قصير.. وجلال ينتظر لكن فجأة تتسلل إليه رائحة عطر فاخرة.. رائحة هادئة مثيرة محملة بلمسات زاد التي يعرفها جيدا …
عض شفته والفضول يقتله حتي أتي صوته من الداخل ناعم كنسيم الليل : جلال !!تعال يا روحي …
تحرك نحو الباب ..وفتحه وما إن دخل حتى وقف مشدوه بصدمه …
وهو ينظر إلي المرحاض .. الذي لم يعد مرحاض بل تحول إلى غرفة مساج ملكية… الأضواء خافتة.. الشموع موزعة في كل مكان،
تبعث ضوء ذهبي رومانسي ..البخور ينثر رائحته في الأجواء .. والموسيقى الهادئة تهمس بإغواء ..
في المنتصف طاولة المساج مجهزة بزيوت عطرية ..
ورد متناثر وأجواء تخطف الأنفاس…
لكن ما جعله يفقد أنفاسه حقا!! كانت تلك الزاد التي تقف أمامه.. ترتدي رداء حريري بالكاد يسترها ..
وشعرها مسدول على منكبيها بنعومه …
نظرتها تحمل كل الحب، كل العشق، وكل الجنون.
تنظر له باغواء.. اقتربت منه ببطء ورفعت يديها وفكت أزرار قميصه واحدة تلو الأخرى!!
نظر لها وهمس بدهشة بصوت مبحوح بشهوه : زاد حياتي !
اسرعت بوضع إصبعها على شفتيه ومنعته من الكلام وهمسة بجنون ناعم : ولا كلمة .. الليلة دي بتاعتي أنا !!
وأنا هوريك يعني إيه الاهتمام ؟ويعني ايه مكانك في قلبي، وفي روحي، في كل نفس باخده !!
امسكت يده وسحبته الي طاوله المساج ..وهو يشعر أن الهواء أصبح مشبع بعطرها، باغوائها،
بكل شي يجعل كيانه ينتفض …
دفعته برفق حتي تمدد وهو لا يقاوم، لا يتكلم ،
فقط يتابعها بنظراته المتعطشة، يحاول أن يستوعب كيف تحولت زاد من مشاكسة عنيدة.. إلى ساحرة تعرف كيف تروضه بطريقتها !!
لمعت عينيه بتحدي ..وأستلق علي بطنه بجسد يشتعل ..
سكبت الزيت الدافئ على يديها وفركته بين أصابعها ببطء، جعلت الحرارة تمتزج ببشرتها، قبل أن تضع يديها أخيرًا على منكبيه العريضين…
اللحظة التي لمسته فيها، شعر وكأن تيار كهربائي يسري في جسد وهمسة باغراء خالص : هتنام هنا وسيبني أعمل اللي في بالي!!
أغمض عينيه وغمغم بصوت أجش مشبع بشهوه عارمه :
إيديك دافية إيه اللي في دماغك يا زاد!! بلاش تلعبي معايا ؟ انتي اللي بتتعبي ؟؟
حركت أصابعها علي عضلاته المتوتره وهمسة بمشاكسه :
في دماغي إني أفكك حتة حتة، وأخليك تنسى اسمك الليلة دي !!
مسحت باصابعها بخفه على عضلات رقبته وتحركت ببطء، تستشعر كل توتر مخزن داخله، وتشعر كيف يقاوم!!
كيف يحاول التماسك!! لكنها تعرف أنها ستفوز …
مالت للأمام حتي تلامس ظهره بنهديها الظاهرين بسخاء من رداءها .. وهمسة باغراء بجانب أذنه بصوت ناعم محمل بالسحر: حاسس بإيه دلوقتي ؟!
زمجر بصوت أجش وكأنه يحارب نفسه : حاسس إني عايز آخدك في حضني وأخلص الليلة دي بطريقتي !!
ضحكت بصخب ضحكه رنانه أشعلت النار في جسده ومررت أصابعها على عضلاته بإتقان،
ضغطت على كل نقطة مشدودة وكأنها تعرف كل جزء في جسده ،وكل زاوية تحمل إرهاقه ،وغضبه ،وضيقه،
شعرت به كيف يسترخي قليلا تحت لمساتها الساحره كيف يتنفس بعمق، كيف بدأ يذوب رغما عنه..
وضعت المزيد من الزيت، ومسحت يديها على طول ظهره بحركات دائرية بطيئة.. ثم مالت بفمها على عنقه، همست بنبرة أكثر جرأة، أكثر جنون : إنت عارف إنك لما بتغير بتبقى مجنون ؟!
رفع رأسه ونظر لها بتحذير ..لكنها لم تتراجع وضحكت وهي تضغط علي رجولته الثائر بجرأه ساحقة …
اغمض عينه ولعنها ف سره .. لكن ف نفس الوقت شعر بلذه حارقه كبركان علي وشك الانفجار …
قبض على شعرها وسحبها اليه وهمس أمام شفتيها بإصرار: ايوه انا مجنون بيكي! ودمي بيغلي لما بشوفك مشغولة عني!!
تجرأت اكثر وزحفت بيدها الي كامل رجولته بهمس مغوي : عشان كده الليلة دي هتشوف اللي عمرك ما كنت تتخيل اني ممكن اعمله.. عشان ارجع حبيبي لحضني !!
نزلت بيديها إلى أسفل وضغطت بنعومة،جعلت أصابعها تنساب على كل جزء فيه وكأنها ترسمه من جديد..
ثم فجأة انحنت وطبعت عدت قبل مشتعله ..جعلت أنفاسه تتسارع وتكاد تسمعه كيف يلعنها بصمت ..
كيف يحاول أن يتمالك نفسه !!
لكنها لم تتوقف التهمت جسده بجنون وهي تهمس : لسه زعلان يا روح زاد !!
همس بصوت أجش : لو ده عقاب الزعل، أنا مستعد أزعل كل يوم !!
ضحكت بشدة وهي تكمل سحرها عليه حتي تتأكد أنه يشعر بكل لمسة، بكل حركة ،بكل إحساس، وبعد دقائق، عندما رأته كيف استرخى تماما كيف استسلم لها واشتعل علي الاخير …
أبتسمت بمكر ومالت على أذنه مرة أخرى وهمسة بجنونها المعتاد: جاهز لدورك ؟!
رفع رأسه قليلا ونظر إليها بعينين يشتعلان برغبة مشتعلة ..ثم همس بصوته العميق المليء بالعشق والتملك والجموح : يا بنت الـ*** إنتي مش طبيعيه !!
قبض علي يدها ..وسحبها بسرعه ..وقلبها بين يديه
لتجد نفسها محاصرة تحت جسده القوي، ونظراته تشتعل بجنون خالص،
كأنه قرر أنه الليلة لن يمنحها فرصة حتى للتفكير …
حرارة جسده ..ورجولته المتصلبه.. وأنفاسه الثقيلة التي تضرب.. وجهها كل شيء فيه يهدد بانفجار لا مفر منه!!
قبض علي خصرها بقوة وجذبها نحوه فجأة حتى تلتصق به تماما ..أنفاسها تقطعت للحظة ..لكنه لم يمنحها مهلة وهمس بصوت عميق مغوي: دورك بقا يا زاد حياتي!!
عايزك تحسي بنفسك إزاي الراجل اللي بتحبيه ..
مجنون بيكي لدرجة إنه مستعد يمسح أي توتر، أي تعب، أي حاجة غير اسمي من دماغك!!
نهض بشكل سريع وقلبها علي الطاوله ونزع رداءها بعنف مغلف بالجنون ..
ومرر أصابعه الخشنة على ظهرها وضغط عليها ببطء،
تحرك بمهارة خبير وكأنه يعاقبها على كل لمسة من لمساتها السابقة.. يدلك عضلاتها بإتقان.. لكن بلمسات تحمل أكثر من مجرد راحة ..إنها لمسات رجل يعرف تماما تأثيره عليها!!
حاولت زاد التماسك، حاولت ألا تنهار تحت سطوة لمسته، لكن كيف وهي تعرف أن جلال لا يتراجع أبدا!!
يسير بأنامله على طول عمودها الفقري ويضغط برفق ثم فجأة يقترب بفمه من أذنها بهمس خطير : حاسة بإيه دلوقتي يا عمرري؟!
عضت على شفتيها وهمسة برتجاف : مش حاسة بحاجة…
رفع حاجبه وضحك بسخريه واقترب بشفتيه يلامس عنقها بطريقه تشعل كل شي بداخلها ..
ومرر لسانه علي طول ظهرها وهمس : مش حاسة بحاجة طيب.. نشوف بقى يا عمري لحد ما تنطقي باسمي وتنسي اسمك !!
التهم جسدها بنعومه تحرق جسدها العاري بين يديه .. يعرف تماما كيف يصل لكل نقطة حساسه بها…
كيف يحولها إلى شيء آخر تماما ..
سحبت أنفاسها وحاولت التماسك لكن عندما انزلق الي أنوثتها ومال ليضغط علىها بمهارة جهنمية فقدت آخر ذرة مقاومة…
همسة بانين مختنق : جلاااال !!
عض شفته بانتصار ..ونظر لها من بين ساقيها وغمز لها بجنون : أهو ده الكلام.. بس لسه الليلة طويلة ولسه ما خلصتش لعبتي!!
أنغمس بها أكثر ..ضغطت رأسه بين ساقيها ..وهي تنظر له بشهوه تفتك بها.. و تشعر أنها على وشك الضياع..
لكنها لا تمانع !! ليس مع جلال ..ليس مع الرجل الذي يعرفها أكثر مما تعرف نفسها …
الرجل الذي، رغم جنونه، رغم وقاحته، رغم كل شيء، هو وحده القادر على أن يجعلها تنسى العالم كله،
ولا تتذكر سوى شيء واحد اسمه فقط الذي ظلت تردده طوال الليل وهو يفتك بجسدها.. ويحرقه بانفاسه ولمساته وجنونه بها !!
………………………………………….
ف المستشفى صباحا …
سار ف الممر بوجه متهجم جامد ..وهو يتلاقي السلامات من العاملين حتي وصل الي مكتبه ..
وفتح الباب ودلف بارهاق واضح ..بمجرد غلقه للباب جحظت عينيه بذهول وهو يراها تجلس علي مكتبه…
وتضع راسها علي المكتب وتنام براحه ..
هز رأسه ببأس من تصرفاتها الطفوليه ..واقترب منها بحذر شديد وهو يلتهمها بعينيه بلهفه وشوق يفتت قلبه وكل كيانه ..
حدق فيها طويلا وهو لا يصدق جرأتها الجديده عليها..
لا يصدق أنها فعلتها حقا.. هي الفتاة التي كانت تهرب منه .. تنتظره الآن ف مكتبه.. كأنها قررت امتلاكه…
مد يده يحاول لمسها ولكنها تراجع للخلف خطوه وحاول تمالك نفسه بكل قوته.. وغمغم بصوت بارد، خال من أي انفعال : وتين ووووتين !!
فذت من نومها بفزع وكأنها اوشكت علي الجنون وهي لا تصدق أنه أمامها.. وتسمع صوته .. نظرت إليه وبلعت لعابه بصعوبه ..ونهضت وانفاسها تتقطع..
واقتربت منه ورفعت يدها بحذر شديد وكأنها تخشي أن يختفي.. أو يكون طيفه كما اعتادت ف الايام السابقه..
ودون سابق إنذار ألقت نفسها بين أحضانه وتشبثت به بكل قوتها ..اغمض عينيه وضغطه على فكيه.. وكور قبضته ..وهو يحاول السيطره على نفسه.. وان لا يسحقها بين أحضانه.. وينتقم منها ع كل لحظه قضها يتعذب ..ويحترق ف بعدها ..
شهقت وتين وكأنها غريق اخيرا استطاع الخروج من الماء.. انفجرت الدموع من عينيها وهي تتمسك به بكل قوتها خوفا أن يختفي من جديدا ..
بلع لعابه بصعوبه ومسك يدها وأبعدها للخلف خطوه تحت ذهولها وغمغم : إيه اللي جابك هنا وتين؟!
لم يكن هذا الرد الذي توقعته!! توقعت غضب.. توقعت لهفة، توقعت انفجارا من المشاعر ..
لكنها لم تتوقع هذا البرود… انقبض قلبها بشده لكنها لم تتراجع ..ابتسمت ابتسامة صغيرة وهمسة بصوت رغم ارتعاشه لكنه واثق : جيتلك، زي ما قولتلك ..مش هسيبك تبعد عني تاني إيهم ..أنا بحبك !
نظر لها وابتسم بسخريه وغمغم بصوت منخفض قاتل : بتحبيني؟! وده بإمارة ايه بقا ؟؟
نظرت له وردت: بإمارة اني اتغيرت عشانك.. قاومة الموت عشانك !أنا عارفه اني غلطانه ..وانا اسفه ..
قاطع جملتها وقبض على ذراعها بعنف وهدر بغضب:
لو فضلتي تعتذري الف سنه مش هيكفي وجع قلبي يا وتين ..عشان انتي قسما بالله متعرفيش ايه اللي في قلبي ليكي؟! جايه ليه؟ أنا مش عايز اشوفك تاني يا وتين؟!
ابعدي عني ..وخلي لعنه عشقك تبعد عني!!
مع اني عارف ومتأكد اني عمري ما هحب ..ولا حتي ابص لوحده غيرك ..ولا اقرب ولا حتي اشم ريحه واحده غيرك !! بس برضو ابعدي عني يا وتين ارجوكي ارحميني وابعدي عني!!
انهمرت دموعها بقهر من انفجاره ف وجهها وهمسة : انت بنيت حاجز بيني وبين الكل.. وخلاص عيني وقلبي وروحي وكلي شبعانه بيك يا ايهم!!
هز رأسه بالنفي وصاح بغضب: لا يا وتين مش هينفع! انسيني.. وسبيني انساكي !!
تمسكت بها بجنون وصاحت : لا يا إبهم.. أنا نسيت قبلك كنت عايشه ازاي؟! أنا نسيت كل حاجه.. ومش فاكره غير كل حاجه انت علمتها لي !!
قبض علي خصرها وقربها إليه بهوس وقبض على عنقها بعنف حتي اختلطت أنفاسهم وهدر : انتي عارفه اني بعشقك بهوس!! وبرضو مفيش فايده ..
أنا مكنتش استحق منك كده ابدا.. أنا مليش غيرك نقطة ضعفي الوحيده.. وانتي عارفه ده! ليه بتعملي فيا كده؟! انتي ازاي بتحبيني ؟!
مسحت على صدره وهزت راسها وهتفت: والله بحبك.. وبعشقك ..وانت حياتي كلها !!
اقترب منها وضغط عليها بقوه بين أحضانه وتعمق ف عينيها وهمس أمام شفتيها بصوت أجش مشتعل: ازاي وأنا مفيش حد وجع قلبي غيرك!! مفيش حد ف الدنيا كلها إلا انتي !!
أغمضت عينيها بقهر وتمتمت بنحيب : انت ايه بجد حنين ولا قاسي؟! كويس ولا وحش ؟؟
نظر لها بعينين تحولت إلى السواد القاتم وهدر : أنا ف نص كل حاجه !!افتكر دي اجابه مقنعه.. انا بين كل حاجه يا وتين!!
دفعها بعنف الي الخلف وهدر بوعيد حارق : شوفتي الدلع والمحن اللي فات ده كله؟! هطلعوا ع جتتك يا وتين!!
زي ما وريتك دلعي وحبي واهتمامي !!هوريكي اوسخ وش عندي !!
وخرج من المكتب وهو يرتجف بقوه ..وهي تنظر ف أثره بذهول ،وجنون، وصدمه جمدتها ف مكانها ،ولم تتحرك…
دلفت زاد الي المكتب ونظرت لها بقلق وهتفت: حصل ايه؟!
نظرت لها وتين ودموعها تنهمر ع وجنتيها وغمغمت: ده مش إيهم حبيبي ابدا!! ده شخص تاني قاسي اوي !!
تمسكت بها زاد وهزت برفق حتي تفيق وهتفت : لا هو ايهم.. ولو كان عمل غير كده كان هيبقي ف حاجه غلط!! هو موجوع ..سبيه يطلع غضبه ووجعه حتي لو فيكي استحمليه ..زي ما اتحمل عشانك كتير !!
هزت راسها وتحركت الي الخارج ..مسكت زاد يدها وغمغمت : علي فين استني ؟!
سحبت يدها وهزت راسها بالنفي وهتفت بإصرار مميت : رايحه وراء مش هسيبه ابدا ..مش هسيب حقي !!ده جوزي وحبيبي.. ده حقي من الدنيا دي !!
هرولت الي الخارج وزاد تضحك عليها بمرح وخرجت وأغلقت الباب …
……………………………………
ف مكتب جلال التهامي ..
جلس يتابع عمله بتركز كبير حتي دلف سامح وخلفه مراد وهتف : كل تمام ؟!
نظر له جلال ورد: حصل؟؟
اوما سامح وغمغم بضيق : اه النهارده الصبح ..اتنفذ حكم الاعدام ف فيكتور واكتر من شخص تاني!!
رفع مراد حاجبه بدهشه وقال: انت زعلان عليه ولا ايه؟!
أشار له جلال ورد: هو زعلان عشان ميرا يا باف!!
اغمض سامح عينيه وضغطه على فكيه بغضب وهتف : هو ابوها برضو ..واكيد هتزعل عليه!! وهتطلعلي بحوار تأجيل الفرح ..وانا مش ناقص ..أنا والله هرتكب جنايه فيها !!
نظر له مراد وهتف: يانهارك اسود انت اتجننت؟!
غمغم جلال بحنق : طبعا انت كل يوم مع واحده.
هتحس ازاي بواحد مش شايف غير واحده بس من كل الدنيا ؟!
القي عليه القلم وهتف : أنا بستغرب انت ازاي كنت بتحب مراتك؟! وازاي بتقدر تقرب من أي روح تعدي قدامك ؟!
مسك القلم والقي به علي جلال مره اخري وغمغم : أي روح ليه ؟!وانا كنت جيت جمبك يا عـ**!!
هتف جلال بنزق: نعم يا عمرري!! انت هتخيب علي كبر يلا ؟!
هتف سامح بحنق: يا جدعان انتو هتسيبوا مشكلتي وتنتاقرا سوا!!
اوما جلال بتأكيد ورد: لا اقولك انا!! ايه رايك أنا كنت بفكر اعمل فرح لزاد زيها زي كل البنات مش عايز اظلمها ؟!
ضحك مارد بعبث وقال: بنت !! طيب دي تبقي عيبه ف حقك!! وبعدين ف فرح بعد الدخله ؟!
واصلا بدل ما تفكر ف الفرح فكر تحول الجواز من عرفي لشرعي؟!
ضحك جلال بتهكم واردف: أنا جوازي من زاد شرعي من تاني يوم ..العقد اللي عمله المحامي تاني يوم الصياد قلبه شرعي.. بتوكيل يا حلتها ..بس وقتها مكنش ينفع افهم زاد حاجه !!
رفع سامح يده وغمغم: ارفعلك القبعه انت والدنجوان بحركم غريق اوي!!
أشار له واردف : ما علينا عايزين نحضر للفرح احنا الاتنين سوا ايه رايك؟!
اوما برأسه وقال: معنديش مانع طبعا بس انا هكتب عليها ..وكمان ميرا عايزه تدخل الاسلام يا شباب !!
ضحك جلال بفرحه وهتف : بجد!! الف مبروك دي احلي حاجه عملتها ف حياتك يالا !!
اوما مراد برأسه وهتف بفرحه : الحمد لله أن ميرا دي وقعت فيك يا سمسم!! اي حد تاني كان هيسوحها !!
ضحك سامح بخفه وقال: عندك حق ..
………………………………………
ف فيلا إيهم ابو الفضل …
وصلت وتين بالسياره الاجرى وتنفست الصعداء عندما وجدت سيارته امام الباب الداخلي للفيلا …
فتحت الباب وترجلت من السياره وتحركت الي باب الفيلا ..وفتحت حقيبتها وقطبت حاجبه بغضب عندما لم تجد المفتاح ..عضت شفتها بحنق وغمغمت: معلش هخبط وخلاص !!
دقت الباب بيد مرتعشه وانتظرت لحظات ..
وعاده الطرق مره اخري.. وهي تشعر أن دقات قلبها تطرق بجنون اعلي من صوت طرقاتها علي الباب …
لحظات مرت بصعوبه حتي فتح الباب ونظر لها بذهول مخلوط بالغضب وهدر: وبعدين معاكي؟! بقا انت بتتحديني ولا ايه ؟؟
تراجعت للخلف من حدته وهتفت : أنا مش جايه هنا عشان أتحداك يا ايهم.. أنا هنا عشان آخدك !!
كانت هذه اللحظة التي شعر فيها أيهم بأن الدم يغلي في عروقه شد فكه وضحك ضحكة خافتة لكنها كانت مليئة بالمرارة وغمغم بتهكم قاتل : تاخديني؟ وإنتي مين عشان تاخديني؟ البنت اللي كانت بتجري وتستخبى؟ اللي أول ما الدنيا قلبت عليها، قررت تستسلم وتموت بدل ما تواجه؟ إنتي جاية تقوليلي دلوقتي إنكي هتاخديني صعب عليكي اوي يا بابا !!
شعرت كانه طعنها طعنه نافذة لقلبها ..ابتلعت غصتها وهمسة بحزن قاتل يغلفه العناد : أيوه كنت ضعيفة.. كنت بهرب ..بس أنا مش هي اللي قدامك دلوقتي.. أنا اللي وقفت رغم كل حاجة.. أنا اللي جيتلك رغم إنك أكتر حد قادر يكسرني دلوقتي .. بس مش هسمحلك مش هسمحلك تكسرني يا إيهم !!
شدها من معصمها جعلها تلتصق به.. تبعثرت أنفاسها وحدق بها بعينين مشتعله وغمغم بصوت قاتم يقطر وجعا : أنا اللي هكسرك ؟! أنا اللي عشت عشان أحاول أبنيكي.. أقويكي.. أعلمك ازاي تكوني قويه..
وإنتي أول ما الدنيا لعبت لعبتها معاكي!! أول ما اختبرتك الحياة قررتي تخلصي منها وتخلصيني معاها..
إنتي متخيلة إني ممكن أسامحك!! متخيلة إني ممكن ألمسك تاني!! بعد ما خليتيني أحس بالعجز لأول مرة في حياتي؟!
هزت راسها وحدقت بعينيه بنظره تحمل قوه لم تكن فيها يوما وهتفت : إنت مش هتلمسني تاني خلاص متأكد؟!
حدق بها طويلا وكأنه يلتهما بعينيه ..وفجاء افلتها وكأن حرق نفسه بها ..تراجع للخلف واغلق الباب بعنف.. وقلبه يعتصر بالم ويكاد ينفجر وجعا..
نظرت إلي الباب وهي تحارب انفجار دموعها …
قبضت على حقيبتها وتراجعت للخلف وجسدها يرتجف بقوه …
رفعت راسها ونظرت الي جميع الشرف المغلقه وهي تبتلع غصتها بصعوبه وهمسة: مش هستسلم لا!! مش بعد ما شوفت اللهفه والشوق والحنين والعشق ف عيونك !!
ألقت حقيبتها ونظرت إلى الاعلي وصاحب بجنون : إيهم العاصي ..أنا مش همشي !!أنا هفضل ع قلبك لاخر يوم ف عمري ..وهموت وانا ف حضنك كمان !!
فاكر لما كنت بتقولي إني بتاعتك ؟إني ملكك؟ إنك مستحيل تسمح لي أبعد عنك؟ ومستحيل تفرط فيا ؟!
كنت فاكر إنك الوحيد اللي متملك ف عشقك صح ؟!
كنت غلطان يا أيهم!! أنا كمان مش هسمح ليك تهرب.. مش هسمح ليك تفلت مني!! مش هسمح ليك حتى تاخد نفس من غير ما يكون باسم وتين …
صمتت تلتقط أنفاسها بصعوبه ومسحت دموعها بظهر يدها وصاحت : إنت اللي هربت !! اهرب براحتك.. روح اخر الدنيا استخبه براحتك !!
إنت اللي ضعفت.. إنت اللي اخترت تبعد ..بس اسمعني كويس أنا مش هبطل.. مش هقف ..مش هسيبك تهرب مني تاني…
مفيش مكان في العالم ده هيخليك بعيد عني، مفيش مسافة تقدر تفصلك عني، مفيش هواء تقدر تتنفسه من غيري أنا اللي جواك، في كل تفصيلة، في كل نبضة، في كل نفس ..
وصدقني حتى لو حاولت تقتلني جواك، هلاقي طريقة أرجع بيها مش هسمح لك حتى تفكر تخرج من جنتي..
ولو قررت تخرج فألف مبروك عليك الجحيم اللي هتشوفه من غيري!!
عشان أنا مش مجرد حب ..مش عشق عادي .. مش مجرد بنت كنت بتحاول تسيطر عليها…
أنا قدرك، أنا هوسك، أنا الجحيم اللي إنت صنعته بإيدك..
ضحك ضحكه قصيره وهو ينظر لها بعشق كانت واثقة،
جريئة، كلها تحد.. كأنها تصفعه بكلماتها…
بلل شفتيه وابتسم بجانب فمه وهو يسمع صوتها الساحر وهمسة : بعشقك بجنون يا جنيتي!! وحشتيني اوي…
اه لو تيجي تحت ايدي دلوقتي بجنانك ده هفرومك يا صغنن !!
مر وقت طويل وهي ما زالت تجلس في الحديقه لم تمل او تكل وهي تهتف حتي انبح صوتها ..
وهو جالس ع أرضية الشرفه ينظر لها بعشق ودهشه من تغيرها الذي عشقه وكأنه يقع في عشقها من جديد ..
رفع راسه إلي السماء عندما بداء المطر بالهطول ونهض وفتح الشرفه وهتف: وتين امشي المطر هيغرقك ؟!
نظرت له وهي تضم نفسها حتي تتلمس بعض الدفء وهتفت : لا ملكش دعوه بيا!! أنا مش همشي غير لما تسامحني !!
اغمض عينيه بقهر وغمغم: وتين بلاش جنان ..وبلاش لعب عيال.. وامشي بقا ؛
هزت راسها بالنفي وغمغمت: أيهم العاصي إنت اللي علمتني أعشقك بجنون.. وإنت اللي هتشوف الجنون ده بيحرق كل خطوة بتبعدها عني!!
إنت اللي صنعت الهوس ده جوايا والنهاردة… النهاردة هتشوف جنوني الحقيقي!
ضرب السور بقبضته بغضب حارق وهتفت : أنا هكسر راسك عشان العند ده يا وتين!!
نظرت له ودموعها تنهمر ع وجنتيها وغمغمت: طلما هتلمسني حتي لو هتكسر راسي أنا موافقه يا حبيبي !!
قطب حاجبه بذهول مخلوط بالرهبه ،والإعجاب ،والعشق والهوس ،والجنون ،
ودلف واغلق الشرف وهو يدور حول نفسه كالوحش الحبيس بجنون ..لما يتحمل أكثر واندفع الي خارج الفيلا وهدر : وبعدين ف الجنان ده ؟!انتي ليه مصره تطلعي اسوء ما فيا يا وتين ؟!
نهضت بسرعه وهي تضم نفسها بذراعيها وهمسة بشفتين مرتجفه: عشان بحبك كلك ع بعضك الوحش قبل الحلو !!
اغمض عينيه بقهر وسحبها من يدها ودلف الفيلا الي غرفه الملابس مباشر ودفع لها ملابسها وهتف : غيري هدومك بسرعه!!
اقتربت منها لكنه تراجع للخلف ..ورفع يده للاعلي وهدر بعنف: ابعدي ومتلمسنش يا وتين أنا بحذرك !!
هزت راسها وهمسة : حاضر يا إيهم !!بس ممكن تسمعني انت لازم تعرف اللي حصل ..اسمعني مره واحده عشان خاطري !!
تحرك الي الخارج وهتف: غيري الاول !!
شعرت بالأمل يتجدد بداخل قلبها وبدأت بتغير ملابسها وخرجت تبحث عنه ولكنها لم تجده ..
نزلت الدرج ولم تجده.. تحركت الي باب الفيلا المفتوح فوجدته جالس في السياره نظرت له بدهشة وقالت: انا غيرت ينفع نتكلم !!
فتح باب السياره وهتف ببرود : اطلعي قبل ما تتبلي تاني !!
صعدت السياره وانطلق بسرعه طول الطريق وهو متهجم الوجه.. متصلب بشده.. حاولت الحديث أكثر من مره ولكنه صدها بحده ..حتي وصل أسفل منزلها نظرت له ودموعها تحفر وديان علي وجنتيها وهمسة : ايهم !!
هتف بنبره حاده قاطعه كشفره مزقت قلبها : انزلي !!
شعرت بأن قواها أنهكت بالكامل.. انهمرت دموعها بقهر وفتحت الباب وترجلت منه.. وصعدت منزلها وهي تحاول وارتجف بصعوبه ..
نظر ف طيفها وغمغم : العند لايق عليكي يا وتين قلبي
………………………………………
في احد المحلات التجارية
دلف سامح وميرا، ومعهما مراد ورباب، إلى أحد المحلات التجارية الكبرى، بحث عن بدلتين رسميتين لعقد القران. كان المحل واسعا، تنبعث منه أضواء ناعمة،
تفوح فيه رائحة الأقمشة الفاخرة والعطور الرجالية الراقية.
استدار سامح فجأة وهتف بامتعاض واضح:أنا نفسي أفهم جلال مجاش ليه؟ هو هيبدأ يخلع من أولها؟
غمزه مراد بمرح، واقترب منه هامسا بنبرة خفيفة مازحة:انت غبي يا لا؟ عايزنا نطلع من هنا بفضيحة؟ رباب هنا، ولو جلال جه… يبقى أكيد زاد هتيجي.
ثم نظر إليه نظرة ذات مغزى، وهز رأسه بيأس مضيفا:فاهمني ولا لأ؟
أدرك سامح ما يرمي إليه، وأومأ على مضض:معاك حق…
ثم التفت إلى ميرا بابتسامة دافئة، وأشار إليها قائلاً بحنو:تعالي يا قلبي، اختاريلي بدلة…
هزت رأسها بحماس وردّت بعفوية:
– “يلا يا حبيبي!”
اقتربت من ركن العرض، تتأمل البدلات المعروضة بعين خبيرة… ثم اختارت واحدة سوداء بلون الليل، وأخرى بيضاء ناصعة كالثلج، ثم استدارت نحوه بسعادةوهتفت : إنتي وسيم جدًا سامح، الأسود رائع! الأبيض اكثر روعه
أومأ بحماسة، وسحب البدلة السوداء، ثم أشار إليها وهمس : هدخل أقيسها، يا قلبي.
ابتسمت وأومأت له برقة، بينما سار نحو غرفة تبديل الملابس. وما إن ابتعد خطوات حتى عاد وهمس بعبث:بقولك تعالي معايا وأنا بقيس البدلة…
شهقت، واتسعت عيناها دهشة، ثم لكزته بقوة وهمسة بغيظ:وقح إنتي!
ضحك، واقترب منها وهو يسحبها من خصرها، وهمس بصوت أجش:يا بت… تعالي اقفليلي السوستة!!
تراجعت عنه، تعقد حاجبيها بدهشة: ماذا؟! تقول إيه؟!
غمزها بمرح وأردف بخبث:آه صح… ده مش فستان!
ضحك وهو يتركها ودلف إلى غرفة القياس، بينما وقفت ميرا تنتظر، قبل أن يلفت انتباهها صوت شجار مرح على الجهة الأخرى.
كان مراد يعلو صوته قائلًا برفض واضح:يا بت، أنا مش بحب الأبيض! ولا أي لون تاني في البدلات… غير الأسود.
قهقهت رباب وهي تسحب من بين يديه بدلة بيضاء:
يا بني كل هدومك سودة! إيه السواد ده كله؟! مفيش لون تاني يعجبك؟!
انتزع منها البدلة بعصبية مصطنعة وهتف:أوعي يا بت! وانتي مالك؟! أنا بحب الأسود… بدل ما اسودها عليكي!
انفجرت ميرا ورباب بالضحك، فيما توجه مراد إلى غرفة تبديل الملابس.
بعد لحظات، خرج سامح مرتديا البدلة، متألقا بأناقة لافتة… اقتربت منه إحدى العاملات، وبدأت تضبط القميص وربطة العنق بخفة، ثم هتفت بإعجابٍ لم تخفه:تحفة والله يا فندم… حضرتك ما شاء الله وسيم جدا.
تنحنح سامح، وحاول التماسك، ثم همس بجدية:
شكرًا… ممكن تناديلي خطيبتي؟
هزت الفتاة رأسها بالايجاب، وهمت بالابتعاد… لكن قبل أن تخطو خطوة، دوى في المكان صوت صاعق!
سقطت الفتاة أرضا مغشيا عليها… بعد أن تلقت ضربة كهربائية خفيفة في ظهرها من جهاز الصعق الذي أخرجته ميرا من حقيبتها بانفعال…
تجمدت الأنفاس، واتسعت العيون من هول المفاجأة، بينما صاح سامح بصوت غاضب ووجه مصدوم:
الله يخرب بيتك! ليه كده يا مجنونة؟!
اندفعت ميرا نحوه، شرار الغيرة يتطاير من عينيها وهدرت :زاد قال لي محدش يقرب من جوزو! انتي جوزو أنا بس سامح !!
سقط مراد أرضا من شدة الضحك، حتى دمعت عيناه، وهو يردد بصوت مختنق من المرح:
بركاتك يا دكتورة… حتى وانتي مش هنا!
اقتربت رباب من الفتاة المغشي عليها، تفحصتها سريعا، ثم تمتمت ساخرة:هي كويسة… الفولت بتاعه مش عالي الحمد لله.
دنا مراد من سامح، وهو يضحك على ملامحه المذهولة، وهمس له:ولسه يا عم… ياما هتشرب! إنت والحليوة… حقوق يا باشا وبتتخلص!
أمسكه سامح من ذراعه، يكتم ضحكته بصعوبة، بينما يرمق ميرا التي كانت ما تزال في وضعية الاستعداد للقتال، وهمس بمرارة مضحكة:
طيب يا مارد… البت هتجبلي مصيبة! أنا عارف، بس مش هضحك… البت اتجننت، شوف البت دي !!
ضحك مراد مجددا، ثم ركع بجانب الفتاة يحاول إفاقتها. رمشت بعينيها ببطء، وأخذت تنظر حولها باستغراب، قبل أن تهمس بالم خافت: هو حصل إيه؟
ربت مراد على وجنتها برفق، وابتسم قائلاً: حمد الله على السلامة… وإحنا آسفين يا آنسة.
ثم مال نحوها مازحا : مفيش حاجة… ميرا كانت بتهزر معاك هزار بايخ شويتين.
اقترب سامح من ميرا، وجذبها من ذراعها، ثم أشار لها بحزم مصطنع:اعتذري فورا يا ميرا!
رفعت حاجبيها في عناد، وردت ببرود: أنا؟ لا، مش هاعتذر. هو اللي يعتذر! قرب منك كتير… وأنا بغير يا سامح!
نظر إليها، وعض شفته كي لا يضحك، ثم قال بجدية مصطنعة:ميرا، انتي كان ممكن تموتيها! وده غلط… قلتلك ألف مرة، زاد هتوديكي في داهية!
دفعته بغضب وهتفت: لأ! زاد صح… أنا مش هقبل حد يقرب من جوزو، سامح!
استدارت فجأة، وهرولت نحو الباب، بينما انفجر الجميع في ضحك صاخب.
ركض سامح خلفها وهو يهتف:طيب استني يا مجنونة!
ظل مراد ورباب يضحكان، بينما نظر مراد إلى الفتاة المذهولة وسأل:قومي بقى… أنا عايز أروح، قومي انتي كويسة؟
نهضت الفتاة بمساعدة رباب، تمشي بخطى مترددة، بينما عيناها لا تزالان معلقتين بمراد، تنظر إليه بذهول وإعجاب صارخ…
…………………………………….
ف اليوم التالي مساء..
ف غرفه وتين …
دلفت زاد وهتفت : في ايه؟! ايه اللي حصل ؟!
هتفت بدريه وهي تضم وتين بين ذراعيها وهتفت: والله يابنتي ماعرف ..هي رجعت من بره كده حالتها تقطع القلب !!
مسحت علي ظهر ابنتها وهتفت : مالك يا بنتي ايه بيوجعك بس قوليلي ؟!
همسة بضعف وكأنها تحتضر : روحي يا ماما روحي بتوجعني وبقيت مش عارفه !!
جثت زاد حرارتها وجدتها تحترق وردت زاد بحزن : متعرفيش الالم فين بالظبط للاسف؟!
انهمرت دموعها بقهر وهمسة: أنا خسرت إيهم يا ماما.. ومش عارفه اعمل ايه عشان يرجعلي !!
ربطت علي راسها وقالت : يا هبله ده إيهم بيموت فيكي ..
تحركت زاد الي الخارج وسحبت هاتفها وطلبت جلال وهتفت : جلال !!
رد الآخر : روح جلال ايه يا قلبي ؟!
غمغمت بدموع: وتين تعبانه وسخنه!! وإيهم بيستهبل ؟!
اوما وهو ينهض وغمغم : لا أنا هروح له واوريه الاستهبال اللي بجد !!
اوما برأسه وقالت بغضب : اه روح يا حبيبي واضربه كمان !!
هز رأسه وتمتم: اضربه ليه انتي فاكره نفسك متجوزه بلطجي !!
وضعت يدها علي خصرها وهتفت بحنق: هروح اضربه انا !!
غمغم بضيق : اقفلي يا بت !!
…………………………………………..
ف فيلا إيهم ابو الفضل ..
تحرك الي الباب علي صوت طرق الباب وتمتم: ايوه !!
فتح الباب ودلف جلال ،ومراد، وسامح ..والقو السلام عليه وهتف جلال : ايه يا دوك فينك مشبعتش هروب ؟!
أشار لها بيده وغمغم : ادخل يا اخي وانت رخم زي مراتك !!
دلف مراد وهتف : والله مافي ارخم منك!! ف واحد عاقل يبقي متجوز صفوة مزز العالم ويسيبها ويقعد كده زي خبتها ؟؟
رفعه إيهم حاجبه وأصدر صوت معترض من أنفه وهدر : اخخخخ ف ايه يلا؟ هديلك بونيه اخنفك والله انت بتبص لمراتي يالا!!
دفعه سامح وهتف : ماهو عنده حق ..اوع ياعم دانت شكلك كده ملكش فيها ؟!
نظر له إيهم ورفع شفته بنزق وهدر بغضب: تحب تشوف ولا بلاش لخضك !!
ضحك جلال وهتف: تعال بس اقعد ..ايه يا شباب انتو بدأتو الحفله بدري كده ليه ؟!
نظر لهم ايهم وهتف : لا والله.. انتو جاين تحفلوا عليا بقا! لف ذراعه حول عنق مراد.. وذراعه الآخر حول عنق سامح وغمغم: طيب تعالوا يا خـ ** انت وهو !!
ضحكوا بصخب ودلفوا سويا ..وجلسوا بجانب المسبح وغمغم جلال : هااا يا دوك مش هترجع البت بقا ؟!
ارتشف إيهم من قهوته وتنهد بتعب وغمغم: كل ما افتكر منظرها وهي مرميه ع الجسر سايحه ف دمها ..نار!!
ونار بتحرق قلبي ..بحس جسمي كله بيغلي ولا البركان !!
كل ما اغمض عيني اشوف منظرها وهي علي سرير العمليات مجرد جثه وعيني بتراقب نفسها مرعوب نفس يطلع منها وميرجعش !!
نظروا له بتعاطف وحزن وقال مراد : أنا معاك! وعندك حق.. بس انت بتعشقها .. وعارف من الاول انها مش زي اي بنت!! وانت اخترتها بكيفك وبقلبك!! يبقي مينفعش تيجي ف نص الطريق وتقع يا صاحبي !
هز إيهم رأسه بيأس ورد : أنا مفيش حاجه وقعتني غيرها!! أنا كل ما افكر أنها كانت هتروح مني ف لحظه دمي بيشيط بحس روحي بتصرخ من الوجع !!
ربت سامح علي منكبه وقال: خدها ف حضنك!! وحس بيها لسه عايشه.. وبتتنفس.. روحك هتهدي وهترتاح يا إيهم !!
ضحك ايهم بتهكم وقال : فكرك محولتش!! يابا أنا حاله ميؤس منها.. أنا غرقان فيها!! بس دي فرصتي يمكن تقوي بقا وتتغير !!
وضع جلال الكوب من يده وغمغم: لا ازاي كان علي كده فهي اتغيرت !!انت مشفتهاش اول اسبوع سافرت فيها ؟!
نظر له إيهم بفضول وتمتم : مالها يا جلال؟!
نظر له جلال ورد: اعتبرها ماتت ورجعت تاني يا إيهم..
ولا اكل ولا شرب اكتر من اسبوع ..لما كلنا فقدنا الأمل اعتبرنها من الأموات !!
هتف ايهم بغضب : بس يا جلال متقلش كده ؟!
رفع مارد حاجبه بدهشه وقال: انت يا ابني مجنون؟ مش انت اللي سالت؟! وبعدين انت تعبان وهي بتموت خلصونا من أم النكد ده الواد عايز يتجوز !!
غمغم سامح بنزق: جواز ايه بقا.. هو اللي يقعد معاكم يفكر ف جواز!! واحد متعقد من الجواز.. والتاني هو ومراته ناقر ونقير طول الوقت ..والتالت مراته جننته!!
وعايزني اتجوز لا يا عم أنا فل اوي كده !!
ضحكوا بمرح ونهض جلال وهتف : يلا يا شباب عندنا شغل !!
نهض مراد وسامح وغمغم مراد : خلي ف علمك لو طلقت مراتك هتتجوز وهي طالعه من عند الماذون !!
الق عليه إيهم كوب القهوه وهتف : اطلع يا وسخ من بيتي بدل علي النعمه اقوملك افشخك !!
ضحك مراد وهرول وخلفه سامح واخيرا جلال وهتف : ع فكره النونوه بتاعتك تعبانه من امبارح مش عارف انت عملت لها ايه سخنه مولعه اوي !!
قطب حاجبه بدهشه وغمغم: انت بتقول ايه يلا ؟!
ضحك جلال بتهكم.. وتحرك الي الخارج ..وإيهم يهتف باسمه : جلال بلاش كده!!
ضحك جلال بمرح واغلق الباب …
عض شفته بغيظ ومسح على شعره بغضب شديد وهو يضغط بأصابعه على صدغيه وكأن الألم يعصف برأسه..
عينيه المشتعلة بالقلق والغضب .. بدأ يدور حول نفسه كوحش حبس في قفص ضيق…
تتسارع أنفاسه زداد وجهه احمرار.. كأن الدم يغلي في عروقه.. تحرك الي سيارته بسرعه ولم يهتم بأي شيء!!
سوى فكرة واحدة تعصف به وتين قلبه مريضه ولا شئ آخر يهمه الان!! سابق الزمن وهو يقود سيارته باقصي سرعه !!حتي كاد ينقلب بالسياره أكثر من مره..
حتي توقف تحت مبني وتين وترجل من السياره وانطلق الي الاعلي حتي وصل أمام الشقه وأخرج المطوه التي لا تفارق جيبه وفتح الباب ودلف بحذر ..
كان المنزل غارق في سكون ثقيل.. لا يسمع سوى صوت أنفاس النائمين ..
لكن أيهم لم يهتم ..دخل بخطوات سريعة عينيه تبحثان عنها بجنون.. حتى وصل إلى غرفتها ودلف وهو ينظر على جسدها الصغير المتكور على الفراش..
كانت ملامحها مرهقة وجهها متورد بحرارة المرض تتقلب في الفراش وكأنها تهرب من كابوس يطاردها..
اقترب منها بلهفه ومسح علي وجهها الملتهب بحراره وهي تهذي بصوت مبحوح ولا تستطيع فتح عينيها : لالالااااا .. مـ مش أنا مكـ كنش قصدي مـ مكنتش عايزة أمووت هي بتكـ كرهني كانت بتقول اني مجنونه مكاني مستشفى المجـ جانين !!
تجمد أيهم في مكانه للحظات ونظر لها بذهول، ثم جثي بركبته بجانب الفراش ..ومد يده لمس جبينها فشعر بحرارة جسدها تحرق جلده ..
اقترب منها وتمتم بقلق شديد : حبيبي فوقي أنا هنا.. هتبقي كويسه يا روحي !!
تململت وزادت هلوستها وغرقت ف عالمها الموجع غمغمت بدموع تسيل علي جانب وجهها : أأنا مـ مستهلش ايهم.. ايهم هيتجوز وواحده تـشـ شرفه ..أنا للسررير وبس قـ قلتلي انتي فاشله مـ مختش شـهـ هادتي !!
تسارعت أنفاسه وتشنج فكه بغضب ..وجحظت عينيه وكأن نيران الجحيم اشتعلت داخله ..كأن إعصار اجتاح روحه في لحظة فهم الحقيقة من كانت السبب ف محاولة وتين للانتحار !!
غمغم بغضب مكتوم وهو يصك علي أسنانه حتي اصدارات صوت : سلوووي
وووووووو
يتبع
ساحره القلم ساره احمد