اصفاد العشق الهوس (الفصل الثلاثون)

الفصل الثلاثون…
القلوب كالأغصان تميل مع أي كلمة
فاجعل كلماتك نسيماً يجبر … لا رياحاً تكسر،
لا يوجد لقاءات عبثية في الحياة ✋
كل إنسان نصادفه يكون إما …..
إختيار …..
أو عقوبه …..
أو هدية من السماء
نهض بسرعه وارتدي بنطاله ..ولف جسدها العاري بمفرش السرير.. وحملها وتحرك بها للمرحاض وغمغم بهمس : اوعي تتحركي من هنا مهما حصل فاهمه !!
هزت راسها بالنفي وهمسة بدموع ..لكنه سبقها وخرج من المرحاض واغلق الباب بالمفتاح ..وتحرك الي الطاوله سحب سلاحه وشد الأجزاء ..
وتحرك الي الشرفه وفتحها بعنف.. صاح سامح وهو يرفع سلاح جلال للاعلي : حاسب يا جدع!!
حدق به جلال بذهول مخلوط بالغضب ..وقبض على عنقه ..ودفعه للخلف صدمه في سور الشرفه.. ووضع سلاحه علي رأسه وهدر : يا بن المجنونه انت بتعمل ايه هنا في الوقت ده؟! وفي بلكونتي!! انت عايز تموت يالا؟؟
رفع سامح يده وكتم ضحكته وقال: أنا اتلخبط في البلكونات يا حليوه والله!!
قطب جلال حاجبه وتمتم: يعني ايه! هي بلكونات بيتكم !!ايه اللي جابك يا عمرري؟!
أخرج هاتف من جيبه ولوح به أمام وجه جلال وقال : جاي اجيب الفون ده لي ميرا.. وجيبلها اخبار علي امها !!
ترجع جلال للخلف.. ووضع يده على رأسه يحاول استيعاب جنون صديقه.. وغمغم : روح يا اخي ربنا ينتقم منك انت وميرا في يوم واحد !!
نظر سامح الي جزع جلال العاري ..وعلامات الاحمرار التي تركتها زاد علي منكبه وعنقه ..وغمغم : شكلي كده قطعت عليك يا حليوه!!
نظر له بحنق وتأفف.. ولكزه بفواهة المسدس وهدر : اخف من وشي الساعه دي يا سامح.. وحيات امك هغربلك !
هز رأسه ..ورفع ساقه علي سور الشرفه.. نظر له جلال بدهشة وهتف : رايح فين يالا ؟!
أشار إلي الشرفه المقابله وهتف: ايه !! مش دي اوضة ميرا ؟!
هز جلال رأسه بالايجاب وقال : اه.. خير ؟!
رفع منكبيه وغمغم: رايحلها يا جلال!!
نظر له جلال بغضب ودنا رأسه للاسفل وغمغم بحنق : ايه يا عـ** انت شوفت مني ايه خلاك تعاملني علي اني اريل ؟!
نظر له سامح بدهشه وانزل ساقه وقال : ولا حاجه ..ليه يا صاحبي؟!
لكزه بفواهة المسدس وهدر: احاا انت خليت فيها صاحبي!! يا بني ادم البت في بيتي.. وانت عايز تدخلها اوض النوم في نص الليل.. ايه بجاحة اهلك دي يالا!!
انت طلعت شمال بقا ؟؟
كتم ضحكته وهتف : علي دماغي يابا حقك ..طيب انا هنزل الجنينه وابعتهلي !!
أصدر جلال صوت معترض من أنفه وهتف : احاا يا عمرري يالا اظبط بقا !!
أشار له ..وقفز من الشرف للجنينه وصاح : ميرررررررا انزلي عايزك !!
نظر له جلال بغضب وهدر: لا والله!!
هز رأسه وتمتم : اه والله !
ذم جلال شفتيه وهتف : خليك كده نادي للصبح ..
دلف جلال وهتف سامح : انت لو مخلتهاش تنزل أنا هطلع تاني وابقي قبلني لو عملت حاجه الليله دي يا حليوه ..
عض شفته بغيظ وتحرك الي المرحاض ..وفتح الباب لزاد التي اندفعت لحضنه بقوه.. وهي تنحب وتشهق وجسدها يرتجف برعب ..ضمها بعنف ومس على شعرها بحنان وقبلها على كامل وجهها وهمس: خلاص مفيش حاجه يا حياتي!!
مسحت علي منكبيه وهي تصيح : فيك حاجه يا حبيبي وريني كده فيك ايه؟!
ابتسم بعشق وحملها بين ذراعيه وسار بها الي الفراش وغمغم : مفيش يا قلبي ده سامح الله يحرقه متخفيش يا زادي اهدي!!
أغمضت عينيها وغمغمت : الحمد الله أنا قلبي وجعني اوي.. وترعبت عليك.. كان نفسي مش داخل صدري والله!!
مرر يده علي نهديها وهمس بعبث : وريني كده الـ**** الجامده دي !!
ضحكة بغنج واقتربت منه وكشفت جسدها أكثر وهمسة : شوف كده يا حبيبي!!
جن جنونه من غنجها وهبط على نهديها والتهم بشرتها بعنف .. مال بها واندماج معها بسحر ليس له مثيل…
دقائق حتي هب علي صوت زجاج الشرفه يتهشم من الحجر الذي الق به سامح من اسفل ..
شهقت زاد وهتف : ايه في! ايه الليله ده ؟!
سحب بنطاله وهتف : اقسم بالله لوريك يا سامح الكلب..
تمسكت بها بسرعه وهتف : جلال استني! انت هتقضي اليله في الخناق مع سامح.. هو عايز ايه ؟!
نظر لها واردف: عايز ميرا الخـ**…
هزت راسها وسحبت اول شي وقع تحت يدها وارتدته وهتف : أنا هروح اصحيها تنزله ونخلص بقا ..
اوع تتحرك من السرير !!
غمز له بعبث وقال: اتحرك ايه أنا قتيل الليله دي يا زبده علي قشطه وعسل انتي !!
ضحكت بمياعه وغمزته بعبث وهرولت الي الخارج …
في الاسفل …
ظل سامح يدور حول نفسه حتي سمع صوتها الساحر والمثير من آثار النوم : مرحبا سامح.. ماذا هناك ؟!
نظر لها و رمش بعينيه وهمس: يا نهار ابوكي اسود !!
اقتربت منه وقالت: ماذا ؟!
نظر لها بحنق وهتف : ماذا ايه ؟! انتي نزله كده ازاي.. انتي تلات اربع جسمك مكشوف !!
نظر لها بذهول من جمالها الفاتن الذي اشعل النيران بجسده وهتف : الان! الان ميرا اذهبي بدلي تلك اللعنه بسرعه !!
نظرت إلي جسدها بتلك المناميه الستان التي تكشف جسدها بجرأة ساحقة بشورت بالكاد يغطي مؤخرتها وقطعه صغيره تكشف نصف بطنها وقالت : ما بها ملابسي سامح!!
رفع حاجبه بدهشه وهتف : ملابس ايه يا اما؟! انتي مش لابسه اصلا ..ميرا هيا اذهبي من أمامي في الحال !!
تراجعت بدهشه وقالت بعناد طفولي : لا سامح لن اصعد.. وإذا صعدت لن انزل مجداد !!
نظر لها بحنق وسحب حزام بنطاله وهتف ؛ ماذا تقولي ميرا ؟!
جحظت عينيها برعب وهرولت الي الاعلي وهو خلفها وصاح بجنون : ايه يا بت هو أنا مش هعرف المك ولا ايه ؟؟
دلفت غرفتها وأغلقت الباب بسرعه وهي تشهق وتحاول التقاط أنفاسها بصعوبه وهمسة: ما هذا الجنون يا إلهي !!
وقف سامح امام الباب وهتف بغضب : خمس دقايق ميرا والا ستندمين …
وقف ينتظرها وهو يلوح بيده يجلب بعض الهواء فجسده يشتعل دون توقف ..ويأني من شده أثارته بها ..
لحظات رفع حاجبه عندما سمع صرخت زاد ويبدو من صرخته ما يجري معها …
تنفس بعنف وتحرك الي الأسفل وغمغم : الله يحرقكم ايه مبتشبعوش ؟!
وصل الي الحديقه وهو يشتعل بنار حارقه تكوي جسده وهمس: وحيات امك يا ميرا ماشي بس تيجي تحت أيدي!!
انتظر لحظات ونزلت ميرا بعد أن بدلت ملابسها واقترب منها وقالت : حسنا سامح لقد بدالت ملابسي.. ماذا تريد ؟!
أشار إلى الكرسي وقال: تعالي ميرا اجلسي ..
جلست أمامه نظر لها بحنان ومسك يدها وقبلها بحنو وقال : آسف ميرا لجعلك تشعرين بالخوف..
ولكن عزيزتي لا يجب أن يراكي أحد بمثل تلك الملابس.. هذا خطأ صغيرتي !
هزت راسها بالنفي وردت ببراءة قد تودي بحياة سامح بالتأكيد : أنا اثق بك سامح! وأشعر معك بالامان واعلم انك لن تؤذيني !!
بلع لعابه بصعوبه وهمس: يخربيتك هتجلطيني ..
نظرت له بدهشة وقالت: ماذا تقول ؟!
بلل شفتيه وقال: نعم ميرا أنا مستحيل أن هذا ..
لكني راجل في النهايه.. وانتي مثيرا حد اللعنه، وبريئه أيضا ،وصغيره.. لكنك تفعلين بي ما لم تستطع امرأة ناضجه فعله.. لذلك يجب عليكي توخي الحذر صغيرتي !!
رمشت بعينيها وهزت راسها بالايجاب وهمسة: حسنا أنا أفهم هذا .. لك ذلك سامح!! لن ارتدي ملابس كاشفه مره اخري هنا في مصر !!
هتف بحنق وغمغم: ولا هنا ولا هناك ياما انسي اللبس العريان ده مفهوم!!
نظرت له بدهشة وقالت: لا افهم سامح ؟
هز رأسه وتمتم: لا عليكي الان.. أنا استطاعت الوصل الي رقم هاتف والدتك ولكن الرقم مغلق ..
أخرج الهاتف من جيبه وقال : خذي هذا الهاتف حتي استطيع التواصل معكي في اي وقت …
اخذت الهاتف وقالت : شكرا لك ايها الوسيم!
نظرت له وامتلات عينيها بالدموع وهمسه: إذا ما العمل سامح؟ كيف نصل إليها !!
هز رأسه وتمتم: سوف نصل ميرا بالتأكيد..
مسكت يده وهمسة بحيره : لا اعلم ماذا علي افعل؟ واين اذهب؟ الان جلال يستضيفني في بيته.. وغدا ماذا افعل
واين اذهب ؟!
اقترب منها ومسح دموعها بطرف يده وقال: لا تخافي ميرا ..الان ..وغدا.. وكل يوم.. أنا معاكي ولن اتخلي عنك ابدا حتي تصلي الي والدتك بسلام !!
ابتسمت برقه وامتنان حقيقي والقت نفسها باحضانه وهمسة: غريب جدا انت ..وانا اغرب منك !!
ضمها لحضنه وعض على شفتيه وهمس: لماذا ميرا ؟!
قبضت على قميصه بيدها وقالت ؛ لا استطيع التصديق اني احببت خاطفي ..وأشعر بهذا الامان والحنان بين أحضانه !
ابتسم بجانب فمه ورد: أنا حضني حنين أنا عارف!!
وانا كمان بحب حضنك يا بسكوته …
……………………………
في فيلا إيهم ..
دلف من بوابه الفيلا… وهو يقود سيارته ووتين غافيه بين أحضانه ..توقف بالسياره أمام الباب الداخلي للفيلا وفتح الباب وحملها بين ذراعيه ..وترجل من السياره واغلق الباب بقدمه ..
وتحرك الي الباب وضرب الباب بقدمه ..حتي فتحت العامله وهي تنظر لهم بدهشة وهتفت : الف حمد لله على السلامه يا بيه.. هي اسملله عليها مالها يا بيه كفا لله الشر ؟!
نظر لها ودلف وهتف : ماله يا بت.. نايمه يا اختي الهانم زي الفل !!
تحرك الي الدرج وصعده والعاملة تضرب كف باخر وغمغمت : يا حلاوه يا ولاد ايه المحن ده!!
وصل غرفة النوم ولكز الباب بقدمه.. ودلف واغلقه خلفه وتحرك الي الفراش ووضعها بحذر شديد.. ومسح علي شعرها بحنان وهمس بحنو بالغ : وتين قلبي.. اصحي بقا وحشتيني اوي.. انتي ختي الطريقة كله نوم !
شهقت بين نومها وكأنها تعاني من كابوس مزعج مسح على وجنتها برفق وهمس: حبيبي اصحي يا وتين انتي في حضني متخفيش انا هنا يا قلبي!!
فتحت عينيها وصرخت بفزع وهبت من الفراش تلاقها إيهم في أحضانه وهمس في أذنها : اششش!! خلاص اهدي مفيش حد يعرف يبصلك ابدا اهدي ..
ظلت تنحب وتشهق بصوت مكتوم وهو يضمها لحضنه بقوه.. ومرر يده على شعرها بحنان ..ويهمس لها بحنو بالغ حتي هدأت تماما ..وعادت إلى الفراش واغمضت عينيها …
اقترب منها وهمس أمام شفتيها بصوت أجش مشتعل برغبة حارقه : وتين استني ..متنميش يا قلبي وحشتيني!
تململت بكسل ودارت بجسدها أعطته ظهرها وغمغمت بنوم : إيهم عشاني سيبني انام!!
مسح علي ظهرها.. وازاح شعرها بحنان ..وفتح سحاب الفستان.. وعض شفته وهو يلتهم ظهرها بعينه.. ويشعر بحمم تدفق بداخله ..حتي هبط على ظهرها والتهم بشرتها بشفتيه ..شهقت وتين وتلوت بين أحضانه بغنج وهمسة: إيهم !!
نزع سترته وقميصه ومال عليها.. وزحف بشفتيه ببطء شديد.. ولحس ظهرها حتي وصل إلي عنقها.. ورفع شعرها بيده.. والتهم عنقها بعنف ويده تغوص في شعرها يدلك فروتها.. ويده الآخر تعبث باماكن أنوثتها ..
تاوهت وهي تشعر بحريق اجتاحه جسدها ودون إراده دارت بجسدها له ..وهبط فوقها واستولى علي شفتيها بقبله عميقه …قبلها بفجر وهي تتجاوب معه وفتحت فمها تستقبل لسانه بداخل فمها وهي تتلو وتشهق..
وجسدها يرتجف بقوه غاب عقله وعقلها وسقط سويا في بحر عشقهم.. وهو يمتلكها بكل قوته بطريقه أكثر همجيه ..بعشق جارف.. عشق قاتل …عشق وجنون لا يعرف الرحمه…
في ذلك الوقت يغيب كل شي الا كونها بين أحضانه يرتشف منها بهوس..
زحف بشفتيه ببطء علي ساقها حتي ولج لسانه بأنوثتها وضاجعه بعنف وهي تتلوي بدون وعي..
وضعت يدها تضغط على رأسه بين ساقيها وصرخت بالم لذيذ أصبحت تعشقه بين أحضانه ..
مر وقت طويل وهو يرتشف منها بهوس وهي تستقبل جنونه بعشق ..حتي أنهك جسدها بالكامل.. اخيرا انتهاء بعد أن انتهك كل شبرا في جسدها.. وجدد علاماته التي لم تكن زالت اصلا …
ضمها بحضنه وقبل راسها وهو يمسح على شعرها المبتل بحنان وهمس : غرقتيني يا وتين جننتيني وهوستيني !!
هزت راسها وهي تلتقط أنفاسها بصعوبه وهمسة بضعف: انت تجنن يا قلبي.. مش بحس بنفسي وانا في حضنك أنا بعمل ايه اصلا !!
ضحك بعبث وهمس: آهات، ومحن، واخر سفاله يا صغنن!!
لكزته بخفه وهمسة : ايه ده!! بس..
ضحك بشده وضمها بحضنه وشدد عليها رفعت عينيها وهمسة: ايه ده؟!
نظر لها بحنان ورد: ايه يا قلبي؟؟
نظرت حولها وقالت : احنا فين دي مش شقتني؟؟
ضحك بصخب وهتف: ياقلبي لسه اللي واخده بالك.. لا يا جنيتي دي فيلينا.. مش الشقه ..هااا ايه رايك فيها ؟!
نظرت حولها وقالت : حلوه اوي يا حبيبي بس ده كتير اوي …
ضرب جبهته ..ونهض من السرير وتحرك بتجاه غرفة الملابس ..وغاب لحظات وخرج بصندوق صغير بالون الاحمر القطيفه الناعمه.. وهتف : نسيت خالص كنت عايز اقدملك الهديه دي اول حاجه بس ملحوقه!!
فتح الصندوق وقدمه لها واردف بعشق : حبيبي من يوم ما شوفتك وكل مره اشوف اي قطعه من دول وتعجبني واحس انها هتليق عليكي كنت اشتريها.. بس خوفت اقدمها ليكي تفهميني غلط زي العاده وتزعلي !
نظرت إلي محتويات الصندوق بذهول من كمية المجوهرات باشكال والوان مختلفه رائعه جدا وجذابه بشده تخطف الأنظار ..وهزت راسها بالنفي وغمغمت بذهول : يا خبر.. ايه كل ده! كتير اوي يا قلبي؟!
ضمها إليه ورفعها إلى ساقيه وهمس بين شفتيها : مفيش حاجه اسمها كتير.. دنيتي كلها تحت رجليكي يا صغنن !!
ضمته بلهفه ودموعها تنزل ببطئ وتمتمت: بموت فيك
مسح ظهرها وقال : بعشقك يا قلب إيهم من جوه …
دار بها واعتلاها بتملك وهوس وهمس : هااا كنا بنقول ايه بقا ؟!
مسحت علي منكبيه العريض وهمسه بغنج : مش فاكره يا أيهم
ضحك بعبث وهمس بين شفتيها: اخص عليا افكرك حالا
والتهم شفتيها بجوع لا ينتهي وسحبها في جوله جديده بشغف وعنف وضراوه لا يستطيع السيطره عليها…
…………………………………..
في الحاره في منزل زاد ..
فتحت عنايات الباب ..وشهقت بفرحه وعدم تصديق وهي تجد زاد أمامها ..هي وجلال وخلفهم ميرا وهتفت : زااااد!! يا قلب امك …
اندفعت زاد الي أحضان والدتها وغمغمت بدموع: ماما يا حبيبتي ..وحشتيني اوي يا قلبي!!
ضمتها عنايات بقوه.. ودارت بها بفرحه وسعاده عارمه.. وجلال ينظر لهم بسعاده تحرك وهتف : كده يا نعناعه شوفتي بنتك ونستيني!! طيب دانا حتي امي ميته …
ضحكت باحراج وهتفت: يووه!! يقطعني..
ضمته بكل الامتنان والشكر الذي بقلبها له وردت: يا بني دانت الغالي ياواد ..انت غلوتك في قلبي ربك اللي يعلم بيها …
قبلها جلال علي راسها وقال: ربنا يخليكي ليا يا امي !!
دلف حمزه وغرام وهتف بدهشه : زاد …
نظرت لهم زاد بفرحه واندفعت الي حضن أخيها وهتفت : حمزه وحشتني اوي …
ضمها لحضنه وهتف : وحشاني اوي يا حبيبتي حمد الله على السلامه…
غمغمت بفرحه : الله يسلمك ..
سحبتها غرام من حضن حمزه وهتفت: سيبها وحشتني اوي !!
تركها حمزه وتحرك الي جلال بفرح وضمه بحب …
ضمتها غرام بفرحه وهتف : وحشاني يا بت نعناعه..
ضمتها زاد وهتفت : وحشاني يا قلبي ،
هتف حمزه : جميلك علي راسي طول العمر يا باشا ..
لكزه جلال ورد : بس يا حمزه.. وبطل باشا دي.. ايه شايفني لابس طربوش قدامك.. احنا من سن بعض يا جدع !!
ضحك حمزه وغمزه بعبث وهمس: مين حتة البسكوته دي ؟!وزاد شايفهما معاك عادي لسه ما قتلتها !!
ضحك جلال وهز رأسه بيأس وغمغم: اسكت اختك بتغير من شنطه.. دي خولل يا عم !
ضحك حمزه وتمتم : عارفه انت هتقولي علي اختي ..
اقتربت عنايات من ميرا وهتفت : تعالي يا عروسه.. اتفضلي ياختي !ايه الجمال ده ؟!
هزت ميرا راسها بعدم فهم ضحكت زاد وهتفت : والدتي ترحب بكي ميرا !!
ضحكت ميرا وقالت : اوه ..لطيفه جدا !
نظرت عنايات الي زاد وهمسة : بترطن تقولي ايه يا بت؟!
ضحكت زاد وهتفت: بتقولك انتي لطيفه اوي ..
ضحكت عنايات وسحبت ميرا لحضنها بقوه وهتفت : كلهم بيقولي كده يا حبيبتي !!
دق الباب وتحركت غرام وفتحت الباب وهتفت: اتفضلي يا خالتي..
دلفت بدريه بفرحه : ياختي يزيد فضلك.. بالحق زاد رجعت ؟؟
هتفت زاد وهي تقترب منها : بالحق يا بدريه وحشتيني ..
صاحت بدريه بفرحه : يا صلاه الزين ..تعالي يا بت وحشتيني يا بت قلبي!
ضمتها بحنان خالص ومسحت علي ظهرها وهمسة: ياختي البت دي جات علي الجواز يا عنايات ماشاء الله..
امال لو مكنتيش هاربين يا بت..
الواد ده شغال الله ينور !!
ضحك الجميع بصخب ونظر لها جلال بدهشة وهتف: يا نهار ابيض بتقولي ايه يا ستي؟!
لكزه حمزه وهتف: لا دي بدريه تقول اللي عايزها اوع تعترض !!
تحرك جلال وغمغم بحنق : يا عم دي بتفعص في مراتي!!
اقترب منها وسحب زاد منها وهتف : بس كفايه انتي بتعملي ايه؟!
رفعت حاجبها بدهشة وشهقت وهتفت : جري ايه يا ولا!! دي بنتي يا عنيه ..هتسكت ولا أصدرها منك ؟!
ضحكت زاد وهتف جلال : كان غيرك اشطر يا اما.. الحكومه نفسها معرفتش تصدرها مني!! دي بتاعتي دي…
ضم زاد بحضنه وهتف : أنا افعص بس !
ضحك الجميع بصخب وهتفت بدريه : لا جدع يا عين امك وبابن انك بتفعص بضمير اوي!!
نظرت بدريه الي ميرا وهتفت: مين الحته الملونه دي يا ولاد؟!
ضحك الجميع بصخب وهتف جلال : ضيفتنا يا ستي رحبي بيه كده !!
اقتربت بدريه من ميرا التي تراجعت بحذر وسحبتها بدريه وهتفت : تعالي ياختي هو أنا هكلك؟ أنا هسلم عليكي ..
جحظت عينين ميرا من ضمة بدريه القويه وهتف : ريحتك حلوه يا لونه!!
ضحكت زاد وقالت : اسمها ميرا يا خالتي …
هزت راسها بالنفي وغمغمت: لا لونه احلي ..
عشان ملونه!!
ضحك الجميع بصخب ولحظات وصدح صوت رنين الباب وتحرك حمزه وفتح الباب وهتف : اهلا يا دكتور.. ازيك يا وتين اتفضلوا …
دلف ايهم وهتف : بدريه عندكم يا حمزه!
دلفت وتين وقالت : رحنا البيت مش هناك ….
ضحك حمزه وهتف : الحبايب كلهم هنا ..
نظرت وتين الي الداخل وصاحت بعدم تصديق: زااااد !!
التفتت زاد وهتفت : يا روحي ..
اندفعت كل منها الي أحضان الاخره بحضن طويل جدااا يحمل كل معاني الود.. والحب الخالص ..والاحتواء والحنان ..والدعم ..وكل مشاعر تجمع صديقتان تفرقتان وعاد اجتمعاتان.. بترتيب القدر…
وقف الزمان بفرح احتراما الي هذا اللقاء الجميل النادر..
تنهدت وتين براحه ودموعها تنهمر دون توقف وهي تأن بفرحه وسعاده وهمسة : وحشتيني أوي يا صحبتي وحشتيني يا اختي!!
حفرت الدموع وديان علي وجنتي زاد وغمغمت : وحشتيني اوي يا وتيني يا قلبي.. كنت هموت من القلق عليكي يا بت !!
اقترب ايهم وهتف : كفايه بقا انتو ايه؟ كنتوا رضعين نكد يا بت انتي وهي!!
ضحك جلال بتهكم واردف: دول خدوه مع التطعيمات ياعم!!
اقترب ايهم وجلال وسلم عليه وهتف : مبروك الجواز يا دكتور!!
اوما إيهم وهتف : الله يبارك فيك يا باشا ..حمد الله على السلامه !!
هتفت عنايات بفرحه : يلا انت وهي ادخلوا وانا هحضرلكم غداء ملوكي تحلفوا بيه …
مر الوقت سريعا ووضعت عنايات وبدريه وغرام أصناف الطعام من اطيب ما لذه وطاب على السفره وهتفت : يلا يا ولاد الاكل هيبرد!!
نهض الجميع وجلسوا علي السفره ..جلال بجانب زاد وإيهم بجانب وتين… وغرام بجانب حمزه… وميرا بين عنايات وبدريه …
نظرت إلي طبقها بذهول مخلوط بالرهبه.. ورمشت بعينيها .. وحاولت النهوض نظرت لها بدريه وسحبته اجلستها.. وقالت: رايحه فين؟ وانا بحط الاكل ده لامي ؟!
نظرت لها بدهشة وجلست مره اخري ..
وهتفت عنايات : كلوا يا ولاد الاكل هيبرد.. كل ياجلال وانت يا إيهم.. كلوا انتو عرسان ولازم ترموا عضمكم !!
نظر إيهم إلي وتين ومد لها قطعت لحم في فمها وغمز لها : أنا تمام.. بس وتين محتاجه غذا يا خالتي.. يرضيك بتفرفر !!
شهقت وتين بزعر ودست قطعت لحم في فمه حتي تسكته وهمسة : إيهم والنبي خلي بالك من لسانك !!
ضحك وقبض علي يدها وقبل باطنها .. وقرصها في خصرها وهمس في أذنها : هدلعيني لما نروح وانا اسكت !!
فذت وهي تلتفت حولها وهي علي وشك البكاء وهزت راسها بالايجاب وهمسة: حاضر.. والله حاضر !!
مسكت قطعت لحم ووضعتها في فمه برقه وحنان فاق الحدود وهمسة : كل يا قلبي انت مفطرتش كويس!!
بلع ما في فمه وهمس في أذنها بعبث : رضعت كتير اللي الليله اللي فاتت مش جعان !!
وضعت يدها على فمها واغمضت عينيها وهمسة بصوت باكي متوسل: ابوس ايدك حد يسمعك يا ايهم مينفعش كده !!
كتم جلال ضحكته ومال علي إذن زاد وهمس : الله يكون في عون صاحبتك علي الكارثه اللي معاه !!
رفعت حاجبه بدهشه وغمغمت : حوش يا سي جلال الاحترام بينقط منك !!
مرر يده علي فخذها بعبث وغمغم: هو المحترم ينفع معاكي انتي يا بلوه؟!
قبضت علي يده وهمسة : كنت خلعتك يا عنيه!!
نظر لها بدهشة وعض شفته بعبث ..قطع جملته صوت
رنين هاتفه رفع الهاتف وهتف : الو ..
صمت لحظه وهتف : يعني انتوا تحت؟!
نظرت له عنايات وهتفت : هم مين يا ضنايا ؟!
اوع تقولي هتسيب الغداء وتنزل!!
نظر لها باحراج وهتف : غصب عني يا امي.. سامح ومراد تحت و …
قطعت جملته بحنق : يا سلام يجوا لحد تحت البيت ويمشوا كده؟!
نظرت إلي حمزه وهتفت : متقول حاجه يا شملول وسيبك من المعدوله مراتك !!
ضحك الجميع بصخب ونهض حمزه وهتف : حاضر يا ما هنزل اجيبهم!!
هتف جلال في الهاتف : تمام يا شباب حمزه نازل اهو.. اطلعوا نتغدا سوا ده أمر من فوق اوي !!
ضحك بصخب واغلق الهاتف .. وفتح فمه لزاد التي تطعمه بدلال وكأنه طفلها المدلل.. تناول الطعام من يدها وقبل أصابعها برقه…
نظرت ميرا الي باب الشقه بلهفه بمجرد سمعت اسم سامح وتتمنى أن يأتي
هلل وجهها بفرح عندما دلف سامح وخلفه مراد ..
خرجت غرام من المطبخ باطباق لسامح ومراد …
هتف مراد بمرح : متجمعين في المكان اللي تستاهلوا يا جماعه !!
ضحك الجميع بصخب وهتف جلال: وانت اولنا يا باشا…
نهض جلال وسلم عليهم وأشار إلي ايهم وقال : دكتور ايهم ابو الفضل دكتور العظام المعروف ..
نهض ايهم بترحاب واقترب سامح وسلم عليه وهتف : طبعا دكتور ايهم عامل ايه؟!
اوما برأسه وقال: اهلا بشوات البلد.. حمد لله على السلامه !!
اقترب مراد بمرح وقال: ايهم باشا هو حد ميعرفهوش!!
أنا شوفتك من فتره في موتمر في باريس وكانت معاك ..
غمزه ايهم بخفه وحمحم بخفوت : احمم..
ضحك مراد بعبث ورفع حاجبه وغمغم: مجموعه من امهر الأطباء في العالم!!
هز ايهم رأسه وجلس وتمتم: الله يحرقك !!
ضحك جلال ومراد وسامح وحمزه بصخب ونظرت وتين الي ايهم بغصه ثم زاد التي اشاره لها وابتسمت بحب…
نظرت له وتين بحنق وغضب اقترب منها وتمتم بصدق وندم : حقك عليا ..أنا آسف يا قلب ايهم!! بس ده كان قبل ما اشوفك واعشقك..
هزت راسها وهمسة بدموع : المهم اللي جاي يا ايهم !!
قبل يدها ورأسها وهمس : اللي جاي كله ليكي يا وتين قلبي.. أنا كلي بتاعك دلوقتي.. وعيوني عميت عن أي حد تاني يا عمري …
هتف سامح الي جلال : وانا اقول غطست كده ..
غرقان في البط والحمام يا حليوه !!
ضحكت عنايات وهتفت : اسم علي مقامك تعالي يا واد الله اكبر عليك يا ضنايا ..تعالي كل اللي يعجبك!!
نهضت وهتفت : تعال هنا يا حبيبي …
جلس سامح بجانب ميرا ونظر له مراد بمرح وغمغم: جاتلك علي الطبطاب يا بن المحظوظه !!
اشاره بدريه الي مراد وهتفت : تعالي يا حلو انت جمبي .. ولا عايز عصفوره تقعد جمبها ؟!
ضحك مراد بمرح وغمغم: لا يا خالتي دانتي مزت المزز.. متتجوزيني ينوابك ثواب!!
ضحكت بدريه وهتفت : لا يا خويا انتي تفطسني وانت شبه ضرفت الباب.. وانا ست صحتي علي ادي !!
انفجر الجميع بصخب وبصق إيهم الماء من فمه وضحك بصخب وغمغم : حبيبة قلبي يا خالتي.. وانا اقول بنتك مفرهد كده ليه؟!
لكزته وتين بخفه وهمسة : اتلم بقا !!
غمغم جلال : يابني دول بنات متلصمه بالعافيه.. مش نافعين !!
نظرت له زاد بدهشة رفع حاجبه بسخريه وغمغم : تنكري يا حياتي؟؟
لكزته بخفه وردت: انت زي القطط تاكل وتنكر يا حبيبي !!
ضحك جلال وهتف : المهم اكل ..
همس سامح بحنق : كل يا خويا ولا بتشبع !!
نظر الي ميرا التي لم تمس الاكل وغمغم : وانتي مش هتاكل طبعا ..عايزه سلطه! اهم اللي بيكلوا مش نافعين.. هتنفعي انتي؟!
نظرت له بدهشة وقالت: ماذا ؟؟ انتي تقولي ايه سامح ؟!
ضحك الجميع وهتف مراد بمرح: انتي تقولي ايه سامح؟!
ضحك ايهم وهتف : انتي من اي حته معلش؟!
اوما جلال وهتف: ميرا بس اللي عارفه
ضحك الجميع ..وزفر سامح بحنق ومسك كوب الماء .. وهتفت بدريه : يابنتي كلي انتي ملمستيش الاكل.. وقرفانه كده ليه تكوني حامل يا اختي؟!
ضحك الجميع بصخب وبصق سامح الماء وهتف : ينهار اسود بتقولي ايه ياما ؟!
ضحكت بدريه وهتفت: ماهو هم الخواجات كده عندهم الحكايه سداح مداح في بعضهم كده !!
كتم جلال ضحكته وهتف: اهدي يا معلم روحك هتطلع !!
نظرت لهم ميرا بدهشه وقالت: ماذا ؟؟
أنا مش افهم انتي ؟!
ضحكت غرام وهتفت: خالتي بتسال هل انتي حامل ميرا ؟!
هزت ميرا راسها بالنفي وردت بعفوبه ذبحة سامح : لا أنا اكون عذراء!!!
ضحك الجميع بجنون ونظر لها سامح بدهشه وهتف إيهم بعبث : اتخضيت علي الفاضي لسه ليك نصيب!!
لكزته وتين وهمسة بأحراج : وبعدين معاك !!
غمزه جلال وهتف : هتقص الشريط وتحضر العرض الاول!!!
لكزته زاد بقدمها وهمسة : يلهوي عليكم كفايه قلة ادب بقا …
هتف مراد بمرح : ده هو بطل العرضيا حليوه !!
مسك سامح أحد السكاكين وغمغم : خلصت يا هلس انت وهو؟! اقطموا بقا بدل ما اروح فيكم في داهيه !!
ضحكت بدريه وهتفت : وانت يا حبة عيني!!
عينك من الملونه دي ؟!
مال مراد عليها بمرح وقال: حب من اول خطفه يا خالتي!!
ضحكت عنايات وهتفت : يعني هي حامل منك يا ولا؟!
انفجر الضحك من الجميع وهتف سامح : يا خالتي انتي هتجبيلي تهمه.. هي بتقول انها انسه !!
بس هي مش بتاكل عشان هي نباتيه …
قطبت بدريه حاجبه بدهشه وهتف : ده من ايه يا ضنايا؟!
مصت عنايات شفتها وهتفت : وليه علاج يا خويا المرض ده ؟!
ضحك إيهم وهتف: لا هتموت بيه يا خالتي.. ارحموني بطني وجعتني ؟!
هتف جلال : يا امي هي نباتيه.. يعني مش بتاكل اي لحوم بتاكل اكل نباتي !!
هزت عنايات راسها وهتفت: وليه يا ولاد؟!
غمغمت بدريه : عشان كده شبه عصايه الغليه !!!
ضرب سامح جبهته وهتف لميرا : طبعا انتي ولا فاهمه الحفله اللي معموله عليكي يا بسكوته !!
نظرت له ميرا ببراءة وهتفت : انتي زعل سامح ؟!
هز رأسه وتمتم: أنا هطق!!! كلي ميرا من اجلي …
مسك قطعه من الدجاج وهمس : من اجلي يا عزيزتي!!!
فتحت فمها تحت تأثير نظرته الحنونه وتناولت قطعة دجاج …
صفق الجميع بصخب وسعاده وهتفت بدريه : ايوه كلي يا ختي بدل ما تروحي فيها تحت ايده يا بنتي !!!
ضحك الجميع بصخب علي عفوية وصراحه بدريه القاتله ..
ومر اليوم بين ضحك وسعاده زارت قلوب الجميع لاول مره من شهور ….
…………………………………..
بعد مرور شهر والأمور مستقره نوع ما بين الجميع .. العشق يشتعل بينهم كالنار التي لا تنطفئ…
ام عن زاد وجلال رغم أن حبهما يزداد بجنون.. إلا أن غيرتهما لا تهدأ… دائم في شد وجذب كأنهما في معركة لا رابح فيها …
لكن كلاهما يعشق الآخر حتى الهلاك وكأنهما لا يعرفان الحياة إلا بصراخهما وحبهما المجنون …
وإيهم وتين فحياتهما أصبحت أكثر دفئا ..
لكن عشقه لها صار مهلكا… دائما ما يطاردها كظلها …
لا يمنحها فرصة للهروب من سطوته… يحاصرها بحبه.. وصبره لا يزال يعلمها كيف تثق بنفسها …كيف تواجه الحياة دون خوف …دون كلل أو ملل.. لكنها رغم كل شيء لا تزال تراه ملاذها الوحيد تتشبث به كأنها تخشى أن تضيع بدونه…
إم سامح وميرا اشتعلت بينهم شرارة عشق وغرام نادر، لا يفهمه إلا من ذاق مثله.
رغم اختلافهما في كل شيء تقريبا، إلا أن قلبيهما اجتمعا على حب مغلف بالأمان.
سامح كان لها مصدر الدفء والاحتواء، وهي وجدت بين ذراعيه للمرة الأولى شعورا بالأمان افتقدته طوال حياتها.
………………………..
في احد اليخوت الفاخرة علي صفحة النيل العظيم
تحرك يشق صفحة النيل بهدوء، تحملهما أنسام الليل الناعمة،
بينما ميرا تجلس مقابلة لسامح، تنظر إليه بعينين لامعه بنظرة تجمع بين الخجل والامتنان.
ساد بينهما صمت قصير، قطعه صوت ميرا الخافت، المتهدج بنبرة لا تخفى على سامح ما تحمله من ألم دفين:أتدري سامح…؟ لم أكن يوما ابنة لعائلة حقيقية كما يحظى الآخرون…حين كنت في السادسة من عمري، أخذني والدي من حضن والدتي، ومنذ تلك اللحظة، لم أرها قط…
ارتعشت أناملها فوق حافة المقعد، فأسرع سامح ووضع يده فوق يدها بحنان، وشد عليها بخفة يشجعها على المواصلة
تابعت بصوت خافت: نشأت وحيدة… لم يكن أبي قريبا مني، كان يعيش حياته في أماكن بعيدة… ولم يكن يحضر لرؤيتي إلا كل حين ، كأنه يؤدي واجب ثقيل.
كبرت وأنا لا أعرف طعم الدفء، ولا معنى الأمان…
إلى أن… إلى أن خطفتني أنت…
ابتسمت ابتسامة باهتة، لكنها كانت تحمل من الصدق أكثر مما تحتمل القلوب وهمسة : أعلم أن ما حدث لم يكن اختيارا منك… لكن، وللمرة الأولى في حياتي، شعرت بأنني لست وحيدة.وجدت في عينيك أمانا طالما حلمت به…
أسند سامح ظهره إلى المقعد، يطالعها بنظرة عميقة، وكأن قلبه ينحني أمام ألمها.
مرت لحظات صامتة، مفعمة بالشعور، قبل أن تهمس ميرا، بنبرة فيها تردد: تعلم رغم أنك اختطفتني… إلا أنني للمرة الأولى شعرت بالأمان الحقيقي… معك سامح
ابتسم سامح بخفه وغمغم :ربما لأنك كنتي دائما تستحقين قلب يحميكي ميرا
اخفضت راسها قليلا ثم رفعت عينيها إليه وقالت بابتسامة خفيفة:لكن… لا أنكر أنك غيور جدا… وعصبي كذلك…أحيانا أخشى من ردود أفعالك المفاجئة!!
ضحك سامح برجوله ، ومد يده وأخذ كفها بين يديه، وغمغم بصوت أكثر دفئا:أنا رجل شرقي ميرا.
دمائي تغلي حين يتعلق الأمر بمن أحب… ولكنني لا أؤذيك ولن أؤذيك يوما
تردد لحظة، ثم أكمل بجدية امتزجت بالعاطفة:وأعلم أنك قد تستغربين غيرتي حين ترتدين ما يكشف منكي أكثر مما ينبغي…ولكن الأمر ليس بدافع التملك، بل من عمق إيماني الذي نشأت عليه.
نظرت إليه ميرا بفضول، فابتسم وتابع بنبرة صافية، كأنها صلاة تخرج من أعماقه:ديننا الإسلامي، ميرا، ليس كما يصوره الجهل أو الحقد.
هو دين رحمة… دين يصون المرأة ويحفظ كرامتها.
في الإسلام، المرأة جوهرة مصونة، أمرنا الله أن نغلفها بالحفظ والرعاية، لا أن نحبسها أو نقهرها…
كرمها ديننا أما، فجعل الجنة تحت قدميها،
وكرمها بنتا، فأوصى النبي الكريم بحسن تربيتها،
وكرمها زوجة، فأمر الرجال أن يكونوا لها سندا وحماية،
واكثر من ذلك جعل الرجال قاومون علي النساء …
أي قائمون على رعايتهن وخدمتهن بكل عدل ورحمة، لا قهرا ولا ظلما بمعني أن الرجل المسلم قائم علي خدمة أهله…
أمسك سامح بيدها بلطف أكبر، وأضاف وهو ينظر في عينيها بثبات:غيرتي عليكي ليست تملكا أحمق، بل حب أنا اريد أن أحفظك من نظرات لا تستحقك…
وأصراري على أن تصوني جسدك ليس تحكما، بل إيمانا أن جسدك له قدسيته… لا يليق به أن يكون مشاع للعيون.
في ديني… أنتي درة محفوظة، لا سلعة معروضة ميرا!!
سكت لحظة وهو يراقب ارتعاشة أناملها بين يديه، ثم مال قليلا نحوها وقال:أريدك أن تفهمي أنني حين أغار، فذلك لأنني أراك غالية…
ولأن ديني علمني أن أحبك حب يصونك، لا حبٍ يكسرك؛!
رفعت ميرا رأسها نحوه ببطء، وداخل عينيها تألق جديد، مزيج من الفهم والإيمان،ثم همست بصوت مبحوح بالعاطفة:لم يحدث أن شرح لي أحدا بهذه الطريقة الجميلة…كنت أظن أن الإسلام دين يقيد المرأة… لكنك كسرت كل ظني.
ابتسم سامح، ورفع يدها إلى شفتيه، وقبلها قبلة خفيفة مليئة بالصدق، وقال : الإسلام جاء ليحررك من كل قيد
ظالم… ويصونك من كل نظرة دونية.
وأنا… سأكون ظلك، وملاذك، وكل الأمان الذي لم تعرفيه يوما…
ساد بينهما صمت طويل…
لم يكن صمتا باردا، بل كان أشبه بنداء صامت بين قلبين بدأ بينهما شيء أكبر من الحب… شيء اسمه الفهم.
رفعت ميرا عينيها ونظرت الي سامح، تراقب ملامحه الصارمة التي تخفي خلفها دفئا هائلا، ثم همسة بتردد يشوبه الحياء: سامح… هل تسمح لي بسؤال؟
أمسك يدها بلطف أكبر، وكأنه يخشي أن تفلت من بين يديه، وأجابها بابتسامة مطمئنة:اسألي ما شئت… سأجيبك بكل ما أملك من صدق..
نظرت للي عمق عينيه وتنهدت بخفة وقالت :كيف يمكن لدين الإسلام أن يكون… طمأنينة بهذا الشكل الذي تصفه؟
لماذا إذن يقال عنه إنه يقيد المرأة ويمنعها من حريتها؟
ابتسم سامح ابتسامة حزينة وقال بصوت يحمل رجفة من شدة صدقه:لأن كثيرًا من الناس لم ير الإسلام كما هو، بل رأى سوء تطبيقه.
الإسلام، يا ميرا، أعطى المرأة حرية لم تعرفها الأمم قبل مجيئه.رفعها، صانها، أمر بسترها تكريما، لا إذلالًا…
شرع لها حق التعليم ..والعمل ..والتملك ..واختيار الزوج،
وأوصى الرجال أن يكونوا لها عونا، لا سادة متسلطين.!!
تأمل وجهها لحظة، ثم مال نحوها قليلا وقال وكلماته تخرج من أعماق روحه: أتعلمين… الإسلام أمر الرجل أن يخفض جناحه للمرأة، أن يحسن صحبتها، أن يحترم عقلها وقلبها وروحها…
لو رأيت ميرا نبينا الكريم، لوجدته أول من يقوم إذا دخلت عليه ابنته فاطمة، ويقبل يدها، ويجلسها مكانه.
لو رأيته وهو يوصي بالنساء في خطبته الأخيرة قبل موته، لعلمتي أن الإسلام رسالة حب ورحمة للمرأة قبل أي شيء!!!
شهقت ميرا بصمت، وقد لمعت عيناها بدموع خفيفة، شعرت بها دون إرادة همسةوهي تبتلع غصة حائرة:لم… لم يخبرني أحد بذلك من قبل…؟
ضم سامح يدها بكلتي يديه، كأنه يعاهدها بينه وبين الله، ثم قال بخشوع: ربما لأن القلوب التي التقيتي بها ، لم يحبك كما ينبغي …ولكن إن أردت، سأكون دليلك…
سأريك الإسلام كما يجب أن يعرف، لا كما يشوه !!!
بدا التأثر واضحا في عينيها وهزت رأسها ببطء وهمسة: أريد أن أعرف كل شيء سامح منك !!
ضحك سامح بخفة بحب وامتنان وقال بحنو:وأنا… لن أدعك وحدك أبدا بعد اليوم، يا صغيرتي
حل الصمت بينهما مرة أخرى، لكنه كان هذه المرة…
صمتا مقدسا، يشبه الدعاء الذي يخرج من القلب، يرتفع إلى السماء.
………………………………..
صباحا في فيلا إيهم ..
تململت وتين بكسل ومسحت علي الفراش بجانبها ورفعت راسها وهي تبحث عنه.. ولكنها لم تجده…
اعتدلت وهي تسحب المفرش عليها وتحاوط جسدها العاري ..وسحبت الهاتف وضغطت عليه.. ووضعته علي أذنها لحظات
واتاها صوته العابث : صباح الملبن بالمانجه يا صغنن!!
اخيرا فوقت ..دانتي دخلتي في غيبوبه يا قلبي !!
رجعت بظهرها الي ظهر الفراش وهمسه بغنج ورقه مفرطه : إيهم بس بقا.. ايه ده؟! انت اول مره تسيبني نايمه وتنزل من غير ما تصبح عليا!!
ضحك بصخب وهتف: حقك عليا طبعا!! بس كلموني من المستشفى وكان لازم انزل.. ومهنش عليا اصحيكي وانا سايبك تنامي الصبح يا قلبي!!
تنهدت براحه وهمسة : برضو مخصماك يا إيهم!!
عض شفته بعبث وغمغم: يا بت كفايه دلع.. أنا هاجي اصالحك بضمير اوي اوي اوي.. بس الجدع اللي يكمل للآخر !!
ضحكت بخجل وهمسة: قليل الادب اوي!
ضحك وغمغم : ياصغنن ده فن قلتلك ..وبعدين يخونك اللوحه اللي برسمها كل يوم !!
ضحكت وهتف : قصدك بتشوهني كل يوم؟!
همس بعبث : انتي شيفه تشويه.. وانا شايفه فن!! والاختلاف في السرير لا يفسد للمحن اللي بينا …
المهم في دلع ولا ايه ؟!
ضحكت بمرح وردت : انت مجنون يا ايهم !!
اوما برأسه وقال: اه!! وهخلص شغل واجي اطلع جناني عليكي.. يلا سلام يا صغنن !
عضت شفتها وهمسة : سلام يا حبيبي …
أغلقت الهاتف.. ونهضت من الفراش ببطء ..وسارت الي المرحاض بحذر.. وأخذت حمامها الصباحي وخرجت بدلت ملابسها.. وخرجت من الغرفة..
وجدت العامله تكاد تدلف الغرفه نظرت لها وقالت : في حاجه يا سكر؟!
اومات العامله وهتفت : في واحده ست عايزه حضرتك تحت يا هانم !!
قطبت حاجبيها وقالت: ست مين دي ؟!
اشاره بيده واردف: مقلتش بس منخيرها مش معانا على الأرض رفعها لفوق اوي !!
ضحكت وتين وهتفت : عيب يا سكر.. يلا انزلي قدمي جبلهاا حاجه تشربها وانا نازله اهو !!
اومات العامله وتحركت الي أسفل وخلفها وتين وهي تشعر بخاطب ما ..كلما اقتربت الي أسفل حتي وصلت إلي تلك السيده الجالسه بأريحية مبالغ فيها وهتف : اهلا وسهلا.. مين حضرتك؟!
نهضت سلوي بغضب.. ونظرت الي وتين بنفور وهتفت بنزق : بقا انتي يا تربيه الحواري تعيشي في الفيلا دي؟!
جحظت عينيها برعب وهزت رأسها وهمسة: سلوي هانم !!
اومات سلوي بغضب وهتفت بحنق : فاكره لما جيت وقلت قدامك أن ابني وانا عارفه اخرو معاكي يومين !!
وانتي يا عيني مصدقتيش نايمه في العسل علي ودانك !!
نظرت لها وتين بدهشة وبلعت لعابه بصعوبه وهمسة ؛ أنا مش فاهمه حضرتك قصدك ايه؟!
ضحكت سلوي بنزق وهتفت بفحيح كالحيه السامه : طبعا لازم متفهميش ..وانتي بتفهمي ايه اصلا في الدنيا !!
هزت وتين راسها بالنفي وغمغمت بدموع: حضرتك أنا بفهم كويس اوي.. وانا مش عايزه ارد عليكي عشان انتي في بيتي.. وانك ام إيهم !!
ضحكت بستنكار وغمغمت : انتي متعرفيش اصلا تردي.. انتي مجرد جسم جميل إيهم بيفرغ فيه طاقه…
والدليل علي كلامي أنه عمره ما هيفكر فيكي شريكه حياته.. انتي شريكته في السرير وبس !!!
انهمرت دموعها بقهر وقالت بثقه : لا مستحيل إيهم مش كده!! أنا عارفه ومتاكده ايهم عمره ما يكون كده !!
سحبت هاتفها وردت بنزق : لا كده ونص ..والدليل علي كلامي أنه خطب حنين.. وادي صورتهم اللي هينشروها علي كل التواصل الاجتماعي.. وفوقها خبر خطوبه الدكتور إبهم ابو الفضل علي الدكتوره الشابه الناجح حنين عز الدين …
نظرت وتين الي الصوره التي تم التعديل عليها بواسطه الذكاء الاصطناعي وجعلتها تظهر كأنها صوره لثنائي في حفله خطوبتهم !!
شهقت بالم يفتك بقلبها وهمسة بصوت مكتوم: لا مستحيل إيهم بيحبني !!
ضحكت سلوي وفاح الشر من كلماتها وهتف : بيحبك هو بيحب جسمك اه ..لكن يوم ما يختار زوجه تشرفه قدام الناس اكيد مش هتكون انتي.. انتي حتي مختيش شهادتك.. ولا تعرفي تتكلمي ولا تتصرفي !!
نظرت لها بتشفي وهمسة : وكله كوم وانك مريضه نفسيه كوم لوحده.. انتي مكانك الطبيعي مستشفى المجانين يا ماما ..مش جمب إيهم ابو الفضل ابدا !!
بلعت غصتها وهي تشعر بانهيار العالم فوق راسها كأنها استيقظت من حلم جميل علي تلك الحقيقه البشعه …
شعرت كأن الأرض قد انشقت تحت اقدامها وابتلعتها في ظلام لا نهاية له.. كلمات سلوي المسمومه كانت كخناجر مسمومة تخترق قلبها ببطء …
تحطم شيئا في داخلها لم تعرف حتى بوجوده لم تصرخ، لم تبكي، فقط شعرت بروحها تنكمش، تتضاءل، كأنها تعود إلى قوقعتها القديمة التي ظنت أن أيهم قد حررها منها…
انحصرت بداخل دوامها من الأفكار حتي أنها لم تشعر برحيل سلوي ..تحركت ببطء وجلست علي اقرب اريكه وهبطت فوقها ..ووضعت راسها وذهبت الي النوم مباشرا وكأنها تدخل الي قوقعتها وتختفي بداخلها وتتمني ان يكون الي الأبد وووو
يتبع
ساحره القلم ساره احمد