علي قيد العشق

علي قيد العشق(الفصل التاسع عشر)

علي قيد العشق(الفصل التاسع عشر)

الفصل التاسع عشر الجزء التاني…

قالوو–العين تعشق قبل القلب احيانا–
          فقلت عشق القلوب دم يسكن شريانا–
قالو اتعشق غيبا لم ترى وتظل حيرانا
          قلت عشق الارواح اذا اتصلت تسكن ابدانا
قالو كيف تعشق بلا بصر وتعشق اوهاما —
           قلت ماادراكم بطيف الاحبة وسحرها الفتانا
قالو اتعشق خيالا يراودك ويسكن الاحلاما—-
            قلت مااروع اللقى فى عالم ليس فيه سكانا
انا ومن احب وعشق تعلقت به روحانا —
حب الارواح باق —
             وحب العيون سراب

…………………………………

هز ممدوح رأسه بيأس ع حال صديقه وقال : ربك كبير ..
نظر فريد بجانب الطريق وهتف بقهر : استنا يا ممدوح !!
نظر له ممدوح بدهشة وهتف: ليه ؟!

  • اقف هنا

توقف وصف السياره وهتف : فيه ايه يا فريد ؟!
أشار له فريد وترجل من السياره وتقدم الي باب المسجد ووقف أمامه وحدق به وهو يشعر أنه صغير جدااا ضئيل جدا ؛ حاول تنظيم أنفاسه بصعوبه وتقدم وقف مره آخره وخلع حذائه ودلف بقلب مثقل بالهموم والألم والقهر تقدم وهو ينظر ف أرجاء المسجد بتوهان ؛ثم جلس مكانه حاول تحريك لسانه أكثر من مره ولكنه يشعر بثقل شديد ولا يستطيع تحريك لسانه ظل صامتا ؛ لكن عينيه تشتعل وتنزف بدل الدموع دما ؛ مر وقت عليه حتي علت شهقته وخرجت من اعماق فؤاده الممزق

ربت يد حنونه ع كتفه وقال: هون ع نفسك يا ابني !!
رفع فريد وجهه الغارق بالدموع وجد رجل يظهر ف وجهه نور وراحه نظر له وغمغم بنبره متقطعه : تـ تعبـ ان اوووي يا شـ شيخ !!

جلس امام المسجد أمامه ورمقه بود ومحبه وهتف : الإنسان طول ماهو بعيد عن ربنا يفضل تعبان يا ابني ؛؛
هز رأسه وتمتم: مـ معاك حق أنا بعيد اوي !
حياتي كلها معاصي وذنوب ! مش فاكر اخر مره صليت كان امتي كنت فاكر اني هعيش حياتي كلها كده !
ربت ع ساقه وقال : بسم الله الرحمن الرحيم
إِلَّا ٱلَّذِينَ تَابُواْ مِنۢ بَعْدِ ذَٰلِكَ وَأَصْلَحُواْ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ
صدق الله العظيم…

اوما برأسه وقال: صدق الله العظيم بس ده لما اكون توبة !! لكن أنا ضيعت عمري وكل حاجه حلوه ف حياتي ؛
تنهد بحرقه واردف : ع الرغم من الماضي اللي مليان بالذنوب ربنا بعتلي اللي يسحبني وياخد بيدي بس انا عملت ايه ضيعتها وكسرت قلبها !

نظر له امام المسجد بود وقال : يعني متجوز وواضح انك بتحب مراتك !!
اوما برأسه وقال: عملت المستحيل عشان اتجوزها كانت نور الصبح اللي نور الدنيا ف عيني ؛ والله كنت بدأت اتغير وابقي احسن ؛ معرفش ايه اللي حصل وكل حاجه اتهدت ع دماغي مره واحده وخسرتها للابد ؟!
الماضي مش سيبني ف حالي يا شيخ !!

نظر له وقال : اسمع مني الكلمتين دول يا ابني وفكر فيهم كويس اوي ..

  • اتفضل يا شيخ سامعك ؛؛

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
والذي نفسي بيده ، ليغفرن الله يوم القيامة مغفرة يتطاول لها إبليس رجاء أن تصيبه “
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم

اوما برأسه وقال: عليه افضل الصلاه والسلام ..

  • رحمت ربنا يابني اكبر مما تتخيل لدرجة أن إبليس نفسه هيطمع فيها
    قال تعالي ،،
  • ﴿قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ﴾ (الزمر: 53)
  • عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابين». (رواه الترمذي وابن ماجه)

اوما الامام وقال : يعني ربنا يا ولدي غفور رحيم حنين اوي ؛ ولم يحب عبده يقربه ليه ؛ انت شايف دلوقتي أن الدنيا جايه عليك كسره ضهرك بس ممكن قوتك تكون ف الانكسارت دي ؛ ربنا عايزك ترجعي ليه بيغير حياتك كلها عشانك ؛ كل حاجه بتحصل ف حياتنا ليها حكمه احنا عقلنا المحدود ميقدرش يفهم حكمته الا لو هو سبحانه وتعالى أراد انك تعرف وتفهم  !! وممكن تفهم بعد سنين وممكن تعيش وتموت من غير ما تفهم !! بس لازم يكون عندك يقين أن رب الخير لا يأتي إلا بالخير …

لم تحس الدنيا كسرتك دور وسط الكسره دي ع سر قوتك وف لحظة إنهيارك هتلاقي درس عظيم .. بس قبل كل ده لازم تتوب وترجع بالسلامه لربك ؛ اعمل حاجه واحده صح حتي لو كنت مش عايزها !! اعملها وانت عندك يقين أن ربك عليه الباقي سبحانه وهيصلح حياتك ويعالج كل مكسور جواك ..

انت بتقول أن مراتك ضاعت منك بس ربك قادر يدبر ويغير الحال ويرجعها ليك تاني ده ربنا قال “ولا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمر “

ربت ع ساقه وقال: قول معايا من قلبك “
هز فريد رأسه وبدأ يردد معه قال امام المسجد: “اللهم اني استودعك نفسي وديني واخرتي ودنياي انك لا تضيع الودائع “

ردد معه وهو يشعر بقلبه يهدي والسكينه تمل روحه وعقله يستريح من التفكير ..
نظر الشيخ الي الساعه وردد بحب : خلي الدعاء ده ع لسانك طول الوقت ؛ يلا الفجر وجب قوم اتؤض وتعال !

نظر له فريد كـ الغريق المضطر الذي وجد طوق نجاته ؛ واومأ برأسه ونهض وذهب حتي يتؤضي
قام أمام المسجد ورفع الاذن بصوته الرخيم …

ف الخارج سمع ممدوح صوت الاذن وترجل من السياره ..
ودلف المسجد بعد أن خلع حذائه تحرك حتي يتوضأ وقف مبهوت مشدوه وهو يري فريد يتوضأ رمش باهدابه يحاول تفسير ما يحدث هل نام ف السياره ويحلم الان ؟!
انتهاء فريد من الوضوء ودار حتي يعود إلى المسجد وجد ممدوح أمامه ينظر له بذهول ودهشه اقترب منه فريد وقال : مالك واقف كده ليه ؟؟
رمش باهدابه وقال : هااا انت كنت بتعمل ايه ؟!
مط شفتيه وقال :  انت شايف ايه !!
رفع حاجبه بدهشه وقال: بتتوض انت بجد ؟!
هز فريد رأسه وتمتم: انت مالك اتجننت ولا ايه !! كل الذهول ده انت كنت فاقد فيا الامل اوي كده!!  ولا أنا كنت ابو لهب ولا ايه ؟!
ضحك ممدوح بخفه وقال : يارجل ابو لهب ايه دانت عديته بمراحل ؛؛
نظر له وغمغم : مش عايز اشتم غور من وشي !!

ضحك ممدوح وانحنا جانبا ودلف فريد الي المسجد مر بعض الوقت إقامة الصلاه وقف فريد امام ربه لاول مره من سنين يشعر وكان قلبه أصبح خفيف لا يوجد به اي هم وكأنه ولد ف هذه اللحظه من جديد

سجد واطال السجود وقال من اعمق نقطه ف قلبه:  يارب أنا عارف انك سامعني وحاسس انك معايا جتلك يارب بقلب مهموم وعقل تعبان ونفس مكسوره ومطفيه أعني يا لله ساعدني يارب أنا مليش غيرك يارب ..

  مع انتهاء الصلاه شعر وكان معاناته كله صغير جدا أمام خالق عظيم يعلم بحاله ويشعر به ..
خرج من المسجد بنفس راضية مطمئنه وقلب يشعر برضا تام لن يفكر كثير سيفعل الشي الصحيح حتي وان  كان غير راضي عنه وآمله و ظنه كبير أن الله سيصلح كل شي ..

صعد السياره وذهب الي شقته يشعر برغبه ف النوم وكأنه كان ف سباق ماراثون يضغط على أعصابه واخير وصل لنهايه الطريق دلف الشقه ووضع راسها وذهب الي نوم عميق مرتاح حرم منه من فتره كبيره
………………………………………..
صباحا ف شقه مازن

وصل ابراهيم وسهير الي الشقه مع مازن ويوسف ودلفت الشقه هتفت سهير بمجرد دخولها : يعني ايه يا مازن احنا اخر من يعلم يعني ايه هيطلقوا النهارده ؟!

أشار لها مازن وهتف: ادخلي بس يا امي ونتكلم جوه هنقف جنب الباب نتكلم !!
هتف ابراهيم: ما انت بتقول كلام يجنن يا ابني ويطير عقل اي حد ؟!
اغلق مازن الباب وقال : والله أنا ف الجنان ده اكتر من شهرين وبنتك اللي رافضة أبلغكم باي حاجه وكمان أنا كنت فاكر شويه زعل وهيروحوا لحالهم
لكن اتفاجات لما فريد كلمني وطلب اني اكلمكم عشان يخلص الموضوع النهارده !!

لطمت سهير وجنتيها وصاح ابراهيم بغضب: يعني ايه يخلص النهارده هي ايه ملهاش اب يتكلم معاه ويقدره زي ما طلبها مني ولا الدنيا سايبه ؟!

هز يوسف رأسه وتمتم: يا عمي اهدي الأمور مش هتتحل كده عهد رافضه اي كلام من فريد قدامنا كنا شهر كامل وهو عايش ف عربيته تحت ف الشارع وهي حتي مش عايزه تسمعه ولا تشوفه !!

اوما مازن مؤكدا : يا بابا عهد حالتها النفسيه زفت ومش مستقر ابدا وفريد عمل اللي عليه وزياده بس لما لقيها مصممه عـ الطلاق قالي اكلمك الراجل عداي العيب بصراحه .

هتفت سهير بغضب : يعني هي اتجننت !!
اكيد هو عمل حاجه مفيش وحده عايزه تخرب بيتها بايدها !

اوما مازن برأسه وقال: المشكله بدأت لما فريد لعب ماتش ملاكمه وكدب عليها وقالها مش هلعب بس غصب عنه مقدرش يرجع ف كلمه قالها وكمان هناك بعد الماتش كان ف واحده زباله قربت من فريد وو…

قطب ابراهيم حاجبيه وهتف : متكمل يا بني عملت ايه الست دي ؟!
غمغم مازن باحراج : باسته يا حج ومن يومها بدأت المشاكل بينهم !!
أرجع ابراهيم ظهره وقال: يعني الحكايه كده !! وعهد فين دلوقتي ؟!

  • ف الجامعه طبعا ؛
  • طيب اتصل بيها تيجي فورا ؛

أخرج مازن هاتفه واتصل ع عهد وطلب حضورها ف الحال اغلق الهاتف ونظر الي والديه وتمتم : ع فكره ف اخر حاجه لازم تعرفوها !
نظر له والده وهتفت سهير : انطق يا حبيبي في مصايب تانيه ؟!

هز رأسه ورد : اه عهد حامل وكمان ف الشهر الرابع !!

احتلت الصدمه وجوه الجميع وضحك ابراهيم بتهكم واردفت: عال عال كملت !!
قطبت حاجبيها وقالت: بنتي حامل ف الرابع وانا معرفش ليه يا مازن هو أنا مش امكم ولا ايه ؟!

نظر له بقلة حيله ورد : يا امي عهد كانت مش ف حالتها الطبيعيه وكانت خايفه لما تعرفوا ترجعوها لفريد غضب عنها !
رفع ابراهيم  حاجبه بدهشه وقال: لدرجه دي ليه قتلها قتيل ولا ايه ؟!
………………………………………
ف شقه مايا

جلست تشاهد فيديو ليلتها مع فريد الذي سجلته الكاميرا التي تضعها ف غرفه نومها ؛ وتتلمس الشاشه وهي تتمناه لو كانت هذه الليله لا تنتهي ؛ اجفلت ع صوت طرق الباب تركت الهاتف ونهضة لتفتح وتفاجات بـ فريد أمامه حدقت به برعب وهتفت : انت عايز ايه ؟!
نظر له فريد بهدوء وقال : ازيك يا مايا ممكن نتكلم !!
تحول رعبها الي ذهول عندما وجدته يدلف ويتكلم بهدوء اول مره تراه هكذا اومات بخفه وقالت: طبعا اتفضل !!
وقف امامه وقال : انا جاي اقلك اني !
اقتربت منه وهمسة: انك ايه ؟!
تنهد بثقل شديد وأكمل : احنا لازم نتجوز ؛؛
حدقت به بذهول ودهشه وتلعثمت قائلا : انت بتقول ايه ؟!!!
نظر لها واومأ برأسه وقال: لا صدقي أنا مش عايز ابني يطلع ابن حرام !!
القات نفسها بحضنه وهي تصيح مش شدة الفرحه : بجد يا فريد أنا مش مصدقه ؟!
مسك يدها وارجعها مره اخري الي الخلف وقال : استني يا مايا أنا مخلصتش كلامي ؛؛
نظرت له بفرحه وسعاده غير محدوده وهتفت : كمل كلامك يا حبيبي !
رمقها لحظه وقال : لازم اتاكد الاول أنه ابني ؛ ولو طلع ابني جوزنا هيكون سنه واحده لحد ما تولدي ! وبعدها هجبلك شقه وشغل كويس بره مصر وهحطلك مبلغ كبير ف البنك تأمني بيه مستقبلك للابد بس ع شرط !!

نظرت له ودموعها تنزل ببطئ وتمتمت: شرط ايه ؟!

لم يهتم بدموعها وأكمل : تنسيني وتنسي ابنك أنا هربيه بمعرفتي ده عشان مصلحته يا مايا ولو فعلا بتحبي ابنك وافقي ع الاتفاق ده فكري كويس !!

نظرت له وردت: أنا كنت فاكره أننا هنتجوز بجد ؟!
هز رأسه وتمتم: لا يا مايا جوزنا هيكون ع الورق لحد ما تولدي أنا خلاص اخدت قرار اني مش هظلمك تاني !!

  • وانت كده مش بتظلمني ؟!
  • لا يا مايا مش بظلمك أنا بحاول اعمل حاجه صح واكيد طبعا الصح اني مسبش ابني لو كان اني يطلع ابن حرام وبعدين انتي عارفه مضيكي عايز ابنك يتعاير بيكي لما يكبر ؟!

جلست ع الاريكه بصمت ودموعها تنهمر ع وجنتيها وقالت : عندك حق أنا أم متشرفش ابنها ووجودي ف حياته هيدمرها ..
رفعت راسها ونظرت إليه وقالت: أنا موافقه يا فريد ؛
هز رأسه وتمتم: تمام “

ابتلع الغصه المسننه بحلقه وغمغم: النهارده هخلص موضوع عهد وهجيلك بالليل عشان نروح للمأذون ‘
وقفت وقالت : موضوع عهد !!!
هز رأسه وقال : هطلقها !

شعرت للحظه بأمل انبعث داخلها ربما أسعدها الزمن وتحول زواجهم من مؤقت الي دائما طلما عهد ستبتعد عنهم ابتسمت بخبث وضعت يدها ع راسها وهمسه : اه فريد الحقني دايخه اوي ؟!
تمسك به فريد وقال : مالك كنتي كويسه !
تمسكت بها وردت : دايخه اووي قعدني ؛

ارجعها الي الاريكه وقال : اقعدي شكلك مش واخده بالك من صحتك انتي حامل يعني لازم تتغذي !!
نظر له بجديه وقال: انتي فطرتي ؟
هزت راسها بالنفي وردت: لا لسه ؛
تركها ونهض وقال : قومي غيري هدومك ع ما احضرلك فطار بعدين نروح نعمل التحاليل عند الدكتور !!
نظرت له وقالت : فريد مممكن نستنا كام يوم لحد ماحس اني كويسه ؟!
حدق به وقال : قومي يلا يا مايا !!

اومات برأسها وتحركت الي الغرفه وتحرك هو الي المطبخ فتح البراد وجده لا يحتوي ع اي خضار او فاكهه او اي اكل صحي
هتف جاهرا : ليه سايبه الثلاجه فاضيه كده عشان كده دايخه !!

هتفت وهي تختار ملابسها : الفتره اللي فاتت مكنش لي نفس للاكل !!
أخرج هاتفه وهتف : كام رقم السوبر ماركت اللي هنا ؟!
ردت من داخل الغرفه : التليفون عندك ع الكنبه الرقم عليه !!
زحف الي الاريكه والتقط الهاتف وقال : مايا الباسورد كام ؟!
قالت باختصار: تاريخ ميلادك يا حبيبي ؛؛
ابتسم بجانب فمه ورد : بجد !!!
فتح الهاتف وغيم الحزن ع عينيه وهو يشاهد غلطت عمره !
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
ف شقه مازن

دلفت عهد من الباب قائلا : في ايه يا مازن جبتني كده ع ملا وشي فـ. …

ماتت الكلمات ع شفتيها عندما وجدت والديها ف انتظارها بلعت لعوبها بصعوبه وهمسة: بابا وماما !!

ضحكت سهير بتهكم واردفت: وحيات امك انتي لسه فاكره بابا وماما ؟!
تقدمت عهد بحذر وقالت : اه طبعا يا ماما أنا أقدر انساكم يا حبيبتي ؛
نهضت سهير بغضب واعصابها ع وشك الانفجار وصاحت : لا البت دي عايزه تنقطني !!

صرخت عهد واختبت خلف مازن ونهض ابراهيم بغضب وهو يتمسك بسهير  وهتف : استني انتي كمان هو مفيش حد عاقل ف البيت ده ؟!

نظرت له سهير بدهشه وقالت: انتي بتقولي أنا الكلام ده !! قول لبنتك اللي خدت قرار الطلاق من غير حتي ما تعرفنا كأننا ملناش وجود ف حياتها !

أشار له مازن وقال: يعني اللي بيحصل ده حل يا امي ؟!
تدخل يوسف وهتف : اصبري بس يا مرات عمي نقعد ونتكلم وان شاء الله مفيش طلاق ولا حاجه ؛

صاحت عهد بغضب من خلف مازن : لا طبعا انا هطلق يعني هطلق !!
رفعت سهير حاجبها بذهول وهتفت : شوفت بتك عاوزه تموتني هتشلني !

رد عهد : بعد الشر عنك يا ماما بس انا مش مرتاحه ومش عايز أكمل مع فريد !!

هز ابراهيم رأسه وغمغم: تعال يا عهد ؛؛
نظرت عهد الي والدتها ثم الي والدها بخوف وتردد
اوما لها والدها وقال : تعالي يا بنتي متخفيش !!

اقتربت منه والقت نفسها باحضانه وهي تنحب وتشهق بصوت مكتوم مر بعض الوقت ومازلت تشهق وتنحب دون توقف وكأنها اخيرا وجدت الحضن الذي تشعر به بالامان …

نظرت لها والدتها بدهشه واقتربت منها ومسحت ع ظهرها وغمغمت بدموع: مالك يا عهد ليه يا بنتي العياط ده كله !!
أشار له ابراهيم برأسه وسحب عهد وانصرف خارج الشقه
……………. …. …. ……
ف مكان ما ….

وصل ممدوح وجلال الي مكان الذي ينتظرهم به فريد ترجل كلا منهم من سيارته بدهشه من مكالمة فريد الغامضة لهم تقدم ممدوح وهتف: انت كويس يا فريد ؟!
وخلفه جلال : حصل حاجه ولا ايه ؟!

نظر لهم فريد والسعاده تطل من عينيه وقام باحتضان ممدوح ثم جلال وهو يضحك بمرح
قطب ممدوح حاجبه بذهول من التغير الجزري الذي جد علي صديقه وكأنه تم استبداله
ضحك جلال عليه وقال : هو في ايه يا فريد بجد !! وايه المكان ده ؟!

هتف فريد :  تعالوا اتفرجوا معايا وهفهمكم كل حاجه !
داروا ف المكان بذهول وهتف : ايه ده يا فريد هتفتح مدرسه ؟!

ضحك فريد وغمغم: مدرسه ايه يا عم !! ده ممكن نقول دار للبنات وهسميه دار العهد !
هتف جلال وهو يرمق المكان بذهول : جميل اوي عملة ده كله أمته ؟!
أردف ممدوح : أنا بجد مش فاهم حاجه يعني ده دار ايتام ؟!
هز فريد رأسه وقال : ايتام وغير ايتام وانا اشتريته جاهزه كده لسه النهارده !

دار ف المكان وهتف بعينين تلمع من الفرحه: المكان ده هيكون الماؤه لاي بنت من الشارع والكباريهات وشقق الدعاره هحاول أن شاء الله احمي حتي بنت واحده من واحد زباله ممكن يستغلها ..

نظر له ممدوح بدهشة وقال : انت اتغيرت اوي يا فريد !
أنا مش مصدق اللي بسمعه ؟!

بلع الغصه التي تكومه ف حلقه بصعوبه ومسح دمعه بجانب عينيه وقال : بحاول يا صاحبي يمكن ربنا يسامحني ع كل واحده غدارت بيها ؟!

ربت ممدوح ع منكبيه وقال: هيسامحك أن شاء الله انت ندمت وتوبه واديك بتحاول تصلح ربنا غفور رحيم يا صاحبي !
اقترب منه جلال وقال : ده كفايه العذاب اللي انت عايش فيه يا صاحبي وحرمانك من حب عمرك كفر ذنوبك كله !!
احتضنهم فريد بحب وهمس : يارب ؛

خرج ممدرح من حضنه ورد : طيب انا عايز اشاركك ونوسع المكان ده عشان يشيل عدد أكبر !
هتف جلال : وانا كمان والفيلا دي تبقي اتنين نشتري الفيلا اللي جمبها ونوسع !!
ضحك فريد وهتف: ايه الحلاوه دي يا شباب طيب بمناسبه الكلام الجامد ده انا عندي كمان مفاجاه !!

ضحك ممدوح بخفه وقال: هات ياعم لينا شهرين عايشين ف نكد ومرار طافح !
هتف فريد: تعالوا اقعدو وهحكيلكم !!

فلاش باك

ادخل تاريخ ميلاده وفتح الهاتف ع الفيديو التي كانت تشاهده مايا قبل مجيء فريد
نظر الي الفيديو وهز رأسه بيأس وغيم الحزن ع عينيه وهو يشاهد غلطت عمره ، لحظات حتي جحظت عينيه وتوقف العالم بأسره من حوله ولم يعد يسمع شي حوله الا دقات قلبه التي تقرع كالطبول أعاد الفيديو وهو يغمغم : ياما انت كريم يارب ؛الحمد الله الحمد لله ؛ أنا مش مصدق عيني !!!

جلس ع الاريكه وهو يشعر أن أقدامه لا تستطيع حمله من شده الفرحه لحظات وبدأ يستوعب وهمس : امال دي حامل ازاي ؟!
وانا ملمستهاش وسبتها ونمت ؟!

اسودت عيناه بغضب ونهض هادرا لحظه واحده وتراجع ومسح على وجهه وقال: اهدي فريد ! وفكر بلاش تندفع كالعاده ؟!

مسك الهاتف وقام بإرسال الفيديو لنفسه وترك الهاتف ؛ ووقف لحظات يحاول السيطره على أعصابه ؛ وعقله يعمل ف كل اتجاه حتي خرجت مايا من الغرفه وهتفت : أنا جاهزه !
نظر لها بتهكم واردفت: معلش مره تانيه بقا أنا لازم امشي دلوقتي عندي شغل مهم ؛
ربت ع ذراعها وتمتم: سلام يا مايا !!
وانصرف من أمامها ونظرت مايا له بذهول ودهشه وقالت : مع السلامه ..

عوده

نهض ممدوح بذهول مخلوط بالغضب وهدر: يا بت ال* وسبتها عايشه كده عادي !! بت الا* المؤمس دي ؛

نظر له فريد وقال: اقعد الموضوع ده مش عايز تهور اكيد مايا مع رامز ؛ بس انا مش عايزهم أنا عايز اللي وراهم ؛ اللي فاكر نفسه اللهو الخفي ف فيلا عزام الاشقر !!

اوما جلال بدهشه وقال: ازاي قدرت تمسك اعصابك يا جاحد ؟!
عض فريد داخل فمه وهتف: سبحان من صبرني وخلاني ع اخر لحظه امسك العقل !!

نهض ممدوح ورد : دول خربوا حياتك وكنت هطلق مراتك وتتجوزها بت الكلب الشمال دي !
ربت فريد ع منكبه وقال: كله هيخلص أنا هوريهم النجوم ف عز الظهر الصبر حلو دول عايزين شغل ع كبير !

اسودت عيناه بسواد قاتم وكور قبضته وهدر بفحيح: وحيات كل دمعه نزلت من عيون مراتي ؛ وحيات كل ليله نمت فيها ع جمر بيحرق ف قلبي هوريهم ايام سوده !!

غمغم ممدوح بدهشة : بس انت يا فريد عمرك ما وصلت للمرحله دي مهما شربت وكنت تصحي تاني يوم فاكر حتي لو تفاصيل بسيطه ؟!

هز رأسه وتمتم : عندك حق !! أنا فكرت ف الموضوع ده الحكايه دي فيها إن !! غير الصداع اللي ماسك دماغي ليل ونهار وكل ده فكرة فيه !!

أشار جلال برأسه وقال: سيبها عليا وانا هجبلك قرارها ؛
القي سيجارته ودعسها بحذائه وقال : أنا ماشي !!

نظر له جلال ورد : رايح فين مش هنتفق ع اللي جاي ؟!
لكزه ممدوح بحنق: ياعم سيبه اكيد رايح لمراته !

نظر له فريد وغمزه بطرف عينه وقال: حبيبي اللي بيفهمني ؛
ضحك ممدوح بخفه وقال: ربنا يهديها عليك يا صاحبي ؛
هتف فريد: يارب ؛
صعد سيارته وانطلق باقصى سرعه حان وقت العوده لعهده …..
……………………….
ف احد الكافيهات
جلس ابراهيم مع عهد بعد أن نجح ف تهدئتها نظر له وقال : احسن دلوقتي يا بنتي ؟!

اومات بصمت وهي تمسح دموعها العالقه وتمتمت : بابا أنا اسفه اني خبيت عنكم بس انا مكنتش عايزكم تزعلوا !

ربت ع يدها وقال : يا بنتي وانتي حالتك دي هتفرحنا ؟!
ولا لما تتطلقي بعد ست شهور من جوازك !!

تجمعت الدموع ف عينيها من جديد ربت ع يدها مره آخره وقال : يا حبيبتي فهميني طيب جوزك عمل ايه لكل ده ؟!
انا متاكد أنه بيحبك والا مكنتش هوافق عليه ابدا !

صمتت عهد فـ قلبها الخائن لا يريد أن يفشي سره ! لا تريد أن يسقط من أنظارهم ! لا تريد أن تنقد العهد
حتي وان كان هو نقده ! شاردة ف تلك الليله ..

فلاش باك

ضمها إليه وقال : كنت فاكر انك هتحكي لهويدا اللي حصل ؟!
هزت راسها بذهول : واحكي لهويدا ليه حاجه بين وبين جوزي !
مسحت ع منابت ذقنه وهمسة: اي حاجه بينا هتفضل بينا مفيش حد يعرفها ؛
قبلها بعمق ع جبينها وقال : حتي لو زعلتك ف يوم مش هتشتكي مني يعني ؟!!
ابتسمت برقه وهمسة: لو مهما حصل عمري ما عرف اشتكي منك !! وبعدين اشتكي لمين وانت حبيبي وجوزي واقرب ما لي ف الدنيا !! وكمان محبش انك تنزل ف نظر حد لو اشتكيت منك حتي لو اهلي !!

مسح ع وجنتها برفق وهمس: بحبك بعشقك
اقترب منها وقبلها قبله ساحره حنونه وكأنه يكافئ هذه الشفاه التي سمع منها اجمل كلام ..

ابتعد عنها ووضع جبهته ع خاصتها وتنفس أنفاسها وهمس : وعد وعهد يا عهدي عمري ما ازعلك ولا اجرحك ولا اسمح لنسمه تمس شعره منك والوعد دين عمره ما يموت ع العهد يا روحي ..

هزت راسها وهمسة : علي العهد ياروح عهد
ضمها إليه وغمغم : طيب يلا تنام عشان لو الشيطان حضر هتبقي حفله لصبح

عوده

هتف ابراهيم : عهد عهددد !!!
هزت راسها وفاقت من شروده وتمتمت: ايوه نعم يا بابا !

  • ايوه يا بابا ايه بس ! انت روحتي فين ؟!
    فهميني يا بنتي عايزه تطلقي ليه من جوزك ؟!

ترقرقت عينها وهمسه: عشان خاطري بلاش تضغط عليا يا بابا أنا بجد مش قادره اتكلم !!
هز رأسه وهتف: وانا يا بنتي مش هسيبك تخربي حياتك بيدك ومتنسيش انك حامل فكري ف ابنك أنا لازم اتكلم مع فريد !!
نهضت عهد كـ الملدوغه وهتفت : عشان خاطري يا بابا بلاش تقوله اني حامل ؛
نهض ابراهيم ورد : حرام يا بنتي ده حقه وميصحش تحرميه من ابنه !

  • يابابا ده ابني انا لوحدي !!
    هتف ابراهيم بحزم: عهد ولا كلمه !
    نظرت له ودموعها تنهمر ع وجنتيها وهرولت الي خارج الكافية بغضب وووووو
    ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
    يتبع

ساحرة القلم ساره احمد 🖋️

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments