بين أحضان قسوته

بين احضان قسوته (الفصل التاسع وعشرون )

بين احضان قسوته (الفصل التاسع وعشرون )

معـــــــــــــــــــــــكي
تذوقت أحلى معاني الحب
فأنتي لحبي عنوان
ولعشقي وطـــن
ولروحي حيااااااة
فكيف اصف حبى لكي
لم اجد اى كلام اوصفه
حتى فى كتب الشعراء
فحبك فااق كل الكلمات
فــ أنتي الحب وكل الحب
احبــــــــــــــــكـــ ااااانا….
 

أغلقت باب السياره ..ونظرت أمامها.. وجحظت عينيها برعب.. وهوي قلبها بخوف عندما وجده أمامها وينظر لهم بصقيع مميت.. أصابها برجفه حاده وغمغمت بتوتر جلي : بابي!!

اقترب منها بنظرات حاده وحدق بها وكأنه يقرأ أفكارها
تراجعت جيلان خطوه للخلف.. وهي تحاول اخفاء توترها.. لاحظ ادم توترها ..وترجل من السياره واقترب منهم بثبات.. ووقف أمام جبران ..

نظر لهم جبران بحده وعينيه تتنقل بينهم ورفع حاجبه وغمغم بهدوء مريب : كنتو فين ؟!
ابتسم ادم وهتف بثبات متجاهلا التوتر المشحون حولهم : كنا في الملاهي يا باشا..
غمغم بصوت جاف : ملاهي ليه؟!

تراجعت جيلان خلف ادم قليلا وقبضت علي قميصه وجسدها يرتجف بقوه …
اوما ادم ورد : سليم مسافر.. وجيلان كانت محتاجه تغير جو ..ومحبتش اسيبها تروح لوحدها سليم موصيني يا باشا !!

تقدمت جيلان خطوه وهمسة : أنا اسفه يا بابي لو كنا اتاخرنا !!
نظر لهم بصمت مطبق.. وعينيه تضيء بشكوك واقترب منهم خطوه ونظر الي ادم بنظره نافذه وغمغم : سليم مسافر ..بس انا موجود.. كان واجب تستأذن يا آدم!!

اوما ادم بثبات ورد : عندك حق! بس انا عارف ان حضرتك مشغول ..ومكنتش اقدر اسيبها تروح لوحدها.. دي جيلان يا باشا متتسبش لوحده!!

ميل جبران راسه وقال: ماشي يا آدم بس الموضوع ده ميتكررش ولو عندك حاجه تعال قولي أنا!!
اوما ادم بثقه ورد: هاجي اقولك طبعا.. مسألة وقت أرتب اموري!!

في هذه اللحظة، بدأت جيلان تشعر بشيء غريب يحدث لكنها تريد الهروب من الموقف.. ولكن لا تستطيع!!

نظر جبران له لحظات وكأنه يستكشف ما يدور بعقل ادم وأشار إلي جيلان وهتف : يلا يا جيلان ادخلي!
تحركت جيلان الي الداخل واخيرا أطلقت العنان لي اقدامها وركضت بسرعه.. نظر لها جبران ثم نظر الي ادم وغمغم بحده :  مش كل حاجة بتعدي بسهولة! لسه المشوار طويل يا آدم!!

انهاء كلماته ببساطه وتحرك الي الداخل  وظل أدم واقف في المكان للحظة، عينيه تراقب القصر وهو يفكر في توتر الموقف. ويدرك أن هذا ليس إلا بداية لما هو أكبر…
…………………………………………
في منتصف الليل في غرفة جيلان …

تململت بتوتر وشهقت برعب عندما وجدت اسمه يزين شاشة هاتفه للمره التي لا تعلم عددها…

عضت شفتها وبلعت لعابه بصعوبه ورفعت الهاتف وهمسة بارتباك وخجل : في إيه يا آدم؟ مش كفاية اللي عملته الصبح؟
ضحك بعبث بصوت رخيم وغمغم : فاكرة الصبح؟
أنا لسه حاسس بطعم شفايفك…وعايز أقولك… إن اللي حصل جوه بيت الرعب؟ولا حاجة بالنسبة للي عايز اعمله فيكي دلوقتي !!

عضت شفته بخجل وفتحت فمها بذهول وهتفت : عيب يا آدم عيب كده!! سيبني في حالي بقا أنا تعبت !!
تنهد وهمس بصوت أجش: أنا كمان تعبت…
تعبت من تفكيري فيكي وانتي نايمة دلوقتي بتيشرت خفيف… من غير بنطلون، صح؟

شهقت وهي تتلفت حولها وسحبت الغطاء علي نفسها وهتفت : آآآدم!!! إنت بتقول إيه؟!
ضحك بعبث لكنها ضحكه دافيه : عارفة عرفت ازاي؟
عشان كل تفصيلة في جسمك بقيت مرسومة جوا دماغي.. مش بس فاكر ريحة شعرك.. أنا حافظ ملمس رقبتك ..وطعم شفايفك.. وريقك المسكر.. وزرار الخوف اللي بيخليكي ترتعشي أول ما أقرب…

أدمت شفتها وهي تعض عليهم وهمسة بصوت مهزوز :حرام عليك كفايه!!
غمغم بصوت مشحون : أنا عايزك تترعشي بس مش من الخوف.. من لهفتي وأنا بقولك اني مش قادر أستنى الجواز.. أنا عايز أخطفك دلوقتي ..عايز افترسك !

كتمت شهقتها بيده وهمسة: إنت بتعذبني بتخوفني!!
همس بصوت متحشرج مشحون : لأ ده اسمه حب.. عشق ، أنا مش بني آدم طبيعي لما بتعلق بيكي.
إنتي بنت محترمة؟ آه !!
بس أنا اللي مش محترم..ومش ناوي أكون معاكي غير كده ..وهتحسي بكل ده  وأنا حابسك بين أيديه!!

انزلقت دموعها وهمسة: أنا مش قادرة أسمعك!
غمغم بقسوه ممزوجه بنعومه: بس بتسمعيني وبتتنفسي كل حرف بطلعه..وده كفاية يخليكي تبكي، مش كده؟

هزت راسها بالنفي وغمغمت بدموع : أنا بعيط… من كسوفي منك…
ابتسم بجانب فمه ورد: عيطي بس متقفليش…
خلي صوت شهقتك هو سر سعادتي الليلة!!

همسة جيلان بحيره : آدم ليه بتعمل فيا كده؟
اغمض عينيه وهمس بصوت ناري : عشان بحبك حب فاجر حب بيخلي شفايفي تنطق كلام ميتقالش…
وكل حته فيا تتمناكي كأني بتعاطى وجودك…

كتمت فمها تمنع شهقتها وجحظت عينيها برعب ودموعها تنهمر عندما اكمل بعبث : نامي بس إوعي تنامي قبل ما تقولي لشفايفك انك كنتي عايزة تبوسيني النهاردة بس خفتي من نفسك… وكنتي مرعوبة ومكسوفة مني!!

شهقت برعب وأنهت المكالمه وأغلقت الهاتف وتراجعت للخلف وانكمشت على نفسها وجسدها يرتجف بقوه ..
………………………………….
بعد مرور يومين …..

في فيلا سليم الباشا ..

كانت الفيلا مليئة بالحركة، والجميع في انتظار وصول سليم ودمع من شهر العسل.. كانت الأجواء مليئة بالبهجة والمرح، حيث كان جبران وونس وجيلان وآدم ومي ونظلي وأميرة جميعا موجودين لاستقبالهم ..

مر الوقت ..وتوقفت سياره سليم أمام الباب الداخلي للفيلا.. وترجل سليم وخلف دمع مسك يدها وسحبها اليه ودلف من الباب وهتف : سليم الباشا وحرمه وصلوا يا اهل الدار!!

ضحكت دمع .. واستقبلهم الجميع بحفاوة… وعالت زغريد أميرة بفرحه ملأت الفيلا ..اقتربت ونس وضمت دمع بلهفه وشوق وحنين وهتفت : وحشتيني يا دمع اوي!!

ضمتها دمع وغمغمت بدموع الفرح: وحشتيني اوي يا ونس وحشتيني يا قلبي ..
اقتربت اميره وهتفت : متسبيها يا ونس اسلم عليها وحشتني ..

تراجعت ونس  وضمتها اميره بلهفه وهتفت : حمد الله علي سلمتكم يا ولاد..
هزت دمع راسها وقالت : الله يسلمك يا ابله!!

هرولت جيلان الي أحضان أخيها وهتف : وحشتني موت يا أبيه ..
ضمها إليه وقبل راسها وهتف: وانتي اكتر يا چيچي !!
ضمت دمع وهتفت : حمد لله على السلامه يا ديمو..
ضمتها دمع وهتفت: الله يسلمك يا چيچي عقبالك يا قلبي..

اقتربت ونس وهتفت : حمد لله على السلامه يا سليم شهر عسل سعيد!!
مد يده وسلم عليها وهتف : الله يسلمك يا ونس عقبالك يا حبيبتي ..
غمغمت دمع بفرحه : يارب يا حبيبي دانا هموت من الفرحه وقتها !

اومات برأسها بتوتر وبلعت لعابه بصعوبه وهمس: متشكره اوي ..

هرولت مي بفرحه وضمتها دمع وهتفت : حمد لله علي السلامه يا ابله.. جبتي لي هديه معاكي؟!
ضمتها دمع وهتفت : طبعا يا ميوش في الشنطه حاجات كتير اوي حلوه!!

اقتربت نظلي بنظرات باردة، لا تتأثر كثيرًا بالفرحة التي تملأ المكان.. وضمت سليم وتمتمت : حمد الله على السلامه يا حبيبي!
ربت علي راسها وقال: الله يسلمك يا عمتي ..

نظرت إلي دمع ومدت يدها بنزق وغمغمت: اهلا يا دمع !!
نظرت لها دمع بدهشه وغمغم بغصه : ازي حضرتك؟؟

اومات برأسها بصمت.. ونظرت ونس واميره الي بعضهم البعض بغضب.. ونظرت دمع الي سليم بدموع متحجرة
..
ضمها سليم وقبلها اعلي راسها وغمغم: حقك عليا أنا هتكلم معها !
نظرت له نظلي وهتفت بحنق : تتكلم معايه في ايه ياسليم؟ أنا عملتها ايه دلوقتي ؟!

نظر لها سليم بدهشة وهتف بنزق : مش عارفه بجد عملتي ايه يا عمتي؟؟ بتسلمي عليها بارف كده ليه؟! الطريقه فيها اهانه أنا مش هقبلها علي مراتي عـ ..

قطع جملته صوت جبران الحاسم : سليم !!
نظر له سليم.. والتفت الجميع علي دخول جبران وادم من الباب الداخلي للحديقه.. وهتفت نظلي بحنق : ابنك بيعلي صوته عليا ..علي عمتو اللي ربته عشان مراته يا جبران !

همها الجميع بدهشه ..وهتف سليم بنزق وهو يقترب من والده : أنا مرفعتش صوتي يا باشا !! هي سلمتي علي دمع بارف وبشكل مهين.. وانا مش هقبل حد يدوس لمراتي علي طرف وانا ساكت كده …

نظر جبران إلي نظلي بشرر يندلع من عينيه وغمغم بصوت جليدي حاد : لو ده حصل اعتذر يا نظلي لي دمع!

شهقت بذهول وعالت المهمات حولها وهتف بغضب : أنا اللي اعتذر يا جبران ده مش ممكن ابدا ؟!

  • عايزه تفضلي يبقي تصلحي طريقتك مع دمع.. وبلاش حركاتك يا نظلي مفهوم!!
    نظرت إلي الجميع بحنق وتحركت الي الخارج وهتف: أنا مش عايزه اكون موجوده وسط الناس دي اصلا !!

هز جبران رأسه بيأس وغمغم: مفيش فايده …
اقترب سليم من دمع وقبلها ع راسها وقال: حقك عليا ..
هزت راسها وهمسة بدموع : مفيش حاجه يا سليم أنا مكنتش عايزها تزعل مني !

اقتربت ونس وهتفت: معلش مسير الايام تصلح كل حاجه..
نظرت إلي جبران الذي اغمض عينيه وأشار لها برأسه بخفه وقال: هو مفيش غدا ولا ايه؟ احنا عندنا عرسان !!

هزت اميره راسها واشاره على المطبخ وقالت : حالا هدخل اشوفهم خلصوا ولا ايه !!

تحركت ونس معها وقالت : خديني معاكي يا ابله!!
سحبتها اميره وقالت : تعالي يا قلبي..

دلفوا المطبخ واشاره لها وقالت : ونس ضايع منك حاجه؟!
هزت راسها بالنفي وردت: لا يا ابله !!

قطبت حاجبيها وقالت: امال العقد الماظ اللي لقيته مع ابوكي جابه من اي مصيبه جديده علي دماغنا ؟!

قطبت حاجبيها وقالت: عقد الماظ شكله ازاي يا ابله ؟!
اشاره بيدها وبدأت تشرح شكل العقد حتي هتفت ونس بفزع : يانهار اسود بتاعي.. ده جبران جايبه ليا عشان عيد ميلادي.. هو سرقه اكيد لما جالي اخر مره ياخد فلوس ..طيب ليه؟ هو مش بيشبع مانا ادتلوا كل مرتبي !!

تمسكت بها اميره وهمسة : اشش! حد يسمعك تبقي مصيبه.. متخفيش أنا لقيته وشلته.. النهارده بعد الغداء هتيجي معايا باي حجه وخديه ..وبعد كده لما يجي ليكي تاني اوعي تفتحي الباب حتي!!

هزت راسها وهمسة بنحيب حاد : حاضر !حاضر يا ابله.. بس ربنا يستر لحد ما نروح نجيبه.. ده اول هديه من جبران يا نهار اسود يا ابله !!

تمسكت بها بسرعه ووضعت يدها على فمها وهمسة: بس يا ونس لأحد يسمعك ولا جوزك يعرف وتبقي مصيبه ..

اومات برأسها وحاولت تمالك نفسها وبدأت باعداد الطعام مع اميره وبعد العاملات ..

في الخارج ..
عاد جبران يجلس في الحديقه أمام جهاز الحاسوب الشخصي يكمل عمله …

وسحب سليم دمع وقال : تعالي نغير هدومنا علي ما الغداء يجهز يا روحي ..
تحرك بها الي الدرج وغمزه ادم الواقف بجانب الدرج وغمغم : غير بس يا سولي عشان الاكل هيبرد وانا جعان !

لكزه سليم وغمغم: كلي يا اخويا حد حاشك.. بس متحفش !
هز سليم رأسه وهو يصعد الدرج وغمغم : انت عارف هنزل هفتان يا دوما …
لكزته دمع بخفه وهمسة: منحرف !!

اقترب ادم من جيلان وسحبها الي الخارج وهمسة بفزع : ادم حد يشوفنا يا مجنون!!
سحبها خلف أحد الأشجار وحاصرها بانفاسه الملتهبه وغمغم بغضب : ايه اللي لابسه ده؟!

مسحت على بنطالها وهمسة : ماله أنا في البيت يا آدم ..
وضع يده على خصرها وقربها إليه وهدر بعنف: مليش فيه يا بابا.. التوب قصير اوي وبطنك باينه.. ايه فرحانه اوي بسرتك ؟! عارفها حلوه وعايزه تتاكل ..

اقترب منها وهمس في أذنه بتملك حارق: وهاكلها متستعجليش ..
دفعته بقوه.. وهرولت الي القصر وهتف بغضب : لو رجعتي بنفس اللبس أو حاجه متعجبنيش متلوميش غير نفسك يا بت الباشا ..

بعد مرور وقت تجمع الجميع علي الطاوله الغداء بمختلف أصناف الطعام الشهي…
كان جبران علي رأس الطاوله وعلي يمينه ونس.. وبجانبها جيلان وبجانبها ادم.. ثم اميره ..

وعلي الجهه اليسري.. كان سليم وبجانبه دمع ..وبجانبها مي ..
بداء بتناول الطعام في جو مرح وسعاده..
مد جبران يده بدون وعي وسحب قطعه لحم ووضعها في طبق ونس وقال : كلي يا ونس د…

نظرت له ونس وجحظت عينيها برعب نظر له بلا مبالاة وغمغم ورفع حاجبه بتحدي بارد : كلي يا ونس !
نظر سليم ودمع لهم بدهشة وهتفت اميره مغيره الحديث : هااا عجبكم الاكل؟!

اوما الجميع وهتف سليم : تحفه تسلم ايدك طبعا ..
كتم ادم ضحكته ورفع حاجبه وهو يلاحظ نظرات جبران  لونس وغمغم : خالصين يا باشا …

نظرت له جيلان بدهشه وهمسة : بتقول حاجه؟!
هز رأسه بالنفي وهمسة : كلي يا چيچي ..

حاولت ونس تمالك نفسها وبلع الطعام بصعوبه من نظرات جبران التي تخترقها وهي تشعر أنه يعريها
بنظراته…
حاولت تغير الجو العام المشحون بالتوتر وقالت لدمع : امتحانات اخر السنه باقي عليها شهر يا دمع ..

فتحت دمع فمها بذهول وهتفت : أنا نسيت خالص يا ونس !
لكزها سليم وهتف : امتحانات ايه وانتي لسه في شهر العسل يا قلبي!!

رفعت ونس حاجبها وقالت : نعم!! الا الامتحانات يا سليم متهزرش…
هز رأسه وتمتم: انتي مش هطلعي دمع من دماغك غير لما اجوزك عشان اخلص منك …

جحظت عينيها عندما هتف سليم بمرح : عارفه يا ونس لما تتجوزي أن شاء الله هوصي جوزك ينفخك ويشغلك عننا خالص.. اقولك ايه رايك في ادم أنا متأكد أنه هيشغلك عننا خالص !!

بصق ادم الماء من فمه ونظر الي جيلان التي ظهر الغضب بعينيه وهتف : متخليك في حالك يا جدع انت.. انا قلتلك عايز اتجوز! بتتكلم عن لساني ليه؟ واصلا ونس اختي…

اومات ونس وهي تتململ بتوتر وهي تلاحظ وجه جبران الذي اسود بغضب حارق وهتفت : طبعا ادم زي اخويا لااا ده اخويا كمان مش زي!!

ضحك سليم وقال : خلاص طلعتوا اخوات ..طيب انا هعمل حفله بمناسبه رجوعنا من شهر العسل وهعزم اصحابي كلهم.. وانتي اختاري اللي يعجبك ايه رايك ؟!

بلعت لعابها بصعوبه وهي تشعر أن أنفاسها انحصرت داخل صدرها هي تعلم جيدا جبران… حين يغار، لا يصرخ هو فقط ينظر… وصمته وحده كافي لجعل الهواء ثقيلا، والتنفس صعب وغمغمت : أنا مش عايزه اتجوز اي حد يا سليم !!

نظرت إلي جبران لحظه واحده.. ثم نظرت إلي الجميع وهتفت : أنا جوزي مختلف عن كل الناس!!

الغيرة لم تكن لها نوبة مؤقتة، بل حالة تملك قاتلة، تشتعل في صدره كجمر تحت رماد هادئ لم يظهر أي  انفعال… بل تجمد وتظاهر بالهدوء، لكنه في داخله كان يشتعل، كأن صدره يضيق عليه، كأن الهواء نفسه أصبح غدرا…

ضحك سليم وقال: يا شيخه مختلف ازاي! قوليلي يمكن اطلع اعرفه أو اختار معاكي؟! انتي زي اختي برضو ..

ضحكت اميره بخفه وقالت: النصيب يا سليم بيختارنا مش احنا اللي بنختار!!
رفع جبران عينه ببطء من طبقه، وحدق في سليم بنظرة قصيرة… لم تستغرق إلا ثوان، لكنها كانت كفيلة بأن تتجمد الضحكة على وجهه وغمغم بصقيع غريب: كلي يا سليم خليك في حالك !!

اوما برأسه وابتسم بجانب فمه بعبث وقال: اصل ونس غاليه عليا !!
التزم الصمت وعاد بنظره الي طبقه بينما ونس كانت تكاد تختنق بلقمتها….

تعلم أنه لن يصمت إلى الأبد… وأن العقاب الحقيقي سيأتي لاحقا…

مد يده فجأة نحو كوب الماء، لكنه اقترب من يدها عن قصد، ومرر أصابعه بخفة على اصبعه الذي من المفترض يحمل دبلته وإعلان زواجهم…
  لم تكن لمسة حانية بل كانت رسالة.. رسالة من أربع كلمات: “أنا مش هسكت تاني .”

نظرت له وبلعت لعابها بصعوبه وهي تعلم .. تعلم كم تحمل غيرته من العنف الصامت.. كانت تشعر بجسده المتشنج بجوارها رغم سكونه، وبنظراته التي لم تتركها، رغم أنه لم يرفع عينيه…

هو لا يحتمل أن يراها محل نظر  لمن حولها.. ولا أن تزج بنفسها في مزاح لا يخصه.. يكفيه أن تذكر أمام غيره ليتحول السكون إلى سكين حاد ..

شعر بها ترتجف ونظراتها مسلطه عليه.. فرفع عينه
ونظر لها كانت نظراته كالسياط، لا تصرخ لكنها تلسع، ترسل رسائل مبطنة لا يقرؤها سواها:
انتبهي… فخطوتك القادمة قد تشعل الأرض تحت أقدامك ونس …

انقبض صدرها شيئا فشيئا وكأن حلقها جف دون سبب ..

انتهاء الغداء الكارثي وتفرق الجمع، اخيرا لم يكن جبران بحاجة لأن يرفع صوته أو يطلب منها أن تتبعه… نظرة واحدة كانت كافية…

نظرة جمعت بين الغضب المكتوم، والعتاب الذي لا يقال أمام أحد.. أشار لها برأسه بخفه لكن بحزم وتحرك خارج الفيلا الي قصر الباشا…

بلعت الغصه التي تسد حلقها بصعوبه ..والتفت حولها.. ولحقت به كمن يسير نحو مصيره،
تعرف تماما أن ساعة الحساب قد دقت.تحركت خلفه بدون لفت انتباه حتي لا تجعله ينتظر أكثر وتسوء الأمور أكثر ..

دلفت من بابا القصر ودارت برأسها حتي وجدته داخل المكتب وينظر من الشرفه بشرود بارد.. ويقبض علي كفه خلف ظهره..

أجبرت أقدامها بصعوبه علي الحركه ودلفت المكتب وأغلقت الباب ووقفت بجانب الباب وكأنها تستعد للهرب في اي لحظه ..

كان الصمت، ثقيلا، ساكنا… لكنها كانت تسمع أنفاسه كأنها صفعات على قلبها. شعرت به يضغط على فكيه، ويداه ترتجفان من شدة ما كتمه طوال الجلسة…

اخيرا خرج صوته منخفض مخيف بهدوء كحد السيف: كنت مستنياني أضحك علي الكلام السخيف اللي اتقال ؟ ولا أقولك مبروك اختاري اللي يعجبك؟
شحب وجهها ونظرت له وعضت أصابعها بارتباك وغمغمت : حبيبي ده هزار وهو ميعرفش وانا
است..

نظر لها بعينيه عاصفة لا تروى، كل نظرة منه كانت تحمل عشرات الكلمات، عشرات الاتهامات. وكأن نظراته خناجر سامه تخترق قلبها وهدر بعنف: وانتي سكتي ليه؟!
مش يمكن كان ده الوقت المناسب!! هنفضل كده لحد امتي !!

حاولت اجلا صوتها ولكنه خرج مرتجف واخفت عينيها  كأنها تحاول الهرب من عينيه وتمتمت : أنا كنت مرعوبة… مرعوبة منك، من رد فعلك، من أي كلمة تقولها تفضحنا…

اندفع بغضب وقبض على ذراعها بعنف وهزها بين يديه وهدر : ليه مبسوطه بنظرات الاعجاب من اللي حوليكي؟ هو عشقي وحبي ليكي مش كفايه؟ ليه لسه بتحسسيني انك مش قبلاني في حياتك؟! مهما احاول اثبت حبي وخوفي عليكي ليه يا ونس؟؟

حدقت بعينيه كانت نظراته تنقب في ملامحها عن ش ما.. شىء يشبه خيانة ما، ولو في صمتها ..
هو لم يكن فقط غيورا… بل كان مجروحا…

كأن فكرة أن يلمح أحد لامرأته، ولو عن غير قصد، تذبحه ببطء.كأن أنوثتها التي لا يراها إلا هو ، أصبحت فجأة مرئية للآخرين، ولو في خيالهم…

حاولت دفعه وهتفت بدموع متحجرة وهزت راسها بالنفي وهتفت : لا اوع تبصلي كده عشان مش هسامحك تاني!! لو هموت من غيرك اموت احسن !

ارتفع صدره وهبط وهو يشعر بالهواء يضغط علي رئتيه يخنقه وكأنها سكاكين تنغرز بقلبه وهدر بغضب مكبوت: انتي عايزه ايه يا ونس؟ بتحبيني زي ما بحبك؟ عايزني زي ما عايزك؟ اصل لو كان اه !!
كنت هتبقي عايزه برضوا تكوني مراتي قدام الناس زي ما انا عايز.. وتوجعك حتي لو نظرت اعجاب مش مني!!

انزلقت دموعها بقهر وهي تشعر بطعم الخذلان يعود مره اخري يحتل حلقها وغمغمت : أنا كده في نظرك؟ يعني كل اللي عملته ده انت شايفه كده؟!

قبض على يدها وهزها وهدر بكلمات كانت كافيه تهد جبل : أنا ما بستحملش الخيانة… حتى لو كانت بالسكوت وانتي سكتي !!

نظرت له بكسره ومرتجفه وهمسة بمراره : خيانه يا جبران!! أنا خاينه ؟!
نظر لها وزحف وميض من الندم الي عينيه عندما راي الكسره في عينيها ..وترك يدها ..وخرح من المكتب وكان شياطين الانس والجن تلاحقه …

انهارت ونس وعال نحيبها لم تكن تبكي حزناً … بل وجعا، لأنها رأت في عينيه أكثر من الغيرة… رأت وجعه منها، وهي آخر من تتمنى أن توجعه هي تعلم لماذا اوجعها بكلمته لانه موجوع أضعاف أضعاف وجعها …

مر وقت لم تشعر ونس ماهيته حتي دلفت اميره تبحث عنها اقتربت منها وربت على ظهرها انتفضت ونس وغمغمت بدموع: جبران!

قطبت اميره حاجبيها بدهشة ونظرت لها بقلق وهتفت: مالك يا ونس بتعيطي ليه ؟وقاعده كده ليه ؟!
نظرت حولها بتوهان ونهضت وغمغمت : هااا شوفتي جبران يا ابله ؟!

اومات برأسها وقالت: اه من شويا بس كان غضبان وشه مش متفسر اصلا.. وركب عربيته ومشي !!

انهمرت دموعها بقهر وارتجفت شفتيها وتحركت بتجاه الباب ..تمسكت بها اميره وقالت : استني هنا ده الوقت المناسب نروح نجيب العقد قبل ما جوزك يرجع.. أنا عارفه انه ممكن يكون زعلان وغضبان من كلام سليم بس لما ترجعي ابقي اتكلمي معه..

اومات برأسها وهي تضغط علي جبهتها بالم وتحركت مع اميره الي الخارج ..

مر الوقت وفتحت اميره باب المنزل ودلفت وهتفت : تعالي يا ونس بسـ
قطعت جملتها وشهقت بفزع عندما وجدت صبحي أمامها يجلس باريحيه أمام التلفاز.. وبيده زجاجه خمر وغمغم بثقل : ايه يا وليه شوفتي عفريت ؟؟

دلفت ونس وأغلقت الباب بصمت وهي تنظر له بحنق ممزوج بالغضب وغمغمت : العفريت هو البني ادم..

ضحك بصخب وهتف: اهلا يا حرم الباشا.. ايه جابك بيتنا مش اد مقامك دلوقتي ؟!
قبل أن تفتح فمها ضغطت اميره علي يدها وهمسة : اسكتي عشان ميحسش بحاجه !

اومات برأسها وتحركت اميره الي الغرفه.. وغابت عدت دقائق وخرجت وجهها شاحب وعينيه زائغه بخوف.. واقتربت منها وهمسة: العقد اختفاء مش في المكان اللي حبيته فيه !!

نظرت له ونس بصدمه الجمتها ..وتجمدت بأرضها علي صوت ضحكات صبحي التي يفوح منها رائحه الخمر ممزوج بالخبث ..وأخرج العقد من جيبه وقال: بدوري علي ده ؟!

جحظت عينيها وتمسكت باميره التي لم تقل ذهول عنها
اندفعت بسرعه وصاحت بغضب: هات العقد ده بتاعي ..
نظر له بسم نظراته وغمغم : هو أنا مجنون العقد ده بتاعي دلوقتي.. هاتي تمنه وخديه !

اقتربت اميره وصكت صدرها وقالت: انت تسرقه منها  وترجع تبيعه ليها يا راجل يا ناقص !!
نظر لها وهدر بعنف: وانتي مالك يا بت الكلب اخرسي..

صاحت ونس  ودموعها تنهمر على وجنتيها: العقد ده بتاعي ادفع تمنه ليه؟ جبران اللي جابه.. واكيد هيسال عنه وانا مش هكدب عليه وهقوله انك سرقته!!

نظر لها بارتباك وغمغم : هتقولي لجوزك ابويا سرق العقد مني ؟!
صرخت اميره بجنون : امال عايزها تخبي علي جوزها عشانك !!

صاحت ونس بغضب وعصبيه: اه هقوله عمايلك مش جديده عليه.. هو عارفك كويس ..احسن هات العقد!!
وبلاش مشاكل انت عارف هو ممكن يعمل ايه لو عرف حاجه زي دي ..والمره دي مش هقف في وشه واللي يحصل يحصل !!

قبض علي العقد وهتف : ميفرقش معايا هاتي حقه وخديه !!
هتفت بحنق ودموعها تنهمر على وجنتيها: مش معايا المبلغ ده دلوقتي هات العقد وهكملك المبلغ وهجبهولك …

ضحك بصخب بارد وغمغم: لما يبقي معاكي فلوس تعالي مش بنشكك لامواخذه !!
نظرت له والي اميره وتحركت اميره الي الغرفه وعادت بملغ مالي كبير والقته أمامه وهدرت : خد اللهي ربنا ينتقم منك !!

نظر لها بحقد وسحب العقد من جيبه والقي به أرضا وهدر: خدي حرق نار في جتتك يا بت الحرام !!

نظرت له بشمئزاز ..وانحنت اميره وسحبت العقد وفتحت يدها ووضعته بها ..قبضت ونس علي العقد  ومسحت دموعها بقهر وقالت : حسبي الله ونعم الوكيل !!

نهض وسحب المال وتحرك الي الخارج وهو ينظر لهم بحده واغلق الباب بعنف …

جلست اميره وهي تنظر في آثاره وغمغمت: منك لله يا صبحي علي اللي بتعمله في بنتك يا بعيد !!
جلست ونس وهي تنظر إلي العقد بدموع وتتمتم : الحمد لله ..الحمد لله !

نظرت إلي اميره بلهفه ودهشه وقالت : بجد يا ابله مش عارفه اقلك ايه! بس انتي جبتي الفلوس دي كلها منين ؟!

ربتت اميره علي يدها وقالت: متقوليش حاجه انتي بنتي يا ونس ..
نظرت لها بعيون متوجسه وقالت : بصراحه جبران بعتلي الفلوس دي بعد ما انتي سبتي البيت وروحتي شقته وقالي كل اول شهر هيبعت زيهم ..

نظرت لها ونس بغضب ونهضت بسرعه وهتفت: ليه يا ابله؟ هو انت قصرت معاكي في حاجه؟ ليه خدتي منه ؟!

تمسكت بيدها وسحبتها جلست مره اخري وقالت : يابت اهدي ..جوزك راجل جدع ولو كنت رفضت هو بيعمل اللي في دماغه.. المهم قومي روحي بقا قبل ما يكتشف غيابك ..
اومات برأسها وتحركت الي الباب وخرجت بهدوء وأغلقت الباب ..
………………………………….
في المساء…..

ظل جبران يدور ويدور وهو يشتعل بنار تكوي روحه وقلبه يعتصر بالم حاد ، لم يعرف للنوم سبيلا، ولا للهدوء معنى…

الغيرة كانت تنهشه من الداخل، كأن قلبه تحول إلى رماد يتناثر مع كل فكرة، وكل مشهد يعيده عقله لما جرى على السفرة…
وسكوت ونس.. سكوتها نار تحرقه دون رحمه ..

كان رأسه يكاد ينفجر، وأنفاسه متلاحقة، كأنه يركض خلف ظلالها الهاربة…
قبل منتصف الليل بقليل ، صف سيارته بجنون تحت شقتهم وترجل …

لم يكن متأكدا من وجودها، لكنه شعر بها… وقلبه هداه.
صعد الدرجات كأن الأرض تحته تتقلص، وكل ثانية تساوي عمرا…

فتح الباب… ودلف وعينيه تبحث عنها بهوس حتي وقعت عينيه عليها.. كانت تجلس في زاوية الاريكه تضم ساقيها علي صدرها ..وتضع رأسها علي ركبتها ..
بثوب منزلي بسيط، وشعر مبلل، وعينين بهما من الوجع ما يكفي لحرق روحها وفناءها ..

تجمد في مكانه، وحدق بها طويلا، وقلبه ينكمش، كأن ما بينهما بات رمادا تذروه رياح الصمت…

  • ونس…
    نطقها بصوت خافت، كأن اسمها خرج من حنجرة خنقها الندم…
    لكنه لم يجد رد منها كأنها منحوت من حجر اقترب منها وهتف : كنتي مستنيه ايه ؟ ولا كنتي عارفة إني مش هقدر أبات بعيد عنك حتى وأنا مكسور؟
    رفعت عينيها ونظرت له ببطء… نظرة هادئة، صامتة، خاليه من اي لوم… لكنها مشبعه بوجع صعب يوصف وغمغمت : كنت مستنياك عشان تقولي كلام يوجع اكتر؟ ولا عشان تعاقبني تاني على سكوتي؟

اقترب وتوقف أمامها ، وعينيه تلمع بالغضب والندم والخوف وقال : هو أنا غلطت؟ ولا إنتي اللي سكتي وسبتيه يتكلم عنك كإنك حره ؟!

رفعت منكبيها، وقالت بهدوء مميت:أنا سكت عشان خايفة… خايفة على أختي، على بيتها، على جوزها اللي هو ابنك… سكت عشان مش عايزة أدمر حياتهم !!

صاح بصوت خرج من اعماق قلبه:وأنا؟! أنا مش مهم ؟ مش بدمريني وأنا ساكت؟! بتكسريني وأنا سايبك تمشيني على نار الغيرة؟! كنتي تبصيلي بس، نظرة، كنت أفهم…وكنت هتكلم أنا لكن سكوتك خلاني أحس إنك… خنتيني يا ونس!

رفعت عينيها وانهمرت دموعها، بوجع حولها لجمود: أنا؟! أنا اللي خنت؟! ولا إنت اللي كسرتني بقسوتك ! شلت قلبي من صدري ورميته، وأنا الوحيدة اللي كانت بتحميك من نفسك من غضبك وحتي من قسوتك !!

اقترب منها، وجثي علي أقدامه ، ومسك يدها، وهمس صوت مبحوح قال: لالاا يا ونس أنا مقدرش اعمل كده
أنا آسف… أنا ما كنتش شايف، الغيرة عمتني، بس ما كنتش أقصد أجرحك، والله ما أقصد يا ونس ، بس أنا مجنون، وغيور، وضعيف قدامك!

سحبت يدها،  وهتفت بصوت جامد مكسور : وأنا تعبت… تعبت من الحرب دي… كل مرة لازم أشرح وأثبتلك إني ليك… وكل مرة، احاول امتص غضبك وعصبيتك..
بس انا تعبت والله تعبت ..ولو فضلنا كده الغيره هتقلب بشك ..وده اللي عمري ما هسمح بيه ولا اسامحك عليه.. ولا حتي اكمل معاك حتي لو روحي فيك وهموت في بعدك.. متلزمنيش الحياه دي يا جبران !!

دموعها لما تتوقف وصدرها يعلو ويهبط بجنون وانفعال حارق …
هز رأسه بالنفي وتمسك بها وقبل أصابعها برقه وغمغم  بصوت ملئ بالانكسار: لا يا ونس أنا عارفك وعمري ما اشك فيكي.. بالعكس أنا عمري ما وثقت في حد اد ما وثقت فيكي يا روحي  … طيب خدي قلبي واسمعيه… شوفي بيعشقك اد ايه أنا بحبك، بحبك أوي… ومش عايز حد يلمسك حتى بنظرة، أنا لو عليا… أخبيكي جوا قلبي وأقفله عليكي بمفتاح، وابلعه!

ابتسمت بسخرية موجعه وقالت :أهو ده كلامك… اللي بيحبسني  بيقتلني بالبطىء… وأنا عايزة أتنفس يا جبران… مش عايزة أحبك وأنا مخنوقة !!

اقترب منها أكثر  ودنا منها وهمس بصوت متوسل، حنون : حقك عليا وعلي عيني خديني في حضنك مره واحده تاني… لآخر مرة، ولو ما حستيش أني لسه جواكي… امشي يا ونس..
  بس اديني فرصة.. اخر فرصه يا حبيبي ألمك بين دراعتي، وأقولك قد إيه كل لحظة في بعدك كانت موت بطيء!

مد يده ومسح علي وجنتها بلطف قاتل وهمس:
أنا هموت فيكي يا ونس…هموت عليكي وده مش وعد، ده حكم.. حكمه جبران الباشا علي نفسه!!

نظر لها بحنان وتوسل وهمس : قولتي ايه يا ونس دنيتي؟ هتموتيني ولا تحييني ؟!
عضت شفتها تمنع شهقتها وقفزت الي أحضانه وقبضت علي سترته بجنون وهمسة: بس بقا!! بلاش الكلمه دي ارجوك !

ضمها بجنون بعشق فاق الحدود وهمس : بعشقك يا ونس بعشقك يا دنيتي !!
دقت الساعه الثانيه عشر قطب حاجبه وأخرجها من أحضانه وهتف: الساعه ١٢ يا ونس!!

قطبت حاجبيها بدهشة وردت: طيب فيها ايه انت وراك معاد يا جبران؟!
اوما برأسه ونهض وسحبها اليه وقال: معاد مهم اوي حياه او موت يلا البسي بسرعه !!

هزت راسها بذهول وقالت : طيب وانا ..
قطعها بسرعه وهتف : هفهمك بعدين. بس يلا يلا !!

تحركت الي الداخل وهي تشعر بالذهول التام …
بعد مرور ساعة واحدة… كانت ونس في سيارة سوداء فاخرة، عيونها مشدوهة للطريق، لكن جبران لم يبح بكلمة. فقط يرمقها بين الحين والآخر، كأنما يخزن ملامحها بداخله…

وصلا إلى مطار خاص…وما إن نزلت من السيارة حتى نظرت له بدهشة وقالت : جبران أنا مش فاهمه حاجه ؟!
قبض علي يدها وسحبها اليه وقال: هفهمك يلا بس !!

أقلعت الطائرة … وجلست ونس قرب النافذة، تحاول فهم ما يحدث، قلبها يدق، ومشاعرها تتخبط… لكن اكتفت من السؤال …

بعد مرور ساعه هبطت الطائرة  وتملكتها الدهشة حين رأت المكان…قرية سياحية كاملة على ساحل خاص، لا أحد هناك، فقط هي… وهو….

نزلت من الطائرة بخطوات مترددة، لتجد مدخل القرية مزين بآلاف الأضواء الخافتة، والزهور تزين الأرض، والممرات، وحتى الأشجار…كل شيء حولها يشبه القصص الخيالية…

ومع كل خطوة، كانت هناك لافتة مكتوب عليها جملة صغيرة:
ونس قلبي… انتي ملكتي قلبي ..
ونس أنفاسك… أنا حافظها وبعشقها ..
ونس، الليلة عيدك… والدنيا كلها هتغني ليكي..
كل سنه وانتي قلبي كل سنه وانتي دنيتي …

كانت تسير ودموعها تنهمر بعدم تصديق وكأنها فقدت القدره على الكلام ..وهو يسير خلفها ويترك لها الوقت الكافي حتي تستوعب ما يجري حولها ..

وصلت إلى منتصف القرية… أمام كوخ زجاجي فاخر، تحيطه بحيرة صغيرة مضيئة، وعلى سطح المياه تتراقص شموع عائمة…

فتح لها الباب… ونظرت له ودلفت وشهقت وهي لا تصدق عينيها…
الكوخ من الداخل أشبه بجنة أرضية:
ستائر شفافة تتطاير، موسيقى ناعمة، طاولة طعام بألوانها المفضلة، وكل شيء يصرخ باسمها….

وفي وسط الغرفة… صندوق ضخم، مغطى بوشاح حريري…
وقبل أن تتكلم، اقترب منها جبران، وهمس في أذنها: افتحيه!!

اقتربت وفتحته ببطء…فوجدت بداخله فستان أبيض حريري ناعم، بجواره كارت صغير مكتوب فيه:
مش هقدملك هدية…أنا الهدية، والفستان ده علشان تلبسيه وإنت بتستلميني….

شهقت… وتسرب من وقلبها كل حزن دفعة واحدة.
تحركت الي المرحاض وارتدت الفستان وخرجت وهي تنظر لنفسها بذهول وهي تشعر كأنها طفلة سعيدة بفستان عيدها ..وكأنها تعيش كل لحظه حرمت منها من جديد …

نظرت له ، فوجدته قد خلع سترته ، اقترب منها ببطء، وعينيه تحترق، وصوته خفيض مجنون: ونس… النهارده عيد ميلادك…بس الحقيقة… أنا اللي اتولدت لما لمستيني.
ياريتني أقدر أعيش الليلة دي جوه حضنك… من غير ما الوقت يخلص…

اقترب منها، ومد يده ببطء نحو وجهها، يزيح خصلة من شعرها الحريري خلف أذنها. وهي تنظر له ، ما بين التردد والانبهار… بين الرغبة والخذلان…

اقترب منها وهمس بصوت عميق ونظراته تنبض بالهوس:أنا غلطت… وجرحتك…
بس والله العظيم، من بعدها ،وانا روحي ما عرفتش تهدى ..كنت بموت كل ثانية…أنا طول عمري بكابر وبكتم  وجعي .. بس قدامك؟ أنا ولا حاجة، أنا كلي ضعيف.

قبلها علي جبهتها وهمس بحراره تشتعل بينهم بأنفاس منقطعه : إنتي فاهمة يعني إيه أقوم ألف الدنيا بدقايق، عشان أخطفك؟ فاهمة يعني إيه أخلي قرية كاملة تبقى فاضية بس عشان صوتك يرن جواها لوحده؟عشان تبقي ليا، وبس.

رمشت بعينيها وتنفست بثقل وهي تحاول استيعاب كلماته وأفعاله مد يده ورفع وجهها واجبرها علي النظر في عينيه وغمغم بدفء :  بصيلي… بصي في عيني وقوليلي إنك سامحتيني
أنا هموت عليكي يا ونس… هموت بمعنى الكلمة…

همسة بصوت مرتجف :وجعتني يا جبران…
قرب جبهته من جبهتها، وهو يغمض عينيه بحسرة وهمس :ووجعت نفسي أكتر…بس الليلة دي، هاخد وجعك كله… هاخده بإيدي، وهموته في حضني… سيبيني أرممك… على طريقتي.

أحاط خصرها بقوة، شدها إليه، كأنما يعيد ضمها من ضياع لا يحتمل.
لفحت انفاسه عنقها ، وصوته يهمس على جلدها: أنا هعيدك من أول سطر، بس السطر ده هيبقى مكتوب باسمي، ومختوم علي شفايفك…
همست بصوت مكبوت:جبران…

رفعها بين ذراعيه فجأة، وضحكت بضعف، ودلف بها الي الغرفه ولم يترك لها فرصة للتفكير أكثر  وهناك كانت المفاجأة الأخيرة…

فراش ضخم ، مفروش بالحرير الأحمر، وحوله شموع متناثرة، ورود بيضاء، وجدار ضوئي كتب عليه:
ونس، في الليلة دي…أنا راجل، وانتي كل الانوثه…

انزلها ببطيء في وسط الفراش وهمس : أنا هعلمك إزاي الراجل اللي بيحب مراته بجد…يقدر يدوبها بنظرة… يجننها بلمسة…ويخليها تنسى العالم في حضنه…

نظر لها بعينين مشتعله، وكأنها الحلم الذي كان يطارده طوال حياته، وها قد صار حقيقي… بين يديه
وهمس بصوت الأجش : أنا مش جاي أراضيك بكلمتين، ولا أطلب السماح…أنا جاي أملكك… أحتويك… أخليكي تتهزي في حضني وتنسي أي لحظة وجعتك فيها…

مسحت على صدره وهمسه وقلبها يدق بعنف والحراره تتصاعد بينهم : خليك هنا… ما تسبنيش.
أنا هموت لو بعدت تاني ؟
أنا من ساعة ما دخلت حياتي،يا روحي  وأنا رجلي سابتة في الأرض لأول مرة…وفي بعدك؟ أنا اتخلعت من مكاني. ..

مال عليها وهمسة أمام شفتيها بصوت أجش مشتعل: النهاردة عيدك…وسنة جديدة في عمرك لازم تبدأ بجريمة عشق…جريمة أنا فيها المجرم… وإنتي الضحية…

ضحكت بارتباك،وهي تشعر بقلبها يرتعش بين ضلوعها، ولفت ذراعيها حول عنقه وسحبته لحضنها وضمها بقسوة فيها حنان…مرر شفتيه علي عنقها همس بصوت مجنون:
قوليلي إنك لسه بتحبيني… قوليلي إنك لسه بتتجنني عليا زيي…أنا عايز أسمع صوتك وانتي بترتعشي باسمي.

همسة بصوت مبحوح بالرغبه التي أشعلها بجسدها.:أنا… بحبك اوي بس…
وضع  إصبعه على شفتيها وهمس : مفيش بس ؟ خلي الليلة دي تنطق بكل اللي جواكي…
أنا عايزك تتهزي تحتي ، تضيعي جوا حضني…
وتقومي من بكرة، وإنتي مش بتفكري غير فيا..

غاص بأصابعه في شعرها بحنان ورفع وجهها والتهم شفتيها بجوع جوع أشتهي رجل ذاق طعم الحياة بعد عذاب طويل..

مرر يده علي جسدها المرتجف ونزع فستانها بنعومه وانزلق الي عنقها ومرر لسانه علي وصل إلي نهديها والتهم كل ما طالته شفتيه بجنون ..
وكأنه يعزف لحن الحياه علي جسدها تلوت بخفوت ممزوج بالعشق ودفنت أصابعها بشعره وهمسة : جبري !!

ارتفع قليل والتهم شفتيها بعنف وقبض على خصرها بحميميه وقربها إليه واخترقها بعنف جعلها تقفز بعنف وصرخت بالم: جبرررري !

ابتسم بعبث ورضا  وتمكن منها ودفع بداخلها بقوه وعنفوان وانغمس بها يرتشف منها بهوس حارق عالت أنفاسهم واهات ونس زينت الغرفه بعشق خاص لم يكتفي منها ولا لن يكتفي ابدا …

………………………………….

بعد مرور وقت وقفت ونس تطل من الشرفة ترتدي قميص جبران الابيض ..وشعرها مربوط على عجل، وتحت عينيها خجل ثقيل… دفيء الجو من حولها لم يكن يلامس قلبها المرتجف ..

اجفلت وارتجف جسدها بنعومه عندما حوط جبران خصرها بحميميه ودفن وجهه في عنقها وتنفس رائحتها بعمق وهمس: مالك يا ونس بتهربي من عيوني ليه؟!

التفتت له ببطء، ونظرت له بنظرت مغلفه بالذنب.. وحاولت فتح فمها ولكنها تشعر وكان الكلام يخونها  فتنهدت بثقل شديد ..

رفع وجهها بين يديه ونظر إلى عمق عينيها وهمس : قولي يا ونس ايه اللي مزعلك؟ واللي مخبيها عشان متزعلنيش؟!
نظرت له وهمسة بصوت مبحوح:أنا عايزة أحكيلك على كل حاجة… ومش هستنى أكتر من كده…بس مش عايزك تزعل مني ارجوك يا حبيبي سامحني!!

سحبها واجلسها علي ساقه على الاريكه المقابلة، ونظر لها بثبات قاتل، أخفت عينيها وأكملت: صبحي… من أول ما عرف أننا اتجوزنا وهو بيهددني… يقولي لدمع وسليم لو ما خدش فلوس كل فترة… وأنا كنت خايفة… مش عشان خايفة منهم… بس مش عايزهم يعرفوا كده… مش كده… مش من واحد زيه يبخ سمه في ودانهم ولا بالطريقة دي !!

انزلقت دموعها وكتمت شهقتها وغمغمت: كنت بديله من مرتبي والله وكنت بحاول اسكته لحد ما دمع وسليم يرجعوا واحنا نقولهم ، بس!!

التزمت الصمت لحظة، كأنها تبلع الطعنة المغلفه بالقهر وقالت:لما جبتلي العقد… عشان عيد ميلادي… أخده… سرقه… وأنا مكنتش اعرف … بس رجعته… والله رجعته يا جبران

رفع جبران حاجبه، وهو يشعر بحريق يشب بقلبه ، ورمقها بنظرة مرعبة،وغمغم بصوت خشن بغضب مكبوت : كنت عارف… انا مش نايم على وداني يا ونس مش معقول حد يدخل بيتي ويخرج منه وياخد حاجة وأنا معرفش؟ أنا كنت سايبك… ومستنيكي… مستنيكي تيجي تقوليلي، تحكيلي، تعيطي زي ما عملتي أول مرة اتكلمنا بجد بس انتي إتاخرتي يا ونس !!

هزت راسها بالنفي بسرعه واقتربت منه وحاوطت وجنته وغمغمت بدموع: كنت خايفة… مش منك… من شكلك وأنت غضبان … ومن إني أكون خذلتك، وأنت الوحيد اللي عمرك ما خذلتني  خوفت تشوفني مش اد الامانه ولا اد اني اكون مراتك !!

قبض علي يدها بقسوه ممزوجه بالحنو وغمغم بغضب حزين : كنتي فاكره إن سكوتك هيحميني؟ ولا يحميكي ؟ كل يوم ابص في وشك ومستنيكي وأنتي ساكتة؟ ساكتة وهو بيبتزك، وبيسرق كل حاجه حلوه منك ليه يا ونس؟!
مش واثقه فيا ليه؟ مش قادره تفهمي جوزك مين؟ وقادر على ايه؟!
مين هو عشان تخافي منه وانا في ضهرك !!

ألقت بنفسها علي صدره ووضعت يدها تتلمس صدره بحنيه مهزوزة وهمسة :أنا آسفة… آسفة على كل لحظة ما كنتش فيها عند ثقتك… بس أنا رجعت كل حاجة… ومعنديش حاجة أخبيها تاني… خدت القرار إني أسيبك تكون ضهري… بدل ما أفضل أستخبى منك أنا عارفه مين جوزي كويس اوي وعشان كده بخاف عليك اوي انت مستحيل تتعوض يا روحي !!

تأملها، وهي تتحدث وعينيها يملأه الرجاء، انكسر قلبه  لحظة، لكنه رجع وتمالك نفسه، ورفع كفه ولمس وجنتها:
كلمة واحدة منك كانت كفيلة إني أهد الدنيا عشانك… مش هتكسري ثقتي تاني، فاهمة؟

أومأت له برأسها، وهمسة بسرعه وعينيها تلمع بالدموع :
فاهمة… ومش هعيدها والله بس سامحني يا حبيبي

اقترب منها أكتر، وضغط جبهته على جبهتها وقال بصوت منخفض غاضب ممزوج بالحنين:خليني أنا في وش الدنيا… بس أوعي تخبي عني تاني يا ونس… إحنا واحد، واللي يهددك، يهددني… وأنا مش بس جوزك، أنا راجلك… وسندك… وحاميكي أنا ابوكي يا ونس أنا بابا يا روحي ..

انهارت بين أحضانه وهي تشعر بالحنان والدافيء يملأ قلبها ويسيطر عليها لفت ذراعيها حول عنقه وشددت عليه وغمغمت بدموع: بحبك يا كل دنيتي يا كل ناسي ..

زمجره بخشونه وحملها بين ذراعيه وهمس في أذنها بعبث: محتاج تتاكدي عملي يا فاليروز تعالي !!
ضحكت وهزت أقدامها وهمسة: جبري بقا انتي مش بتشبع ؟!

هز رأسه بالنفي وقال: حظك بقا رزقك واسع يا قلبي ..
دلف بها الغرفه واغلق الباب وهو ينوي الوصول معها الي قمة المتعه والجنون حتي ساعات النهار الأولي بكل طرق العشق والغرام …

…………………………..
في مدرسه جيلان ..

الهواء في الغرفة كان ثقيلا، كأن الغضب نفسه له وزن يطبق على الصدر. جيلان جلست على طرف الكرسي، ظهرها مشدود، ويديها متشابكتين بقوة، تكاد تحفر بأظافرها في جلد كفها. نظراتها كانت مصوبة مباشرة إلى الأرض، لا لضعف، بل لاحتباس بركان داخلها لو رفعت عينيها قد ينفجر في وجه الجميع…

على الطرف الآخر، جلست زميلتها بحاله يرث لها بكم الجروح في وجهها وملابسها الممزقة ، رفعت راسها بتوتر وحاولت سرقة نظرات متقطعة نحو جيلان، نظرات ممتلئة بالقلق والندم… لكن الوقت كان قد فات…

ضربة المديرة علي سطح المكتب بعنف ، ونظرت إليهما بحدة، وهدرت بنبره صارمة: أنا مش مصدقة إنكم اتنين صحاب، وتوصلوا لكده قدام باقي المدرسة! ده مش خناق… ده فضيحة !!

رفعت جيلان عينيها أخيرا، ونظرات الي زميلتها ثم مديره المدرسه وهتفت بنحيب : هي اللي غلطت فيا ..

هدرت مديره المدرسه بغضب ودهشه : ايه اللي ممكن تكون قالته يخليكي تعملي فيها كده يا جيلان؟!
اطبق الصمت كشرارة تتطاير  بينهم، كانه نار مشتعلة تحت رماد…

حاولت الفتاه فتح فمها كي تبرر، تعتذر،  لكن نظرة واحدة من جيلان كانت كفيلة إنها تسكتها، تخرسها،
قطعت مديرة المدرسة الصمت الذي ينخر الأعصاب،

ومدت يدها لتليفونها الأرضي، وطلبت رقم جبران الباشا
لحظات وزفرت بحنق وهي تسمع تلك الرسالة: الهاتف الذي طلبته غير متاح حاليا ..

أغلقت الهاتف ورفعت السماعه من جديد وقامت بطلب سليم الباشا ودقايق بسيطة وكان سليم يرد: الو !!
غمغمت مديرة المدرسة: الو ..أنا مديرة مدرسة جيلان يا سليم بيه !!

نهض سليم بدهشة ممزوجه بالخوف وقال : في ايه مالها جيلان؟!
اومات برأسها وهتفت :  فيه مشكلة كبيرة حصلت، والبنات في مكتبي دلوقتي، محتاجة ان حضرتك تيجي  فورا ..

صوت سليم جاء سريع ومقلق: مشكله مع جيلان؟! حصلها حاجة؟
المديرة: هي كويسة … بس الوضع مش طبيعي. الأفضل تيجي بنفسك.
سليم، بنبرة جدية وحاسمة:جاي حالا!!

تململت جيلان بتوتر ، وسحبت هاتفها وطلبت رقم ونس بعدين بإيد ترتعش ورفعت الهاتف علي أذنها ..

تململت ونس بثقل شديد وحاولت رفع ذراع جبران من علي خصرها بهدوء وسحبت الهاتف وغمغمت بنوم : الو ..
غمغمت جيلان بدموع : ونس ..

اعتدلت ونس بسرعه وانقبض قلبها، وهتفت : جيلان؟ في إيه؟
خرج صوتها مبحوح بحزن وغضب : أنا في المدرسه عاوزه بابي حصلت مشكله!!

حاولت ونس النهوض وفتح جبران عينيه بتشويش وهتفت : اهدي يا حبيبتي متخفيش احنا جاين حالا!!
نظر لها جبران واعتدل وغمغم بنوم : في ايه!! مالها جيلان ؟!

تحركت تجمع ملابسها وهتفت : قوم يا حبيبي جيلان عندها مشكله في المدرسه يلا عشان نروحلها ..
نهض جبران وتحرك الي المرحاض وغمغم: متخفيش هنرحلها بسرعه !!
اومات برأسها وهي تبحث عن حقيبتها  …

كانت الساعة على الجدار تتحرك عقاربها ببطء خانق، وكأن الزمن نفسه يشاهد توترهم ويزود التوتر تعذيب…

كان الجو مشحون بشده ، وكأن زفير كل واحدة فيهم مسموع كأنه صرخة مكتوم..

انفتح الباب بسرعة، ودلف سليم بخطوات سريعة، وعينيه تبحث عن جيلان، حتي وقعت عينيه عليها متجمدة في مكانها، انتفض قلبه وهرولت جيلان الي أحضانه بقوه ضمها إليه بقلق وغمغم : مالك يا حبيبتي ؟ إيه اللي حصل؟

أخفت جيلان وجهها في صدر اخيها ونحبت بصمت
وهتفت المديرة بنبرة صارمة:اتفضل ياسليم بيه حضرتك جيت في الوقت المناسب… أختك ضربت واحدة من زميلاتها في الفصل… وده قدام المدرسة والبنات كلها!

قطب سليم حاجبه بدهشه ونظر الي جيلان وهتف :
ضربتي؟! ليه كده؟!
رفعت جيلان راسها أخيرا، وخرج صوتها ثابت لكن  موجوع:عشان بتقولي إني معنديش مامي !!

وقعت الكلمة في المكتب كوقع قنبلة. لحظة صمت قاتلة، حتى المديرة نفسها تلجمت للحظة..قطع الصمت دخول جبران وونس…
نهضت المديرة فورا، وهتفت بمهنيه بحته : كويس إنك جيتي يا مدام ونس… عشان تشوفي بنفسك بنتك عملت إيه! جيلان اتعدت بالإيد على زميلتها قدام الفصل كله!

قطب سليم حاجبه بذهول تام ونظر لهم بصدمه مكتومه وغمغم : مدام ونس!!
تجمدت ونس بأرضها ، ونظرت لجبران ثم للمديرة، ثم وقعت عينيها على سليم…
سكت لحظة، وغمغم بصوته انخفض، كأن يحدث نفسه:
يعني إيه مدام ونس؟
نظر لهم بذهول مخلوط بالغضب وهدر: بنتك ازاي ؟!
وووووو
يتبع
……………….
ساحره القلم ساره احمد

0 0 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
0 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments