أصفاد العشق والهوس

اصفاد العشق الهوس(الفصل الحادي عشر)

اصفاد العشق الهوس(الفصل الحادي عشر)

الفصل الحادي عشر

حاولوا ان تفرقوا بين..
          شعوركم بالحب والاحتياج للحب..
البدايات دائما جميله..
          سواء كان حب او احتياج ..
الحب يكمل ويستمر رغم الاخطاء والعيوب .
   لكن الاحتياج مثل الجائع.. عندما يشبع يبدأ الملل.

“ضحك بتهكم واردف:’ طبعا عارفك من اول يوم! صورك واخبارك مغرقه السوشيال ميديا يا دكتوره حدقت به بذهول وهتفت: انت عارفني؟ طيب سكت ليه كل ده؟! مستني ايه روح بلغ !!
ضحكه بنزق وغمغم: وانا هستفاد ايه لما ابلغ يا دكتوره؟!
انا ممكن اساعدك بس طبعا كل حاجه وليها تمن!!

نظرت له وردت: انت عايز ايه بالظبط؟!
نظر لها من أغماس قدمها الي قمة راسها وشقت وجهه ابتسامة عريضة وهتف بوقاحه : انتي يا دكتوره!!
بصقت زاد ع وجهه وهتفت بستنكار : انتي حيوان وزباله وواطي !

اقترب منها ومسح على وجهه؛وتمتم بخبث وعبث: اصلا أنا هاخد اللي انا عايزه خليها برضاكي احسن من العافيه !!
تراجعت زاد ورفعت اصبعها أمام وجهه وهدرت: لو مستغني عن روحك قرب مني يا ابن الكلب؛
اقترب منها وقال ببرود : يبقي انتي اخترتي العافيه! مع اني مكنتش عايز نفرهد بعض علي الفاضي؛

هجم عليها ، وهو يحاول السيطره عليها ،وضمها إليه، صرخت برعب وهي تحاول التملص منه ، وضربه وقبضت ع منكبيه بفكها ، صرخ بالم ودفعها بعنف علي الفراش ، وهبط فوقها وهو يحاول نزع ملابسها..
صرخت برعب وحاولت الوصول إلى كوب الماء علي الكومود وقبضت عليه وضربته بقوه علي رأسه ..

صراخ بالم ودفعته وهرولت بتجاه الباب .. نهض وهو يمسك رأسه .. ويحاول مقاومة الدوار الذي يداهم راسه .. وهرول خلفها وهتف : هتروحي مني فين يعني؟؟

وصلت الباب وحاولت فتحه وهي تنحب بصوت مسموع .. لكنها وجدته مغلق بالمفتاح .. ارتجفت اوصالها برعب وهي تسمع صوت رنين المفاتيح في يده وهتف : مفيش هروب يا دكتوره؛

نظرت له وتراجعت للخلف بسرعه وصاحت : هقتلك يا ابن الكلب افتح الباب احسنلك!
هز رأسه بالنفي وقال: اخود حقي الليله اللي قضتيها في بيتي وافتحلك عادي ؛

نظرت حوله وهرولت الي المطبخ وسحبت أحد السكاكين وهتفت: لو قربت مني تبقي ناوي علي روحك يا حيوان ؛
اقترب منها وهو يحاول نزع السكينه منها لكنها جرحته في ذراعه صرخ بالم وهتف : بابت الكلب!!

هرولت الي الشرفه وأغلقت الباب ، تراجعت وهي تضع يدها على قلبها ، ثم نظرت إلي الأسفل وهي تنحب وتشهق،  فهي في الدور الثالث علي ارتفاع عالي..  نظرت إليه وهو يحاول فتح باب الشرفه كالمجنون.. قبضت على سور الشرفه برعب وهي تفضل الموت علي أن يلمسها هذا الحقير ..
…………………………..
ف المستشفى

دلفت وتين الي مكتبها وهي تهرول لقد تاخرت اليوم كثيرا .. اصطدمت ف شامل وهو يخرج من المكتب وسقطت أرضا .. صرخت وتين بالم سمعها إيهم من مكتبه .. القي ما ف يده وهرول الي الخارج ..
وهتف : وتين مالك؟!

نهض شامل ومسك يدها وساعدها علي النهوض وغمغم : آسف اوي يا وتين مختش بالي!!
اقترب إيهم وهتف بغضب وهو يشعر بجسده يرتجف بقوه بسبب غيرته : اوعي يا شامل!

مسك يدها ، وانسحب شامل للخلف ، حاولت وتين أن تخطو ولكنها صرخت بالم من قدمها ، تمسك بها بقوه وحاوط خصرها وقال: ايه يا قلبي؟!
عضت علي شفتيها وغمغمت بدموع: رجلي!

حملها بين ذراعيه وسار بها الي غرفته .. شهقت وتين بخجل وهمسة : لالا !!
حدق بهم شامل بدهشه وتحرك خلفهم .. أوقفه إيهم وهتف: استنا يا بغل رايح فين؟!
رفع شامل حاجبه وتمتم بخبث : معاك يا هوما!!

عضت وتين ع شفتيها بخجل وهي تشعر أنها تنصهر بين أحضانه
هتف إيهم بدهشه : معايا فين يالا ؟؟
أنا هكشف عليها اتلقح عندك !!

واغلق الباب في وجهه .. كتم شامل ضحكته وهمس: لا ده الموضوع شكله احلو اوي!!
في الداخل
وضع إيهم وتين علي الاريكه وهمس لها بحنان: سلمتك يا وتين لحظه واحده والألم كله هيروح !
هزت راسها وهمسة: بتوجعني اوي ؛

اقترب من قدمها ونزع حذائها وغمغم : سلمتك يا قلبي !!
قام بفحص قدمها وهو ينظر لها بقلق مرر يده علي قدمها وتمتم : هنا يا قلبي في وجع؟!
هزت راسها وهمسة : لا !!

مرر يده وتفحصها بشكل أدق فصرخت بالم
وهمسة : ااااه،
نظر لها بحنان واردف: متخفيش بسيطه خالص!!

هزت راسها بالنفي ودموعها تنهمر علي وجنتيها: لا بتوجعني اوي!!
نهض وجلب مسكن للألم ورش قدمها وهتف : خلاص يا قلبي الالم كله هيروح دلوقتي !!
نظر لها واردف: مكنتش اعرف انك عيله كده كل دي دموع؟؟

نظرت له وردت: عشان بتوجعني اوي يا إيهم !
نظر لها بحنان ورد وهو يمسح على قدمها : يا وتين قلب إيهم لازم تتحملي شويا ؛ وبعدين انتي اتاخرتي ليه النهارده؟!
همسه بصعوبه من لمسه يده : صحيت متأخر شويا!!

مسك قدمها وقال : ليه كنتي سهرانه ولا ايه؟!
هزت راسها وهتفت: اصل امبارح سهرت مع واحده صحبتي؛
هز رأسه وتمتم: وصحبتك دي مين ؟!

اشاره له بيدها وهتفت: غرام بنت عم زاد ومرات اخوها !
بدأت وتين تروي له ما حدث بالأمس ف سهرتها مع غرام واندمجت ف الحديث ابتسم إيهم وبدا يدلك قدمها بخبره ومهاره صرخت وتين بالم
وهتف إيهم  : خلاص يا صغنن خلصت..

نهض وجلب أحد الاربطه وقام بربط قدمها وهتف: خلاص اهو سلمتك يا وتين قلبي ؛
شهقت بالم وغمغمت : وجعتني اوي!
اقترب منها وقبلها ع راسها وهمس : دي كدمه بسيطه حقك ع عيني !

تحرك الي الهاتف ورفع السماعه وهتف : عايز فطار وعصير فريش يا مجدي!!
واغلق الهاتف وعاد إليها وهتف : بعد كده تمشي علي مهلك وتخدي بالك يا وتين !
هزت راسها وهمسة: أنا اسفه اصلي كنت متاخره ؛

جلس علي الكرسي واقترب منها ومسح دموعها بطرف يده وقال بحزم : حتي لو إتاخرتي مش مهم!
الدنيا مش هتتهد يا وتين فاهمه!!
يا فرحتي لما تجري كده وتحصلك حاجه عشان الشغل !!

تمتمت بخجل : اصل الشغل!!
هتف بدهشة: ملعون الشغل علي ابو الشغل انتي ليه مش فاهمه انك ..
نظرت لها وهمسه: أنا ايه؟!
نظر لها بحنان وهمس وهو يقترب منها ويلتهمها بعينيه: انتي اهم حاجه ف الدنيا كلها يا وتين!!
انتي ف كفه والدنيا كلها في كفه يا قلبي ..

رفعت عيونها ببطئ ونظرت إليه وهي تشعر أن سواد الليل الذي في عينيه يسحب روحها إليه وتغرق به دون إراده .. تعمق في عمق عينيها وكأن بهم دوامات غرق بها دون مقاومه .. دنا منها حتي أصبح يتنفس أنفاسها وغمغم: عيونك يا وتين!!
رمشت باهدابها وهي لا تجد الكلمات فهزت راسها ببطئ ..

رفع يده ومسح على وجنتيها وهمس : دومات يا وتين والله كلهم دومات غرقتني يا حبيبتي!
بلعت لعابها بصعوبه وصدرها يعلو ويهبط بشده وهي تشعر بأنها تنصهر وغمغمت : إيهم!
بلل شفتيه وهمس بأنفاس لاهثه : متقولش حاجه يا وتين سبيني ابصلك واشبع من عيونك ؛

وضع جبهته علي جبهتها وتمتم: عارف اني بضغط عليكي بس غصب عني والله يا جنيتي !!
أغمضت عينيها وهي تشعر بالغرفه تدور من حولها
……………………………….
ف منزل زاد
ساعد حمزه حسام وهو يضع وساده خلف ظهره وقال: الف سلامه عليك يا حسام،  الحمد الله عدت علي خير والتحقيق قيدوها ضد مجهول!!
هز حسام رأسه وتمتم: الله يسلمك يا صاحبي؛
مهو لازم تبقي ضد مجهول هو حد فاهم حاجه في الليله دي !!

قطب حاجبه بدهشه وقال: امال نعناعه فين؟!
هز رأسه بيأس وغيم الحزن عينيه وقال : نايمه يا حسام من يوم اللي جري وهي لنايمه بالعلاج ولو صاحيه تقعد تعيط !!
اغمض عينيه بقهر وزفرا بحنق وهتف: كتر خيرها يا حمزه؛ دي زاد يا حمزه ! والله لولا الملامه أنا نفسي عايز احبس نفسي ف شقتي وأبكي علي ابويا وعلي زاد وعلي كل حاجه ..

ربت حمزه ع يده وهتف : لا يا حسام هو العياط هيحل ايه يعني لو كان الحل ف العياط مكنش حد غلب يا صاحبي !
لمعت عينه بالدموع وهمس : مقهور يا صاحبي ؛
تنهد حمزه وغمغم : هتتحل ربنا كبير عـ

قطع جملته صوت صراخ عنايات في نومها نهض حمزه وهرول ؛ وخلفه حسام الي غرفه والدته ودلف بسرعه وهتف : مالك يا امي حصل ايه؟!

ضمها إليه وهي تنحب وتشهق بصوت مرتجف ربت علي راسها وقال: اهدي يا امي مالك بس؟!
اقترب منها حسام وقبل راسها وهتفت: اهدي يا خالتي انتي شوفتي كابوس ولا ايه؟؟

هزت راسها وهي تنحب وتصيح: زاد يا ولاد زاد في ضيقه أنا شوفتها !
حدق بها حمزه بخوف وهي يعلم احلام والدته وهتف : شوفتي ايه يا امي ؟؟

جلس حسام ونظر لها وغمغم : خالتي والنبي أنا قلبي وجعني لوحدي!!
نظرت لهم ودموعها تنهمر وهمسه: زاد بضيع مننا زاد مش هترجع؟؟

نهض حمزه بعنف وهدر: ليه يا امي حرام عليكي؟!
هو أنا ناقص بتوجعي قلوبنا ليه بس !!
اغمض حسام عينيه وتملكه نفس الاحساس ونهض وخرج من الغرفه بصمت ..

رفعت عنايات عيناها بقهر ودموعها تنهمر وهتفت : يارب لو كنت عملت اي حاجه كويسه ف حياتي عشانها ساعد بنتي واحميها ورجعه لحضني سالمه غانمه يارب يا جابر كسر الغلابه يارب ..
نظر له حمزه ودموعه تقطر من عينيه وضم والدته وهمس : يارب !!
………………………………
عوده الي شقه اكرم …

حدقت زاد الي هذا الحقير وهو يحاول فتح باب الشرفه .. تراجعت وهي تقبض علي سور الشرفه برعب .. لحظه وجحظت عينيها عندما سمعت صوت جلال يهتف من الاسفل : زاااااااد !!

نظرت إلي الأسفل وهي تنحب وتشهق .. واشاره له بيده وهي تشعر بالأمان والطمأنينة تغلف قلبها ..
وتود القفز إليه وضعت قدمها علي سور الشرفه وهتفت : جلال !

 نظر لها جلال بدهشه وهتف : استني يا مجنونه!!
حدق بها وانطلق الشرر من عينيه .. عندما قبضت يد علي شعر زاد وسحبها الي الداخل بعنف .. هرول الي داخل البنايه وهو يسابق الريح .. حتي وصل إلي الدور الثالث لكن يوجد اكثر من شقه ..

في الداخل دفع اكرم زاد علي الاريكه بعنف ..
سقطت على الاريكه ثم انزلقت الي الأرض وصرخت بالم .. سمعها جلال ف الخارج .. واندفع الي الشقه وصاح وهو يحاول كسر الباب بقدمه  : زاد زاااااااد متخفيش !

حاول هذا الوقح سحبها من قدمها..  لكنها دفعته وهي تضربه بالسكينه في كتفه .. ونهضت وهرولت الي الباب ..
أخرج جلال سلاحه وأطلق النار علي الباب ودفع بقدمه
ودلف بسرعه..  و اندفعت زاد إليه والقت نفسها باحضانه وضمها بحضنه وشدد عليها وهي تنحب وتشهق وهو يلهث بعنف وهدر بغضب وهو ينظر إلي هذا الوقح والشرر يقفز من عينيه : انتي كويسه ؟!
هزت راسها بالنفي وغمغمت: لالااا !!
أخرجها من حضنه وهدر : استني هنا ؛
هزت راسها وهمسة: لا يا جلال بلاش هتضيع نفسك عشان كلب زي ده ؟!

نظر لها بنظرات حارقه وتحرك بتجاه اكرم الذي قبض علي السكينه وهتف : لو قربت هقتلك !
اقترب منه جلال بعنف رفع اكرم السكينه وحاول ضربه قبض جلال علي يده وضغط عليها بقوه حتي سقطت السكينه منه وضربه بلكمه قويه أطاحت به أرضا وهدر: أنا هشرب من دمك يا ابن الكلب يا نجس..

حاول اكرم الهرب فقبض علي قدمه وسحبه بعنف وقبض علي السكينه وقام بجرحه في قدمه اليسرى ثم .. اليمنه وهو يصرخ بأعلى صوته ..
سحبه جلال وهو يقوم بغرز سن السكينه في أنحاء جسده بطريقه مولمه لكن دون اصابات خطره وهدر بفحيح : وحيات ** امك يا ابن *
هطلع روحك بالبطيء !!

دار جسده بعنف وصرخ اكرم بخوف وهتف : ابوس ايدك ارحمني !
تراجعت زاد وهي تنحب وتشهق وجسدها يرتجف بقوه ..
قبض على رأسه وضربه بمقدمه رأسه في أنفه .. وقبض على السكينه وغرزها في يده بعنف شديد صرخ اكرم بالم وهدر جلال بفحيح : عشان تحرم تمد ايدك النجسه دي علي اي واحده تاني يا خـ**!!

قبض علي عنقه وضغط عليه واكرم ينازع تحت يده هرولت زاد وحاولت سحب جلال وهتفت : لا يا جلال هيموت في ايدك مضيعش نفسك حرام عليك والنبي سيبه !!

صرخت زاد برعب وهي تشهق وتنحب ..
تركه جلال ونهض وسحبها اليه وهمس: خلاص اهدي!!
شهقت بفزع وهي تتمسك به ضمها إليه بشده وغمغم : اشش اهدي !
انحنى وحملها بين ذراعيه وسار بها الي خارج الشقه حتي وصل إلي السياره ووضعه في السياره ودار حول السياره وصعد وانطلق بسرعه ..
………………………………
ف المستشفى
اكمل إيهم عمله ووتين تجلس علي الاريكه أمامه .. وحولها الكثير من الاطعمه السريعه والمقبلات والمشروبات .. وبيدها جهاز الايباد الخاص به تقلب به بملل .. تنهدت بملل ورفعت عينيها إليه ..

كان منكب علي مكتبه ينهي عمله بسرعه ودقه .. تعلقت عينها به وهي تتامله وسامته المهلكه ، وخصلاته الفحميه التي يسقط البعض منها علي جبينه بشكل محبب للنفس .. لكن عينيه قصه اخري سواد يجذبها ويسقطها دون وعي أو إدراك ..
لما هو جذاب ومميز الي هذا الحد .. يمتلك من الحضور والهيبه ما يكفي مئات الرجال…

رفع إيهم رأسه وحدق بها وهتف : مالك يا وتين انتي زهقتي من القعده معايا؟!
هزت راسها بالنفي وردت: لا بس عندي شغل بره!!

نهض واقترب منها وجلس بجانبها ومسح على شعرها وقال : مفيش شغل لحد ما رجلك تخف ؛
علي العموم أنا خلصت شغل تقريبا تعالي اوصلك ..
هزت راسها بالنفي وهتفت : لا أنا خلاص هروح لوحدي أنا كويسه جدا !!

نهضت ونهض معها وتمسك بها وهتف: نفسي اعرف العند ده ليه؟ مفيش حاجه أقولها اللي لازم تعندي معايا! هيحصل ايه لو سمعتي الكلام علي طول ؟!
رفعت راسها ونظرت إليه وقالت: أنا مش عايزه اتعبك بس !!

اقترب منها وكور وجهها بين يديه وهمس : ألذ تعب ف الدنيا ؛ دانا هموت واتعب اكتر ف حضنك يا جنيتي
غمز لها بعبث وهمس: لحد ما نفسي يتقطع!!
نظرت له بخجل وهمسه: إيهم !!
اقترب منها وضمها بحضنه وهمس: قلب إيهم انتي يا صغنن!!

أغمضت عينيها وهي تشعر أنها تذوب مثل قطعت ثلج في شمس حارقه تنهدت وهي تقبض على سترته وهمسة: ايه ده؟!
شدد عليها باحضانه وهمس بحنو : ده حضن يا قلبي ؛

هزت راسها تحاول أفاقت نفسها من هذه الدوامه والغيمه التي يسحبها إليه دون أدنا مجهود .. وكأنه مغناطيس قوي يجذبها إليه .. وهي لا تستطيع المقاومه .. حتي انسحبت من حضنه وهمسة: إيهم انت بجد احسن راجل ف الدنيا كل حاجه فيك تجنن بس انا !!

اقترب منها وهمس أمام شفتيها: بس يا وتين خلي الكلام الحلو ده اخر كلام اسمعه منك النهارده عشان خاطري؟
نظرت له بقلة حيلة وهزت راسها بالايجاب وتحركت وقام إيهم بالتمسك بها وحملها بين أحضانه ..
وخرج سار بها الي حتي خرج من المستشفى ..

وكل العيون تراقبهم بانبهار ، وذهول ، وحسره وحقد كل شخص بحسب ما يحمل في قلبه ، وكل نفس بما يموج بداخلها من مشاعر ..

وصل السياره ووضعها بالسياره واغلق الباب وصعد السياره وانطلق ..
ظلت وتين صامته طول الطريق وأيهم ينظر لها من حين لآخر حتي وصل آسفل منزلها توقف وصف السياره ونظر لها بعشق وغمغم: خسارة وصلنا بسرعه !!

نظرت له وابتسمت ورفعت منكبها وقالت: لازم نوصل!
اوما برأسه ولمس وجنتها برفق ورد : دي الحاجه اللي مصبرني عليكي اني لازم هوصل ليكي في يوم؛

نظرت له بحزن وهزت راسها وحاولت فتح باب السياره وتوقفت عندما قال : عمر الخوف ولا التردد ماقدم ولا آخر في حياتنا يا وتين بالعكس بيخلينا نوقف حياتنا من غير ما نحس أننا بنضيع احلي ايامنا !!

نظرت له ودموعها تنزل ببطئ وهمسة: عارف يا ايهم نفسي الزمن يرجع بيا

للبنت ام عشر سنين واقابلك عارفه هكون عيله وقتها بس كنت هقدر اتعلم منك واتشكل علي ايدك وتبقي ليا شخصية تبنيها معايا واحده واحده !!

اقترب منها وهمس وهو يمسح دموعها : الزمن مش هيرجع يا وتين! بس احنا فيها معانا النهارده وبكره صدقيني أنا جمبك وعمري ما هسيبك بس لو تثقي فيا لو شويه يا حبيبتي ..

نظرت له بعيون يملؤها الحيره والتشتت وردت : المشكله اني مش قادره ابعد عنك ولا مستعده اقرب حاسه كاني متعلقه في الهواء وخايفه اقع ..

قبض علي يدها وقبلها وتمتم: طول ما ايدك في ايدي متخفيش عمري ما هسيبك توقعي لحد ما نقف علي ارض صلبا سواء مش هسيب ايدك ..
نظرت له ويدها تقبض علي يده  رويدا رويدا وهي تشعر بأمان ودفء يغمر قلبها ..

نظر الي يدها وتنهد وهو يشعر بقلبه يقرع بجانب صدره .. وسعيد بالتقدم معها ولو قليل ولكنه أكثر من راضي بذلك .. سحبت يدها وهزت راسها وفتحت الباب وهمسه: تصبح ع خير ..
ابتسم وهمس : وانتي كل اهلي يا صغنن !

نظرت له وابتسمت وهي تهرول داخل البنايه ..
راقبها حتي صعدت .. وتحرك ايهم بالسياره ..

حدق به حامد الجالس في سيارته هو ومرسي الذي يجلس على بركان ثائر وهو يرمق إيهم بحقد وكره شديد وهدر : لا ده الموضوع شكله كبير اوي يا عم حامد؟!
هز حامد رأسه وتمتم: البت وقعت وقفه ياض يا مرسي !

رفع مرسي حاجبه وهتف: انت هترجع في كلمتك مع الناس ومعايا ولا ايه !!
هز حامد رأسه بالنفي وقال: لا يالا وتين ليك ورجلها فوق رقبتها ..
…………………………….
دلفت وتين الي المنزل وجدت والدتها تجلس امام التلفاز .. وتضع يدها على وجنتها بهم شديد .. اقتربت منها وقالت : مساء الخير يا ماما ؛
نظرت لها وقالت : خير ! خير ايه يا وتين؟!
بلعت غصتها وقالت: في ايه يا ماما؟!

نهضت بدريه وهتفت : في انك بتلعبي يا بت بطني!! امبارح الجدع يتقدملك وترفضي!!
و النهارده بيوصلك لحد الباب ؛ وكمان تفضلي ف العربيه ومتنزليش علي طول ؛ لما انتي بتحبيه كنتي بترفضي الجواز ليه؟!

نظرت لها وتين بوجع يفتك بها وغمغمت بيأس : عشان بحبه رفضته! عشان مش عايزه اكون حمل علي كتفه ! أنا مجرد عبء يا ماما ؛ وانتي السبب أنا بخاف من كل حاجه! أنا منفعش لحاجه اصلا ؛
أنا فاضيه اوي من جوه يا ماما ؛
أنا تايهه ومش قادره اتقدم في حياتي خطوه واحده صح !!
نظرت إلي الذهول البادي علي وجه والدتها وهتفت : ايوه! انتي مستغربه ليه دلوقتي؟ مكنتيش عارفه ولا مش عايزه تعرفي؟!
يا ماما أنا مش عايزه اتعذب زيك ف حياتي ..

أنهت اخر جملتها وصوتها يرتجف بقوه بسبب دموعها وهرولت الي غرفتها وهي تنحب وتشهق بصوت مسموع…

سقطت بدريه علي الاريكه بذهول وغضب من نفسها.. وحزن علي ابنتها ..وعلي حياتها المشتته .. شردت وسحبتها دوامة الماضي ..
تذكرت كيف اضطرت أن تترك وتين وحدها لساعات طويلة، كيف كانت تعود وتجدها جالسة في نفس المكان، عيناها تبحثان عنها وكأنها الملجأ الوحيد في هذا العالم ، كانت تحاول أن تمنحها حياة كريمة، لكن ماذا تبقى من الكرامة حين تصبح الوحدة وحشًا ينهش قلب طفلة؟ كان ذلك المنظر كفيلاً بأن يُشعل في قلب بدريه نيرانًا لم تنطفئ منذ سنين، لكنه اليوم تلسعها بطريقة مختلفة… بطريقة مؤلمة حد الاختناق.

تذكرت… تذكرت اليوم الذي رحل فيه زوجها فجأة، دون إنذار، دون حتى أن يمنحها فرصة للسؤال لماذا؟ كان صباحًا عاديًا، أعدت له الفطور، جهزت ابنتهما للمدرسة، وأرسلتها بحضن وابتسامة… لكنه لم يعد بعدها. اختفى كأن الأرض انشقت وابتلعته. لا طلاق، لا وداع، لا كلمات توضح أي شيء. مجرد فراغ قاتل تركه خلفه، ومسؤوليات أثقل من أن تحملها وحدها.

أيام… شهور… سنوات، وهي وحدها. وحدها تواجه الحياة، تتلقى الصفعات بلا سند، تبكي في الليل دون أن يسمعها أحد، وتستيقظ كل صباح لتكمل المعركة وكأن شيئًا لم يكن.

شهقت بدون وعي وهي تعود إلي الحاضر ، ومسحت دموعها بقهر ، ونهضت وتوجهت الي باب الشقه ،وهي تجر أقدامها بصعوبه ، وهي تريد الخروج من تلك الجدران التي تطبق على أنفاسها وتخنقها ببطيء..
فتحت الباب وخرجت وهي تحمل حجابها ف يدها من شدة اختناقها وهرولت علي الدرج بسرعه وكان الشياطين تلاحقها ..
……………………..
ف احد الاماكن المرتفعه ..
جلس إيهم بشرود وهو يتذكر كلام حنين
فلاش باك …
إشارة له بيدها وقالت: أهم خطوة هي إنها تبدأ تصدق إنها تستحق النجاح والسعادة زي أي شخص تاني.
حاول تمدحها على إنجازاتها، حتى لو كانت بسيطة جدًا. خليها تحس إنها بتعمل حاجة ليها قيمة.

ابدأ بمواقف صغيرة تكسبها ثقة في نفسها، زي تكليفها بمهمة بسيطة ومتابعتها لحد ما تنجح فيها.

اوما برأسه باهتمام بالغ وقال : كملي يا حنين ؛
ذمت شفتيها وقالت : عايز بالك يكون طويل يا إيهم لأن الأشخاص اللي زي حالتها عندهم عادة الهروب بدل المواجهة. لازم تبدأ تواجه مواقف بسيطة أولاً.
ساعدها إنها تعبر عن رأيها في مواقف يومية، بس من غير ما تحس إنها هتتعرض للنقد أو الاستهزاء.

نظرت إلي ما تدونه من ملاحظات وقالت : واضح إن مشكلتها الأساسية هي التردد، فلازم تتعلم اتخاذ قرارات صغيرة.
اديها اختيارات محدودة في البداية، زي: “إيه رأيك نختار ده أو ده؟”. لما تبدأ تتعود، هي هتقدر تتعامل مع قرارات أكبر.
دربها على تحليل المواقف والمشاكل خطوة بخطوة. مثلاً: “إيه المشكلة؟ إيه الحلول اللي ممكن نعملها؟ إيه الخطوة الأولى وهكذا فاهمني يا ايهم ؟!

اوما برأسه وقال: طبعا ! فاهمك كملي ارجوكي ؛
شابكت يدها علي سطح المكتب وهتفت : دي مهارة حيوية هتساعدها في مواجهة أي ضغط أو تحدي.
هي محتاجه تحس إنك سند ليه. خلي علاقتك بيها قائمة على الثقة
ولازم تتفاد النقد المباشر أو مقارنة ضعفها بقوة اي حد ده بيحطمها أكتر.
ابتسم بجانب فمه ورد: يا حنين أنا مش شايف اي حد ف الدنيا دي غيرها حد مين بس اللي هقارنه بيها هي فوق الكل بالنسبه لي !

توقفت حنين للحظة وهتفت بحزم: لو حسيت إن المشكلة أعمق من اللي أنا قلت عليه، ما فيش مانع إنها تبدأ جلسات مع مختص نفسي. الجلسات دي ممكن تديها مساحة آمنة تعبر فيها عن مشاعرها، وتساعدها تكتشف الأسباب الجذرية لمشكلتها.

تنهد إيهم بثقل وقال :  كلامك منطقي جدًا. بس في مشكلة، هي شخصية منطويه ، وصعب إنها تقبل فكرة إنها تحتاج مساعدة أو إن في مشكلة أصلاً.
اومات حنين بابتسامة مطمئنة: دي نقطة طبيعية. كتير من الناس بيبقوا رافضين الاعتراف بمشاكلهم النفسية. البداية مش إنك تقولها “إنتِ محتاجة علاج”، لكن إنك تخلق لها بيئة آمنة تحس فيها إن التغيير مش عبء عليها.

نهض إيهم ودار حول المكتب وجلس أمامها وقال : طيب، لو أنا حاولت أساعدها بالشكل ده، ممكن تاخد وقت قد إيه عشان تبدأ تتحسن؟
نظرت له حنين وقالت بصوت هادئ: بلاش استعجال يا إيهم  مفيش وقت ثابت يا دكتور. كل شخص مختلف. التحسن ممكن ياخد شهور، أو حتى أكتر. المهم يكون فيه صبر واستمرارية، وأي تقدم بسيط يعتبر نجاح.

ابتسم ايهم وهتف :  واضح إني هيطلع عيني الفتره اللي جايه ؟!
نهض وهتف : . شكرًا يا دكتورة. وجودك معانا هيكون خطوة مهمة اوي ؛
نهضت حنين وقالت  بابتسامه خفيفه : أنا هنا للمساعدة. لو احتجت أي حاجة إضافية، أنا تحت امرك ف اي وقت !!
اوما برأسه وقال: شكرا اوي يا حنين ؛
عوده
ابتسم بعبث وغمغم: وراكي يا وتين وعمري ما هسيبك هتعيشي حياتك ذوق عافيه ..
…………
وصلت بدريه وصعدت الدرج وهي تشعر بإنهاك تام ف أقدامها ، وكادت تنزلق أكثر من مره حتي وصلت باب الشقه ، ودقت الباب بتعب شديد انفتح الباب ووقت تسند عليه وهمسة بدموع : ملقتش مكان تاني اروحه ف ضيقتي اللي هنا ؛
وووووووووو
يتبع
ساحره القلم ساره احمد

5 1 vote
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
1 تعليق
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
meriem sbh
meriem sbh
9 أيام

تحفة