نار وهدنه

ناار وهدنه (الفصل الثلاثوان )

ناار وهدنه (الفصل الثلاثوان )

أحيانًا، تهبط على النفس لحظة من السكون، لحظة تلمس القلب بلطف كحضن دافئ من نور، فتشعر الأرواح فيها بأنفاسها وارتعاداتها، فتستريح من صخب العالم المتلاطم. في هذه اللحظة، يولد شعور غريب من الأمان، كأن الحياة ابتسمت فجأة، وكأن كل شيء حولنا يهدأ، يضعف وقع الحرب المؤجلة ويخفف وطأة الخوف الدفين.

لكن هذه السكينة ما هي إلا هدنة عابرة، انفاسها قصيرة، قابلة للانقضاض في أي لحظة. خلف جدران هذا الهدوء، ترقد النار مكتومة، تتربص، تراقب، مستعدة لتعود وتشتعل من جديد، لتكشف عن وجهها الحقيقي: حربٌ مستمرة، صراع يلوح في الأفق، يختبر صلابة القلوب، ويجبر الأرواح على مواجهة ما يختبئ في الظلال.

في تلك اللحظة، انفتح الباب، وخرج سلطان بخطواته الواثقة، عيناه تلمعان بحنق، وصوته زلزل الممر :  منورة يا حماتي.”

اقترب من ضي وقبلها على شفتيها بقبله ناعمه .. نظرت لهم كارمن بدهشة .. وشهقت ضي حين رفعها بين ذراعيه، وصرخت بخجل مرتعش : سلطان! عمار واقف…”

لكنه تابع سيره، يضحك بعناد العاشق وقال  : معلش يا شقو… معنا مصلحة.”

ارتبكت بين ذراعيه، أخفت وجهها في عنقه، وهمسة بنبرة مرتجفة بين الحياء والغيظ : وقح.”

رفع عمار حاجبه بغيظ وهتف من بعيد: هشوقك يا سلطان!”

صاحت كارمن بذهول بصوت انقض عليهم كالسكين:
إيه الهمجية والسوقية دي؟ إنت اتجننت؟”

التفت سلطان ببطء، دهشة ممتزجة بالحدة تلون ملامحه، ثم تمتم ببرود قاس: ادخلي يا حجة… اللي لا يسأك… انا جوزها، مش من الشارع… عشان ضي بس سكتلك.. غير كده كنتي!! هتشوفي حاجه مش هتعجبك  “

نظرت له بحده ممزوجه بالغضب ثم التفت إلى عمار كأنها تستنجد به
تحرك عمار وهم بالانسحاب وهتف : هروح أشوف إبراهيم طفش فين من امبارح.”

هبط عمار الدرج مسرعًا، تاركا خلفه صدى كلماته وضحكاته، فيما نظرت كارمن في أثرهم بحنق صامت، ثم دخلت وأغلقت الباب بعنف.

في شقة سلطان الهواري،
اغلق الباب خلفهما بقدمه الثقيلة،وتحرك الي غرفه النوم مباشرة وانزلها برفق على الفراش، كأنه يضع بين يديه جوهرة لا يطيق أن يتركها تسقط من قبضته…

اقترب من شفتيها، وصوته الأجش يزلزل الهواء بينهما، مشبع بلهيب لم يطفأ: عيدي كده تاني…”

تجمدت، وانعقد حاجبها بدهشة، وردت بهمسة مرتعشة:
أعيد إيه يا حبيبي؟”

لم يمنحها مهلة؛ التهم شفتيها بعمق، كأنه يبتلع أنفاسها، ثم همس بين شفتيها بلهفة تكاد تمزق أوتاره: الكلام اللي قولتيه لي امك عني.”

بلعت لعابها، والتوتر يقطر من صوتها: هي بس كانت بتسأل عليك… إذا كنت مبسوطة معاك ولا لأ.”

ابتسم بعبث، عينيه تلمعان بجنون وغمغم : كدابة يا ضي… وأول مرة تكدبي عليا.”

هزت رأسها بعناد، وجسدها كله يرتجف: لا لا… مش بكدب! إنت بتقول ليه إني بكدب؟”

اقترب أكثر، أصابعه تفك عقد فستانها ببطء متعمد، نظراته تلتهم ملامحها، وحين لاح أمامه بروز نهديها ، همس بوله مبحوح: عشان هي قالتلك… أنا مش شبهك، ولا إنتي شبهي… وإني مش لايق عليكي.”

تراجعت مذعورة للحظة، ارتفعت فوق السرير كمن تحتمي بارتفاع واهي وقفت علي الفراش ، وصاحت مرتبكة: إيه ده… إيه ده؟!”

كتم ضحكته، وعيناه تشعان بمكر: إيه يا روحي؟”

مررت كفها على جبينها بذهول، وعيناها تفضحان فزعا لم تخفيه: إنت عرفت إزاي؟! فهمتها إزاي؟!”

بخطوة حاسمة قبض على يدها، جذبها بقوة حتى أسقطها بين أحضانه، دار بها في الغرفة كأنها عصفور يتكسر جناحه في قبضة عاصفة، وهمس أمام شفتيها بصوت أجش ملتهب:
“I love you madly and melt between your strawberry lips.”
أحبك بجنون… وأذوب بين شفتيك التي تشبه الفراولة..

اتسعت عيناها برعبٍ ودهشة، شهقت كمن لا تستوعب ما تسمع: إيه ده؟!”

ضحك بصخب، ثم تحرك بها الي الحائط ، والتصق بها بجنون، رفعها وثبت ساقيها حول خصره، التصق جسدها بالجدار، وعيناه تشتعلان نارا لا تخمد وهمس:
“Я хочу применить к тебе все ритуалы любви.”
أريد أن أمارس فيكي كل طقوس الحب..

رمشت بعينيها، كأنها تحاول اللحاق بما يفلت من فهمها، وتمتمت بذهول: روسي كمان؟

اقترب ببطء، مرر لسانه على عنقها بوله محموم، وصوته ينضح بالجنون:
“Ich liebe deinen Duft so sehr, dass ich süchtig danach bin und nicht besser werden möchte.”
أعشق رائحتك حد الجنون… أنا مدمن عليها، ولا أريد الشفاء أبداً.

شهقت بحرارة، كأن الغرفة ضاقت بأنفاسها، همسة بصوت خافت ممزوج بالوله والانكسار: كل ده… وإنت بتضحك عليا يا سلطان؟”

هز رأسه نافيا، وفي عينيه بركان لا يهدأ وغمغم بالفرنسية:
“Non, mon amour… je voulais que tu m’aimes comme j’aime Sultan Al-Hawari, et c’est tout.”
لا يا حبيبي… كنت عايزك تحبيني زي ما أنا… تحبي سلطان الهواري، وبس.

بللت شفتيها المرتعشتين، وقلبها يتفجر بين ضلوعها، قبل أن تنفلت منها الهمسة كاعتراف أبدي:
“Je t’aime tellement, Sultan…
بحبك أوي يا سلطان، أوي.”

عندها فقط، انطفأت آخر ذرة من اتزانه؛ فقد السيطرة تماما، وانقض على فمها بعنف كاسر، ينهش شفتيها وكأنها رمقه الأخير، وكأن الحياة لا تعني شيئًا إن لم تكن بين أسنانه وأنفاسه.

قبلاته لم تكن رقيقة ولا هادئة، بل قاسية حد الألم، ينهش شفتيها كمن يقتات على آخر رمق…

أسنانه تعمدت أن تترك أثرها، ولسانه يغزو أعماقها بعنف، حتى شهقت ضي تتلوى بين ذراعيه، وانفاسها تختلط بأنفاسه الساخنة.

همسة  بين القبل: سلطان… تجنن.. بحبك اوي …”

همس بنبره مجنونه : إنتي مش فاهمة… أنا بحبك اد ايه هافضل أشربك… لحد ما تبقي ملكي بروحك وجسمك .”

انحدر من شفتيها إلى عنقها، يعض بعنف، يترك آثارا حمراء كالنار، وكأن جسدها صفحة يخط عليها جنونه…

زفرت ضي بحرارة، وخرج صوتها مبحوح وهي تضمه  بضعف: آااه شربني يا حبيبي …”

جن جنونه، وزاد اقترابه شراسة، ضغط شفتيه على مواضع ضعفها، يعض رقبتها حتى شهقت ألماً،

ويده تمزق كل ما يعترض طريقه ..ثم انزلق إلى صدرها، ينهش بشفتيه ويلتهم بأنفاسه، يترك قبلاته القاسية كالنار تحرق بشرتها البيضاء.

ارتجفت ضي بعنف، جسدها يقاوم الألم بقدر ما يشتعل بالرغبة الحارقه التي يفرضها سلطان عليها. دموعها سالت، وصوتها خرج مرتجفًا: ااااه…. براحه يا سلطان …حرام عليك… هتقتلني…”

رفع رأسه للحظة، عينيه مشتعلة كالجمر، شفتاه ملطختان بآثار قبلاته العنيفة، همس بصوت أجش:
ليه مش فاهمه؟! أنا مش قادر اشبع…

ثم عاد إليها، أطبق فمه على فمها بعنف أشد، يمتص أنفاسها كمن ينتزع الحياة ذاتها، حتى شعرت أن جسدها ينكسر تحت وطأة عشقه العنيف…

تحرك بها الي الفراش وانحنى عليها كوحش أفلت من قيوده، يمزق المسافة بينها وبينه بلا رحمة.

ضغط جسده على جسدها حتى شعرت بعظامها تكاد تتحطم تحت ثقله…

ضمته ولفت ذراعيها وساقيها حول خصره وصوت آنينها يملأ اركان الشقه بأكملها …

فمه الجائع لم يترك موضعا إلا وغزاه بعنف، يلتهم شفتيها كأنهما غنيمة، وهي تحاول مجارته لكنه الاقوي ، والاسرع والاشرس..

إنحدر إلى عنقها، ينهشها بأسنانه، يترك آثارًا أرجوانية كالجروح المشتعلة، حتى اختنق صوتها من شهقات الألم.

يداه تجولان بلا هوادة علي جسدها، يقبض على خصرها بقسوة كأنه يريد أن يذيبها داخله، أن يثبت للعالم أنها لم تعد تملك من نفسها شيئًا. سالت دموعها على وجنتيها، لكنها لم تطفئ ناره.

همسة بصوت مبحوح، متقطع الأنفاس: سلطان… بالراحه بتوجعني اوي … أرجوك…”

رفع وجهه إليها، عيناه تتقدان بجنون لا يعرف الرحمة، ثم انقض على أنوثتها ، يعض ويلتهم بشفتيه، يترك قبلاته كسياط تلسع بشرتها…

اختلطت أنينها بين لذة عنيفه وألم جارح، جسدها يرتجف، يكاد يتفتت من شدته.

مرر لسانه علي بطنها والتهم جلدها وسحبها حتي أخذها بين ذراعيه إلى أعمق درجات العناق الجسدي، لم يكن يعرف سوى العنف طريقا…

اخترقها بقوة جارفة، بلا تمهيد، بلا رحمة، فصرخت ضي صرخة حادة مزقت الغرفة، ارتجف جسدها من الوجع، وشعرت بالحرارة تمتزج ببرودة غريبة بين ساقيها.

تراجع حينها سلطان قليلًا، لمحت عيناه ما لم يتوقع… خيطا أحمر يتسلل من بينهما، نزيف صادم يلطخ الملاءات البيضاء.

تجمد مكانه، شهق كأن الأرض انشقت تحته، تلاشت نيران جنونه دفعة واحدة، وعيناه اتسعتا برعب لم يعرفه من قبل…

مد يده المرتعشة يلمس وجنتها المبللة بالدموع، وصوته خرج منكسرا لأول مرة: ضي اهدي مفيش حاجه متخفيش !!

التقطت أنفاسها بصعوبه وهمسة بصوت موجوع: مـ مش قادره الم فظيع اوي يا سلطان …

تسمر سلطان للحظات، وقلبه يدق بجنون، لا يسمع سوى شهقات ضي المتقطعة وأنينها الواهن.

التفت بعينين زائغتين، فرأى الهاتف على الطاولة، فانقض عليه كالغريق الذي يتشبث بخشبة النجاة.

أصابعه المرتجفة بالكاد ضغطت على الرقم، وخرج صوته مبحوح مضطربًا:  زاد… إلحقيني… ضي بتنزف… بتنزف مش عارف اعمل ايه ؟!

شهقت زاد ثم هتفت بصوت مذعورا، مرتجفا: إيه؟! نزيف يا سلطان؟!  ما تستناش… هاتها فورًا وتعالى المستشفى… بسرعة، كل دقيقة بتفرق!”

أغلق الهاتف بيد مرتجفة، وارتدي بنطاله وكنزه حمالات وعاد يركع إلى جوارها، يمسح عرقها البارد بكفيه، يقبل أصابعها المرتجفة وهمس بصوت متهدج: استحملي يا ضي… بالله عليكي متسبينيش… دلوقتي هاخدك للمستشفى… أنا السبب..

ركض وشد اول شي من الخزانة على عجل، وعاد إليها وألبسها إياه بيدين مرتجفتين، وهي شبه غائبة عن الوعي

ربط الحزام حول خصرها بارتباك يفضح رعبه. بدا كمن يكسو قلبه لا جسدها، يخشى أن تفلت منه.

ثم جذبها إلى صدره بعنفوان مذعور، وطبع قبلة مرتبكة على جبينها المبلل بعرق الألم، وهمس بصوت أجش يكاد يتفتت: استحملي يا روحي… أنا جنبك… مش هسيبك أبداً.”

رفعها بين ذراعيه كأنها أثمن ما حمل في حياته، اندفع بها نحو الباب بخطوات مسعورة، وعيناه تتشبثان بوجهها الشاحب، يخشى أن تنغلق جفناها إلى الأبد.

وهدر بصوت لاهث:  بالله عليكي يا ضي… متغمضيش عنيكي… ثواني ونوصل.”

كان يضغطها إلى صدره بصرامة، وكأن حضنه وحده قد يوقف نزيفها، أو يعيد إليها ما يتسرب منها.

اندفعت السيارة أمام المستشفى كوحش هائج، كاد الحديد يصرخ من شدة الكبح.

فتح الباب بعنف، وترجل سلطان يحمل ضي بين ذراعيه، جسدها يتهاوى فوقه كأن أنفاسها الأخيرة تتسرب من بين شفتيها….

كان وجهه محتقنا بالذعر، وصدره يعلو ويهبط بأنفاس متقطعة.

هرول داخل الممر، وصوت خطواته يتردد في الجدران كصرخة استغاثة… كانت زاد تنتظره، ملامحها مذعورة، وهتفت وهي تندفع نحوه: هات البنت بسرعة يا سلطان… تعالا ورايا.”

قادته إلى غرفة الكشف حيث وقفت د. صفاء بملامح صارمة… ألقى سلطان بزوجته برفق على السرير، لكنه ظل ممسكا بكفها بعناد، عروقه تنبض كأنها ستنفجر.

هتفت صفاء بحزم جلي: اتفضل يا أستاذ… اطلع بره، لازم أكشف عليها.”

صاح سلطان، صوته يتشقق رعبا : مش طالع! دي مراتي… مش هسيبها!”

تدخلت زاد، وأمسكت بذراعه بكل قوتها، وسحبته للخلف كمن يجر صخرة ثقيلة وصاحت : تعالا بقا… كفاية جنان، سيبهم يعملوا شغلهم!”

جرته خارج الغرفة رغم مقاومته، وبقي متسمرا في الممر، يتنفس كالغريق… عيناه مثبتتان على الباب كأن وراءه عمره كله.

لكزته زاد بقوه وغمغمت : انت اتجننت!! ايه اللي انت عملته ده؟! طيب راعي فرق الحجم يا تور انت ؟؟

جز علي فكيه بشراسه وغمغم بصوت متحشرج: قسم بالله ما حسيت ..أنا معرفش ايه اللي حصل؟! أنا هتجنن يا زاد!!!
انتي عارفه انا بعشقها من سنين.. أنا لحد دلوقتي مش مصدق اني اتجوزتها !! خايف يكون حلم من احلام كتير صحيت منها في الآخر وانا لوحدي !!

شعرت زاد بالشفقه عليه وربتت علي منكبه وقالت : انت كده يا حبيبي ممكن تموتها من غير ما تحس.. لازم تسيطر اكتر من كده انت متخيل لو لا قدر الله حصلها حاجه ..انت هتعيش ازاي عـ …

قاطعها سلطان وعينيه تشتعل بجنون وهتف: مش هعيش اصلا يا زاد!!  بس انتي معاكي حق… أنا لازم اسيطر… حتي لو مش هقرب منها تاني… المهم تبقي في حضني كويسه وبس!!

اومات زاد برأسها وعم الصمت القاتل …مرت الدقائق كدهر كامل، حتى خرجت صفاء، وجهها متجهم، ونبرتها مشحونة باللوم:  ليه كده يا سلطان؟! انت مبهدل البنت… هو إيه الجنان ده؟”

اقترب منها خطوة، عيناه تلمعان برجاء كالطفل المذعور، وصوته مبحوح: أبوس إيدك… قوليلي إنها كويسه.”

هتفت صفاء بقسوة تقطع أوصاله : كويسه؟! لأ… متعورة في جدار الرحم… بسبب العنف… حرام عليك، ليه كده؟”

خفض رأسه فجأة، وراح يحدق في البلاط، كأن الأرض صارت ملجأه من الخزي…

التفتت زاد بدهشة، وغمزت صفاء بمرارة وقالت :  الله! انت يا سلطان… حاطط وشك في الأرض؟”

ضحكت صفاء بسخرية حزينة وقالت: أيوه… يتجننوا وبعدها يندموا… زي صاحب جلال جوزك بالظبط… كانوا هنا امبارح عشان مشكله شبه دي.”

تسمرت زاد مكانها، همسة بدهشة: صاحب جوزي؟ مين فيهم؟”

هتفت صفاء بحدة : فريد الصياد يا ستي.

رفع سلطان حاجبه ببطء، وتمتم بصوت مبحوح بالمرارة:
ماهو مش أنا بس… الباشا بذات نفسه بيفقد السيطرة.”

أطرقت صفاء برأسها يأسا وهتفت : لا بجد عايزه افهم انتو زي التيران بتتجوز ليه بنات جسمها ضعيف ومش ادكم

رفع سلطان جانب فمه بنزق وهتف: وانتي مالك!

التفتت زاد إليه بغضبٍ مكتوم وهتفت : انت ليك عين تبحج؟! اسكت بقا.”

شهقت صفاء ونطقت بالأمر: ايه رايك مراتك عندها جرح؟! يعني متقربش منها لحد ما تخف. خد العلاج ده.

رفع رأسه قليلًا، عينيه مثقلتان بالحزن علي زاد وقال :
ممكن أروح بيها؟”

نظرت زاد الي صفاء التي زفرت بحنق وردت : ممكن. بس لو قربت منها قبل ما تخف… هحبسك.”

علا الغضب ملامحه، وارتجفت شفتاه، ودوى صوته كالبركان: ما براح يا ست الدكتوره! أنا مش هقرب… عشان خايف عليها. مبتهددش يا أختي!”

شهقت صفاء بدهشة وغضب ونظرت إلى زاد : ينفع كده؟!”

شهقت زاد وهزت رأسها بأسف عميق وقالت : لا طبعًا… بس يا سلطان، وقاحتك زايدة عن حدها.”

لوح سلطان بيده بعصبية، صوته يتصدع: ما انتي شايفه! بتهددني… أنا هخاف من تهديد، ومش هخاف على ضي؟!”

ارتفعت نبرة صفاء غاضبة: واضح خوفك معلم فيها أوي! خد مراتك وامشي قبل ما ابلغ عنك.”

اقترب منها خطوة، عيناه تقدحان شررًا وهدر :  هي حصلت؟! طيب… امشي من قدامي قبل ما أعملها معاكي.”

أمسكته زاد بعنف من ذراعه، صاحت في وجهه: كفاية بقا! إيه الجنان ده؟! امشي يا دكتوره لو سمحتي… وانت اهدى بقا، حرام عليك.”

تراجعت صفاء بخطوات غاضبة، تتمتم باحتقار: همجي.”

أما سلطان فقد هوى بجسده إلى الحائط، أسند ظهره، يده على رأسه، صوته يتهدج كأنه يعترف بخطيئة لا تغتفر: أنا… أنا حاسس عقلي ساح من ساعة ما شوفتها بتنزف. أول مره أكره نفسي.”

اقتربت زاد، وضعت كفها على منكبيه، وصوتها حنون رغم قسوة اللحظة: معلش يا حبيبي… متخافش. حالتها مش صعبه. تلات أربعة أيام وهتبقى كويسه.”

رفع رأسه إليها بلهفة طفل جريح، عينيه دامعتان: بجد يا زاد؟”

زاد بحزم صادق: بجد والله.”

أشرق وجهه بوميض رجاء، كأنه تمسك بخيط نجاة وسط غرقه:ربنا يطمنك بالخير… طمنتي قلبي.”

ابتسمت زاد ابتسامة حانية، وهمسة: يلا، ادخل اطمن عليها… وخدها وروح.”

تحرك سلطان نحو الغرفة، خطواته ثقيلة، وقلبه يخبط في صدره كطبول حرب، كأن وراء ذلك الباب خلاصه أو نهايته.

…….

في شقة عمار البدري

عاد عمار من الخارج مثقلًا بالقلق، يبحث عن إبراهيم بلا جدوى… جلس على أقرب أريكة، وضع كفيه على رأسه محاولًا تهدئة فوضى أفكاره…

في هذه اللحظة خرجت آية من غرفتها، وعيناها تلمعان بالاهتمام حين شعرت به…
اقتربت بهدوء وجلست أمامه على الطاولة، وربتت على صدره برقة وهمسة: لقيته يا حبيبي.

فتح عمار عينيه بقهر، وهز رأسه بيأس، غمغم بصوت متقطع: لأ… كلمت كل أصحابه، طول الليل دورت في كل الأماكن اللي ممكن يكون رايح لها… ملقتهوش.

اقتربت منه آية برقة، مملوءة حنانا:  معلش، الصدمة كانت جامدة عليه… أكيد قاعد في مكان يحاول يهدي ويهزم أفكاره.

مسح عمار على ركبته بعنف، وهدر بغضب وخوف:خايف يحصل له حاجة… إبراهيم متهور، خصوصًا وهو سايق وغضبان!

هزت آية رأسها بالنفي، ودموعها تنساب بهدوء:متقولش كده… ربنا يسترها يا حبيبي… متخفش، والله.

نظر لها عمار بعينين مليئتين بالحنان، واقترب، وكور وجهها بين كفيه وهمس:  حبيبتي… أنا مش عارف كنت هعمل إيه من غيرك.

تشبثت أصابعها بقميصه، همسة بارتجاف: متقولش كده… ده أنا بحبك أوي يا عمار، وأنت كل حاجة في حياتي.

نظر لها بعيون تلمع بشغف مكبوت، وظل يراقبها لحظات، قبل أن يميل بجسده للأمام ببطء، وصوته يخرج مبحوحًا: قربي كده… وحشتيني أوي.

لم تنتبه إلا وشفاهه تلتصق بشفتيها قبلة عميقة، بدأت رقيقة، مترددة، ثم راحت تزداد عمقا، لسانه يتسلل ببطء بين شفتيها، يستكشف طعمها، يمتص شفتيها بكل شغف حتى تحولت القبلة إلى نار مجنونة، تلهب أنفاسهما وتذيب كل مقاومة في روحها.

انسحب قليلًا ليلتصق بفمها ثانية، يلتهم شفتيها بلا رحمة، يمتصها وكأنه يبتلع أنفاسها، وهي ترتعش بين يديه وتستسلم لتلك العاصفة الماجنة.

لم يكتفي؛ بل انحدر إلى رقبتها، يزرع فوقها قبلات دامية بالشغف، يمتصها في مواضع مختلفة، يعضها عضة صغيرة ثم يلعقها ليطفئ أثرها، فيترك على بشرتها علامات تشتعل بالحرارة.

شهقت آية، وصوتها يخرج مرتجفا: عمار…لالا … حـ… حرام عليك.”

ضحك بخفوت وهمس جوار أذنها:أنا ماليش غيرك… ومش قادر أسيبك.”

وبحركة مفاجئة، مد ذراعيه فحملها بين يديه،شهقت برعب تمسكت بعنقه، ونهض بخطواته تقودها مباشرة إلى غرفة النوم، اغلق الباب وراءه بعنف هادئ، وكأن العالم كله انمحى إلا هما….

ألقاها عمار على السرير برفق ممزوج بالقوة، بينما ذراعيها تتمسكان بعنقه بتوتر ظاهر، بين رغبة لا تستطيع كبحها وقلق يشتعل في صدرها…

مال بجسده عليها، يلتهم شفتيها بقبلة عنيفة ماجنة، كأنما يريد أن يبتلع أنفاسها كلها…تقطعت أنفاسها ، وارتجفت أصابعها فوق كتفيه، لكنها لا تستطيع أن توقفه.

انحدر إلى رقبتها، يمتصها بعنف ويعضها في مواضع متفرقة، يترك آثارا دامية بالشغف،

بينما يده الأخرى تنزل ببطء نحو سوستة بيجامتها. حاولت آية أن تمسك يده المرتجفة، إلا أنه أبعدها بحزم وفتح السوستة في حركة واحدة، وعيناه تلمعان بجنون وهو يحدق في صدرها الموارب أمامه.

ارتجف جسدها وهي تضع كفيها على صدره محاولة النهوض، لكن عمار أمسكها من كتفيها وأعادها إلى الفراش، صوته يخرج مبحوحا: متقوميش… أنا مش قادر أسيبك… أنا محتاجلك ..”

ثم انحنى يلتهم صدرها، يمتصه بعنف وشراهة، يترك شفتيه ولعابه يلهبان بشرتها…

ارتفع أنينها المرتبك، جسدها يختلط بين الرفض والاشتهاء، حتى شعر بأصابعه تنزلق ببطء نحو أسفلها، تقترب من منطقتها الحساسة.

عندها ارتجفت آية فجأة، كأن تيارا كهربيا اخترق جسدها، فزعت، دفعت عمار بيديها بكل ما أوتيت من قوة، واعتدلت جالسة، ثم قامت بسرعة، تلفتت، تحاول إغلاق سوستة البيجامة بيدين مرتعشتين.

نظر إليها عمار بأنفاس متلاحقة، جسده مشدود من الرغبة، ثم نهض ببطء واقترب منها، صوته منخفض لكنه مشبع بالرجاء: اهدي يا آية… أنا آسف… والله ما قصدي أخوفك.”

ارتجفت آية وهي تحاول التماسك، وانفاسها تتلاحق ، وعيونها تائهة بين الخوف واللهفة المكبوتة.
صاحت بدموعها: أنا بحبك… بس مش هينفع أصبر يا عمار لما نتجوز.

أغلق عمار عينيه بحنق وغضب من نفسه، اقترب منها، وضمها بحضنه مشددًا، وهمس: أنا آسف… مكنتش حاسس… أنا بعمل إيه؟ حقك عليا يا عمري.

تمسكت به آية وهزت رأسها بالنفي، وغمغمت بدموع: أنا مش زعلانة منك… أنا كمان بحبك أوي وعايزك.

مرمغ وجهه في عنقها، وامتصه بشغف وهمس: دانا… هطلع عينك… بس لما نتجوز هفحتك.

لكزته بخفة وهمسة: يا قليل الأدب… إيه اللي بتقول ده؟

نظر لها بدهشة ممزوجة بغضب مصطنع، وهتف: أنا قليل الأدب يا آية… أنا!

تحرك من أمامها فجحظت عينيها برعب، وتمسكت بذراعه وغمغمت بدموع: لااا… لا… مش إنت… أنا آسفة.

أغلق عينيه بحنق مصطنع، وهتف:  اتفضلي… صالِحيني.

اقتربت منه، مررت يدها على وجنته، وقبلته على خده وهمسة: أنا آسفة.

هز رأسه بالنفي، وغمغم: لأ… هو أنا أخوكي… أنا عايز بوسة بجد.

رفعت حاجبها بدهشة: يعني… بوسة بجد دي؟

سحبها من خصرها بحميمية، واقتحم فمها يقبله كأنه يطفئ النار التي أشعلتها بجسده….

لحظات، بدأ كل منهما يتجاوب مع الآخر، يلتهم كل منهما شفتي الآخر بجنون….

مال بها على الفراش، هبط فوقها، وانزلق إلى عنقها وامتصه بعنف، جعلها ترتجف تحت شفتيه، تقطعت أنفاسها ، واغمضت عيناها بين الخجل والاشتهاء.

كان عمار يتنقل بين نهديها ، يمتصه بجنون مرة، يقبلها بلطف مرة أخرى، ولسانه يترك دوائر من نار على بشرتها.

رفعت يديها بارتباك لتصده، لكنها لم تجد نفسها إلا ممسكة بشعره، وكأنها تدفعه أكثر ليلتهمها. حينها ابتسم بخفوت وهمس:شايفة؟ انتي اللي بتندهيني مش أنا.”

شهقت بارتباك، فأخذ يستغل ضعفها، يداه تتحركان ببطء نحو خصرها، ثم ينزل براحته على بطنها، يتلمسها بحذر، يختبر رد فعلها، حتى شعر برجفتها العنيفة. رفع عينيه إليها، وقال بنبرة هادئة لكنها مشتعلة: متخافيش… أنا معاكي.”
حاولت دفعه بوهن يشوبه الدلال، وهمسة: عمااار… اهدي… أبوس إيدك!

تابع نزول يده تدريجيًا، واقترب من موضع حساس لم يلمسه أحد من قبل… ما إن لامس أطرافه المكان حتى انتفضت آية، وجسدها كله اهتزت، وصرخة صغيرة خرجت منها وهمسة:عمار… لأ… مش قادرة.”

ضمها سريعًا إلى صدره، يمسح على شعرها وظهرها ببطء، وهمس مطمئنًا:هششش… متقلقيش… مش هوجعك… ده طبيعي… سيبيني أعلمك الإحساس معايا.
انا مش قادر اتحمل… ولا امسك نفسي اكتر من كده يا قلبي!!

بقي يحتضنها حتى هدأت أنفاسها قليلًا، ثم عاد يرفع رأسها ليقبلها قبلة عميقة أخرى، يذيب خوفها داخل فمه، ولسانه يلاعب لسانها حتى استسلمت من جديد، تنهيدة دافئة خرجت منها وهي تستسلم بين يديه.

ببطء شديد، عاد يمرر يده على فخذها من الخارج
للداخل، يقترب أكثر فأكثر، بينما هو ينهش رقبتها وكتفها بشغف.

وعندما لامس موضعها الحساس مرة أخرى، كانت هذه المرة مختلفة؛ ارتعاشتها لم تكن رفضا، بل خليط من الخوف واللذة، وكأن جسدها بدأ يعترف برغبة لم تعرفها من قبل.

ابتسم وهو يراقب ارتجافها، ثم همس عند أذنها: سيبيني أوصلك للسماء… هتشوفي إزاي أنا مجنون بيكي.”

ضغط عليها برفق وبدأ يداعب أنوثتها ، ارتفع ظهرها عن الفراش وهي تشعر بالحرارة الجارفة بينهما، حرارة تتخطى الخجل وتدفعها للاستسلام، ارتجف جسدها بعنف… وقبضت علي الفراش .. وصرخت صرخة صغيره لم تفلح في كتمها…التهم شفتيها وانفاسها وصرختها

ونظر لها ويده تقبض على صدرها، وغمغم بصوت أجش مثير: يلا نتجوز… أبوس إيدك… مش قادر.

تراجعت بصعوبة بأنفاس متقطعة وسحبت الغطاء علي نفسها وغمغمت بدموع : هنتجوز والله… بس كفاية… النهار هيطلع… روح أوضتك يا حبيبي.

أشفق عليها وهزته دموعها.. فنهض على مضض، التقط قميصه وارتداء، وغمغم: ماشي… نتجوز… بس ويلمنا سرير.

بلعت لعابها بصعوبة، وهزت رأسها وهمسة بدموع : هنتجوز والله.

أومأ برأسه، وتحرك إلى الخارج وهو يشعر بأن جسده على وشك الانفجار من شدة الضغط على نفسه…

دخل غرفته، وتوجه إلى المرحاض، ووقف تحت الماء البارد. رفع مستوى الماء ليزداد برودة، ووقف هناك، كور قبضته بعنف، يحاول السيطرة على أعصابه التي أحرقتها آية بجمالها وأنوثتها الفتاكة بين أحضانه.

دلف سلطان الي غرفة الكشف، عينيه مثقلتان بليل طويل، وقلبه يتخبط في صدره كطير جريح….

دخل على ضي بخطوات مرتعشة، كأن الأرض من تحته تنزلق. كانت ممددة على السرير، شاحبة الملامح، عيناها نصف مغمضتين، وصدرها يعلو ويهبط بأنفاس متقطعة.

اقترب منها، جلس على حافة الفراش، مد يده ليمسد شعرها المبلل ، وصوته خرج مرتجفًا: يا روح قلبي… يا عمر سلطان… سامحيني.”

فتحت عينيها بصعوبة، لم تتكلم، لكن دمعة ساخنة انسلت على وجنتها… مسحها سريعًا، وكأنها دمعة على قلبه لا على وجهها… انحنى وقبل جبينها قبلة مبللة بالذنب، وهمس: قوميني من موتي ده… ماتعمليش فيا كده .. أنا عارف اني غبي .. ودي اكتر حاجه كنت شايل همها وخائف اقربلك !!

نظرت له بدهشة فرفعها بحذر بين ذراعيه، حملها كمن يحمل الضعف كله، واتجه بها خارج المستشفى…

كان الليل كثيفا، والشارع صامتًا إلا من وقع خطواته الثقيلة وصوت أنفاسها الواهنة.

فتح باب السيارة، جلس في المقعد الأمامي، وضمها إلى صدره، وضع رأسها على كتفه، ولف حولها معطفه وكأنما يغطيها من برد الدنيا وظلمته. ثم انطلق بالسيارة، يقود بيد ويشدها بالأخرى إلى قلبه.

ركن السيارة في مكان خال على أطراف الطريق، لا ضوء هناك إلا أضواء السيارة الخافتة، ولا صوت إلا حفيف الريح وهي تعانق الأشجار اليابسة، كأن الطبيعة كلها تبكي معهما والظلام يخبئ دموع الرجال… أوقف المحرك، وأحاطها بذراعيه، ينظر في وجهها وكأنه يراه لأول مرة.

وهمس بصوت مبحوح، كأنه يعترف : أنا مجنون… آه مجنون بيكي… بس ما كنتش عارف إني ممكن أوجعك بالشكل ده. سامحيني يا ضي… سامحيني ياحبيبي .”

رفرفت شفتاها، حاولت أن تتكلم، لكن صوتها كان واهنًا:

انا عارفه انك بتحبني بس انت بتخوفني يا سلطان… أنا بحبك أوي… بس ليه العنف؟! احنا ممكن نكون مع بعض من غير العنف ده .. وهنكون مبسوطين بردو..

شهق قلبه قبل صدره، ضغط على يدها كأنها حبل نجاة، ثم قال بعزمٍ يتخلله بكاء مكتوم: لا يا روحي… متخافيش تاني. من النهارده أنا اللي هخاف… أخاف أوجعك… أخاف دمعة تنزل من عينك بسببي. اقسم بالله… عمري ما هقربلك غير وإنتي في حضني مرتاحة.”

أخفض رأسه على رقبتها، يزرع فيها قبلة طويلة باكية، ثم رفع عينيه بعينين محمرتين: انتي مش مراتي… انتي حياتي. ولما دمك نزل بين إيديا… حسيت إني قتلت نفسي.”

أغمضت عينيها ببطء، وارتجفت شفتيها وهمسة : أنا بحبك… حتى وإنت قسي عليا.”

ضرب صدره بكفه وكأنه يعاقب نفسه: وآه من قسوتي علي اغلي ما ليا ! بس خلاص… آخر مرة، بوعدك. من هنا ورايح

هتعيشي معايا زي الملكة، مش هتشوفي غير الهنا.”

ضمها أكثر، كأن بين ضلوعه يحاول أن يعيدها للحياة، ثم أراح رأسه فوق رأسها، وصوته متحشرج كأنه يعترف أمام القدر : يا ضي… لو جرالك حاجه، أنا أموت. والله العظيم أموت. خليكي ليا… سامحيني.”

امتدت يدها الضعيفة، لمست وجهه برفق، تمسد وجنته كأنها تربت على طفل يائس، وهمسة بصوت خافت لكنه صادق: مسامحاك يا سلطان… انت حبيبي… بس كان صعبان عليا اوصل معاك لدرجه اخف من حضنك…
انت بجد تجنن .. وانا في حضنك بكون مبسوطه ..وحاسه احساس كاني فوق السحاب …
بس في لحظه كده الالم بيكون أشد ..عشان كده خوفت نوصل اني اكره نفسي في حضنك ..

ابتسم رغم دموعه، قبل يدها بلهفة، ثم طبع على شفتيها قبلة حنونة طويلة، قبلة رجل لم يعد يريد أن يملك، بل أن يصون… احتضنها إلى صدره، كأنما يدفنها في قلبه للأبد، ووعده يتردد في صدره كقسم لا رجعة فيه:
لن تؤذيك يداي ثانيةً… بل ستظل تحرسك إلى أن يفنى عمري.
مسح على شعرها بيده المرتعشة، وصوته انكسر وهو يقول: حقك عليا الليل كله شاهد عليا يا ضي… شاهد إني جرحتك، وشاهد إني ندمان… أنا كنت فاكر الجنون حب، بس طلع الحب أمان، وأنا حرمتك منه.”

رفرفت جفونها، أمسك يدها المرتجفة ووضعها على صدره حيث ضربات قلبه تتسارع بجنون.حاسه؟ ده قلبك… مش قلبي. لو وقفتي… يقف هو كمان…سامحيني يا روحي… والله ما هتكرر… من النهارده أنا مش هخوفك ولا اوجعك، أنا هعيش أطمنك، أصونك، أضحكك. مش هسيبك تبكي تاني… حتى لو الدنيا كلها بكتني.”

اقترب أكثر، يزرع قبلات حنونة على جبينها، على جفنيها المغلقتين، على أصابعها التي تشد عليه وكأنها تقول له: لا تتركني.

ضي بصوت ضعيف، متقطع: خلاص يا حبيبي أنا… بحبك… يا سلطان.

شهق كطفل وجد ضالته بعد خوف طويل، شدها إلى صدره أكثر، وهمس والهواء البارد يلفح وجهيهما : وأنا… أنا مدمنك يا ضي. مدمن ريحتك، مدمن صوتك، مدمن عيونك. أنا مش عايش من غيرك. الليلة دي… كسرتني. بس أوعدك هابني نفسي من تاني علشانك.”

جلس معها في حضنه طويلًا، والليل يلفهما بصمته، والريح تدندن حولهما بأغنية حزينة، كأن الكون كله انحنى احتراما لوعد رجل لامرأة هي عمره

……….

في أحد الأماكن السياحية، كان المكان يعج بالموسيقى الصاخبة وأضواء تتراقص على الجدران، تملأ الجو بحيوية عجيبة. جلس ياسر بجانب جنات، وعز بجانب عليا، التي شعرت وكأنها دخلت عالمًا مختلفًا عن كل ما عرفته.

نظرت حولها بدهشة، همسة : المكان ده غريب أوي يا عز… أنا أول مرة أشوف حاجة زي كده.

ابتسم عز، مرر يده برقة على شعرها وهمس في أذنها بعبث: يعني خايفة؟

هزت رأسها بالنفي وهمسة: طول ما أنت معايا… أنا مش بخاف من أي حاجة في الدنيا.

اقترب أكثر، مرر يده على ظهرها بلطف، وهمس: تعالي نرقص لحد ما العشاء ينزل.

ترددت، وغمغمت بخجل: أنا مبعرفش أرقص… وهتكسف أوي.

ضحك عز بخفة، نهض، وسحبها إلى حضنه وهمس: اتمايلي في حضني… وبس كده.

نظر له ياسر بدهشة: رايحين فين؟

أشار له عز وغمز بعبث: عيش وسيبني أعيش يا عم ياسر.

دخل عز وعليا إلى مكان الرقص، وبدأت تتمايل بخفة بين أحضانه، تحس بالأمان والدفء الذي يحيط بها. كل حركة، كل تمايل كان يرسل شرارة من الإثارة اللطيفة بينهما. رفع عز حاجبه بدهشة وهو يراقبها: كل ده ومتعرفيش… دانتي اكتشاف.

ابتسمت عليا بخجل، وسندت رأسها على صدره، فضمها بحنان أكثر، وارتفعت دقات قلبهما مع كل نبضة موسيقى، ليغرقا في عالمهما الخاص، حيث لا شيء سوى حرارة وجود الآخر وهمساته المكتومة، وإحساس لا يوصف بالأمان والاشتياق في حضن بعضهما.

على الطاولة،

اقترب ياسر من جنات وهمس في أذنها بصوت مبحوح:
مبسوطة؟

نظرت له بعينين تلمعان بالشغف والخجل، وهزت رأسها بالإيجاب.

مرر يده على وجنتها برفق، ثم ضغطها بحنو، وهمس:
سمعيني… يا قلبي… مبسوطة أوي؟

ابتسمت بخفوت وهمسة: مبسوطة أوي.

وضع يده على ظهر الكرسي بقوة بسيطة، وهمس بجرأة:
جنان… إنتي مش بس جنات… إنتي أكتر من كده بكتير.

ضحكت بخجل وبغنج، وهمسة: حاسب على عقلك يا ياسو.

سحب الكرسي إليه بشكل أسرع، والتصق بها وهمس في أذنها بعبث:مش لو كنا في البيت دلوقتي… كنا شربنا المانجا دي بطريقتنا… عارفة أنا قصدي إيه.

نظرت إلى كوب العصير أمامهم، وهمسة بخجل ممزوج بالفضول: اممم… بس أنا مبسوطة هنا كمان.

ابتسم بخبث، اقترب أكثر، وهمس: يعني هتشربي المانجا عادي زي كل الناس؟

رفعت منكبيها بدلال قاتل، وهمسة: وإيه المشكلة؟

اقترب ياسر منها أكثر، ضم كتفها بجاذبية وهمس بجرأة:
أنا مش بستطعمه غير من بين شفايفك… وبين صدرك… وبين رجليك كمان.

دفعته برفق، واتسعت عيناها بالخجل والدهشة وهمسة:
يا مجنون… حد يسمعنا.

مرر يده على فخذيها بثقة، وهمس: كله حواليكي… فوق بعضه… ومحدش مركز مع حد، غير أنا.

قبضت على يده، وعينها تلمعان بالدموع، وهمسة: ياسر… أبوس إيدك… هتفضحنا.

ابتسم بجانب فمه بعبث وغمغم: يلا نروح… وانا اعيشك ليله تحلفي بيها !!

هزت رأسها بالنفي، وهمسة: تؤتؤ…

اقترب منها، قبلها على وجنتها بشغف، وهمس:تؤتؤ… كده لازم تعذبيني على ما أطولك… عايزة أكمل معاكي كل حاجة.

مررت إصبعها على أزرار قميصه، وهي ترتجف، وهمسة:
لأ… لأ… انت بس اللي مش بتفكر غير في السرير.

ابتسم لها بجرأة، ووصلت يده بين ساقيها وهمس:
هو في أحلى من السرير… واللي بيحصل فيها يا جنان؟

قبضت على يده ونتفضت بفزع بسرعة وهمسة: ياسر… عايزة أروح الحمام.

ابتسم بعبث، وهمس: حاضر… تعالي يا قلبي!!

نهض معها، تحرك إلى المرحاض، أشار لها بيده، ودلفت إلى الداخل، وغمغم بصوت منخفض: أجي معاكي؟

لكزته بخفة وهمسة: اتلم يا ياسو.

دلفت جنات إلى المرحاض، ووقف ياسر يمسح على شعره بدهشة، وهمس لنفسه: بتقولي اتلم يا ياسو وأنا سامعه في ودني تعالي يا ياسو … إيه الجنان ده؟

قطع أفكاره صوت الهاتف، نظر له وهمس: جنات… هرد على التلفون بره… بعيد عن الدوشة.

ردت من الداخل: ماشي.

تحرك ياسر إلى الخارج بعيدًا عن صخب المكان، ورد على الهاتف بصوت متحشرج ومشحون بالغضب.

داخل القاعة، خرجت جنات، تحركت بسرعة إلى الطاولة الخاصة بهم وجلست، رفعت كوب العصير وارتشفت منه القليل.

ـــ يااه… الدنيا صغيرة أوي… أخيرًا طلعتي من الحارة… وحشتيني أوي.

جحظت عينا جنات بدهشة مخلوطة بالرعب، فتعرف ذلك الصوت جيدًا. التفتت، ونظرت له وكأن الأرض انقلبت تحت قدميها، وشهقت بفزع وغضب: انت اتجننت؟ انت عايز إيه؟

اقترب خالد، ووقف أمامها بجسده العريض، وهمس ببرود: بصي… طول الوقت اللي فات عملت المستحيل عشان أنساكي… حتى سافرت بره البلد… بس مقدرتش… أنا بحبك يا جنات… والله مش بضحك عليكي.

تجمد ياسر في مكانه، كأن صاعقة أصابته، وسند على أحد الطاولات.

هبت جنات بغضب عارم، وهتفت: بص… انت بني آدم وقح ومهزء… مش هتمشي بالذوق… أنا بحب تراب جذمة جوزي… ولا أنت ولا ألف معاك تحركوا شعرة… ابعد عني أحسن لك!

اشتعلت عينا ياسر بالغضب والجنون، واندفع نحو خالد بدون تفكير، لكن توقف فجأة عندما هز خالد رأسه بالنفي وهمس:جوزك اللي سايبك للحزن والوحدة… تنهش قلبك ومش حاسس بيكي… بتحبيه على إيه؟ ده ميستاهلش حبك أصلاً أنا.

قطع جملته لطمة عنيفة من جنات على وجنته، فأدارت وجهه للجهة الأخرى.

نظر له خالد بحنق ممزوج بالغضب، ونظرت له جنات بغضب حارق، وهدرت: المرة الجاية لو شفتك قدامي هقتلك!

قبض ياسر على عنقه بشدة، وهدر: وليه نستنى المرة الجاية… هنا ودلوقتي … هشرب من دمك يا ابن الـ****

شهق خالد وصرخت جنات برعب وتراجعت للخلف، وضرب ياسر خالد بلكمة قوية، لكنه ظل قابضا على ياقة سترته، وعالجه بثلاث لكمات متتالية، حتى انفجرت أنفه بالدماء.

صاح الجميع بصخب، وانفجرت حالة من الهلع في المكان.

اقترب عز وعليا بسرعة، وحاول عز سحب ياسر عن خالد، وصاح بغضب : في ايه يا ياسر… إيه ده؟ سيبه… وفهمني!

صاح ياسر بعنف، وهو يضرب خالد الشبه فاقد الوعي:
ابن الـ بيحب مراتي… بيحب جنات!

نظر له عز بعينين تلمعان بالغضب، قبض على فروة رأس خالد الذي صاح وهو يهزي : خلاص… مش هجي جنبها تاني!

صاح عز بغضب: اضرب يا شقو… افلقه… ابن المرة!

ضربه ياسر بمقدمة رأسه بعنف، واقترب من أذنه وهمس بفحيح حاد: لو شوفتك أو لمحتك في أي حتة تانية… حتى لو هي مش موجودة… قول على نفسك البقاء لله…؟

هز رأسه بشكل هستيري، وصاح: مش هتشوف وشي… والله هبعد… هبعد!

دفعه ياسر بعنف على الأرض، وسقط خالد بلا حراك.

اقترب ياسر من جنات، التي انكمشت في حضن عليا برعب، سحبها إليه، وتمتم بصوت متحشرج: مقولتيش ليه إن العر* ده بيضايقك؟

هزت رأسها وهمسة: عشان دي أول مرة من كام شهر ضيقني… وأنا وقفته عند حده.

قَطب حاجبه بدهشة ممزوجة بالغضب، وهدر: كام شهر وأنا كنت فين؟

انزلقت دموعها بحزن، وغمغمت: كنت بعيد عني… كنت بشحت الكلمة والاهتمام منك… كنت هضيعني… وتضيع نفسك وبيتنا.

اقترب منها ياسر، سحبها لحضنه، وهمس: حقك عليا… أنا كنت مغفل ومضيع… أحلى حاجة في الدنيا.

شهقت عندما حملها بين ذراعيه ولفت ذراعيها حول عنقه وتحرك بها إلى الخارج، وخلفه حاوط عز خصر عليا وخرج خلفهم، كل خطوة منهم محملة بالغضب، العاطفة، والخوف، وسط صخب المكان الذي بدأ يهدأ تدريجيًا.

صباحا في فيلا سلطان الهواري…

فتحت الشمس عينيها لتغمر الغرفة بضوءها الدافئ، وفتحت ضي عينيها على صوت الهاتف المتواصل.

نظر سلطان حوله، ووقف قلبه لحظة على ضي، المنكمشة بين أحضانه، نائمة بهدوء على صدره. مد يده برقة، قبل جبينها بحنان وهمس: صباح الفراولة أووي…

لكن الهاتف لم يتوقف عن الرنين… زفر سلطان بحنق، وسحب الهاتف من على الطاولة، وأمعن النظر فيه لحظة، قبل أن يقفز من الفراش جالسا، وجهه مشحون بالغضب:
إنت كده جبت آخرك يا ابن المرة المـ*!

كانت الغرفة تملؤها صرخات الهاتف، وصدى كلماته الثقيلة يتناثر بين الجدران، فيما ضي لا تزال في حضنه، لم تفقد هدوءها، لكن قلبها كان ينبض سريعًا مع شعوره بالغضب والحماية.

ووووووووووووووو

ساااحره القلم ساره احمد 🖋️

3.9 1002 votes
Article Rating
Subscribe
نبّهني عن
guest
866 تعليقات
Oldest
Newest Most Voted
Inline Feedbacks
View all comments
Eriny
Eriny
2 أيام

تو ووووحفه من قبل اما اقرا ❤️❤️❤️🥰😘🥰😘

ندي
ندي
2 أيام
Reply to  Eriny

تسلمي يا قمر ♥️

Samar
Samar
2 أيام

😍😍😍

ندي
ندي
2 أيام
Reply to  Samar

♥️♥️♥️♥️♥️

Arwa Zaki
Arwa Zaki
2 أيام
Reply to  Samar

ايه الجمدان ده

dodo
dodo
2 أيام

جميل اوي كالعادة ❤️❤️❤️

ندي
ندي
2 أيام
Reply to  dodo

تسلمي يا قمر ♥️

Shimooo
Shimooo
2 أيام

جمييل جداااا😍❤️❤️❤️

ندي
ندي
2 أيام
Reply to  Shimooo

تسلمي يا قمر ♥️

Omnia
Omnia
2 أيام

بحب رواياتك جدا

ندي
ندي
2 أيام
Reply to  Omnia

تسلمي يا روحي ♥️

لولو
لولو
2 أيام

جنرال قلبي يا ناس العسل

ندي
ندي
2 أيام
Reply to  لولو

♥️♥️♥️♥️♥️

هدير سيد
هدير سيد
2 أيام

اكيد روعه كالعاده ❤️❤️❤️❤️

ندي
ندي
2 أيام

تسلمي يا قمر ♥️

جودي ممدوح
جودي ممدوح
2 أيام

😘😘 ياجماله تسلم ايدك يا قلبي

ندي
ندي
2 أيام

تسلمي يا قمر ♥️

Roma
Roma
2 أيام

تحفه

ندي
ندي
2 أيام
Reply to  Roma

من ذوقك يا قمر ♥️

جودي ممدوح
جودي ممدوح
2 أيام

😘 ابداع ❤️❤️

ندي
ندي
2 أيام

تسلمي يا قمر ♥️

جودي ممدوح
جودي ممدوح
2 أيام

❤️ روعه روعه روعه

ندي
ندي
2 أيام

من ذوقك يا قمر ♥️

لولو
لولو
2 أيام

دا سلطان عادي ، امال لو عرفت الروسي هتعمل اي ههههه

ندي
ندي
2 أيام
Reply to  لولو

😂😂😂

لولو
لولو
2 أيام

انا عاوزة من سلطان

ندي
ندي
2 أيام
Reply to  لولو

🥰🥰🥰🥰🥰

لولو
لولو
2 أيام

ممكن يا جنرال كريقة تعلم اللغات بليييز هههههه

ندي
ندي
2 أيام
Reply to  لولو

هيعمل كورس 😂🥰

لولو
لولو
2 أيام
Reply to  ندي

يا ريت كلنا هنستفاد بس كورس لغات ماتفهموش صح ..، قصدي غلط هههههه

مريم
مريم
2 أيام

تووووووحفه روعه روعه روعه ❤❤❤

ندي
ندي
2 أيام
Reply to  مريم

تسلمي يا قمر ♥️

MariaM
MariaM
2 أيام

❤❤❤❤❤❤

ندي
ندي
2 أيام
Reply to  MariaM

♥️♥️♥️♥️

Imen Kraoua
Imen Kraoua
2 أيام

نحط نجمة و تعليق و بعدين نقرأ على رواق

ندي
ندي
2 أيام
Reply to  Imen Kraoua

والله سهل شوفتي♥️♥️😂

لولو
لولو
2 أيام

حرام عليك في اي هي قدك ، يا نهار احمر النهاردة

ندي
ندي
2 أيام
Reply to  لولو

ونبي حد يفهمه♥️😂

Last edited 2 أيام by ندي
لولو
لولو
2 أيام
Reply to  ندي

اتربي زي فريد ، اللهم لك الحمد

Imen Kraoua
Imen Kraoua
2 أيام

متاكدة أنه الفصل ناااار من قبل ما أقرأ 🔥🔥🔥

ندي
ندي
2 أيام
Reply to  Imen Kraoua

تسلمي يا ايمو ♥️

Hadia
Hadia
2 أيام

البارت روعه تسلم ايدك

ندي
ندي
2 أيام
Reply to  Hadia

تسلمي يا قمر ♥️

Imen Kraoua
Imen Kraoua
2 أيام

تسلم الايادي ❤️ 🥰❤️🥰❤️

ندي
ندي
2 أيام
Reply to  Imen Kraoua

تسلمي يا روحي ♥️

لهيب ال مراد
لهيب ال مراد
2 أيام

تحفة تسلم ايدك 🥰🥰🥰

ندي
ندي
2 أيام

حبيبتي ♥️

Aneenelrooh
Aneenelrooh
2 أيام

روعه تسلم ايدك ياقلبي ❤

ندي
ندي
2 أيام
Reply to  Aneenelrooh

تسلمي يا روحي ♥️

رلينا
رلينا
2 أيام

تحفة اوي

ندي
ندي
2 أيام
Reply to  رلينا

تسلمي يا روحي ♥️

Aneenelrooh
Aneenelrooh
2 أيام

💕🌹💖😍

ندي
ندي
2 أيام
Reply to  Aneenelrooh

♥️♥️♥️♥️♥️

hanan mohammed
hanan mohammed
2 أيام

تحفه تحفه تحفه

hanan mohammed
hanan mohammed
2 أيام
Reply to  hanan mohammed

❤❤

ندي
ندي
2 أيام
Reply to  hanan mohammed

تسلمي يا قمر ♥️

لينو
لينو
2 أيام

تحفه فنيه

ندي
ندي
2 أيام
Reply to  لينو

حبيبتي تسلمي ♥️

لولو
لولو
2 أيام

فريد تاني ولا القديمة الطم حراموعليكو هما قدكوا

ندي
ندي
2 أيام
Reply to  لولو

فهموهم 🥲

لولو
لولو
2 أيام
Reply to  ندي

للاسف ما بيفهموش ، تعالي عيكي جنبي عليهم

Jessy
Jessy
2 أيام

خطيرررر

ندي
ندي
2 أيام
Reply to  Jessy

تسلمي يا قمر ♥️

Hudaa
Hudaa
2 أيام

يجنن تحفففففة

ندي
ندي
2 أيام
Reply to  Hudaa

من ذوقك يا قمر ♥️

لولو
لولو
2 أيام

كنتي وحشاني يا بت يا زاد والله ، الا انتي خلفتي ولا لا

ندي
ندي
2 أيام
Reply to  لولو

بنوته عسل ♥️

Eman
Eman
2 أيام

جامد كالعادة ❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

ندي
ندي
2 أيام
Reply to  Eman

تسلمي يا قمر ♥️

ليان يحيي
ليان يحيي
2 أيام

♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️

ندي
ندي
2 أيام

♥️♥️♥️♥️

نونه
نونه
2 أيام

تسلم ايدكى يقلبى تحفه اوووى💓💓🔪

ندي
ندي
2 أيام
Reply to  نونه

حبيبتي من ذوقك ♥️

لولو
لولو
2 أيام

عمار قليل الادب عيب

ندي
ندي
2 أيام
Reply to  لولو

مش صاحب سلطان 🙂♥️

mai
mai
2 أيام

تحفه بجد تسلم ايدك

ندي
ندي
2 أيام
Reply to  mai

تسلمي يا قمر ♥️

Menna
Menna
2 أيام

👌 تحفه بجد

ندي
ندي
2 أيام
Reply to  Menna

من ذوقك يا قمر ♥️

Laila
Laila
2 أيام

احلي كاتبه

ندي
ندي
2 أيام
Reply to  Laila

ساحرة القلم ♥️

Nadjet
Nadjet
2 أيام

واو عن جد واو البارت يجنن تسلمي يارب

ندي
ندي
2 أيام
Reply to  Nadjet

تسلمي يا قمر ♥️

لولو
لولو
2 أيام

عمااااار عيب كدا يا بابا الله يحرقك انت انحرفت زي صحبك

ندي
ندي
2 أيام
Reply to  لولو

قولتيها صاحبه ♥️🙂

Nashwa madhat
Nashwa madhat
2 أيام

تحفه

ندي
ندي
2 أيام
Reply to  Nashwa madhat

تسلمي يا قمر ♥️

فرح
فرح
2 أيام

جمدانككك يـسووو 🥹💗💗💗

ندي
ندي
2 أيام
Reply to  فرح

تسلمي يا قمر ♥️

Salma
Salma
2 أيام

تحفه ♥️

ندي
ندي
2 أيام
Reply to  Salma

من ذوقك يا قمر ♥️

Ahmedwaled
Ahmedwaled
2 أيام

جميل رائع

ندي
ندي
2 أيام
Reply to  Ahmedwaled

حبيبتي من ذوقك ♥️

ملك ❤
ملك ❤
2 أيام

توححححففةةةةة

ندي
ندي
2 أيام
Reply to  ملك ❤

حبيبتي تسلمي ♥️

Nashwa madhat
Nashwa madhat
2 أيام

😍😍😍😍😍😍😚

ندي
ندي
2 أيام
Reply to  Nashwa madhat

♥️♥️♥️♥️

Ahmedwaled
Ahmedwaled
2 أيام

تسلمي

ندي
ندي
2 أيام
Reply to  Ahmedwaled

حبيبتي ♥️

جنة الورود
جنة الورود
2 أيام

تحفة اوى

ندي
ندي
2 أيام

تسلمي يا قمر ♥️

jojo eslam
jojo eslam
2 أيام

تحفه تحفه تحفه تحفه بجد كل مره بيبقي احلي واجمل من اللي قبله بجد تسلم ايدك وعيونك ياروح قلبي 🥰🥰🥰🥰🫂🥹🥹

ندي
ندي
2 أيام
Reply to  jojo eslam

وال جاي نار 🔥😘

لولو
لولو
2 أيام

جدعة يا اية ، غووور يا عمار

ندي
ندي
2 أيام
Reply to  لولو

مش صاحب سلطان 🙂